بوابة الوفد:
2025-06-16@11:24:44 GMT

حلفاء الظل

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

عندما نتحدث عن «البُعد الأخلاقي» لدى البشر، فإننا بالتأكيد نشير إلى معيارٍ متفردٍ، يجعل الإنسان إنسانًا، لكننا ربما نصطدم ـ في كل زمان ومكان ـ بـ«حلفاء الظل»، أو مَن يُسمون بـ«الطابور الخامس»، المتجردين من كل القيم، وكافة معاني الإنسانية والرحمة والوطنية والدين والأخلاق.
هؤلاء «الخونة» و«العملاء» المأجورون، يشتركون «خلف الخطوط» في مؤامرات تُحاك وتُدار من خارج حدود الأوطان، ويُشكلون سَنَدًا ودعمًا وقوة متحفزة، لدعم العدو، الذي يقوم بتكليفهم بمهام خسيسة، لا أقلها الوشاية على بعض المستهدَفين، خصوصًا إن كان المستهدَف «صيدًا ثمينًا»!
بالطبع، قد يوصف «الطابور الخامس» ـ في مفاهيمنا الحالية ـ بالخانعين، المرجفين، المحبِطين، التافهين، الجبناء الذين يقفون في منتصف الطريق، أو المثيرين للرعب والفزع، ويشيعون الفوضى وينشرون الشائعات، ليكونوا معول هدم في تماسك الجبهة الداخلية للأوطان.


على مدار ما يقارب ثمانية عقود، ينتهج «الكيان الصهيوني» سياسة الاغتيالات، التي لم تتوقف، منذ نشأة «الكيان اللقيط»، باعتبارها «استراتيجية ردع»، تستهدف قيادات دينية وسياسية وعسكرية وعلماء.. متجاوزة كل الحدود الأخلاقية والإنسانية.
خلال عام «طوفان الأقصى»، باتت سياسة الاغتيالات «الإسرائيلية» أكثر كثافة وتتابعًا وتمددًا، وباتت خريطة الاستهداف أوسع جغرافيًّا، لتلاحِق قادة المقاومة في كل مكان حول العالم، بدعم استخباراتي أمريكي ـ بريطاني، قذر!
ربما لم يُدرك «الصهاينة» بعد، أن الأمة لا تُهزم باستشهاد قادتها في المعارك، وإنما تُهزم بانكسار إرادتها على الاستمرار، لأن الشهادة مطلب الأحرار، وهي دليل إيمان بالقضية العادلة.. وذلك المنطق بالتأكيد لا يفهمه هؤلاء «اللقطاء».
كما أن خسارة قائد ـ مهما كان حجمه ـ في معركة غير عادلة، يزيد المقاومة طاقة إضافية، حيث لا قيمة لمقاومةٍ إن لم تُرْوَ بالتضحيات ودماء القادة والأبطال، ولذلك فهي دائمًا متجددة وقادرة على إنجاب عشرات القيادات الأكثر شراسة وصلابة.
للأسف، لم تكن المواقف العربية ـ رسميًّا وشعبيًّا ـ تتناسب مع فداحة جرائم اغتيال «حسن نصرالله»، ومن قبله «إسماعيل هنية»، وغيرهم من قوافل الشهداء في فلسطين ولبنان، وما تمثله سياسة الاغتيال القذرة من رسائل لإثبات هيمنة المحتل الغاصب وفرض إرادته.
إنه لشيء مخزٍ، ما تابعناه مؤخرًا، من مواقف متخاذلة لنُخَبٍ فكرية وثقافية وإعلامية «عربية»، وبعض «أدعياء الدين»، بتناولهم جرائم الاغتيال بالتَشَفِّي تارة، وبالشماتة والتشويه تارة أخرى، بل إن بعضهم بالغ في تكفير الشهداء، ونَعْتهم بتعبيراتٍ مُنْحَطَّة، لا تليق بقدسية الاستشهاد، في سبيل الله والوطن والأرض والعرض!
أخيرًا.. إن سياسة النَّفَس الطويل، والصبر الاستراتيجي، والعقلانية، ربما تُفيد مع دُوَلٍ تحترم قواعد الاشتباك وقوانين الحروب، والقيم الأخلاقية والإنسانية، لكنها تُعطي نتائج عكسية مع عدو مُنْحَطٍّ يدوس على جميع هذه القواعد، بأحذيته الملوثة بدماء القادة والأطفال والنساء والمُسِنِّين.
فصل الخطاب:
يقول «تشي جيفارا»: «الأقربون طعناتهم أخطر، لأنها تأتي من مسافات قصيرة»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسن نصرالله زعيم حزب الله حماس غزة لبنان محمود زاهر سياسة الاغتيالات طوفان الأقصى قواعد الاشتباك الإبادة الجماعية السنة والشيعة استراتيجية الردع المقاومة الاسلامية سلاح المقاومة

إقرأ أيضاً:

شاهد.. روبوتات بوسطن ديناميكس ترقص في تجربة أداء ببرنامج مواهب شهير

ظهرت مجموعة من الروبوتات رباعية الأرجل التابعة لشركة بوسطن ديناميكس Boston Dynamics، على مسرح برنامج المواهب الأمريكي الشهير “America’s Got Talent” لتقديم عرضا راقصا يجمع بين التقنية المتقدمة والحركة الإبداعية.

وبحسب ما ذكره موقع “techcrunch” التقني، قدمت روبوتات بوسطن ديناميكس، عرضا راقصا متزامنا على أنغام أغنية "Don’t Stop Me Now" لفرقة Queen، ما أثار إعجاب لجنة التحكيم ومنحهم أربعة أصوات "نعم" كاملة.

واتساب يطلق ميزة لإنشاء روبوتات دردشة بالذكاء الاصطناعي دون برمجةأمازون تختبر روبوتات بشرية لتولي مهام التوصيل

لكن لم تخل السهرة من المفاجآت، إذ تعرض أحد الروبوتات الخمسة لما يشبه "رهبة المسرح"، فتوقف عن العمل وسط العرض، إلا أن الروبوتات الأربعة الأخرى واصلت الرقص، ملتزمة بشعار "العرض يجب أن يستمر".

وعلق الحكم "سايمون كاول" على الأداء قائلا: "هل أكون صريحا معكم؟ لا أقصد الإساءة، لكن ما حدث كان بطريقة ما أفضل.. لأنه أظهر مدى صعوبة ما تقومون به".

ورغم طرافة الموقف، فإن كاول أشار إلى نقطة جوهرية: الفشل أحيانا يوضح لنا حدود التكنولوجيا وقدراتها الفعلية.

ولطالما كانت شركة بوسطن ديناميكس متحفظة بشأن أخطاء روبوتاتها، وكانت حريصة على تقديمها بصورة مثالية تشبه المستقبل.

ولكن قبل سنوات بدأت الشركة بمشاركة لقطات تظهر كيف أن إنتاج فيديوهات مثيرة لتلك الآلات يتطلب هندسة دقيقة وتجارب عديدة، مع حالات تعثر وسقوط كثيرة، خاصة في روبوتات "أطلس" التي تؤدي حركات باركور.

وكتبت الشركة حينها في مدونة: "عندما تدفع الروبوتات إلى أقصى حدودها، فمن الطبيعي أن تصل إلى تلك الحدود أحيانا".

ومن المفارقة، أن تعثر أحد الروبوتات في عرض تلفزيوني ربما يجعله أكثر تميزا في الذاكرة من عرض مثالي بلا روح أو كما وصفه البعض: “روبوتي جدا”، ومن يدري، ربما يصبح هذا العطل لحظة أيقونية، تماما كما حصل مع "بيكاتشو المنكمش" الذي خطف الأنظار سابقا.

طباعة شارك بوسطن ديناميكس روبوتات روبوتات بوسطن ديناميكس كلاب روبوتية

مقالات مشابهة

  • خبراء: إيران قد تستعين بحلفائها وإسرائيل تسعى إلى جر أميركا للحرب
  • الروقي: اللاعب العالمي يرفض وجود المسؤول بالنادي ربما يخرج من الباب الضيق
  • في ذكرى رحيلها.. إلهام حسين الجميلة التي انسحبت في صمت من أضواء السينما إلى حياة الظل
  • عمرو أديب: ترامب يعيش كابوس .. والعالم يضيع بين يديه
  • عملية الظل والنار... تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على إيران ودور الجواسيس والطائرات المسيّرة ‫
  • شاهد.. روبوتات بوسطن ديناميكس ترقص في تجربة أداء ببرنامج مواهب شهير
  • متحدث القوات الإيرانية: القادة البدلاء سيواصلون مسيرة الشهداء بقوة
  • سحب هواتف.. مقترح إيراني لحماية القادة والعلماء من الاغتيال
  • ترامب: إسرائيل استخدمت "عتادا أميركيا عظيما" في قصف إيران
  • كيف أضعفت إسرائيل حلفاء إيران في الشرق الأوسط قبل الضربة الأخيرة؟