يمانيون – متابعات
السؤال الكبير الذي حار في جوابه الصديق قبل العدوّ.. أو لنقل: السؤال الذي تغافل الصديق عن فهم عميق أسراره، وأدركه العدوّ مبكّراً فجحدَ بآياته واستكبر وسلّ سيفه الفقاعيّ عليه.. ما سرّ كرامات هذا الألق المحمّدي لشعب اليمن؟

ليأتي الجواب بسيط المبنى، عميق المعنى ، فهو الجوابٍ المبين، بلسانٍ عربيٍّ غير ذي عِوَجٍ ، لا يكتنفه غموض، ولا يعتريه تناقض ، حين يُفصح الجواب عن تجليّات الأسرار الكامنة في المسيرة القرآنية وأعلام هُداها، بدءاً بسيّد الخلق نبينا الكريم محمد [صلوات الله عليه وعلى آله] وهو يمُدّنا بحبل الله القويم، مروراً بأمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) وهو يرسم معايير الطريق المستقيم، وليس انتهاءً بحفيدهما السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله) وهو يترجم القول والعمل الذي يُرضي الله والنبيّ والوصيّ، ترجمةً ثاقبةً استمدّ أفانينها من الكتاب الكريم….

فكيف تم ذلك؟

“ولكل قومٍ هاد”.. هنا تتوقف الأزمنة في أحرف وكلمات الجواب السهل الممتنع وهو يلخّص الأجوبة كلها في: (القائد النقيّ والشعب الوفيّ والجيش الأبيّ)، حين اتحد جميعهم على التولّي الصادق لله ولرسوله وللإمام علي ولأعلام الهدى، فكانوا وما زالوا يجنون ثمرات التولّي تلو الثمرات، إلى أن يتحقق الفتح الموعود – بإذن الحق تعالى- على شفرات سيوف الجهاد المقدّس.

لقراءة التفاصيل على الرابط التالي:
(نَحْنُ اليَمَانِينَ ياطَهَ)..أسرار عَظَمَة القائد النقيّ والشعب الوفيّ والجيش الأبيّ

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله

 

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

 

لم يكن رحيل الأخ والصديق زاهر بن سالم البوسعيدي مجرد غياب جسد، بل كان لحظة فارقة، حملت معها الكثير من المعاني، وأيقظت فينا الحنين إلى زمن الطفولة وصفاء البدايات.

كان رحيله في يوم غير عادي، يوم جمعة مُبارك، اجتمعت فيه الأسرة كما اعتادت، على مائدة الغداء، في مشهد يفيض بأريج المحبة ودفء الأخوة. تبادلوا أطراف الحديث، تدارسوا القرآن الكريم، كما كانوا يفعلون في عهد والدهم، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمه الله. كأن الرحيل أراد أن يكون تذكرة بما كانت عليه الأسرة، وأن يختم حياة زاهر بجلسة عامرة بالألفة، بين اثني عشر كوكبًا، كان هو كوكبهم الأوسط.

ولعل من أعمق ما يربطني بزاهر، رحمه الله، أن علاقتنا لم تكن وليدة يوم أو صدفة، بل جذورها تمتد إلى جيل الآباء. فقد كان والدي، الشيخ الجليل علي بن محمد الطوقي الحارثي، يرتبط بصداقة متينة بوالد زاهر، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمهما الله جميعًا. ومن تلك العلاقة الأبوية المُباركة نبتت علاقة الصداقة بيني وبين زاهر، فترسخت، واتسعت لتشمل إخوانه الكرام، أحبّتي أحمد وسعيد ومحمد وبقية الإخوة، علي وسليمان وحافظ وخلفان وخليفة حتى صرنا نعد أنفسنا أسرة واحدة، تربطنا محبة صادقة ووئام دائم، قَلَّ أن نجد له نظيرًا.

أكتب هذه الكلمات لا لأرثي زاهر فحسب، بل لأحيي ذكراه، وأخلّد أثره. فهو لم يكن صديق الطفولة فقط، بل رفيق الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وزميل حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جامع السلطان قابوس بروي. عرفته رفيق درب ذكيًا، وشابًا طموحًا، ورجلًا لا يعرف الكلل ولا الملل.

تميّز زاهر منذ صغره بحب الرياضة وروح القيادة، فأسس فريق كرة اليد في نادي فنجا، وبذل فيه من الجهد ما جعله فريقًا منافسًا على الساحة الرياضية، فكانت النتيجة أن أُسندت إليه مهمة تدريب المنتخب الوطني لكرة اليد، وهو إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل من عزيمة صادقة وإيمان راسخ بقدراته.

لكن زاهر، رحمه الله، لم يكن رياضيًا فقط، بل كان إنسانًا واسع القلب، له قاعدة عريضة من الأصدقاء الذين ظلوا أوفياء له حتى اللحظة الأخيرة، وقد لمسنا ذلك في مجلس العزاء، حيث توافد الأحبة من كل حدب وصوب لتقديم التعازي، واستحضار ذكراه الطيبة.

رغم أن لقاءاتنا تباعدت في السنوات الأخيرة، بسبب مشاغل الدنيا التي لا تنتهي. إلا أن زاهر ظل حاضرًا في القلب. والوجدان، أذكر أنني التقيته ذات مرة، فقلت له ممازحًا: "مختفي يا كابتن زاهر!" فكنت أحب أناديه بالكابتن فضحك وقال: "بعد التقاعد من مستشفى السلطاني، اشتريت مزرعة صغيرة في مدينة المصنعة.. فبعد التقاعد وجدت ضالتي في الزراعة أحب الزراعة، وأدعوك لتناول الخضروات الطازجة من مزرعتي." وما زال صدى تلك الدعوة يتردد في أذني، وقد حالت مشاغل الدنيا بيني وبين تلبيتها.

رحل زاهر، ولكنه ترك خلفه سيرة عطرة، وعلاقات طيبة، وإنجازات باقية. رحل بعد حياة حافلة بالعطاء، والطاعة، والعمل، تاركًا قلوبًا مُحبة، وذكريات لا تُنسى.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنّا وعن وطنه وأسرته خير الجزاء.

وداعًا يا أبا سالم.. إلى جنات الخلد بإذن الله.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: أهم شيء بالنسبة للأمريكي الذي يورط نفسه أكثر فأكثر فيما لا فائدة له فيه وإنما يقدمه خدمة للصهيونية أهم شيء بالنسبة له أن يورط الآخرين معه
  • الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله
  • أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • دعاء المذاكرة مكتوب للحفظ والفهم .. احرص عليه قبل الامتحان
  • دعاء ردده النبي بعد كل صلاة.. واظب عليه
  • عمرو أديب يسخر من تجسس منشد لبناني على حزب الله: كان عليه أقساط
  • وادي الحلو.. نموذج للتلاحم بين القيادة والشعب
  • أسرة عبد الحليم حافظ: الجواب الذي كتبته سعاد حسني حقيقي ولم يكن مفتعلًا
  • الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور في الأيام الحارة عليه أجر وثواب
  • يسري جبر: زيارة المريض مستحبة شرعًا.. لا يثقل عليه ولا يحرجه أو يزعجه