الأنبا بشارة يلتقي لجنة الدعوات الأسقفية
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اجتمعت اللجنة الأسقفية للدعوات برئاسة الأنبا بشارة جودة مطران إيبارشية أبوقرقاص والمسئول عن لجنة الدعوات الأسقفية، وذلك بمقر المطرانية بأبوقرقاص، وبحضور الآباء منشطي الدعوات من الإكليريكية والإيبارشيات المختلفة .
وشارك كل من الأب أبرام ماهر عن الإكليريكية، والأب يوسف فوزي عن سوهاج والأب متى رزق عن أبوقرقاص والأب أندراوس ثابت عن الإسماعيلية والأب جورج سامي البطريركية والأخت سماء عن الرهبانيات النسائية والأب جون بول عن الإرساليات الأفريقية.
بدأ اللقاء بالصلاة بسر من المسبحة وترنيمة هل يستطيع الرب بي .
ثم رحب الأنبا بشارة بالحضور والمشاركين، مشددا على أهمية الاهتمام بملف الدعوات وذلك بالتنسيق بين الكنيسة والاسرة وبين المجتمع الكنسي من الاساقفة والآباء الكهنة والرهبانيات في وسط تحديات عالمية وأزمات اقتصادية، فالدعوة تنمو خلال الاهتمام والتشجيع.
تم عرض عمل اللجان بكل ايبارشية وتبادل الخبرات المفيدة والاستماع لخبرة الأب جون بول والعمل في الكنيسة الكاثوليكية بجمهورية كودفوار والإرساليات بأفريقيا.
وفي اليوم التالي الثلاثاء حيث بدأ بالاحتفال بالقداس الإلهي الذي ترأسه الأنبا بشارة الذي تنطلق في كلمته بدعوة القديسة تريزه ( دعوتي هي الحب ) بدون الحب لاتوجد دعوات الحب المجاني حب يقبل الغفران والتواضع. الحب يجعل المدعو في حالة النعمة والتجديد.
وبدأ العمل بمراجعة تحضيرات أعضاء اللجنة لتأملات وصلوات تساعية الدعوات نوفمبر ٢٠٢٤، وفي الجلسة الختامية تمت مناقشة المقترحات المختلفة لترتيبات لقاءات الدعوات عن الفترة المقبلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس الأنبا بشارة
إقرأ أيضاً:
الحب في زمن التوباكو (9)
مُزنة المسافر
جوليتا: دو، ريه، مي، فا، فا فا... كنتُ أنسجُ الدرجات النغمية بتتابعية، كانت تتراقص أمامي في خفة غير معتادة، فصرتُ أتعلمُ الصمت والصوت بشكل مختلف، لم أحفظ الأغنيات، ولم أضع في قلبي الأمنيات؛ بل كنت أقول الأشياء في غير مهل، إنها تتحرك من الورق، تخرج من الجسر الذي وضعته لها في خطوط متناغمة، اثبتي داخل السلم الموسيقي، ابقي أيتها الصغيرة لا ترقصي أو تهربي، انتظري حتى تكبري قليلًا وتصبحي بجانب قريناتك.
قاطعتني عمتي حين قدمت لي قطع البسكويت، وقالت إن جارنا يقول إن الغرباء قد ازدادت أعدادهم في المنطقة، والمسرح لم يعد آمنًا، وأنه لابد أن يكون هنالك حارس يحرس المكان، أو أحد رجال الدَرَك.
جوليتا: يا عمَّتي لسنا بحاجة إلى حارس يحرس المكان والأشياء.
ماتيلدا: أغلى ما نملُك هو كرامتنا يا جولي، لكن هذا ما قاله الجار.
تعرفين يا جولي، أن الحراس في الماضي لم يكن لهم وجود، كُنَّا نحرُس الأشياء بحُبنا الكبير لها، وبقلوبنا الصادقة، لم نسهوا عن شيء ولم نغفُل عن أمر.
أتذكر جيدًا أنه حين كنتُ أعبرُ الطريق، وأرغبُ في أن أقطعه، قَطَعَ الطريقَ شابٌ وسيمٌ، كان كثيف الشعر، وعيناه تقولان بالمكر والجرأة، وجعلني أتعثرُ لكنه اعتذر، زعقتُ في وجهه وكرَّر لي أسفه وساعدني على أن أحمل حقيبتي. كان في يده بضعة كُتب، فعرفتُ أنه طالبٌ جامعي، تبعني لاحقًا إلى متجر الملابس، دخل المتجر وقدم لي أحمر الشفاة، الذي سقط من حقيبتي.
الشاب: نسيتِ هذا الشيء، أتعرفين.. لا أضع أحمر الشفاة على وجهي!!
ماتيلدا: شكرًا.
قلتُ له شكرًا ببرودٍ كبير، وحين انتبهت للَّمعة التي وُجدتها في عينيّه شكرته أكثر وهمست في نفسي الربما التي جعلتني أدعوه لاحتساء القهوة معي.
ماتيلدا: ربما قد يهمك أن نحتسي القهوة معًا في مكانٍ ما؟
ألبيرتو: سأقبلُ بسرور كبير، اسمي ألبيرتو.
في المقهى شرح لي ألبيرتو العلوم السياسية التي يدرسها، شرح لي عن بلادنا في الماضي وعن التاريخ وعن أمجاد الآخرين.
لم تهمُّني أبدًا أفكاره وآراءه في تلك اللحظة، كان يعنيني لطفه فقط، استغربَ الشاب من أنني لا أهتمُ بدنيا أخرى غير المسرح الذي اعتلي خشبته بسعادةٍ، قلتُ له يهُمُّني أن أغنِّي جيدًا في المسرح لأنها لقمة عيشي، وأن صوتي لا يُمكن له أن يختفي، لا بُد أن يكون واضحًا وضوح الشمس، وأن الحياة لا بُد أن نعيشها يومًا بعد يومٍ بفرحٍ كبيرٍ.
كان ألبيرتو لطيفًا، فَطِنًا، مخايل الذكاء، ماكرًا مكر الثعالب، وغالبًا لأصحابه في الشطرنج، وكان يقرأ بنهمٍ شديد، ويسمع الچاز الأمريكي، ويشرح لي عن بلدانٍ قد زارها ويضع خريطةً ما أمامي، ويخبرُني أنه في هذا المكان حدث كذا وكذا.
وكنتُ أشعرُ بالنعاس، ويظهر على وجهي التعب من أفكاره، وكان يعزفُ الغيتار والهرمونيكا، كان مُسليًا للغاية، كان يُخبرني أنه لا يوجد بيننا أي خطٍ وهميٍّ يفصل بين أفكارنا وأحلامنا ومشاعرنا، وأن قلوبنا بحر عظيم بموج جامح، وأن عيوننا تنظر للسماء دائمًا في انتظار عاصفة. كان جموحه وطموحه يظهران على شخصيته، وكان حُلمه الأهم أن يُهاجر إلى العالم المُتقدِّم، وكان يُخبرني أن أصدقاءه قد تبعوه هناك، وأنهم بانتظاره الآن يُكمل فصلًا أخيرًا في الجامعة وينضم إليهم.
وسألني سؤالًا غريبًا: هل بإمكاني أن أحرُس قلبك؟