صحيفة البلاد:
2025-08-12@15:50:55 GMT

العدو الصهيوني والصور المجازية

تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT

العدو الصهيوني والصور المجازية

يتمتع سائق النفود بمهارات متقدمة وخبرات عالية لا يمتلكها سائق المدينة الذي يتفاخر بالتفحيط في الشوارع والطرقات، ويعتقد أنه سائق موهوب لا يشق له غبار؛ في حين أنه سيتورّط كثيراً لو وضعته مع سيارته وسط النفود.

تتطلّب قيادة السيارة في صحراء الدهناء أو النفود الكبير حيث الكثبان الرملية التي تشبه جبال السروات، مهارات يصعب حصرها في هذا المقال.

السرعات العالية لا تنفع هنا؛ وإنما سرعة متوازنة لا إفراط ولا تفريط، وبحسب نوع الطريق الذي أمامه. ليس من المهارة أن تشق عباب الجبل الرملي المرتفع في خط مستقيم، وبسرعة هائلة، وإنما من الأفضل أن تصعده بشكل مائل يتيح لقائد السيارة أن يجسّ نبض الأرض التي يمشي عليها، كما تتيح له في الوقت نفسه، أن يتراجع ويعود أدراجه من حيث أتى عندما يصعب امتطاء صهوة هذا الجبل الرملي، أو عندما تضعف قوة السيارة إلى الدرجة التي تغوص إطاراتها في الرمال، وبالتالي توقّفها، وتعَّريض أصحابها للخطر، خاصة في الأجواء الحارة التي تتميّز بها المملكة صيفاً. سائق النفود يراعي الظروف التي أمامه فيبتعد بخبرته عن الأرض التي تكون فيها الرمال كميناً تمتص عجلات السيارة مهما كانت السيارة تتميّز بالقوة والمتانة، أو من ذوات الدفع الرباعي، كما أنه يتلافى الطرق الوعرة، ويبتعد عن الشجيرات الكبيرة، التي تعيق حركة السيارة، فيتحرّك خلال الرمال بانسيابية ورشاقة، ويتجاوز الهوّة السحيقة التي تكون عادة بين الكثبان الرملية العالية، ويتحرك من خلالها بطريقة حلزونية مدهشة. كلنا نتذكّر المتسابقين الأجانب في مرحلة وادي الدواسر في رالي داكار، عندما علقت تسع مركبات في مكان عميق وسط الكثبان الرملية يُطلق عليه شعبيا ” نقرة”. لم تنفعهم مهاراتهم في النجاة من هذه المصيدة التي التهمت الشاحنة، والسيارة، والدراجات النارية، التي شاركوا فيها. فقط سائق النفود الحقيقي، الذي أمضى وقتاً طويلاً، وتراكمت معرفته، ويتمتع بالحضور الذهني، ومهارات اتخاذ القرارات الصحيحة والمبادرة، هو القادر على النجاة في مثل هذه الظروف. لهذا السبب، أستخدم هذه الصورة المجازية الثرية مع الطلاب وأنصح الواحد منهم أن يكون “سواق نفود” في المدرسة أو الجامعة أو خارجهما؛ بل في سائر حياته. سائق النفود لا يستخدم دليلاً إرشادياً (أو كاتلوج كما يقول عادل إمام) ينقل منه حرفياً كيف يتصرّف. الحياة تتطلب شخصا بمواصفات “سوّاق النفود”، يلفّ بسيارته نحو اليمين، عندما يواجه شجرة كبيرة، أو نحو اليسار، عندما تكون الجهة اليمنى من الطريق وعرة. القرارات تكون بحسب الظروف الطارئة التي تظهر فجأة في الطريق، ولا يمكن توقّعها في مرحلة تخطيط الرحلة.

كانت الفقرة السابقة مثالاً على ثراء الصورة المجازية وفعاليتها في الوصول للمعنى. إسرائيل، على سبيل المثال لا الحصر، تمثّل صورة مجازية مفادها أنها “دولة وظيفية” لا تحمل أي أهمية نابعة من ذاتها. هي، كما يقول عبد الوهاب المسيري الذي يعتبر أفضل دارس عربي لها، مجرد “كلب حراسة” قوي للمصالح الغربية، رأسه في واشنطن، وذيله في القدس، ومن هنا يأتي الحرص على رعايته، أو “عاهرة موانئ” تقتات على ما تكسبه من البحّارة والمسافرين والتجّار الذين يعيشون بشكل مؤقت في هذه الموانئ، أو هي “حاملة طائرات” أمريكية، تؤدي دورا وظيفياً مؤقتاً في منطقة استراتيجية، قد ينتهي بنهاية هذه الوظيفة. لعل هذا يكون قريباً.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

وقفتان لهيئة مستشفيي الثورة والسحول بإب تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في غزة

الثورة نت/..

نظمت هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب، اليوم، وقفة احتجاجية غاضبة تنديدًا بجرائم العدو الصهيوني وما يفرضه من حصار وتجويع بحق أبناء غزة.

واستنكر بيان صادر عن الوقفة، بحضور رئيس هيئة مستشفى الثورة العام الدكتور عبدالغني غابشة ونوابه والكادر الطبي والصحي والإداري، استهداف العدو الصهيوني للمدنيين والنازحين والمنشآت الصحية في سائر مناطق القطاع.

واعتبر استهداف العدو الصهيوني للمنشآت والمرافق الصحية، وصمة عار في جبين العالم الصامت أو المتواطئ، الذي يفقد يوماً بعد يوم ما تبقى من إنسانيته ومصداقيته وقيمه.

ودعا البيان إلى فتح المعابر دون قيد أو شرط، والسماح بإدخال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية إلى أبناء غزة الذين يواجهون مجاعة خانقة في ظل حصار ظالم وعدوان متواصل منذ ما يقارب عامين، مؤكدًا أن منع دخول المساعدات جريمة إبادة جماعية تشارك فيها قوى الاستكبار العالمي عبر صمتها أو دعمها للعدو الصهيوني.

وجدّد البيان التأكيد على الموقف الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية، مشددًا على أن المعركة مع كيان الاحتلال هي معركة هوية ووجود، لا رجعة عنها ولا حياد فيها، وأن الشعب اليمني لن يتخلى عن فلسطين مهما بلغت التضحيات.

إلى ذلك نظم مستشفى السحول العام بإب وقفة احتجاجية تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني بحق أطفال ونساء وشيوخ غزة.

وأكد بيان صادر عن الوقفة بحضور مدير المستشفى الدكتور أيمن السادة، وكوادر المستشفى، أن مشاريع العدو الصهيوني ومؤامراته لن تمر وأن الشعوب الحيّة قادرة على إفشال مخططاته والتصدي له في مختلف الجبهات.

وعد الوقفات امتداداً لمعركة الشرف والكرامة التي يخوضها شعب الإيمان والحكمة إلى جانب أحرار الأمة، في مواجهة مشاريع الهيمنة والوصاية الأمريكية، الصهيوني.

وأوضح البيان أن معركة غزة هي معركة الأمة بأسرها، وكل رصاصة تطلقها المقاومة، وكل صاروخ يُطلق من اليمن، هو سهم في صدر الكيان الغاصب، ورسالة بأن زمن الهيمنة والسكوت قد ولّى.

مقالات مشابهة

  • فضل أبو طالب: جرائم العدو في غزة شهادة على التوحش الصهيوني والدعم الأمريكي
  • العدو الصهيوني يقتحم سلواد شرقي رام الله
  • جيش العدو الصهيوني يعلن إصابة جندي برصاص قناص فلسطيني شمالي غزة
  • العدو الصهيوني يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة
  • استشهاد 10 مواطنين فلسطينيين في قصف العدو الصهيوني لغزة وخان يونس
  • وقفة في المسراخ تضامناً مع غزة وإعلاناً للجهوزية في مواجهة العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يشن حملة مداهمات واعتقالات بالضفة
  • العدو الصهيوني يبيد عائلة فلسطينية بالكامل بقصف على خان يونس
  • “القسام” تدك موقع قيادة وسيطرة للعدو الصهيوني شرق مدينة غزة
  • وقفتان لهيئة مستشفيي الثورة والسحول بإب تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في غزة