بحثاً عن فرص عمل.. فلسطينيو الضفة الغربية يخاطرون بأرواحهم لعبور جدار الفصل الإسرائيلي
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
في منتصف شهر أيار/ مايو، تجمع سيد عايد وعشرات من الرجال الفلسطينيين العاطلين عن العمل عند سفح الجدار الشاهق من الخرسانة والأسلاك الشائكة الذي يفصل الضفة الغربية المحتلة عن إسرائيل.
أخذ المهرب من كل واحد منهم ما يعادل 100 دولار أمريكي. وكان عايد، الذي لم يجد عملا منذ عام، ينتظر دوره، بينما كان الآخرون يتسلقون.
يقول عايد: ”عندما تصل إلى النقطة التي ترى فيها أن أطفالك لا يملكون الطعام، ينكسر حاجز الخوف". وبينما كان يتسلق الجدار، انزلق السلم. فسقط عايد على الأرض على جانب الضفة الغربية، وكسرت ساقه، فما كان منه إلا أن عاد إلى منزله.
لقد ترددت أصداء الحرب في غزة في جميع أنحاء الضفة الغربية، مع تحذير البنك الدولي من أن الاقتصاد معرض لخطر الانهيار بسبب القيود الإسرائيلية التي تمنع العمال الفلسطينيين من دخول البلاد للعمل.
وقد ارتفعت نسبة البطالة بشكل كبير، إذ وصلت إلى 30% بعد أن لم تكن تتجاوز 12% قبل الحرب. وتقول وزارة الاقتصاد الفلسطينية إن نحو 300,000 فلسطيني في الضفة الغربية فقدوا وظائفهم خلال العام الماضي، وكان الكثير منهم يعملون في إسرائيل، بحسب الوزارة. وخلال الربع الأول من عام 2024، انكمش اقتصاد الأراضي بنسبة 25%، وفقًا للبنك الدولي.
وجد العديد من الفلسطينيين أن سبل عيشهم قد دمرت بسبب القيود، وقد باع البعض ممتلكاتهم، بينما ينتشر على جوانب الطرقات في الضفة الغربية عدد من الأطفال من باعة لمناديل الورقية والمياه المعبأة ومعطرات الجو، كما جرب بعض الرجال بيع السندويشات في أكشاك الشوارع. وقد شدد الجيش أيضًا قبضته في الضفة الغربية، حيث أقام شبكة من نقاط التفتيش العسكرية الجديدة التي أعاقت حركة التجارة والعمال.
ويلجأ بعض الفلسطينيين اليائسين من الحصول على عمل إلى دخول الأراضي الإسرائيلية معرضين أنفسهم لمخاطر كبيرة عبر الجدار الخاضع للحراسة الإسرائيلية. فعندما يعثرون عليهم، تقوم قوات الأمن الإسرائيلية باعتقالهم أو إطلاق النار عليهم في بعض الأحيان.
ولا تتوفر أرقام رسمية لدى السلطات الفلسطينية حول عدد العمال الذين قتلوا ولا أولئك الذين أصيبوا بنيران إسرائيلية خلال محاولتهم عبور الجدار. وتحدثت وكالة أسوشيتد برس إلى عائلات ثلاثة فلسطينيين قالوا إن أقاربهم قُتلوا أثناء محاولات التسلل.
ففي 26 أغسطس/آب، تسلل إياد النجار عبر الأسلاك الشائكة بغية العمل لسد تكلفة زفاف ابنه، إلا أن القوات الإسرائيلية رصدته وأطلقت النار عليه وقتلته برصاصة في الرأس، كما يقول أقاربه.
وقال أساف أديف، مدير جمعية ”معا“، وهي جمعية عمالية تركز على حقوق العمال الفلسطينيين: ”هؤلاء الأشخاص الذين يحاولون الذهاب إلى العمل يتعرضون لإطلاق النار".
Relatedإسرائيل تسارع بضم الضفة الغربية وتنفق ملايين الدولارت على توسيع الاستيطان والاستيلاء على الأراضيمقتل فلسطيني وإصابة 11 آخرين وحرق ممتلكات في هجوم مستوطنين على بلدة جيت شمال الضفة الغربيةشاهد: الجيش الإسرائيلي ينتشر في شمال الضفة الغربية لمنع احتجاجات ضد التوسع الاستيطانيقبل الحرب، كان حوالي 150,000 فلسطيني من الضفة الغربية يعبرون بشكل قانوني كل يوم إلى إسرائيل للعمل، خاصة في مجالات البناء والتصنيع والزراعة.
بعد السابع من أكتوبر، قررت السلطات الإسرائيلية منع دخول معظم الفلسطينيين إلى إسرائيل، فأصبح عشرات الآلاف عاطلين عن العمل بين عشية وضحاها.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حزن وغضب.. مسيرة في الضفة الغربية منددة باغتيال حسن نصر الله ومتضامنة مع لبنان البنك الدولي: الفقر يصل إلى 100٪ في غزة ويرتفع إلى 28٪ في الضفة الغربية تشييع جثمان متضامنة أجنبية قتلت برصاص الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية عالم العمل الضفة الغربية إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صواريخ باليستية غزة إسرائيل إيران حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صواريخ باليستية غزة عالم العمل الضفة الغربية إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل إيران حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صواريخ باليستية غزة جنوب لبنان الصين ألمانيا لبنان هجمات عسكرية فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية فی الضفة الغربیة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
لوموند: إسرائيل تفرض نظاما غير مسبوق من الإرهاب في الضفة الغربية
مستوى العنف الممارس على الفلسطينيين في الضفة الغربية لم يسبق له مثيل، إطلاق نار قاتل من قبل الجيش، وضرب مبرح على يد المستوطنين، ومداهمات واعتقالات تعسفية، وتعذيب داخل السجون، إنه وضع من الإرهاب.
بهذه المقدمة افتتحت صحيفة لوموند تحليلا بقلم مراسلها في القدس لوك برونير يقدم فيه صورة شاملة عن التحول العميق الذي شهدته الضفة الغربية خلال العامين الأخيرين، حيث تفرض إسرائيل عبر الجيش والمستوطنين والأجهزة الأمنية نمطا جديدا من السيطرة يقوم على العنف الممنهج، والردع بالترهيب، والعقاب الجماعي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: مخيمات تنظيم الدولة في صحراء سوريا قنابل موقوتةlist 2 of 2موقع إيطالي: هل تنافس غواصة "ميلدن" التركية نظيراتها الأوروبية؟end of listبدأ المراسل مقاله بمشهد من كفر عقب، وهو حي يقع بين القدس ورام الله قتل فيه جنود حرس الحدود شابين فلسطينيين بدم بارد، وزعموا أنهم واجهوا أعمال شغب، ورشقا بالحجارة وإطلاق ألعاب نارية.
ويعرض المقال عبر شهادات السكان حالة الرعب التي يعيشونها يوميا، حيث الخوف من الجيش والشرطة وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) صار جزءا من الحياة اليومية، وكذلك الخوف من السفر بين المدن، ومن المداهمات الليلية، ومن الاعتقال دون تهمة.
يقول موظف في أحد المطاعم -طالبا عدم ذكر هويته- إن "الجنود يأتون ويغلقون الطريق ثم يطلقون الغاز، وأحيانا الرصاص دون سبب، إنهم يرهبوننا".
ويضيف آخر أنه يحلم باللجوء إلى إسبانيا، ويقول ثالث "يريدوننا أن نرحل"، ويقول رابع "الدم الفلسطيني يسيل ولكنه لا يساوي شيئا، لا أحد يوقفهم".
وتتردد هذه الأقوال -حسب المراسل- في رام الله وبيت لحم ونابلس وطوباس وفي كل الضفة تقريبا، حيث غيّر الاحتلال العسكري طبيعته جذريا منذ وصول حكومة اليمين واليمين المتطرف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهاية 2022 حسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية عديدة، وتضاعف ذلك بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانويؤكد الكاتب أن مستوى القمع لم يبلغ هذا الحد منذ بدء الاحتلال عام 1967، إذ تشير الأرقام إلى مقتل 1043 فلسطينيا خلال عامين وإصابة أكثر من 10 آلاف، في حين تُظهر إحصاءات الأمم المتحدة ارتفاعا حادا في عدد الضحايا المدنيين، بمن فيهم النساء والقاصرون وذوو الإعاقة، كما تقول الصحيفة.
وتقدر 12 منظمة حقوقية إسرائيلية أن السبب الرئيسي لتصاعد العنف العسكري غير المسبوق هو تخفيف قواعد إطلاق النار واعتماد تكتيكات قتالية مأخوذة من الحرب في غزة، مما يعني إطلاق النار بكثافة أكبر وفي ظروف أقل وضوحا.
وأشار المراسل إلى استخدام المروحيات الهجومية، وتدمير مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم بشكل شبه كامل، إضافة إلى تدريبات عسكرية تستند إلى سيناريوهات ضربات جوية داخل الضفة، في خطوة غير مسبوقة تكشف أن القيادة العسكرية باتت تتعامل مع الضفة كمنطقة قتال مفتوحة.
وتُظهر المعطيات أن التحقيقات في عمليات القتل نادرة والأحكام شبه معدومة، إذ لم تصدر سوى عقوبة رمزية خلال أ4 سنوات، في حين أن الأغلبية العظمى من الشكاوى لا تصل إلى المحاكم، مما يجعل الجنود يعملون دون خشية من المحاسبة.
وحتى عندما توثق الكاميرا عمليات إعدام لمدنيين بوضوح كما حدث في جنين -كما يقول المراسل- يخرج وزراء مثل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للدفاع العلني عن الجنود.
وخلال عامين -كما تقول منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان- استشهد نحو 100 معتقل فلسطين في السجون الإسرائيلية، بينهم 26 من الضفة الغربية.
ويتحدث المقال عن شهادات متكررة بشأن تعذيب جسدي وجنسي وإهمال طبي متعمد تدعمها تصريحات بن غفير نفسه الذي تحدّث صراحة عن ضرورة تجويع الأسرى، مما يعكس سياسة ممنهجة لإسقاط الأسير نفسيا وجسديا.
وكذلك، اعتُقل في العامين الأخيرين أكثر من 21 ألف فلسطيني في الضفة -أغلبهم دون تهمة- ضمن نظام "الاعتقال الإداري"، كما نفذ الجيش عمليات تمشيط واسعة شملت مئات المنازل يرافقها الضرب غالبا والإهانات والقيود، إضافة إلى احتجاز جماعي طويل في العراء أو الملاعب، كما يقول المراسل.
وإلى جانب ذلك توسعت سياسة العقاب الجماعي، من إغلاق للطرق والمدن بشكل كامل، وتدمير البنى التحتية الأساسية، واحتجاز جثث الشهداء لأشهر، واستخدام الحواجز بشكل يخنق الحياة اليومية، وهو ما يصفه أحد رؤساء البلديات قائلا "نعيش في سجن كبير"، حسب ما أورد المراسل.
وكشفت منظمات إسرائيلية عن ظاهرة "منهجية" من نهب الأموال والذهب والممتلكات خلال المداهمات، وهي ممارسات موجودة منذ عقود لكنها ازدادت وتحولت إلى أمر اعتيادي دون محاسبة، حسب المراسل.
ويلعب المستوطنون دورا محوريا في منظومة القمع هذه، وقد ارتفعت الاعتداءات على الفلسطينيين، بما فيها أكثر من ألف إصابة مع توسع عمليات الاستيلاء على الأراضي حتى بلغت 1600 اعتداء منذ بداية العام، وهو أعلى رقم على الإطلاق، حسب المقال.
وذكر المراسل أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وزعت السلطات الإسرائيلية 220 ألف رخصة سلاح جديدة، ذهب عدد كبير منها للمستوطنين الذين أصبحوا أشبه بمليشيات خاصة، وقد قفز عدد البؤر الاستيطانية غير القانونية إلى مستويات قياسية بلغ 32 بؤرة عام 2023، وفي عام 2024 بلغ 61 بؤرة، و68 خلال أشهر قليلة في عام 2025.
منظمات إسرائيلية كشفت عن ظاهرة "منهجية" من نهب الأموال والذهب والممتلكات خلال المداهمات، وهي ممارسات موجودة منذ عقود لكنها ازدادت وتحولت إلى أمر اعتيادي دون محاسبة
وفي هذا السياق، تبدو الضفة الغربية -حسب المقال- منطقة مخنوقة اقتصاديا ومجتزأة جغرافيا ومهددة في هويتها الوطنية.
إعلانويرى ناشطون فلسطينيون أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط إلى "قمع المقاومة"، بل إلى إلغاء الوجود الوطني الفلسطيني نفسه في الضفة الغربية.
ومع ارتفاع عدد القتلى والمعتقلين والجرحى بشكل هائل ومع يأس الناس من أي حماية يسود شعور بالخوف والغضب، ويتوقع كثيرون انفجارا مقبلا، خاصة أن السلطة الفلسطينية تفقد ما تبقى من شرعيتها، وينظر إليها على أنها شريك في إبقاء الوضع القائم عبر التنسيق الأمني مع إسرائيل، ويقول أحد تجار كفر عقب "نعيش تحت احتلالين، إسرائيل والسلطة الفلسطينية"، حسب تعبيره.