قلل رئيس الائتلاف الليبي الأمريكي، فيصل الفيتوري، من أهمية وحقيقة إعلان حكومة الوحدة المؤقتة عن سعيها لتوقيع اتفاقيات مع دول أوروبية وعربية، بهدف متابعة الوضع القانوني للسجناء الليبيين.

وشكك فيصل الفيتوري، في تصريحات صحفية لـ«أصوات مغاربية» كثيرا في قدرة حكومة الدبيبة على الدفع بملف السجناء الليبيين في الخارج لعدة اعتبارات تتعلق أساسا “بالوضع الحقوقي في ليبيا وأيضا بسبب طبيعة التهم التي يلاحق بها بعض السجناء”.

وقال الفيتوي، إن ليبيا ليست دولة بكامل العقلانية والتنظيم وبالتالي لا يمكنها ضمان محاكمات عادلة لهؤلاء، وهو شرط أساسي ومحوري بالنسبة لعدد كبير من الدول الغربية”.

وأشار إلى عامل آخر يتعلق بـ”الوضع الحقوقي البائس داخل المؤسسات العقابية في ليبيا والذي صنع صورة كارثية عن البلاد في المحافل الدولية، خاصة بعد حادثة سجن أبو سليم الذي تم خلالها قتل 1200 سجين في ظرف 3 ساعات”.

وتساءل الفيتوري، عن “أسباب وخلفيات غياب تقارير من الجهات الرسمية في ليبيا عن وضعيات المؤسسات العقابية رغم الانتقادات التي ظلت توجه إلى السلطات منذ خمسينيات القرن الماضي”.

وأفاد الفيتوري بأن “بعض المساجين توبعوا من طرف القضاء الأجنبي دون وجود أدلة حقيقية كما هو الحال بالنسبة لهانيبال القذافي، لكن يوجد ملفات أخرى يواجه أصحابها تهما خطيرة وأدلة ملموسة”، مشيرا في السياق إلى “قضية الضابط السابق في المخابرات الليبية، أبو عجيلة مسعود المتهم في قضية لوكربي”.

الوسومدولة بكامل العقلانية فيصل الفيتوري ليبيا

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: فيصل الفيتوري ليبيا

إقرأ أيضاً:

الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة

نعيش في زمن تُهيمن عليه السرعة، اللحظة الخاطفة، المحتوى الخفيف، والصوت الأعلى لا الأعمق. زمنٌ تتقدّم فيه التفاهة بثقة، وتُصبح «الترندات» معيار القيمة، ويقاس الإنسان بما يقدّمه من ترفيه لا بما يصنعه من معنى. وربما وأنت تقرأ هذا الآن، يا صديقي، تشعر أن المشهد مألوف أكثر مما ينبغي. في عالم كهذا، يبدو التفكير الفلسفي كأنه فعل خارج السياق... أو هكذا يُراد له أن يكون. لكن الحقيقة، يا عزيزي، أن الفلسفة اليوم ليست رفاهية، بل فعل مقاومة.
الفلسفة في جوهرها ليست كلامًا معقّدًا، بل قدرة على التوقف حين يركض الجميع، وعلى التفكير حين يكتفي الآخرون بالتلقي، وعلى رؤية ما وراء الضجيج. وأنت تعلم، يا صديقي، أن التفاهة لا تنتصر بالقوة، بل بالهيمنة على الوعي، عبر محتوى سريع يلهيك عن السؤال. وهنا تظهر الفلسفة في صورتها الأجمل: شجاعة السؤال في زمن يكره الأسئلة.
الفلسفة تُعلّم الإنسان ألا يبتلع ما يُقدَّم له دون تساؤل، وألا ينساق خلف الرائج فقط لأنه شائع. وربما توقفتَ هنا لحظة، يا عزيزي، لتفكر في كمّ الأفكار التي مرّت عليك دون فحص. التفاهة تُحب النسخ، أما الفلسفة فتُقدّس الفرد. التفاهة تشغلك، والفلسفة تُصغي لك. التفاهة تمنحك متعة عابرة، بينما الفلسفة تمنحك معنى يبقى.
كما تكشف الفلسفة كيف تُصنع الرغبات، وكيف يتحوّل الإنسان إلى مستهلك للمحتوى بدل أن يكون صانعًا لمعناه. وربما هنا، يا صديقي، تبدأ الأسئلة الحقيقية. إنّها تُعيد الإنسان إلى موقعه الأصلي: كائن يفكّر لا كائن يُقاد. الفلسفة ليست معركة ضد أحد، بل معركة مع النفس؛ لاستعادة الوعي من قبضة الضجيج.
وحين نفهم هذا، نكتشف أن الفلسفة في زمن التفاهة تشبه إشعال شمعة في غرفة مزدحمة بالضوضاء؛ لن تطرد الظلام، لكنها تمنحك رؤية. وربما، يا عزيزي، كل ما نحتاجه اليوم هو هذه المساحة الصغيرة. فهي ليست دعوة للانعزال، بل لاستخدام العقل وسط الزحام، ولتذوّق الحياة ببطء حين يصبح كل شيء سريعًا.

إن مقاومة التفاهة لا تتم بالرفض فقط، بل بالفعل: بأن نقرأ بعمق، نفكر بصدق، ونتأمل بوعي. وربما توافقني، يا صديقي، أن الفلسفة لا تجعل العالم أهدأ، لكنها تجعلنا أقل هشاشة أمام الضجيج.
وفي النهاية، حين نقف في وجه التفاهة، نحن لا نحارب العالم، بل نحمي ذواتنا. وحين نختار الفلسفة، نختار أن نكون أعمق من السطح، وأوعى من كل ما يحاول أن يسحبنا إلى الأسفل.
الفلسفة ليست نظرية... إنها مقاومة.
كاتب في السرديات الثقافية وقضايا الشرق الأوسط
[email protected]

مقالات مشابهة

  • بعد ماراثون مناقشة الموازنة هل نشهد استطلاع لقياس مستوى الثقة الشعبية؟
  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • تحولات مفهوم الاستثمار الاجتماعي واحتياجات المجتمع
  • الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة
  • في اليوم العالمي للفساد..المحصلة في ليبيا!
  • روسيا ترفض اقتراح رئيس أوكرانيا بشأن إجراء استفتاء في دونباس
  • هيئة مكافحة الفساد: الانقسامات ليست ذريعة والتحديات لن توقف العمل
  • ليبيا ترحّل مجموعة من المهاجرين المصريين
  • فلسفة خاصة لمصمم هندي في تنظيم الحفلات الضخمة وتقديم الهدايا
  • الركراكي يعلن قائمة المغرب لكأس أفريقيا بـ «شريط مصور»!