“المفاجأة الأكبر”.. كيف أصبحت أنفاق حماس تحت الأرض في غزة سر بقائها وقوة صراعها مع “إسرائيل”؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
الجديد برس:
تحدثت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن بناء حماس “آلة حربية تحت الأرض لتضمن بقاءها”، مشيرةً إلى أن الحركة، “وبعد تعهدها بالاكتفاء الذاتي، حولت متاهةً من الأنفاق في قطاع غزة إلى مصانع للأسلحة وتحصينات مجهزة تجهيزاً جيداً”.
واليوم، وبعد مرور عامٍ على بدء الحرب التي يمثّل القضاء على “حماس” أحد أهدافها الرئيسية، ها هي “أجزاء من الحركة راسخة في مواقعها” في قطاع غزة، كما أكدت الصحيفة.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين من حماس قابلتهم، أن رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، “لم ينجُ فحسب بعد مرور عام على الـ7 من أكتوبر، بل إنه يضع أيضاً الأساس لإعادة ظهور المجموعة”.
في السياق نفسه، أوردت “واشنطن بوست” أن حماس “تركز بلا هوادة على تحقيق الاكتفاء الذاتي”، موضحةً أن هذا يشمل “القدرة على إنتاج الأسلحة والمتفجرات الخاصة بها، وتنفيذ عمليات معقدة تشمل الآلاف من المشاركين، مع الحفاظ على السرية التامة”.
وأشارت إلى أن حماس “أنفقت سنوات في إتقان آلة حرب قادرة على تصنيع ذخائرها الخاصة، وتنفيذ العمليات من دون موافقة خارجية، أو معرفة حتى، ثم السماح لمقاتليها بالاختفاء داخل متاهة معقدة تحت الأرض”، وذلك على الرغم من “إدراكها قدرة إسرائيل على قطع غزة عن العالم”.
كما أقر مسؤولون وخبراء بأن حماس ليست “مجرد جماعة بالوكالة”، بحسب ما نقلته الصحيفة، فبعد مرور عام على الحرب، “اكتشف محققو الجيش الإسرائيلي أن عدداً قليلاً ومدهشاً من الأسلحة الموجودة في غزة إيراني الصنع”، إذ إن الحركة “كانت تصنع صواريخ جديدةً في مصانع ضخمة تحت الأرض”.
و”لم يجد هؤلاء المحققون مصانع ضخمةً لتجميع الصواريخ والقذائف على نطاق واسع، ووفقاً للصحيفة، وبدلاً من ذلك، “وجدوا في الغالب ورش عمل صغيرةً، يقوم فيها عمّال المعادن باستخدام مخارط بسيطة، في تحويل الأنابيب والمواد الكيميائية الزراعية إلى مكونات للقذائف المتفجرة”.
وتابعت الصحيفة بأن الجيش الإسرائيلي، وبعد اجتياحه رفح، جنوبي القطاع، “لم يعثر على أي أنفاق تهريب جديدة تؤدي إلى مصر، كما كان يعتقد العديد من الخبراء”.
وبناءً على ذلك، خلص مسؤولو جيش الاحتلال إلى أن “حماس صنّعت بنفسها، داخل غزة، ما يصل إلى 80% من أسلحتها”، وفقاً لما ذكرته “واشنطن بوست”.
أنفاق عزة شكلت المفاجأة الأكبرأما الأنفاق فـ”تُعدُّ أعظم إنجارات حماس الهندسية، وهي مفتاح بقاها بالنسبة للسنوار”، بحسب ما تابعت الصحيفة.
وعلى الرغم من أن القوات الإسرائيلية “كانت على علم، منذ فترة طويلة، بالتهديد الذي تشكله الأنفاق، فإن حجمها وتعقيدها فاجأ الجميع، بما في ذلك أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ونظيراتها في الولايات المتحدة”.
في هذا الإطار، نقلت “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين تأكيدهم أن أنفاق غزة “كانت المفاجأة الأكبر”، إذ إن حجم ومدى وتعقيد “مترو” غزة، كما أصبح يُطلق عليه، “تجاوز التقديرات الإسرائيلية إلى حد كبير”.
وأعرب مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، في مقابلات معهم، عن “مدى دهشتهم بعد شق طريقهم عبر مخابئ على عمق 30 قدماً تحت شوارع غزة، ليجدوا أنفاقاً تؤدي إلى أخرى أعمق، مدفونة على عمق 120 قدماً تحت الأرض”.
بالانتقال إلى الولايات المتحدة، اعترفت دانا سترول، التي كانت نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، خلال السنوات الـ3 الأولى من إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، بأن “أحداً لم يستوعب مدى اتساع الأنفاق، أو أن هناك العديد من أنواع الأنفاق المختلفة”، بحسب ما نقلته الصحيفة”.
وأضافت سترول أن “محاربة عدو قادر على التحرك أفقياً وعمودياً، عبر ساحة معركة تقع في منطقة حضرية مكتظة بالسكان، تشكل تحدياً عسكرياً هائلاً”.
“واشنطن بوست” أشارت أيضاً إلى أن “حماس تواصل القتال”، منذ عام كامل، بحيث “كشفت قدراتها وتكتيكاتها على مدى تلك المدة، مراراً وتكراراً، عن التفكير التقليدي الذي كان سائداً بشأنها، قبل الـ7 من أكتوبر”.
وتثير هذه القدرات والتكتيكات “مخاوف جديدةً بشأن قدرة حماس على إعادة بناء نفسها، في قطاع غزة، أو أي مكان آخر”، وفقاً لما أضافته الصحيفة.
تأكيداً للتقييم المشترك بين المسؤولين العسكريين الأمريكيين والإسرائيليين، قالت دانا سترول إن “الفشل في فهم الأبعاد العديدة للأصول الاستراتيجية الأكثر أهميةً لدى حماس كان جزءاً من الفشل الاستخباراتي”، الذي وقع في الـ7 من أكتوبر، وهو “الفشل الذي لم يتم التعامل معه بصورة كاملة بعد”.
ولدى حديثها عن هذه الأصول، أكدت المسؤولة السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية في الإدارة الحالية أن “واحداً من أهمها (وهو العامل البشري) متاح للحركة، بحيث لا ينضب منه شيء تقريباً”.
وأشارت الصحيفة في هذا الإطار إلى أن الدمار الذي أحدثته “إسرائيل” في حربها على غزة “يحفز على تجنيد الشباب، ويدفع جحافل من الشباب إلى أحضان حماس”.
في السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي عربي كبير تأكيده “عدم وجود نقص في المتطوعين الشباب”، فهؤلاء “هم الناس الذين فقدوا عائلاتهم، ولديهم دافع واحد: الانتقام”.
إزاء ذلك، أكدت “واشنطن بوست” إلى أن حماس “تتحول إلى مرحلة جديدة من الصراع، يمكنها فيها أن تستفيد بسهولة أكبر من طاقات أعضائها الجدد.
وتطرقت الصحيفة أيضاً إلى الدور الذي يؤديه الإعلام العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، مشيرةً إلى أن منشوراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي “تروج لتكتيكات التمرد، مثل التفجيرات باستخدام العبوات الناسفة”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: واشنطن بوست تحت الأرض أن حماس إلى أن
إقرأ أيضاً:
“حماس” استشهاد 26 فلسطينيا فجر اليوم برصاص اسرائيلي، أثناء انتظار المساعدات
الثورة نت /..
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “على المجتمع الدولي ومؤسساته التحرك الفوري لوقف هذه الآلية الوحشية، والتصدي للسلوك الإجرامي السادي لمجرم الحرب نتنياهو وأركان حكومته، التي تستخدم المساعدات كأداة للقتل والتنكيل والإذلال”.
وقالت في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) اليوم الخميس: تتوالى مجازر جيش العدو الفاشي حول نقاط السيطرة على المساعدات وفق الآلية الصهيونية الأمريكية، جنوب مدينة غزة وغرب رفح، والتي باتت مصائد للقتل الجماعي اليومي تستهدف المجوّعين الأبرياء.
وأضافت: ستة وعشرون شهيداً ارتقوا فجر اليوم برصاص جيش الاحتلال الإرهابي، أثناء انتظار حصولهم على المساعدات الإنسانية، ليرتفع عدد الشهداء المجوّعين حول هذه المراكز الإجرامية إلى قرابة مائتين وخمسين شهيداً، إضافة إلى الآلاف من الجرحى.
وأكدت أن “هذه الجريمة المتكررة، بالإضافة إلى المجازر اليومية نتيجة الغارات على الأحياء السكنية وخيام النازحين؛ تُجسّد سياسة إبادة جماعية وحشية ممنهجة، تٌرتَكب أمام سمع العالم وبصره، وتُستخدم فيها كل أدوات القتل والتنكيل، من قصف وتجويع وحصار، ضد مدنيين عزّل”.
كما أكدت “ضرورة تحرك الدول العربية والإسلامية وشعوبها، بكافة الوسائل وعلى كل المستويات، والضغط لفتح المعابر وإدخال المساعدات، ووقف جريمة الإبادة والتطهير العرقي، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإسناد حقه المشروع في الحرية وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير”.