الخليج الجديد:
2025-12-14@07:57:53 GMT

أمريكا بين النيجر وإيران

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

أمريكا بين النيجر وإيران

أمريكا بين النيجر وإيران

شهد الاقتصاد الافغاني انخفاضا في معدلات التضخم بـ6% نتيجة السياسات المتبعة من حكومة طالبان، ومن ضمنها الانفتاح على الصين.

العالم في توجهه نحو التعددية القطبية أصبح أقل مركزية وأكثر نزوعا نحو تعزيز مكانة القوى والكيانات الاقليمية التقليدية بفعل ضغوط تواجهها أمريكا.

في سياق بحثها عن حلول دبلوماسية؛ دفعت أمريكا دول إيكواس لخفض سقف التصعيد، والدعوة لايجاد حل سياسي في النيجر مع ابقاء الحل العسكري على الطاولة.

لقاء بين مسؤولين أمريكان وأفغان من حركة طالبان في الدوحة، تناول العقوبات الامريكية وقضايا تتعلق بالقيود المالية التي تفرضها واشنطن على أفغانستان.

رغبة أمريكية في احتواء الأزمات والحد من قدرة خصومها في الصين وروسيا على تعظيم مكاسبهما؛ سياسة اعطت مساحة اوسع للقوى الاقليمية لتعظيم مكانتها الاقليمية.

اتفاق إيراني أمريكي لتبادل السجناء والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة بعد يوم من إعلان الأسطول الأمريكي بالبحرين نشر 3000 مارينز بالخليج وبحر عُمان لمراقبة الملاحة!

* * *

أعلن مؤخرًا عن اتفاق ايراني - امريكي لتبادل السجناء بوساطة قطرية وعُمانية مساء اليوم الخميس؛ في صفقة يتوقع ان تتضمن الافراج عن اموال ايرانية؛ وهو اعلان جاء بعد يوم واحد من اعلان الاسطول الخامس الامريكي في البحرين نشر 3000 جندي من المارينز الامريكي في الخليج العربي وبحر عُمان لمراقبة الملاحة في المنطقة.

في قارة أخرى؛ نجد الولايات المتحدة تعمل على التهدئة والبحث عن الوساطات بإرسالها فكتوريا نولاند وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية العاصمة النيجيرية نيامي، على أمل إقناع قادة الانقلاب التراجع عن خطواتهم التي قادت لاخراج القوات الفرنسية من البلاد، في مقابل مخاوف من تغلغل النفوذ الروسي والصيني.

أمريكا في سياق بحثها عن حلول دبلوماسية؛ دفعت دول مجموعة غرب افريقيا الاقتصادية (ايكواس) لخفض سقف التصعيد، والدعوة لايجاد حل سياسي في النيجر مع ابقاء الحل العسكري على الطاولة.

الولايات المتحدة بعد ان عجزت عن فرض ارادتها في النيجر؛ استعانت في الجزائر كوسيط بعد ان استقبل انتوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي وزير الخارجية الجزائري احمد عطاف يوم امس الاربعاء الماضي.

فأمريكا تبحث عن حلول دبلوماسية، وتستعين بالوسطاء، سواء في الجزائر او عُمان أوقطر، لحل الازمات ونزع فتيلها، وهو ما نجد أثرا له في السودان، من خلال الشراكة مع السعودية في استضافة مفاوضات التهدئة ووقف الاقتتال.

ليس بعيدا عن ايران؛ كشف عن لقاء بين مسؤولين امريكان وافغان من حركة طالبان في الدوحة، تناول العقوبات الامريكية وقضايا تتعلق بالقيود التي تفرضها واشنطن على الاقتصاد الافغاني الذي شهد انخفاضا في معدلات التضخم بمقدار 6% نتيجة السياسات المتبعة من حكومة طالبان، ومن ضمنها الانفتاح على الصين.

ايران ومنطقة الخليج العربي لم تعد الاستثناء الوحيد للسياسة الامريكية؛ فكما هو واضح نجد الرغبة في احتواء الازمات والحد من قدرة خصومها في موسكو وبكين على تعظيم مكاسبهما؛ سياسة اعطت مساحة اوسع للقوى الاقليمية كتركيا في البحر الاسود وشرق اوروبا؛ والسعودية في البحر الاحمر، وعمان وقطر في الخليج العربي وفلسطين؛ والجزائر في منطقة الساحل والصحراء لتعظيم مكانتها الاقليمية.

وهي كلف متواضعة قياسا بالتنازلات او الخسارة التي تعتقد واشنطن انها ستقدمها لخصومها في بكين وروسيا.

ختاما.. العالم في نزوعه نحو التعددية القطبية أصبح أقل مركزية وأكثر نزوعا نحو تعزيز مكانة القوى والكيانات الاقليمية التقليدية؛ وهي إحدى الظواهر الآخذة في التطور والتشكل بفعل الضغوط التي تواجهها أمريكا، ما سمح بتعظيم ادوار القوى الاقليمية، وعزز من مكانة دول نشيطة كقطر والامارات العربية المتحدة وعمان.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: النيجر أمريكا إيران دبلوماسية أفغانستان قطر الجزائر الخليج العربي التعددية القطبية

إقرأ أيضاً:

الجزيرة نت تكشف تفاصيل اجتماع علماء دين أفغان وعلاقته بباكستان

كابل- أثار الاجتماع الواسع الذي عقده علماء دين أفغان في العاصمة كابل، أمس الأربعاء، وخرج بقرار يمنع الأفغان من "ممارسة أي نشاط عسكري خارج البلاد"، جدلا واسعا نظرا لتزامنه مع توتر متصاعد مع إسلام آباد، واتهامات متبادلة بشأن نشاط حركة طالبان باكستان في المناطق القبلية الموازية لأفغانستان.

واعتبر مراقبون أن القرارات تبدو موجّهة بشكل مباشر نحو هذه الحركة وحكومتها، في حين تقول الحكومة الأفغانية إنها تهدف إلى "تنظيم الخطاب الديني وحماية أمن البلاد".

وشارك في الاجتماع أكثر من ألف عالم دين من مختلف الولايات، بحضور رئيس الوزراء الملا محمد حسن آخوند ورئيس المحكمة العليا الشيخ عبد الحكيم حقاني، ووزير الأمر بالمعروف محمد خالد حنفي، إضافة إلى كبار مسؤولي الحكومة.

علماء أفغانستان يعلنون:

النظام القائم في البلاد إسلامي وشرعي، والدفاع عنه واجب ديني، ولا نشاط عسكري خارج حدود الدولة بتوجيهات القيادة. pic.twitter.com/8HMPLiqtC3

— عمران الأفغاني (@afghan_37) December 11, 2025

هدف الاجتماع

وأفاد مصدر حكومي رفيع المستوى -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت بأن "هدف الاجتماع كان توحيد الموقف الشرعي تجاه النشاط المسلح خارج أفغانستان، وقطع الطريق أمام الأطراف التي تستغل الحدود أو الهوية الأفغانية في صراعات خارجية".

وأضاف أن "الرسالة لم تكن موجّهة إلى طالبان باكستان وحدها، بل إلى إسلام آباد أيضا، بأن كابل تتعامل بجدية مع مسألة استخدام الأراضي الأفغانية، وأنها ملزمة بتنفيذ اتفاق الدوحة كاملا".

ووفق نص القرار الذي اطلعت الجزيرة نت على نسخة منه، أكد العلماء ما يلي:

التزام حركة طالبان بما ورد في اتفاق الدوحة خاصة بند عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد دول أخرى. تحذير أي شخص أو جهة من استخدام الأراضي الأفغانية لاستهداف أي دولة، والتشديد على أن الحكومة مسؤولة عن تنفيذ هذا الالتزام. اعتبار المخالفين لهذا القرار فئة متمردة يحق للحكومة اتخاذ إجراءات حاسمة ضدها. التأكيد على أن الأمير الشرعي لا يسمح بأي نشاط مسلح خارج الحدود الأفغانية. اعتبار أي نشاط مسلح خارج البلاد عملا غير جائز شرعا، وإعطاء الحكومة حق اتخاذ خطوات تمنعه. إعلان

ورغم عمومية الصياغة، يرى أغلب المراقبين أن الرسالة واضحة وهي وقف انخراط الأفغان في صفوف حركة طالبان باكستان.

من جانبه، قال الباحث في شؤون الجماعات المسلحة عبد الكريم حبيب للجزيرة نت إن القرار بمنزلة إعلان ديني رسمي يفصل بين طالبان الأفغانية والباكستانية، ويجعل أي قتال ضد الدولة الباكستانية خارج مظلة الشرعية في كابل، وإنه يؤكد بشكل ضمني أن الجهاد أصبح مرتبطا بالدفاع عن الداخل لا الهجوم الخارجي، وهو ما يضع طالبان باكستان في زاوية ضيقة، لأنها تعتمد على سردية "الجهاد ضد دولتها.

وأوضح "هذا تطور مهم لأن هذه الحركة لطالما استخدمت الخطاب الديني الأفغاني كمرجعية. الآن، تحاول الحكومة الأفغانية قطع هذا الرابط".

رسالة طمأنة

ويوافقه الرأي أحد المشاركين في الاجتماع -رفض الكشف عن اسمه- وأوضح للجزيرة نت أن الهدف هو منع الشباب الأفغان من الالتحاق بالجبهات داخل إسلام آباد خصوصا بعد تزايد الضغط الباكستاني، وترسيم الحدود الجهادية والسياسية، ونزع الشرعية الدينية عن من يقوم بنشاط مسلح خارج أفغانستان، و"من يفكر في الهجوم على كابل فيتحمل مسؤوليته وحينئذ يجب الدفاع عنها".

في المقابل، يرى محللون أن القرار يوجّه رسائل "طمأنة" إلى إسلام آباد.

وقال الباحث الباكستاني محمد إسحاق خان للجزيرة نت إن بلاده تنظر إلى الاجتماع باعتباره خطوة تأخرت كثيرا، لكنها موضع ترحيب. والمشكلة ليست في البيانات، بل في التنفيذ على الأرض. وأشار إلى أن إسلام آباد تريد من كابل خطوات عملية تحد من حركة طالبان باكستان داخل أفغانستان، خصوصا في المناطق الجبلية القريبة من الحدود.

وشهدت الأشهر الماضية غارات باكستانية داخل الأراضي الأفغانية، قالت إسلام آباد إنها استهدفت عناصر طالبان باكستان، وقد نفت كابل وجود مقاتلي هذه الحركة على أراضيها، وأثارت الغارات غضب الحكومة الأفغانية التي وصفتها بأنها انتهاك للسيادة.

Voir cette publication sur Instagram

Une publication partagée par أفغانستان بالعربي (@afghanarabc)

ويرى الخبير الأفغاني نور الدين جلال -في تصريحه للجزيرة نت- أن الاجتماع جاء في سياق محاولة لتفادي التصعيد، وإظهار استعداد كابل لتحمل مسؤولياتها بما لا يجرها إلى صدام مباشر مع طالبان باكستان أو مع إسلام آباد نفسها، وأضاف "طالبان أفغانستان تحاول الموازنة بين علاقتها التاريخية بطالبان باكستان وبين الضغوط الإقليمية والدولية".

يربط محللون توقيت الاجتماع بـ3 عوامل أساسية:

تصاعد الهجمات داخل باكستان: شهدت الأشهر الماضية زيادة في عمليات طالبان باكستان ضد الشرطة والجيش، وهو ما عزز الضغط على كابل. تعثر المفاوضات الثنائية: 4 جولات من الحوار بين كابل وإسلام آباد في الدوحة وإسطنبول والرياض لم تفضِ إلى حلول. الرغبة في ضبط المرجعية الدينية داخل أفغانستان: كابل تخشى من أن يتحول خطاب ديني موازٍ إلى منصة لتجنيد الشباب نحو القتال خارج الحدود. تنفيذ صعب

ورغم قوة الرسائل، يبقى السؤال الأكثر تداولا، هل تستطيع الحكومة الأفغانية تنفيذ هذه القرارات؟.

يجيب الباحث ضياء الله نوري أن تنفيذ القرار صعب لأن طالبان باكستان تتحرك عبر قبائل حدودية معقدة الروابط، وليست وليدة اليوم، بل تأسست عام 2007، وكابل ليست ملزمة بالسيطرة عليها لأنها نشطة في الأراضي الباكستانية، وضبط الحدود عملية شاقة جدا، و"ضمان عدم دخول مقاتلي هذه الحركة أو تنظيم الدولة الإسلامية  للأراضي الأفغانية، يحتاج إلى تنسيق بين البلدين".

إعلان

لكنه يعتقد -في حديثه للجزيرة نت- أن الاجتماع يوفر غطاء سياسيا ودينيا لكابل في حال قررت اتخاذ إجراءات محدودة ضد الحركة.

من جهته، أكد الباحث والكاتب الأفغاني محمد شهاب في تصريحه للجزيرة نت أن حركة طالبان أفغانستان تعمل وفق إستراتيجية تهدئة الأجواء مع إسلام آباد دون خسارة عمقها الشعبي داخل باكستان.

يشير اجتماع العلماء في كابل إلى تحول مهم في الخطاب الديني والسياسي للحكومة الأفغانية، ويتزامن مع لحظة شديدة التعقيد على الحدود مع باكستان. وفي حين يشكل القرار رسالة قوية لكل من طالبان باكستان وإسلام آباد، فإن نجاحه يعتمد على قدرة الحكومة على تطبيقه، وعلى استعداد إسلام آباد للتعامل مع هذا التحول بوصفه خطوة نحو التهدئة لا مجرد مناورة شكلية.

وفي منطقة تُعد من أكثر الحدود اضطرابا في جنوب آسيا، يبقى مصير العلاقات بين البلدين مرهونا بترجمة هذه الرسائل من الورق إلى الميدان.

مقالات مشابهة

  • التوافق الوطني.. هل هو تحالف الفرصة الأخيرة لمعارضي طالبان؟
  • أمريكا تستعد لمصادرة مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • طبول الحرب تقرع في الكاريبي: 3 مؤشرات لاقتراب المواجهة بين أمريكا وفنزويلا
  • أمريكا.. من إرث الإبادة إلى هندسة الخراب العالمي
  • غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
  • صناعة رئيس الوزراء العراقي بين الكتلة الأكبر و الخيارات الاقليمية الضاغطة
  • أمريكا تصادر ناقلة نفط فنزويلية.. وكاراكاس تتهمها بالسرقة
  • لأول مرة.. الاستخبارات الدنماركية تصنّف أمريكا مصدر تهديد أمني محتمل
  • الجزيرة نت تكشف تفاصيل اجتماع علماء دين أفغان وعلاقته بباكستان
  • التوجّه الأميركي بين الإخوان وإيران: قراءة في معادلة الضبط الإقليمي