الاقتصاد الفلسطيني يتهاوى بعد عام من الحرب
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
جولة سريعة في شارع بالضفة الغربية وغزة لرجل بسيط الخبرات الاقتصادية تكفي لإحصاء حجم الخسائر الهائلة، محلات فارغة، وأسواق منكمشة، وأوجه بائسة، ومستويات فقر غير مسبوقة، كل ذلك في عام واحد فقط، جنى فيه الفلسطينيون أوجاعاً وهموماً أكثر من أي عام سابق، خاضت فيه إسرائيل حرباً ضدهم.
في غزة، تبدو الصورة أكثر قتامة، فلا أسواق حقيقية أصلاً، باستثناء محلات بسيطة، أبوابها مشرعة أمام الهواء، فلا زبائن يرتادونها، ولا بضائع تعرض على الرفوف.
في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حلت الكارثة، وارتد هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية، بجحيم لا يزال غليان ناره يفور، يأكل الأخضر واليابس في طريقه، ويحصد من الأرواح والأموال والممتلكات ما لا طاقة لمؤسسة إحصاء أو وزارة على جمع شمله في أعوام طويلة.
ووثقت تقارير مختلفة جحم الخسائر الكبيرة في الاقتصاد الفلسطيني، وكيف تردت أوضاع سكان الضفة الغربية، وقطاع غزة، آخرها ما نشرته منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في سبتمبر (أيلول) الماضي، وجاء فيه التالي:
خسائر غزة1- انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للقطاع المكنوب بنسبة 81% في الربع الأخير من عام 2023.
2- انكماش بنسبة 22% للعام 2023.
3- وحلول منتصف عام 2024 انكمش اقتصاد غزة إلى أقل من سدس مستواه في 2022.
4- تدمير 80 إلى 96% من الأصول الزراعية في القطاع.
5- تعطل 82% من الشركات في غزة، بسبب تدمير مراكزها، أو انعدام مدخولها.
6- فقد القطاع حوالي ثلثي جميع الوظائف، التي كانت موجودة قبل الحرب في غزة، بحلول بداية العام الجاري.
7- التضخم تجاوز 250%.
الضفة والقدس الشرقيةفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، يختلف الأمر قليلاً عن غزة، فما زال بمقدور السكان شراء حاجياتهم الأسياسية، من مدخراتهم، أو من مصادر رزق محلية، ذات مردودات محدودة جداً، وتكشف لغة الأرقام طبيعة الاختلاف كالتالي:
1- 80% من الشركات في القدس الشرقية توقفت عن العمل جزئياً أو كلياً.
2- فقدت الضفة الغربية 306 آلاف وظيفة.
3- ارتفاع مستوى البطالة إلى 32 في المائة.
4- حجم الخسارة اليومية في الضفة الغربية يقدر بنحو 25.5 مليون دولار.
5- تراجع دعم المانحين إلى 358 مليون دولار في 2023 مقارنة بملياري دولار في الأعوام السابقة.
مع مرور الوقت بدأت السلطة الفلسطينية تستشعر حجم الضرر الاقتصادي، حتى باتت على مشارف الانهيار، مع التهام إسرائيل واقتطاعها المستمر لأموال المقاصة، ووصل حجم الاقتطاعات حسب تأكيد وزارة المال الفلسطينية 7.26 مليار شيكل منذ عام 2019.
اقتصاد الضفة الغربية يعاني تحت وطأة الحرب في غزة - موقع 24ينتظر حافظ غزاونة في متجره الصغير في البيرة في الضفة الغربية المحتلة، الزبائن بفارغ الصبر، فمنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم يشتر منه سوى عدد قليل من الناس السندويشات والفلافل.ارتد أثر الاقتطاعات على قطاعات كبيرة في الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وأصبحت السلطة أمام تحد جديد، بعد تراجع قدرتها على دفع رواتب الآلاف من موظفيها، واكتفائها بمنحهم أجزاء تتماشى مع قدراتها المالية، عدا عن تراجع قدرتها على تقديم أبسط الخدمات المجتمعية، والرعاية الصحية.
وبحسب الجهاز الفلسطيني للإحصاء، فإن إجمالي خسائر الإنتاج في الضفة بلغ نحو 30%، في حين خسر الاقتصاد الفلسطيني بالمجمل قرابة 80%.
ومن القطاعات الأخرى المتأثرة بالحرب، التعدين والصناعات التحويلية والكهرباء، وجميعها سجلت تراجعاً يصل إلى 27%.
كما سجل نشاط الإنشاءات والتعمير تراجعاً بنسبة 41%. وتراجع نشاط الزراعة بنسبة 11%. وانخفض نشاط تجارة الجملة والتجزئة بنسبة 18%.
وكانت نتيجة الخسارات الهائلة تلك، تراجع نصيب الفرد الفلسطيني من الناتج الإجمالي إلى 512 دولاراً في الربع الثاني من العام الجاري.
قطاع العمليعتمد جزء كبير من الفلسطينيين على العمل في إسرائيل لكسب رزقهم، وبسبب الحرب، وإغلاق إسرائيل المعابر، وتسريحها مئات آلاف العمال، بات 185 ألف فلسيطيني كانوا يشتغلون في قطاعات البناء والزراعة والصناعة والخدمات في إسرائيل حتى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بلا شغل، ولا مصدر عيش، وانعكس ذلك بشكل واضح على إجمالي الخسائر الاقتصادية، والتي وصلت إلى نحو 330 مليون دولار أمريكي.
???? المتحدث باسم صندوق النقد:
???? الناتج الإجمالي المحلي في غزة تراجع 86% في النصف الأول من 2024 مقارنة بالعام السابق وسط ظروف "مزرية"
???? الناتج المحلي الإجمالي بالضفة الغربية تراجع 25% في النصف الأول من 2024 وفي لبنان 20%
⬅️ المزيد من التصعيد في الصراع يزيد المخاطر والضبابية… pic.twitter.com/ITDos9dTYR
كان قطاع البنوك أيضاً في صدارة قائمة الخسائر، فتراجع حجم تجارة البنوك الفلسطينية في النصف الأول من 2024 قرابة 26.3% على أساس سنوي، إذ بلغ حجم التجارة الفلسطينية الخارجية الإجمالي 4.5 مليارات دولار حتى نهاية يوليو (تموز) مقارنة مع 5.7 مليارات دولار للفترة ذاتها من 2023.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة القدس الشرقية الضفة الغربية عام على حرب غزة الضفة الغربية القدس الشرقية الضفة الغربیة فی الضفة فی غزة
إقرأ أيضاً:
اقتحامات جديدة وهدم .. الاحتلال يصعد اعتداءاته في الضفة الغربية
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، هجوما على عدة مناطق فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع توزيع إخطارات جديدة بهدم منشآت سكنية وزراعية، وفق ما أفادت به مصادر فلسطينية رسمية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الفارعة جنوب طوباس شمالي الضفة، مستخدمة آليات عسكرية، فيما انتشرت وحدات مشاة داخل أحياء المخيم دون الإعلان عن أي حالات اعتقال.
وفي وسط الضفة، أفادت "وفا" باقتحام قوات الجيش بلدة المزرعة الشرقية وقرية دير جرير شرق رام الله، بينما نقلت إذاعة صوت فلسطين الحكومية عن حدوث اقتحامات مماثلة في بلدة قباطية جنوب جنين، وبلدة الرام شمال القدس.
وفي جنوب شرق القدس، قالت "وفا" إن قوات الاحتلال سلّمت أكثر من 10 إخطارات هدم تطال منشآت سكنية وزراعية قرب تجمع عرب الجهالين، ضمن سياسة التوسع في عمليات الهدم والإخطارات التي تشهدها المنطقة.
وبحسب معطيات محافظة القدس لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نفذ جيش الاحتلال 27 عملية هدم وتجريف، إلى جانب توزيع 45 إخطار هدم لمنازل ومنشآت فلسطينية.
وأعلنت بلدية الخليل الإضراب الشامل في مدينة الخليل، الأحد، تنديدًا بقتل الاحتلال لفلسطينيين اثنين بمنطقة باب الزاوية، وحدادا على روحيهما.
والسبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قتل فلسطينيين اثنين بزعم محاولتهما تنفيذ "عملية دهس" قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وزعم الجيش، في بيان، أن "فلسطينيين حاولا قبل وقت قصير تنفيذ عملية دهس بعد أن انطلقا بمركبتهما بسرعة نحو قوات من لواء المظليين عند حاجز شوتير.
وأضاف البيان أن "القوات أطلقت النار باتجاه المهاجمين، ما أدى إلى مقتلهما".
وتشهد الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تصعيدا غير مسبوق في اعتداءات الجيش والمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1090 فلسطينيا، وإصابة قرابة 11 ألفًا، إضافة إلى اعتقال أكثر من 21 ألفًا، وفق بيانات رسمية.
وخلال عامين من حرب الإبادة، تسببت حرب الإبادة الإسرائيلية في استشهاد أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة نحو 171 ألفا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.