لجريدة عمان:
2025-06-10@16:03:31 GMT

أهمية تدوين الثقافة الشعبية وتسجيلها

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

تتميز الثقافة الشعبية عن الثقافة العالمة أو العليا كما يصفها أساتذة الدراسات الثقافية، بأنها ثقافة فاعلة في حياة المجتمع ومسؤولة عن بناء قوامه الإنساني، وتكمن أهميتها في القدرة على التأثير والتأثر في سلوكيات الأفراد المنتمين لها، ولذا فإن أي رغبة في التحديث أو التغيير الاجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات يستوجب بالضرورة فهم ثقافته الشعبية فهما دقيقا، لضمان نجاح الخطط الإنمائية والتنموية الساعية لتحقيق الرفاه والتطور.

قبل الخوض في التفاصيل لابد من التطرق إلى تعريفات الثقافة الشعبية، التي جمعها أستاذ الدراسات الثقافية بجامعة سندرلاند جون ستوري في كتابه ( النظرية الثقافية والثقافة الشعبية أبوظبي:2014) إذ يقول " أن الثقافة الشعبية هي ببساطة الثقافة التي يرغب فيها، أو يحبها كثير من الناس، وهي الثقافة المتبقية بعد أن قررنا ما هو الثقافة الرفيعة، وأنها الثقافة الجماهيرية النابعة من الشعب". بهذا المعنى فإن الثقافة الشعبية هي الثقافة الشفوية غير المدونة، والتي تتضمن الفولكلور الذي يُعرّف بأنه " المادة التي تنتقل عن طريق الموروثات، وهو بعبارة أخرى حكمة الشعب وأدبه الذي لم يتعلمه من الكتب" كما يذكر ذلك أحمد علي مرسي في كتابه (مقدمة في الفولكلور: 2023)

إذ جرى التقسيم على وجود ثقافة رفيعة وأخرى شعبية، وهذا يتحتم علينا إعادة النظر في المفهوم لأن أي ثقافة هي ثقافة رفيعة سواء كانت شفوية أو مكتوبة، لأن الثقافة الشعبية جزءا لا يتجزأ من الهُوية الوطنية. بالإضافة إلى أنها الخزان الثقافي للثقافة الشفاهية، فعلى سبيل

حين نذكر المكونات المادية للثقافة نغفل عن المكونات اللامادية المرتبطة بها، فمثلا حين نتناول أشكال الطبخ يجري الحديث عن ذوق الطعام ونكهاته في إهمال واضح للغناء المرتبط ببعض المناسبات التي يُقدم فيها الأطعمة والمشروبات. ناهيك عن إغفال التفسيرات المتعلقة بأنواع من الطبخ فعلى سبيل المثال حين يُذكر (المضبي) أو (المعذيب) ، لا نجد شروحات عن أسباب الطبخ على الحجر أو التسخين بالحجر، باعتبارها مرحلة من مراحل الطبخ قبل تطور الأدوات. وكذلك تدل على سيادة النشاط الرعوي قبل الاستقرار أو التحضر.

هذا بالنسبة للجانب المادي من الثقافة، أما الجانب الأهم وهو التعبير الشفوي أو كما يسمى التراث اللامادي فإنه بحاجة إلى تسجيل أكثر وتدون نظرا لفقدان الكثير من المصطلحات والمفردات المتعلقة بفترة زمنية معينة ثم اختفت باختفاء النشاط أو العادة.

هل نحن بحاجة إلى تدوين الثقافة الشعبية وتسجيل مفرداتها. نقول نعم بكل التأكيد نظرا للقيمة الثقافية والمعارف والخبرات المكتسبة والمتراكمة عبر الأجيال، بالإضافة إلى أن الثقافة الشعبية ترصد مراحل تطور الوعي وتشكيله، لذا يمكننا وصف الثقافة الشعبية بأنها بنكا للمعلومات وبالتالي يمكن استثمار هذا الرصيد الثقافي المعنوي في تكوين محتوي للذكاء الاصطناعي يحاكي الواقع ويحفظ البصمة الثقافية للأسلاف.

إننا نعول على المؤسسات التعليمية سواء في مراحل التعليم العام أو العالي، في تبني تسجيل وتدوين الثقافة الشعبية العمانية بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، لإطلاق مشروع " توظيف الثقافة الشعبية العمانية في برامج الذكاء الاصطناعي"، يستند المشروع على الأبحاث الطلابية من مختلف مناطق وبيئات السلطنة وبعد ذلك يتم فرزها وانتقاء المشاريع القابلة للتطوير. نطرح فكرة المشروع مستندين على الأطر والتشريعات الوطنية منها المرسوم السلطاني رقم ٢٠ / ٢٠٠٧ القاضي بانضمام سلطنة عمان إلى اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثقافة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

قصور الثقافة تحتفل بعيد الأضحى في شرم الشيخ والطور و أبو زنيمة

نظم فرع ثقافة جنوب سيناء، ، عددا من الأنشطة الثقافية والفنية، ضمن احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، بعيد الأضحى المبارك، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة.

أُقيمت الفعاليات بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وانطلقت من المسرح الصيفي بمدينة طور سيناء، بحضور منيرة فتحي، مدير فرع ثقافة جنوب سيناء، وجمهور من أهالي المدينة.

تضمنت الفعاليات عروضا فنية قدمتها فرقة أطفال طور سيناء للفنون الشعبية، بقيادة الفنان أسامة إبراهيم، وشملت مجموعة من الفقرات الاستعراضية المستوحاة من التراث الشعبي، منها: "مرحب بالزوار، الحجالة، صعيدي، نوبي"، واختتمت بفقرة التنورة التراثية التي لاقت استحسان الحضور.

وفي السياق ذاته، وضمن برنامج إقليم القناة وسيناء الثقافي، بإدارة دكتور  شعيب خلف، نظم فرع ثقافة جنوب سيناء احتفالا بعيد الأضحى على مسرح السلام بمدينة شرم الشيخ، بحضور مجدي أبو الفتوح، نائب رئيس المدينة، والشاعرة أميمة إسماعيل، مديرة قصر ثقافة شرم الشيخ.

استهل الحفل بالسلام الجمهوري، تلاه عرض فني لفرقة كورال أطفال قصر ثقافة شرم الشيخ، بقيادة المايسترو عمر عدلي، قدمت خلاله باقة من الأغاني الطربية والوطنية، منها: "مدلي وطني، قلبي ومفتاحه، عش الحب، حرمت أحبك"، وسط تفاعل كبير من الحضور.

كما شهد مركز التنمية الشبابية بمدينة أبوزنيمة احتفالا بعيد الأضحى المبارك، بحضور اللواء سامح متولي، رئيس المدينة، وفاطمة جعفر، مديرة بيت الثقافة، وعدد من القيادات التنفيذية وأهالي المدينة. وتألق خلال الحفل عدد من المواهب الفنية بثقافة أبوزنيمة، قدموا مجموعة من الأغاني والأناشيد الدينية والقصائد الشعرية، بمشاركة: فواندة ميسرة، ريماس محمود، مارو ممدوح، ريتال هيثم، زينب محمد، مسك محمد صلاح، وملك محمد محمود.

وفي قصر طور سيناء، أُقيمت ورشة فنية عبر خلالها الأطفال عن مظاهر العيد برسومات إبداعية. كما نظمت مكتبة طابا الثقافية ورشة حكي وسرد قصصي للأطفال لكتاب "الذئب والأطفال السبعة" تأليف محمد الشقيري، قامت بسرده سلمى سليم، بهدف تعزيز القيم الإيجابية لدى النشء، تلاها ورشة لاكتشاف وتنمية المواهب في مجال الرسم، نفذها خليل جمعة، مدير المكتبة، واشتملت على تدريب الأطفال على تصميم رسومات مستوحاة من الطبيعة باستخدام الورق الأبيض وأقلام الألوان.

طباعة شارك جنوب سيناء محمود احتفال الثقافة العيد قصور الثقافة

مقالات مشابهة

  • أجواء مٌبهجة وتزاحم جماهيري احتفالاً بعيد الأضحى بثقافة الشرقية
  • وزير الثقافة ومحافظ الفيوم يتفقدان أعمال التطوير والصيانة بقصر ثقافة الفيوم
  • وزير الثقافة يتفقد قصر ثقافة الفيوم ويوجه بسرعة الانتهاء من المشروع
  • اليوم.. عرض «أيام أخناتون» في افتتاح مسرح إقليم جنوب الصعيد الثقافي
  • اليوم.. عرض أيام أخناتون وشلباية في افتتاح عروض مسرح إقليم جنوب الصعيد الثقافي
  • الأربعاء.. عرض "رفرفة" ضمن التجارب النوعية على مسرح قصر ثقافة الأنفوشي
  • الثقافة تنظم احتفالية فنية بمعهد الأورام بسوهاج ضمن احتفالات عيد الأضحى
  • أسبوع حافل..عروض فنية على أجندة فعاليات قصور الثقافة
  • قصور الثقافة تحتفل بعيد الأضحى في شرم الشيخ والطور و أبو زنيمة
  • ثقافة القليوبية تحتفل بعيد الأضحى في قها