غوغل تتلقى دعوى قضائية غير مسبوقة تهدد كيانها
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أصدرت وزارة العدل الأميركية في وقت متأخر من أمس الثلاثاء توصيات بشأن أعمال محرك البحث الخاص بشركة غوغل، مشيرة إلى أنها تدرس إمكانية تفكيك عملاق التكنولوجيا كعلاج قانوني لمكافحة الاحتكار، وفقا لموقع "سي إن بي سي".
وقالت الوزارة، في ملف جديد مكون من 32 صفحة، "إن الإجراءات اللازمة لكبح الاحتكار قد تشمل متطلبات تخص العقود، ومتطلبات خاصة بعدم التمييز للمنتجات، ومتطلبات خصوصية البيانات، وقابلية التشغيل البيني، والمتطلبات البنيوية".
وأكدت الوزارة أنها تفكر في إجراءات سلوكية وهيكلية من شأنها إجبار غوغل على بيع أجزاء من أعمالها، مثل "كروم" (Chrome) أو"أندرويد" (Android) أو"غوغل بلاي" (Google Play).
واقترحت تحديد أو حظر الاتفاقيات الافتراضية وترتيبات توزيع الإيرادات الأخرى المتعلقة بالبحث والمنتجات المتعلقة بالبحث أيضا.
وذلك يشمل اتفاقيات موقع البحث الخاصة بغوغل مع أجهزة آيفون وأجهزة سامسونغ، وهي صفقات تكلف الشركة مليارات الدولارات سنويا.
واقترحت الوكالة أن إحدى الطرق للقيام بذلك تكون من خلال فرض "شاشة اختيار" يمكن أن تتيح للمستخدمين اختيار محركات بحث أخرى.
ومثل هذه التدابير ستنهي سيطرة غوغل الحالية على عمليات البحث وتضمن عدم تمكنها من السيطرة على البحث في المستقبل.
وجاءت هذه التوصيات بعد إصدار القاضي الأميركي أميت ميهتا في أغسطس/آب الماضي حكما يتهم غوغل باحتكار سوق البحث. وذلك بعد أن رفعت الحكومة في عام 2020 قضية متهمة غوغل بأنها حافظت على حصتها في سوق البحث العام من خلال إنشاء حواجز قوية للدخول إلى هذه السوق من المنافسين لتعزز سيطرتها، إذ اكتشفت المحكمة أن غوغل انتهكت المادة 2 من قانون شيرمان الذي يحظر الاحتكار.
وبالمقابل، صرّح كينت والكر رئيس شؤون غوغل العالمية بأن الشركة تعتزم الاستئناف ضد القرار وسلط الضوء على تأكيد المحكمة للجودة العالية لمنتجات البحث التابعة لغوغل والتي لاحظها القاضي في قراره.
وقد أوصت وزارة العدل بأن تتيح غوغل بيانات فهرس البحث والنماذج المتاحة للمنافسين، ومن ذلك ميزات البحث المساعد بالذكاء الاصطناعي وبيانات تصنيف الإعلانات الخاصة بها.
وتنوي وزارة العدل النظر في تدابير قد تمنع غوغل من استخدام البيانات أو إعادة تدريبها والتي لا يمكن مشاركتها بشكل فعال مع الآخرين بناء على مخاوف الخصوصية، وفقا لما جاء بالملف.
وصرّح القاضي ميهتا بأنه يسعى للبتّ في الإجراءات التصحيحية بحلول أغسطس/آب عام 2025، ومن المرجح أن يؤدي الاستئناف الذي قدمته غوغل إلى إطالة هذه القضية لسنوات.
ووفقا لبعض الخبراء القانونيين، فإن النتيجة الأكثر احتمالية هي أن تطلب المحكمة من غوغل التخلي عن بعض الاتفاقيات الحصرية مثل تلك التي أبرمتها مع شركة آبل.
وقد تفرض المحكمة على غوغل تسهيل تجربة المستخدمين لمحركات بحث أخرى. ومع ذلك، فإن تفكيك الشركة غير مرجح، وفقا للخبراء.
وفي قضية منفصلة تخص مكافحة الاحتكار هذا الأسبوع، أصدر قاض أميركي أمرا قضائيا يجبر غوغل على تقديم بدائل لمتجر "غوغل بلاي" لتحميل التطبيقات على هواتف أندرويد.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أنهى قاض محاكمة لقضية أخرى تتعلق بمكافحة الاحتكار رفعتها وزارة العدل رغم أن هذه تركز على أعمال التكنولوجيا الإعلانية التابعة لغوغل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وزارة العدل
إقرأ أيضاً:
روبوتات الذكاء الاصطناعي تتقدم بخجل… وغوغل يواصل الهيمنة
صراحة نيوز- رغم التوسع السريع في استخدام روبوتات الدردشة الذكية، لا تزال محركات البحث التقليدية، وعلى رأسها “غوغل”، تتربع على قمة الاستخدام العالمي للإنترنت، وفق ما أظهرته تقارير حديثة.
قائمة المحتوياتغوغل يبتعد عن المنافسةروبوتات ناشئة تتقدّم بسرعةمحركات البحث تحافظ على مكانتهاوبينما تتغلغل أدوات الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية، تُظهر البيانات أن هذه التقنيات لم تصل بعد إلى مرحلة تهديد محركات البحث في حجم الاستخدام أو عدد الزيارات.
فبحسب تقرير صادر عن شركة OneLittleWeb، ارتفعت الزيارات على أبرز 10 روبوتات دردشة ذكية بنسبة 80.92% بين أبريل 2024 ومارس 2025، لتصل إلى 55.2 مليار زيارة، مقارنة بـ 30.5 مليار زيارة في الفترة نفسها من العام السابق.
لكن رغم هذا النمو الكبير، تبقى هذه الأرقام صغيرة جدًا عند مقارنتها بحركة المرور على محركات البحث.
ووفقًا لموقع Android Headlines، فقد سجلت أفضل 10 محركات بحث – بقيادة “غوغل” – نحو 1.86 تريليون زيارة خلال الفترة نفسها، ما يعادل 34 ضعفًا من حجم الزيارات التي حصدتها روبوتات الدردشة.
غوغل يبتعد عن المنافسةعلى الرغم من الشعبية الواسعة التي حققها ChatGPT والذي سجّل 47.7 مليار زيارة بنمو بلغ 67.09%، فإن محرك “غوغل” وحده استأثر بـ 1.63 تريليون زيارة، أي ما يزيد بـ 26 مرة عن أقرب منافسيه في فئة الذكاء الاصطناعي.
في الوقت ذاته، ورغم انخفاض طفيف في إجمالي زيارات محركات البحث بنسبة 0.51%، فقد سجلت بعض المنصات مثل Bing وYandex نموًا ملموسًا بنسبة 27.77% و32.65% على التوالي، مدعومة بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث.
وقد بدأت “غوغل” مؤخرًا بإطلاق أدوات جديدة مثل “نظرة عامة بالذكاء الاصطناعي” و”وضع الذكاء الاصطناعي”، ما يشير إلى توجه واضح للجمع بين دقة البحث التقليدي وسرعة التحليل الذكي.
روبوتات ناشئة تتقدّم بسرعةفي ميدان الذكاء الاصطناعي، برزت منصات جديدة مثل “ديب سيك” التي شهدت نموًا تجاوز 100,000%، و**”غروك”** التي حققت قفزة غير مسبوقة بنسبة 350,000% خلال عام واحد فقط، مما يعكس تسارع الاهتمام بالأدوات التفاعلية الذكية.
محركات البحث تحافظ على مكانتهارغم هذا التقدم اللافت في قطاع الدردشة الذكية، إلا أن محركات البحث تظل المصدر الأول للمعلومات الدقيقة والمنظمة. في المقابل، تقدم روبوتات الذكاء الاصطناعي إجابات فورية وتفاعلية تلبي أنماطًا جديدة من الاستخدام.
وعليه، يبدو أن مستقبل الإنترنت في المدى القريب سيشهد توازنًا بين النوعين: محركات البحث كمحور أساسي للمعرفة، وأدوات الذكاء الاصطناعي كرافد متطور لدعم المستخدمين في تفاعلاتهم اليومية.