بوابة الوفد:
2025-05-09@20:26:04 GMT

معركة الحكيم ويحيى حقى

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

شهد عام ١٩٣٣ نشاطًا مكثفًا لتوفيق الحكيم فقد صدر له رواية (عودة الروح) ومسرحية (أهل الكهف) والعملان أحدثًا دويًا ما بين مؤيد بقوة وبين معارض يصل به الشطط أنه يحرف فى سورة قرآنية من خلال مسرحية أهل (الكهف) والعملان يطرحان الفكرة الأسيرة عنده وهى فكرة صراع الإنسان مع الزمن من خلال ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد موت ثلاثة قرون؛ ليفاجأ كل منهم بعوالم أخرى وأنماط بشرية مغايرة؛ والحكيم كان يرمى فى هذه المسرحية إلى فكرة بعث الروح، ولم يقصد أن يؤلف مسرحية دينية بقدر ما كان يؤكد على نظريته التى لا تتوه عن كتبه وهى انتصار الإنسان دائما على الحضارة باعتبار أنه أحد صناعها ولكن فى نهاية الطريق يتراجع أمام الزمن معترفا أنه لم يتجاوز كونه مجرد ترس تديره عجلات قطار الحياة؛ ظهر هذا المعنى جليا فى رواية (سجن العمر) وهى سيرة ذاتية له تلتقط مكانًا بارزًا فى طبقات أحقاب حياته؛ لكن الحكيم كتب أعماله المهمة بعد رحلته فى فرنسا عام ١٩٢٥ والتى استمرت ثلاث سنوات؛ وبعد خمس سنوات من عودته من باريس كتب (عودة الروح) و(أهل الكهف) وكان تأثير باريس عليها واضحًا.

فى عام ١٩٦٣وبعد ثلاثين عامًا من صدور العملين فوجئ الوسط الأدبى بسيل من الاتهامات من الأديب يحى حقى وقد وصل الأمر أنه بدأ يحذر الشباب ويطلب منهم الابتعاد عن قراءة كتب الحكيم واتهمه بأن الحضارة الغربية عامة والفرنسية خاصة؛ قد سلبت فكره العربى مدللاً أن المدافع عن مصر فى (عودة الروح) هو مؤرخ فرنسى.!.

والحقيقة أن تصريحات يحيى حقى لم تجد صدى إيجابيا؛ خاصه أن الزعيم جمال عبدالناصر صرح بأن رواية (عودة الروح) هى التى ألهمته بثورة يوليو ١٩٥٢ وهو عمل أدبى اعتبره نجيب محفوظ إحدى أمهات الروايات التى أشعلت شرارة الإبداع عند أكثر من جيل. ويوسف إدريس اعتبر عودة الروح بداية نمط جديد استلهم منه الروائيون الشباب أهم أعمالهم. أما الناقد الدكتور محمد مندور فكان يرى أن الحكيم انتهى من حيث بدأ؛ وكان يقصد الهموم المصرية لا تعالجها الحلول الغربية خاصة النمط الفرنسى؛ بينما الحكيم كان يزاوج فى حلوله بين نجاح الحضارة الفرنسية وبين مجد الفراعنة وكلاهما ملهم ذو جذور راسخة.

شئنا أم أبينا فإن الحكيم تأكدت نظريته ونجحت مبرراته على مدى سنوات إبداعه التى اقتربت من السبعين؛ وتكفى شهادة الأديب الفيلسوف جان بول سارتر حين قال عنه إنه أحد أبرز مؤسسى الأدب العربى الحديث. وكان سارتر قد زار مصر فى مارس ١٩٦٧ وفى زيارته لجريدة الأهرام أهداه توفيق الحكيم كل كتبه مترجمة إلى اللغة الفرنسية. وعلق الكاتب لطفى الخولى أثناء الزيارة أن صداقة الحكيم وسارتر توطدت فى باريس منذ الخمسينيات. واليوم يزورنا سارتر ليجد الحكيم فى إبداعات عشرات الأدباء العرب.

انتصر الحكيم على يحبى حقى فى معركة حركت رموز الكتابة بأشكالها.

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كاريزما عودة الروح أهل الكهف سجن العمر عودة الروح

إقرأ أيضاً:

معركة الأبطال.. سان جيرمان وأرسنال وجهاً لوجه في قمة نارية

عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرا بعنوان "معركة الأبطال.. سان جيرمان وأرسنال وجهاً لوجه في قمة نارية".

باريس سان جيرمان يصارع أرسنال على بطاقة نهائي دوري أبطال أوروباأرسنال يستعيد تيمبر وكالافيوري قبل مواجهة باريس سان جيرمان الحاسمةإنريكي يحسم موقف ديمبلي من موقعة أرسنالتشكيل أرسنال أمام بورنموث في الدوري الإنجليزي

وقال التقرير إن باريس سان جيرمان يسعى لتأمين تأهله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، حين يستضيف أرسنال في مواجهة إياب نصف النهائي، مستندًا إلى فوزه ذهابًا بهدف نظيف في العاصمة البريطانية لندن، أحرزه النجم عثمان ديمبيلي على ملعب الإمارات. 

ويأمل الفريق الباريسي أن يضيف أرسنال إلى قائمة ضحاياه الإنجليز في البطولة هذا الموسم، بينما يسعى الفريقان لتحقيق لقبهما الأول في البطولة القارية.

وسلط التقرير الذي عرض ببرنامج "صباح جديد"، مع الإعلامي فادي غالي، الضوء على السجل التاريخي للفريقين في المسابقة، حيث سبق لباريس بلوغ النهائي مرة واحدة عام 2020، في حين وصل أرسنال للنهائي في نسخة 2006. 

وتُعد مواجهة الإياب أمام أرسنال سادس لقاء يخوضه سان جيرمان هذا الموسم ضد فرق إنجليزية، بعد أن أقصى ليفربول بركلات الترجيح في دور الـ16، ثم تجاوز أستون فيلا في ربع النهائي.

وأشار إلى تفوق سان جيرمان في مواجهات الذهاب، حيث نجح في التأهل في 18 من آخر 19 مواجهة إقصائية فاز في ذهابها، وركّز المدرب الإسباني لويس إنريكي جهوده على البطولة الأوروبية، خاصة بعد ضمانه للقب الدوري الفرنسي مبكرًا، مما دفعه لإراحة عناصره في المباريات المحلية التي شهدت تراجعًا في النتائج.

في المقابل، يخوض أرسنال المواجهة بأمل كبير في إنقاذ موسمه، بعد فشله مجددًا في حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم المنافسة القوية في السنوات الأخيرة. ويطمح المدرب ميكيل أرتيتا إلى تحويل الأداء الجيد لفريقه إلى إنجاز قاري ملموس، خصوصًا أن الفريق لم يحقق أي بطولة منذ تتويجه بكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2020.

ويخوض الفريق اللندني المباراة وسط ضغوط مضاعفة، إذ لم يضمن حتى الآن مقعدًا في النسخة المقبلة من دوري الأبطال، ما يجعل مواجهة باريس سان جيرمان فرصة ذهبية لمصالحة الجماهير واستعادة الهيبة الأوروبية، في ظل الأداء اللافت الذي قدمه اللاعبون خلال الأدوار السابقة.


 

طباعة شارك باريس سان جيرمان أرسنال دوري أبطال أوروبا ليفربول

مقالات مشابهة

  • معركة العقول وصراع الاستراتيجيات
  • معركة تصدير الذهب للإمارات بين الواقع والطموح
  • في ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود.. الأوقاف عالم رباني، وقائد وطني
  • 167 مليون دولار غرامة على شركة NSO بعد معركة قضائية مع ميتا
  • محمد الفرح: عودتنا للقرآن سر الصمود والتميز في معركة الأمة
  • التماس 10 سنوات حبسا نافذا لسعيدة نغزة وبلقاسم ساحلي وحمادي عبد الحكيم
  • حالة من عدم الثقة وتردد في مواصلة القتال.. تآكل الروح المعنوية لدى جنود الاحتلال
  • معركة الحسم العسكري في غزة
  • معركة الحسم العسكري
  • معركة الأبطال.. سان جيرمان وأرسنال وجهاً لوجه في قمة نارية