الجزيرة:
2025-06-01@08:38:12 GMT

أحمد سامح الخالدي أبو التربية الحديثة في فلسطين

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

أحمد سامح الخالدي أبو التربية الحديثة في فلسطين

أحمد سامح الخالدي (1896-1951) من أبرز التربويين في فلسطين وأحد كبار المربين العرب في العصر الحديث، أدار الكلية العربية -التي تسمى أيضا دار المعلمين- في القدس سنوات طويلة حتى غدت بإشرافه أهم صرح تربوي في الوطن.

كرس حياته من أجل بناء أمة متعلمة، وكان مؤمنا بأن التعليم أساس تقدم الأمم وبنائها، أجبرته النكبة على الهجرة إلى لبنان، حيث اهتم بمساعدة اللاجئين هناك إلى أن توفي سنة 1951.

المولد والنشأة

ولد أحمد سامح الحاج راغب الخالدي سنة 1896 في مدينة القدس، واسمه أحمد سامح، وكنيته أبو الوليد.

والده اسمه الحاج راغب، وينتمي إلى عائلة الخالدي، وهي عائلة مقدسية عريقة.

تزوج أحمد سامح الخالدي مرتين، ولديه 6 أبناء، 5 منهم من زوجته الثانية، وابنه وليد من زوجته الأولى.

كتاب "إدارة الصفوف" لأحمد سامح الخالدي (الجزيرة) الدراسة والتكوين

تلقى أحمد سامح الخالدي قدرا متميزا من التعليم، فأتم تعليمه الأساسي في المدرسة الكولونية الأميركية، والثانوية بمدرسة المطران الإنجليزية في القدس (مدرسة سان جورج).

التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، ولكنه لم يستكمل السنة الرابعة العلمية لنيل شهادة البكالوريوس بالتاريخ في هذه الجامعة، وذلك لأنه اُستدعي إلى الخدمة في الجيش العثماني سنة 1915.

التحق الخالدي بالكلية العثمانية الطبية في بيروت سنة 1916، وتخرج فيها بشهادة الصيدلة برتبة ملازم ثان "صيدلي" في الجيش العثماني سنة 1918، وحصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من الجامعة الأميركية سنة 1919.

كما حصل في صيف سنة 1923 على درجة الماجستير (أستاذ علوم) من الجامعة الأميركية في بيروت بعد أن أعد رسالة عن أنظمة التعليم بفلسطين في أواخر العهد العثماني.

الوظائف والمسؤوليات

خدم في صحراء سيناء خلال الحرب العالمية الأولى، وعيّن رئيسا للصيدلة في مستشفى حمص في الأشهر الأخيرة من الحرب.

ومع وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني عاد أحمد حسام الخالدي إلى وطنه، ولكنه لم يمارس الصيدلة، بل وهب حياته للتعليم والعمل في الحقل التربوي.

عُيّن أحمد سامح خلال السنوات 1919-1923 مفتشا للمعارف في أقضية يافا وغزة وطولكرم، وكان له نشاط كبير في إنشاء المدارس وتحديثها في مدن فلسطين وقراها، وكان أول من طرح فكرة تبرع أهالي القرى بالأراضي والعمل دون أجر من أجل بناء المدارس مقابل قيام الدولة بتعيين المعلمين ودفع رواتبهم، مما ساهم في تحديث النظام التربوي بريف فلسطين وفي حرص الأهالي على تعليم أبنائهم.

وعُيّن سنة 1923 مفتشا عاما للمعارف في لواء القدس ومحاضرا في التربية بدار المعلمين في المدينة نفسها، كما اختير مديرا لتلك الدار خلفا للمربي خليل طوطح، وأطلق عليها اسم الكلية العربية عام 1925، وبقي في هذا المنصب حتى انتهاء الانتداب البريطاني في مايو/أيار 1948.

شغل الخالدي منصب مساعد مدير المعارف العام في فلسطين عام 1941، واهتم بأبناء شهداء الثورة الفلسطينية الكبرى، فأنشأ سنة 1939 مشروع اليتيم العربي، وشكّل لجنة سماها لجنة اليتيم العربية العامة وتولى رئاستها، وأنشأ مع أعضائها معهد أبناء الشهداء في دير عمرو غربي القدس، وهو عبارة عن مشروع نموذجي لقرية منتجة.

وقد كلف المشروع نحو 150 ألف جنيه فلسطيني، وتولى تنظيم جمعها بنفسه، كما شغل منصب رئيس لجنة التعليم العالي بين المسلمين.

تولى الخالدي عمادة الكلية العربية في الفترة من 1930-1948، وألقى على طلبة الكلية العربية محاضراته في التربية وعلم النفس، وألّف وترجم عددا من الكتب التربوية التي تعالج طرق التدريس وأركانه وأفضل المناهج الحديثة، مما جعله الفارس المعلم في هذا الميدان حتى أطلق عليه أبو التربية الحديثة في فلسطين، وأصبح علما مشهورا بين كبار المربين العرب في العصر الحديث.

وبعد النكبة غادر فلسطين إلى لبنان سنة 1948 بعد أن وُضع حرم الكلية العربية تحت حماية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوقوعها في منطقة القتال، ووجّه نشاطه في لبنان للتأليف ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتعليم أبنائهم، فأسس في جنوب لبنان مدرسة نموذجية شبيهة بمعهد دير عمرو.

عُيّن الخالدي في شركة "بان أميركان" للطيران في يناير/كانون الثاني 1951، وكان مديرا معاونا لصائب سلام، إضافة إلى أنه كان عضوا في الجمعية الملكية للفنون بإنجلترا وعضو الجمعية الملكية لآسيا الوسطى في لندن.

كتاب "رجال الحكم والإدارة في فلسطين" لأحمد سامح الخالدي (الجزيرة) المؤلفات والإنجازات

وقد اهتم الخالدي بالمؤلفات الأدبية العربية القديمة من باب خدمة قضايا وطنه وأمته العربية، وله مؤلفات عديدة في مختلف حقول المعرفة والتربية، كما نشر العديد من المقالات في دوريات فلسطينية وعربية.

ومن مؤلفاته في ميدان التربية:

إدارة الصفوف. أنظمة التعليم. أركان التدريس. رسالة اختبار الذكاء، القدس.

وفي مجال التاريخ كتب مؤلفات عدة، من أبرزها:

رجال الحكم والإدارة في فلسطين. أهل العلم بين مصر وفلسطين. المعاهد المصرية في بيت المقدس.

كما حقق عددا من المخطوطات، وترجم العديد من الكتب والمؤلفات، من أهمها:

الحياة العقلية.. دروس في علم النفس. أقنعة الحب.

يحمل أحمد سامح الخالدي وسام عضو في الإمبراطورية البريطانية، ومنح وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من منظمة التحرير الفلسطينية في ديسمبر/كانون الأول 1990.

وفاته

توفي أحمد سامح الخالدي إثر تعرضه لسكتة قلبية في بلدة بيت مري ببيروت عام 1951 عن عمر لم يتجاوز الـ54، ودُفن في العاصمة اللبنانية بجوار الإمام الأوزاعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الکلیة العربیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

تواصل 2025: حين تحدّث ولي العهد، الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج

صراحة نيوز ـ بقلم: النائب الكابتن زهير محمد الخشمان

في افتتاح منتدى “تواصل 2025″، لم يكن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، يلقي مجرد خطاب رسمي في مناسبة وطنية؛ بل قدّم ما يشبه البيان الاستراتيجي لجيلٍ بأكمله، يعيد رسم العلاقة بين الإنسان والدولة، بين التكنولوجيا والهوية، وبين التحديات الكبرى والأمل المعلّق على المستقبل.

في البدء كان التواصل

“ما أحوجنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التواصل” – بهذه العبارة بدأ سموه كلمته، واضعًا إصبعه على جوهر اللحظة الراهنة: لحظة يتداخل فيها التوتر بالقلق، وتتصاعد فيها وتيرة العزلة رغم كل وسائل الاتصال. لكن سموه لم يتوقف عند المعنى الظاهري للكلمة، بل وسّع مفهوم التواصل ليشمل بناء الثقة، إشراك الشباب، كسر الحواجز النفسية والإدارية، واستعادة الحوار الحقيقي في الحياة العامة.

الرؤية: من وطن الموارد المحدودة إلى وطن العقول غير المحدودة

في كلمته، قال سمو ولي العهد:
“لم تعد الاقتصادات المتقدمة تُقاس فقط بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول.”

بهذا الاقتباس، رسم الأمير معادلة جديدة لمكانة الأردن في العالم: فالأردن الذي لا يملك نفطًا ولا موارد طبيعية ضخمة، يمتلك أهم مورد يمكن لأي دولة أن تبني عليه نهضتها، وهو الإنسان الأردني. وفي ظل ما يشهده العالم من تحولات رقمية واقتصادية، كانت دعوة الأمير واضحة: لن يتقدّم الأردن إلا إذا راهن على الاستثمار في شبابه، في أفكارهم، وإبداعهم، ومهاراتهم.

تخيل أردن الغد… وابدأ من اليوم

كلمة سمو ولي العهد لم تكن تنظيرًا بعيدًا عن الواقع، بل كانت مليئة بالصور القريبة التي تمس الحياة اليومية للأردنيين:
في الطب: مواطن يراجع مركزًا صحيًا لا يتوافر فيه اختصاص معين، ويتواصل مع طبيب مختص عن بُعد دون أن يُضطر إلى السفر.
في التعليم: طالبة تتعلّم من خلال مساعد افتراضي بالذكاء الاصطناعي يجيب على استفساراتها، ويمنح المعلمين فرصة لدعم من يواجهون صعوبات.
في الإدارة: استخدام آمن للذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات السكانية والاقتصادية، والتنبؤ بالمخاطر، واتخاذ قرارات قائمة على معلومات دقيقة.
في التنمية: طائرات درون من تصنيع أردني، تراقب شبكات الكهرباء والمياه، أو تنقل مواد طبية عاجلة في المناطق النائية.

هذه الصور ليست خيالًا تقنيًا، بل هي خارطة طريق لما يمكن أن يكون عليه الأردن إذا توافرت الإرادة السياسية، والخطة التنفيذية، والشراكة المجتمعية.

قيادة شابة بلغة مخاطبة عقول الشباب
ما يميّز ولي العهد الحسين أنه لا يتحدث بلغة الخطب التقليدية، بل يخاطب الجيل بلغته، وتطلعاته، وهمومه. تحدث عن الفرص، نعم، لكنه تحدث أيضًا عن التحديات، عن ضرورة التفكير المختلف، عن إتاحة مساحة للتجريب والخطأ، عن دعم الرياديين وعدم محاسبتهم على الفشل.

ولعل من أبرز ما قاله:
“علينا أن نفتح أبواب التجريب والعمل، وألا نخشى الفشل، بل نعتبره خطوة ضرورية للتعلم.”
رسائل بين السطور: الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج
كانت هناك رسائل غير مباشرة لكنها قوية:
أن التحول الرقمي ليس ترفًا ولا خيارًا، بل ضرورة وجودية.
أن الحوار الوطني يجب أن يشمل الجميع، لا أن يظل حكرًا على النخب.
أن الريادة ليست مشروعًا اقتصاديًا فقط، بل ثقافة دولة ونهج مؤسسات.
أن أمن الأردن واستقراره لن يأتي فقط من الأمن العسكري، بل من العدالة والفرص والتحديث والتفاعل مع الجيل الجديد.

تواصل ليس اسم منتدى… بل مشروع دولة

لقد قدّم سمو ولي العهد من خلال “تواصل 2025” نموذجًا جديدًا للخطاب الوطني: خطاب مبني على الوضوح، العقل، المشاركة، والرهان على المستقبل. لم يكن الخطاب دعائيًا، بل عمليًا؛ لم يكن مفرطًا في التفاؤل، بل واقعيًا ومسؤولًا.
من تابع الكلمة عن قرب – كما فعلت شخصيًا من قلب القاعة – لا يخرج إلا بإيمان أعمق بأن الأردن قادر على أن يصنع قصته، لا بتكرار نماذج الآخرين، بل برسم مساره الخاص، بإرادة قيادته، وبطاقة أبنائه.

مقالات مشابهة

  • لجنة حادثة طلاب الكلية العسكرية بالناصرية تنتهي أعمالها وترفع توصيات للسوداني
  • أحمد موسى: إسرائيل هددت بضم الضفة إذا اعترفت دول كبيرة بدولة فلسطين
  • كلمة السيد الرئيس أحمد الشرع بالاجتماع الدوري لمجلس وزراء الجمهورية العربية السورية بحضور عدد من مسؤولي الهيئات
  • تواصل 2025: حين تحدّث ولي العهد، الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج
  • أحمد طه: توحيد لغة الجودة وسلامة المرضى بين الأنظمة الصحية العربية
  • وزير الدفاع يلتقي الضباط القائمين على إدارة الكلية الحربية في هيئة التدريب بدمشق
  • رفض دعوى حفيدة الدجوي بنقل ملكية أسهم شركة دار التربية
  • "الألكسو" تُصادق على مجموعة من القرارات لصالح فلسطين
  • حمدان بن محمد يشهد تخريج دورة القيادة والأركان المشتركة الـ 34 بمقر الكلية في أبوظبي
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يستقبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا السيد توماس باراك في قصر الشعب بالعاصمة دمشق