موقع 24:
2025-06-10@22:53:36 GMT

الإمارات معك يا لبنان

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

الإمارات معك يا لبنان

في خضمّ الأزمات التي تعصف بلبنان اليوم، وفي ظل التصعيد العسكري المستمر، تبرز دولة الإمارات مرة أخرى، وكعادتها، لتمدّ يد العون للأشقاء اللبنانيين. هذه ليست مجرد مبادرة، بل تجسيد حيّ لرؤية إماراتية ثابتة ومتجذّرة ترتكز على واجبها الإنساني والأخلاقي تجاه العالم. ففي الوقت الذي قد تتراجع فيه بعض الدول عن تأدية أدوارها، تظل الإمارات وفية لرسالتها، حيث كانت أول من أرسل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى لبنان.

تسع طائرات حملت إمدادات أساسية إلى بيروت حتى لحظة كتابة هذا المقال، ولم تكن تحمل مجرد شحنات، بل رسالة تضامن حقيقية، تؤكد أن الإنسانية هي التي يجب أن تتصدر المشهد في الأوقات العصيبة.
منذ حرب 2006، حين كانت الإمارات حاضرة على الأرض اللبنانية للمساعدة في إعادة بناء ما دمرته الحرب، بدا واضحًا أن هذه الجهود ليست استجابة مؤقتة للأزمات، بل جزء من استراتيجية متكاملة لتعزيز الاستقرار والتنمية. في ذلك الوقت، سعت الإمارات إلى إصلاح ما تسببت فيه الحروب من دمار، فأعادت بناء المدارس والمستشفيات، ليس فقط لترميم الحجر، بل لإعادة الأمل إلى الأشقاء اللبنانيين وبناء مستقبل أفضل.
وعندما وقع انفجار مرفأ بيروت في عام 2020، لم تتأخر الإمارات في تقديم العون مرة أخرى، وكانت من أوائل الدول التي أرسلت إمدادات طبية عاجلة. لم تكن تلك الجهود مجرد إغاثة سريعة، بل كانت تذكيرًا بأن الإمارات لم تتخلَ يومًا عن دورها الإنساني في المنطقة، وأن العلاقات التي تربطها بلبنان تتجاوز السياسة والمصالح، لتصبح علاقة أخوة وشراكة إنسانية.
دعم الإمارات للجيش اللبناني يُظهر أيضًا إدراكها لأهمية الاستقرار الأمني في لبنان. فمنذ انسحاب القوات الإسرائيلية في عام 2000، لعبت الإمارات دورًا مهمًا في نزع الألغام من جنوب لبنان. لم تكن هذه الجهود عملية تقنية بحتة، بل جزءًا من رؤية شاملة لإعادة الحياة إلى تلك الأرض، وإتاحة الفرصة للسكان للعودة إلى أراضيهم بأمان.
ولم يقتصر دور الإمارات على الاستجابة للأزمات فقط، بل امتد إلى ميادين التنمية والتعليم والصحة، حيث أسهمت في بناء مدارس ومستشفيات جديدة، لتدعم البنية التحتية الحيوية للبنان وتساهم في بناء أجيال المستقبل. الإمارات ترى أن دورها لا ينتهي بإرسال شحنة من المساعدات، بل تسعى إلى وضع أسس تنمية مستدامة تجعل من لبنان بلدًا قادرًا على مواجهة تحدياته.
ما تفعله الإمارات اليوم، ومن خلال حملة “الإمارات معك يا لبنان”، هو تأكيد على التزامها المستمر بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. هذه ليست مساعدات طارئة فحسب، بل جزء من رؤية طويلة الأمد تهدف إلى دعم مسار التنمية والسلام في لبنان وفي العالم ككل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية دعم الإمارات الإمارات الإمارات معك يا لبنان الإمارات الإمارات معك يا لبنان الإمارات ولبنان لبنان

إقرأ أيضاً:

حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”

 

منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.

ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.

في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.

وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.

في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.

ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.

ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .

إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.

في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.

وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.

إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.

إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.

فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.

وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.

 

*كاتب مغربي

 

مقالات مشابهة

  • إليك المنتخبات العربية الآسيوية التي بلغت الملحق المؤهل لكأس العالم
  • الطفولة ليست وسيلة لصيد المشاهدات
  • صوفان: هذه الإجراءات ليست بديلاً عن العدالة الانتقالية والتي بدأت بالفعل، وهذه مهمة اللجنة الوطنية للعدالة الانتقالية التي شكلت بمرسوم رئاسي
  • طوني فرنجيه في لقاء مع مرده فرنسا: نثمّن دور الرئيس عون الساعي إلى بناء الثقة داخليا وخارجياً
  • ليست حكراً لحزب.. السوداني يوجه رسائل سياسية من الأنبار
  • فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
  • الراعي في افتتاح سينودس الاساقفة: نحن هنا لنصل إلى الحقيقة الكاملة التي تحرّرنا وتوحّدنا وتطلقنا
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”
  • المفتي قبلان: مطالبون بتدشين ارادة وطنية تعيد بناء هوية البلد
  • نائب أمل شكر وقفة عون المشرفة التي طال انتظارها