بعد اكتشاف عميل داخل البرلمان.. تايمز: أيرلندا مرتع للجواسيس الروس
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
قالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن أيرلندا أصبحت مركزا إستراتيجيا لعمليات التجسس الروسية، بعد اكتشاف عميل روسي داخل برلمان البلاد.
ولفتت إلى أن موقع أيرلندا الجيوسياسي على الأطراف الغربية من القارة الأوروبية جعل منها قاعدة جذابة للجواسيس الروس للانخراط في تدابير فعالة أو أعمال سرية تستهدف بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وزعمت أنه لطالما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيرلندا البوابة الخلفية لبريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن اكتشاف جاسوس يعمل لصالح موسكو دق ناقوس الخطر، "وصعق البرلمان، وأثار شكوكا واتهامات ونفيا ومطالبات بالتحقيق بين أعضائه والمراقبين".
وأوضحت الصحيفة أنها كشفت، الأسبوع الماضي، عن أن المخابرات الروسية جنّدت أحد السياسيين عميلا لها خلال محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تُعرف إعلاميا بالبريكست، لافتة إلى أنه لا يزال طليقا.
وترددت أصداء هذه "المفاجأة المذهلة" طوال الأسبوع، في حين سارع بعض البرلمانيين إلى إنكار أنهم العميل الملقب بــ"كوبالت".
ويأتي الكشف عن وجود "كوبالت" في الوقت الذي تعمل فيه أيرلندا على تعزيز قدراتها الدفاعية بسرعة وتتماشى أكثر مع الأطر الأمنية الأوروبية، وهي خطوات من المرجح أن تثير حفيظة روسيا بقيادة بوتين، كما تدعي الصحيفة.
وقد خفضت وزارة الشؤون الخارجية في دبلن بالفعل عدد الدبلوماسيين الروس في العاصمة من 30 إلى 5 فقط. وعززت دبلن أيضا ميزانيتها الدفاعية، واستثمرت في طائرات الدوريات البحرية والسفن البحرية ونظام رادار أساسي جديد ونظام دفاع صاروخي جديد. ومن المتوقع أن تؤدي إفصاحات الأسبوع الماضي إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الجوهرية.
وتعليقا على اكتشاف الجاسوس، شدد رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس على أنه "لا ينبغي أن يكون مفاجئا لأي منا أن روسيا تسعى للتأثير على الرأي العام وتشويه الحقائق، وهي منغمسة في (التجسس) في جميع أنحاء العالم، وأيرلندا ليست محصنة ضد ذلك".
وأضاف أن عمليات التجسس زادت بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدا أن "الشرطة وجهاز الأمن الوطني في أيرلندا يأخذون كل ذلك على محمل الجد".
ونقلت التايمز عن البروفيسور نيل روبنسون، الخبير في السياسة الروسية وسياسات ما بعد الشيوعية في جامعة ليمريك، القول إن مصلحة روسيا في أيرلندا هي نفسها مصلحة عديد من الشركات المتعددة الجنسيات، وهي دولة ناطقة باللغة الإنجليزية، و"بمثابة البوابة الخلفية إلى أوروبا، وهياكلها التنظيمية أضعف حالا، مما يشي بأنها لا تأخذ التهديدات الأجنبية على محمل الجد".
وتابع قائلا إن أيرلندا "لطالما عدَّت نفسها دولة محايدة لا تتورط في عديد من مشاكل العالم، ولم تكن ترى نفسها حقا جزءا من الحرب الباردة"، الأمر الذي منح الروس "تصريحا مفتوحا لاستخدام أراضيها ممرا للعملاء والاستخبارات والمعلومات الإستراتيجية من موقعها كبوابة للتكنولوجيا والشركات إلى أوروبا".
وزعمت الصحيفة أن روسيا أصبحت تنشط بشكل متزايد في المجالات الجوية والبحرية والبرية والإلكترونية في أيرلندا، مما تسبب في إحراجها.
وكشفت عن أن قاذفات عسكرية روسية من طراز توبوليف "تي يو- 160" بلاك جاك، وطائرات دورية مضادة للغواصات حلقت فوق المجال الجوي لأيرلندا -"التي تفتقر إلى الطائرات المقاتلة"- لاستطلاع مدى سرعة رد فعل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ومضت إلى القول إن السفن الحربية والغواصات الروسية ومؤخرا سفن الأشباح الروسية (أي المتخفية في شكل سفن أبحاث وسفن صيد) أصبحت من الزوار الدائمين للمناطق البحرية الحصرية لأيرلندا قبالة الساحل الجنوبي والغربي.
ووفقا للصحيفة أيضا، فإن السفن الحربية الروسية تتلاقى بانتظام في المياه الخاضعة للسيطرة الأيرلندية، مما يسبب القلق على جانبي المحيط الأطلسي، لكن التكتيكات الروسية الأخيرة تندرج بقوة في مجال الحرب الهجينة، لكن دون أن تطلق النار.
على أن أكثر ما يثير القلق -برأي الصحفي الاستقصائي جون موني في تقريره بالصحيفة البريطانية- أن روسيا بدأت في تعزيز علاقاتها مع الجماعات الموالية والجمهورية واليسارية المتطرفة في أيرلندا، مما يزيد من المخاوف.
ففي الشهر الماضي، استضافت السفارة الروسية في دبلن وفدا برئاسة جون كونولي -وهو أحد عناصر الجيش الجمهوري الأيرلندي الحقيقي وقد أُدين في السابق بتفجير قنابل- ويقود كونولي الآن "تحالف الحقيقة والحياد"، وهي مجموعة يسارية متطرفة تقوم بحملات للدفاع عن الحياد الأيرلندي ومقاومة الدخول في تحالفات عسكرية مثل الناتو.
وادعت التايمز أن أجهزة الاستخبارات الروسية استغلت كل هذه العوامل لاستخدام أيرلندا منصة لشن عمليات أوسع نطاقا في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، كما عُثر على عملاء روس يعيشون حياة مزدوجة طويلة الأمد في دبلن.
ومن بين جميع القضايا الأمنية والدفاعية التي يمكن أن تسبب مشكلة حقيقية للحكومة الأيرلندية -كما تورد الصحيفة- يأتي التهديد الروسي لكابلات الألياف البصرية تحت البحر التي تنقل بيانات الاتصالات وحركة الإنترنت بين أوروبا وأمريكا الشمالية على رأس القائمة، والذي ينطوي على عواقب جيوسياسية عميقة في حال تعرضها لحادث.
وأبرزت أن العواقب الجيوسياسية التي قد تترتب على حدوث أي شيء لتلك الكابلات ستكون عميقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی أیرلندا
إقرأ أيضاً:
روسيا تحذّر أوروبا من "رد حازم" في حال مصادرة أصولها المجمدة
حذّر سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، من أن بلاده سترد "بشكل حازم" إذا أقدمت الدول الأوروبية على مصادرة الأصول المالية الروسية المجمّدة.
وأضاف أن موسكو مستعدة لمواجهة أي تصعيد، قائلاً: "إذا قررت أوروبا الحرب فنحن مستعدون لها، ولو حتى الآن".
تأتي التصريحات في ظل توتر متصاعد بين روسيا والاتحاد الأوروبي على خلفية العقوبات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل شاباً في البلدة القديمة بنابلس روسيا تعتبر القوات البريطانية في أوكرانيا أهدافًا مشروعة..ما القصة ؟واتهمت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، القوات البريطانية المتواجدة في أوكرانيا بمساعدة كييف على تنفيذ أعمال إرهابية ومهام متطرفة، مؤكدة أن أي وحدات عسكرية أجنبية في البلاد ستعتبر أهدافًا مشروعة لموسكو.
وجاءت التصريحات الروسية بعد مقتل جندي بريطاني في أوكرانيا، حيث حمّلت موسكو لندن المسؤولية عن تورطها في الأعمال المتطرفة، مشددة على أن وجود القوات الأجنبية يعرضها للمساءلة ويجعلها ضمن نطاق الاستهداف العسكري في حال استمرار دعم العمليات القتالية في الأراضي الأوكرانية.
وحذّر الأمين العام لحلف الناتو مارك روته من أنّ دول الحلف قد تكون "الهدف التالي لروسيا".
وأكد ضرورة تعزيز قدرات أوكرانيا العسكرية لوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وشدّد روته على أن دول الناتو بحاجة إلى رفع مستوى الإنفاق الدفاعي والإنتاج العسكري بسرعة لمواجهة التهديدات المتصاعدة.
وأكد يوهان فاديفول، وزير الخارجية الألماني، أن روسيا تشن "هجمات هجينة" على أوروبا، داعياً إلى ردع موسكو عسكرياً.
ودعا إلىة تقديم رد مناسب على الهجمات التي تستهدف المراكز اللوجستية والبنية التحتية في القارة.
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الخميس، إن خسائر القوات الأوكرانية خلال الصراع تجاوزت مليون عسكري.
وأضاف لافروف مؤكداً إن عضوية أوكرانيا في الناتو غير مقبولة بالنسبة لروسيا.
وذكرت رويترز أنّ منشأة روسية لتوليد الغاز في بحر قزوين تعطّلت نتيجة هجوم أوكراني.
فيما أكد مصدر أمني أوكراني أنّ القوات الأوكرانية استهدفت منصة نفط روسية في البحر للمرة الأولى، في تصعيد لوتيرة الضربات المتبادلة بين الطرفين.
وأفادت وكالة تاس بأنّ القوات الروسية أحكمت سيطرتها على إحدى القرى في منطقة خاركيف شرق أوكرانيا.
في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية بين الجانبين على طول خطوط التماس.
وشدّد سيرجي لافروف، وزير خارجية روسيا، خلال لقائه ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى موسكو، على ضرورة صياغة حزمة وثائق تضمن سلاماً دائماً مع أوكرانيا.
لافتاً إلى أن أي تسوية يجب أن تتضمن ضمانات أمنية لجميع الأطراف.
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بذل محاولات جادة" للتوصل إلى حل للنزاع الأوكراني خلال ولايته.
وأكد لافروف أن الولايات المتحدة، خلال إدارة الرئيس جو بايدن، كانت الداعم الأساسي لنظام كييف.
وأكد أن الدول الغربية فشلت في إلحاق خسائر استراتيجية بالاقتصاد الروسي على الرغم من العقوبات المتصاعدة.
واتهم لافروف الغرب بالسعي لتدمير الاقتصاد الروسي، مشيراً إلى أن قادة أوروبيين أقرّوا باستغلال اتفاقات مينسك لإعادة تجهيز أوكرانيا للحرب ضد موسكو.