قمة جزائرية هندية.. هل تحضر معاناة مسلمي الهند فيها؟
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
دعا عبد الله جاب الله رئيس حزب "جبهة العدالة والتنمية" الجزائري الرئيس عبد المجيد تبون أن ينتصر للمستضعفين من إخوانه في الدين، مسلمي الهند، وأن يقدم لها نصيحة لضيفته رئيسة الهند دروبادي مورمو التي بدأت أمس الأحد زيارة رسمية إلى الجزائر تستمر أربعة أيام.
واستبعد جاب في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن تكون المعاناة التبي يتعرض لها مسلمو الهند جراء سياسات التضييق والتنكطيل التي تستهدفهم منذ سنوات ضمن جدول أعمال المحادثات بين الجانبين الجزائري ولهندي، لكنه قال: "مع أنني أستبعد أن يكون موضوع الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون في الهند جزءا من الملفات التي ستشملها القمة الجزائرية ـ الهندية، إلا أنه لا بأس من التذكير ومطالبة الرئيس عبد المجيد تبون بأن ينصح نظيرته الهندية بأن تتوقف سلطاتها عن المظالم التي ترتكب بحق المسلمين، وأن يذكرهم بأن اليوم دول".
وأضاف: "النظام الجزائري معاييره في إقامة العلاقات مع الدول هي ذات معايير الأنظمة العلمانية التي حرص الغرب على إيجادها، وهي تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولأجل ذلك كانت علاقاته ولا تزال مع نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه منذ سنوات، وكذلك هي علاقاته مع الهند، حيث لن يتدخل في موضوعات داخلية أيا كان المتأثر بها".
وأشار جاب الله إلى أن الغرب والأنظمة العلمانية المسيطة على العالمين العربي والإسلامي الموالية له، لا تقيم وزنا للانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون، وقال "إنهم في أحيان كثيرة هم شركاء في استهداف المسلمين كما هو حاصل في غزة منذ أكثر من عام والحرب قائمة ضدهم، بعد حصار دام نحو 18 عاما"، وفق تعبيره.
وبدأت رئيسة الهند دروبادي مورمو زيارة رسمية إلى الجزائر مدتها أربعة أيام، تجري خلالها محادثات موسعة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وبخاصة في الجانبين السياسي والاقتصادي.
ووفق تقرير لصحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم الإثنين، فإن زيارة الدولة التي تقودها الرئيسة الهندية إلى الجزائر تشكل فرصة لتعميق التعاون المثمر في العديد من المجالات الحيوية، ومنها قطاع البنى التحتية والصناعات الثقيلة والصناعة الميكانيكية والمحروقات والكهرباء والمناجم والسكك الحديدية، بالإضافة إلى الصناعة الصيدلانية والنسيج والفلاحة وقطاع البتروكيمياء وإنتاج الأسمدة وتحويل الفوسفات والحديد، إلى جانب مجال تحلية مياه البحر وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.
وتسعى القيادة الهندية، من خلال هذه الزيارة، للاستفادة من المشاريع الهيكلية الكبرى والبرامج التي أطلقتها الجزائر منذ اعتلاء الرئيس تبون رئاسة البلاد قبل 4 سنوات، والتي ستتواصل بوتيرة متسارعة مستقبلا بهدف تحقيق نسب النمو المرجوة.
وبالنسبة للجانب الجزائري، فإن للهند إمكانيات كبيرة في تطوير الكثير من المجالات التي تراهن عليها الجزائر، خاصة في الجانب التكنولوجي والفضائي وقطاع الأدوية واستغلال المكامن الطبيعية، كما تبحث نيودلهي عن فرص طموحة تتوافق مع طموحات الجزائر لتعزيز اقتصادها باعتلاء قمة هرم الاقتصادات الإفريقية في المستقبل القريب، من خلال تحقيق ناتج محلي يناهز 400 مليار دولار في آفاق 2027. وهي الفترة التي تريد الهند، خلالها، الصعود إلى ثالث أكبر اقتصاد في العالم، في ظل مواصلة اقتصادها تحقيق نمو بنسبة 7 بالمائة للعام الثالث على التوالي.
ويراهن البلدان، من خلال الزيارة، على إحداث تقارب براغماتي وطي فترة الجمود التي طبعت العلاقات في الفترة الأخيرة، التي أعقبت طي الجزائر لملف الانضمام إلى "البريكس".
كما تكتسي زيارة الدولة، التي تقوم بها دروبادي مورمو، أهمية بالغة بالنظر للزخم التاريخي الذي ساهم في توطيد العلاقات وفي تطابق وجهات النظر في ظل وجود إرادة مشتركة في بعث ديناميكية جديدة للتعاون الاقتصادي.
وتتقاسم الجزائر ونيودلهي، بحسب التصريحات الرسمية، وجهات النظر حول العديد من المسائل الدولية، على غرار مكافحة الإرهاب والتطرف والعمل سويا من أجل استتباب الأمن والاستقرار في العالم.
ووفق ذات الصحيفة فإن الهند تولي أهمية كبيرة لتعميق التعاون مع الجزائر، في إطار نظرة متجددة تقودها دروبادي مورمو التي انتخبت رئيسة للبلاد سنة 2022، وهي تتوافق مع توجه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من خلال العمل على تنويع الشراكة الاستراتيجية عبر العالم.
وتبرز أهمية الزيارة أيضا في كونها الأولى من نوعها لمسؤول هندي رفيع المستوى إلى الجزائر منذ سنوات، حيث سبقتها زيارة نائب الرئيس الهندي السابق، محمد حميد أنصاري، إلى الجزائر سنة 2016، تلتها زيارة وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية شري مورليداران سنة 2021.
وتأتي زيارة رئيسة الهند إلى الجزائر أسابيع قليلة بعد بدء الرئيس عبد المجيد تبون عهدته الرئاسية الثانية، وفي ظل فتور لعلاقات الجزائر مع حلفائها التقليديين خصوصا فرنسا ورورسيا وإسبانيا، بسبب تباين وجهات النظر الحاصلة معهم سواء تعلق الأمر بموقفهم من الترحيب بخيار الحكم الذاتي في الصحراء، أو بسبب خلافات مع روسيا حول علاقة الجزائر بحكام مالي الجدد.
ويقدّر المسلمون في الهند بنحو 200 مليون نسمة، ما يجعل الهند ثالث أكثر بلد من حيث عدد المسلمين في العالم بعد إندونيسيا وباكستان. ويشكا المسلمون لا ما يقارب 15 بالمئة من سكان الهند، وبالتالي، يصنفون كأكبر أقليّة في البلد ذي الغالبية الهندوسية.
ويرى مختصّون في الشأن الهندي، أن موجات الكراهية ضدّ المسلمين تصاعدت منذ وصول حزب بهاراتيا جاناتا إلى الحكم، وتحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات عام 2014.
وتدهورت الأمور بشكل ملحوظ عام 2019، مع إقرار البرلمان الهندي تعديلات على قانون المواطنة الصادر عام 1955.
تسبّب التعديل بالجدل، لأنه كفل للمهاجرين الهاربين من الاضطهاد الديني في باكستان وبنغلادش وأفغانستان، حقّ الحصول على الجنسية الهندية، إن كانوا من أتباع الديانات السيخية والهندوسية والبوذية والمسيحية والجاينيّة والزراداشتية، ولكنه استثنى المهاجرين المسلمين.
وصنّف تقرير صدر عن لجنة خبراء دوليين مستقلة في تموز/يوليو 2022، المسلمين، كـ"أقلية مضطهدة" في الهند، بعد مراجعة سلسلة انتهاكات وصفت بـ"الجديّة" لحقوق الإنسان، سجّلت بدءاً من عام 2019.
للإشارة فإن رئيسة الهند دروبادي مورمو وهي أول رئيسة من فئة المجتمعات المهمشة في البلاد. وتنتمي مومو إلى الحزب القومي الهندوسي الحاكم (بهاراتيا جاناتا)، وحظيت بدعم كبير من الحزب وحلفائه في البرلمان ومجالس الدولة، لتصبح بذلك الرئيس الـ15 للبلاد خلفا لسلفها رام ناث كوفيند.
وتعدّ مورمو ثاني رئيسة للبلاد بعد براتيبها باتيل التي شغلت المنصب 5 سنوات من عام 2007، ويعدّ دور الرئيس في الهند شرفيا إلى حد كبير، إذ تتركز السلطة في يد رئيس الوزراء وحكومته، لكن يمكن للرئيس طلب إعادة النظر في بعض مشاريع القوانين البرلمانية والمساعدة أيضا في تشكيل الحكومات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الجزائري الهند زيارة تصريحات تصريحات الجزائر الهند زيارة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد المجید تبون دروبادی مورمو رئیسة الهند إلى الجزائر فی الهند من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيسة الصليب الأحمر: غزة أصبحت أسوأ من الجحيم.. والإنسانية أخفقت في وقف الكارثة
قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إنّ: "غزة أصبحت أسوأ من الجحيم على الأرض، وإنّ الإنسانية قد أخفقت، بينما يشاهد العالم أهوال الحرب في القطاع".
وأكّدت سبولياريتش، في حديثها إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في مقر اللجنة بجنيف، بالقول: "مستوى الدمار، مستوى المعاناة، والأهم من ذلك، حقيقة أننا نشهد شعبا يُجرّد بالكامل من كرامته الإنسانية، يجب أن يصدم ذلك ضميرنا الجماعي".
وفي غرفة قريبة من واجهة عرضت عليها ثلاث جوائز نوبل للسلام حصلت عليها اللجنة، شدّدت سبولياريتش، على ضرورة أن تبذل الدول المزيد من أجل إنهاء الحرب، ووقف معاناة الفلسطينيين، وضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وكانت سبولياريتش قد وصفت خلال تصريحاتها في نيسان/ أبريل غزة بكونها: "جحيم على الأرض"، فيما قالت خلال التصريح الحديث: "لقد أصبح الأمر أسوأ، لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة ما يحدث، إنه يتجاوز أي معيار قانوني أو أخلاقي أو إنساني مقبول".
واسترسلت: "لكل دولة حق في الدفاع عن نفسها، ولكل أم الحق في أن ترى أطفالها يعودون إليها، ولا يوجد أي مبرر لأخذ الأسرى، ولا يوجد أي مبرر لحرمان الأطفال من الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان"، مشيرة إلى أن "هناك قواعد تحكم الأعمال القتالية، وعلى كل طرف في أي نزاع احترامها".
"لا يوجد أي مبرر لانتهاك أو تفريغ اتفاقيات جنيف من مضمونها، ولا يُسمح لأي طرف بخرق القواعد مهما كانت الظروف، وهذا أمر مهم، لأن القواعد نفسها تنطبق على كل إنسان بحسب اتفاقيات جنيف، الطفل في غزة يتمتع بالحماية ذاتها التي يتمتع بها الطفل في إسرائيل" أردفت سبولياريتش.
وأضافت: "نحن نشهد أمورا ستجعل العالم مكانا أكثر بؤسا، ليس فقط في هذه المنطقة، بل في كل مكان، لأننا نُفرغ القواعد التي تحمي الحقوق الأساسية لكل إنسان من معناها".
وحذرت سبولياريتش من مستقبل مظلم للمنطقة في حال عدم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن "هذا أمر مصيري للحفاظ على طريق نحو السلام في المنطقة، إذا دمرنا هذا الطريق إلى الأبد، فلن تجد المنطقة أبدا الأمن والاستقرار؛ ولكن يمكننا إيقاف ذلك الآن، لم يفت الأوان بعد".
ودعت سبولياريتش قادة الدول للتحرك، قائلة: "أنا أناشدهم أن يفعلوا شيئا، أن يفعلوا المزيد، وأن يستخدموا كل ما في وسعهم، لأن ما يحدث سيرتد إليهم وسيطاردهم وسيصل إلى أبوابهم".
وعلى غرار الأمم المتحدة، لا تشارك اللجنة الدولية في العملية الجديدة لتوزيع المساعدات، إذ تقول إن أبرز عيوب هذه العملية هو اجبار عشرات الآلاف من المدنيين الجائعين على المرور داخل منطقة حرب نشطة. مؤكّدة: "لا يوجد أي مبرر لتغيير وكسر شيء يعمل، واستبداله بشيء لا يبدو أنه يعمل".
وأكدت سبولياريتش أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة، لا للمدنيين، ولا للأسرى. هذه حقيقة، حتى مستشفانا ليس آمنا، لا أتذكر حالة مشابهة رأينا فيها أنفسنا نعمل في وسط العمليات العسكرية".
وتابعت سبولياريتش أنه "لا يوجد لدينا أمن حتى لموظفينا، إنهم يعملون 20 ساعة في اليوم، يرهقون أنفسهم، ولكن الوضع يفوق قدرة البشر"، فيما قالت اللجنة إن فرقها الجراحية في رفح قد استقبلت خلال ساعات قليلة فقط، 184 مصابا، بينهم 19 توفوا لحظة وصولهم، و8 آخرون توفوا متأثرين بجراحهم لاحقا.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان الفريق الجراحي في مستشفى الصليب الأحمر في رفح، قد تعرّض إلى حالة ممّا وصف بـ"الإنهاك الشديد" مرتين على الأقل نتيجة تدفق المصابين أثناء توزيع الغذاء.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصليب الأحمر الدولي، هو: منظمة إنسانية عالمية تعمل منذ ما يزيد عن 150 عاما على تخفيف المعاناة خلال الحروب، كما أنها الجهة الراعية لاتفاقيات جنيف، وهي مجموعة من القوانين الإنسانية الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين وغير المقاتلين.
وأحدث نسخة من تلك الاتفاقيات، هي اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تم تبنيها بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار المجازر بحق المدنيين.
إلى ذلك، تعدّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر من المصادر الموثوقة للمعلومات بخصوص ما يحدث في غزة، خصوصاً مع منع دولة الاحتلال الإسرائيلي لوسائل الإعلام الدولية، بما فيها هيئة "بي بي سي"، من إرسال صحفيين إلى القطاع المحاصر.