نتنياهو: نستمع لأميركا لكننا نتخذ قراراتنا وحدنا
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
سرايا - بعدما كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ الإدارة الأميركية أنه لن يضرب المنشآت النووية الإيرانية، رد مكتب نتنياهو.
فقد أكد في بيان اليوم الثلاثاء أن إسرائيل تستمع إلى الولايات المتحدة، لكنها ستتخذ قراراتها بنفسها بناء على مصلحتها الوطنية.
أتى هذا البيان المقتضب رداً على كشف مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن رد بلاده على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي نفذ في الأول من أكتوبر الحالي، سيقتصر على الأهداف العسكرية وليست النووية والنفطية في إيران، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
كما لفت المسؤول الأميركي إلى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي أبلغ بايدن خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما يوم الأربعاء الماضي، وهو الأول منذ أكثر من سبعة أسابيع بعد أشهر من التوتر المتصاعد بينهما، أنه يخطط لاستهداف البنية التحتية العسكرية في إيران.
فيما كشف مسؤول إسرائيلي مقرب من نتنياهو أن الأخير سيواصل التشاور مع المسؤولين الأميركيين بشأن الضربة الإسرائيلية المرتقبة، لكنه لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن.
رد محسوب
هذا ورأى أحد المطلعين على هذا الملف، أن الرد الإسرائيلي الانتقامي سيكون محسوبًا لتجنب "التأثير السياسي فعلى الانتخابات الأميركية"، ما يشير إلى أن نتنياهو فهم أن نطاق الضربة الإسرائيلية قد يكون مؤثرا على إعادة تشكيل السباق الرئاسي.
كما كشف أن الانتقام الإسرائيلي من طهران سينفذ قبل موعد الانتخابات الأميركية، المرتقبة في الخامس من نوفمبر.
إلى ذلك، أوضح المسؤولان أن تلك الليونة في موقف تل أبيب شكلت عاملاً مشجعا في قرار واشنطن، إرسال نظام دفاع صاروخي قوي (ثاد) إلى إسرائيل.
وكان بايدن تحدث يوم الأربعاء الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وأبلغه أن الانتقام الإسرائيلي يجب أن يكون "متناسبًا"، بحيث لا يشعل حرباً إقليمية أوسع.
فيما أكد مسؤولون أميركيون أن إسرائيل حددت أهدافها المحتملة داخل إيران، مرجحين أن تطال مواقع عسكرية ومنشآت الطاقة.
رد قوي ومفاجئ
في حين شدد العديد من المسؤولين الإسرائيليين على أن تل أبيب تعد ردا قوياً ومفاجئاً.
كما ألمحت بعض المصادر الإسرائيلية إلى إمكانية أن تشمل الضربات محطات نفطية وكهربائية، فضلا عن منشآت نووية، رغم معارضة واشنطن.
بينما ذهبت بعض التوقعات إلى أبعد من ذلك متحدثة عن إمكانية ضرب المجمع الرئاسي الإيراني ومجمع المرشد علي خامنئي، فضلاً عن مقر الحرس الثوري في طهران، حسب القناة 12 الإسرائيلية.
في المقابل، هددت طهران بـ "رد أقوى من هجوم الأول من أكتوبر على أي اعتداء إسرائيلي".إقرأ أيضاً : بعد أنباء عن استهدافه .. قائد فيلق القدس يظهر في طهرانإقرأ أيضاً : أستراليا تحث مواطنيها على مغادرة إسرائيل في ظل التوتر المتصاعدإقرأ أيضاً : مصادر فلسطينية: اشتعال النيران في مبنى مأهول بالسكان غرب مخيم جباليا
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: رئيس الوزراء اليوم الرئيس رئيس الوزراء بايدن بايدن رئيس الوزراء علي إيران اليوم بايدن القدس علي رئيس الوزراء الرئيس
إقرأ أيضاً:
خبيران: إيران متمسكة بخطوطها الحمراء ومفاوضات ملفها النووي معقدة
توافق خبيران في الشأنين الدولي والإسرائيلي على أن مفاوضات الملف النووي الإيراني تواجه تعقيدات بالغة، وسط تمسك طهران بخطوطها الحمراء، وعلى رأسها رفض وقف تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، ما يُصعّب مهمة التوصل إلى اتفاق، رغم مؤشرات الانفتاح النسبي على المقترحات الأميركية.
وفي حين تتجه الأنظار إلى العاصمة العُمانية مسقط حيث تُعقد الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، أعلنت الخارجية الإيرانية تمسكها بموقفها الرافض لأي نقاش حول وقف تخصيب اليورانيوم، دون أن تغلق الباب أمام الاستماع للأفكار المطروحة.
وترى أستاذة العلاقات الدولية بجامعة كامبريدج روكسان فارمان فارمايان أن طهران رغم لهجتها الصلبة، تدرك أن الاتفاق النووي لا يزال فرصة مهمة تصب في مصلحتها الإستراتيجية، وقد يجنبها مخاطر أكبر على المدى القريب، بينها خطر اندلاع حرب إقليمية.
وتعتقد فارمايان أن الوصول إلى اتفاق قد يؤدي إلى وقف التصعيد بين إيران وإسرائيل، كما يمكن أن يمنع أي تدخل عسكري أميركي محتمل، إضافة إلى تحفيز الاقتصاد الإيراني وتوسيع حضور طهران السياسي في الإقليم، خاصة في منطقة الخليج.
ورغم إقرارها بأن الموقف الإيراني يبدو صلبا، تشير الخبيرة الدولية إلى إمكانية وجود مرونة تكتيكية، لا سيما أن إيران استخدمت اليورانيوم الروسي في محطة بوشهر، ويمكن أن تتقبل مقترح تخصيب اليورانيوم خارج أراضيها، إذا ضمنت الحفاظ على ماء وجهها أمام الداخل الإيراني.
إعلانفي المقابل، اعتبر الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن الولايات المتحدة توظف التلويح الإسرائيلي بالتصعيد ضد إيران كأداة ضغط تفاوضية، وتستخدم علاقتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كمجسّ لمدى مرونة طهران أو تشددها في كل مرحلة.
ويرى جبارين أن هذه ليست المرة الأولى التي تلوّح فيها إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، وهي ورقة سبق أن استُخدمت لتقوية الموقف الأميركي التفاوضي، دون أن تحظى بضوء أخضر فعلي من واشنطن.
تصدع غير مسبوقويتحدث جبارين عن تصدع غير مسبوق في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، لا سيما منذ حرب العراق، واصفا الخلاف الحالي بأنه "الأعمق منذ عقدين"، ويرتبط مباشرة بثلاثة ملفات شائكة: المشروع النووي الإيراني، وحرب غزة، والترتيبات الأمنية في الإقليم.
وفي خضم هذه الخلافات، شدد جبارين على أن إيران ما زالت تشكّل العقدة الأكبر لنتنياهو، الذي يسعى إلى استثمار هذا الملف لاستعادة زخمه السياسي محليا، في ظل أزمة داخلية تعصف بحكومته على خلفية ملف التجنيد والانتخابات المحتملة.
وكانت الخارجية الإيرانية قد أكدت أن الجولة المقبلة من المحادثات لم تصل بعد إلى طريق مسدود، وأن طهران ستقدم ردا على المقترح الأميركي، ما يبقي الباب مفتوحا لمزيد من التفاوض، رغم استمرار حالة الشك المتبادل بين الطرفين.
وترى فارمايان أن إيران قد تكون مخطئة في رهانها على خلق شقاق بين واشنطن وتل أبيب، معتبرة أن اللعب على هذا التوازن الدقيق يعقّد مهمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تهدئة الجبهات وتفادي حرب مفتوحة.
وتلفت فارمايان إلى أن إيران مطالبة بخفض مستوى التخصيب جزئيا إن أرادت إبقاء المفاوضات حية، خاصة أن ترامب يفاوض على أكثر من جبهة، ويحتاج إلى تنازلات من الطرفين لتثبيت إستراتيجيته القائمة على الاحتواء.
إعلانومن وجهة نظر جبارين، فإن التلويح الإسرائيلي بالتصعيد يُحرج واشنطن، لأن أي خطوة مفاجئة من نتنياهو قد تجر الولايات المتحدة إلى مواجهة لا تريدها، وهو ما دفع ترامب -حسب مصادر إسرائيلية- إلى مطالبة نتنياهو بإخراج ملف الهجوم من التداول العلني.
وبشأن "الخطوط الحمراء" الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بالتخصيب، تتوقع فارمايان أن يُطرح مقابلها عرض يتيح لإيران الحفاظ على نشاط محدود مقابل انفتاح أكبر على التفتيش الدولي، خصوصا في ظل ضغوط وكالة الطاقة الذرية التي قد تُصدر قريبا قرارا ضد طهران.
دفعة قوية للمفاوضاتوترى الخبيرة الدولية أن لدى إيران فرصة لإظهار شفافية جديدة في التعامل مع الملف النووي، عبر طرح مقترح يفتح المجال لجولة جديدة في مسقط، قد تُبنى على تفاهمات تشمل التخصيب وآليات التفتيش، وهو ما قد يمنح المفاوضات دفعة قوية.
أما جبارين، فيعتقد أن نتنياهو يراهن على إغلاق المسارات السياسية للتوجه نحو المسار العسكري، لتأكيد استقلالية قراره السياسي والأمني، خصوصا في ظل تصاعد الضغوط الأميركية واحتدام المنافسة الانتخابية داخليا.
ويشير إلى أن نتنياهو بات "أسيرا" لهذا الملف منذ أكثر من 15 عاما، ويستخدمه باستمرار للهروب إلى الأمام، ويخشى من أن يُسحب من يده كورقة ضغط إذا أفضت المفاوضات إلى اتفاق شامل في الشرق الأوسط.
ويضيف أن صفقة تهدئة شاملة قد لا تكون جذابة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بل تُضعف حججه الداخلية، ولذلك فإنه قد يُفضل إشعال جبهة طهران بدلا من الدخول في صفقة طويلة الأمد تتضمن تهدئة في غزة، حيث يشعر بأن يده مغلولة أمام الواقع الميداني والضغط الدولي.
وترى فارمايان أن احتمالية ضرب إيران من قِبل إسرائيل تبقى محدودة، طالما أن واشنطن ترفض ذلك صراحة، وتعمل على توجيه الملف نحو تسوية دبلوماسية، مشيرة إلى أن ترامب حريص على تحقيق إنجاز تفاوضي، بعد تعثره في ملفات أوكرانيا وغزة.
إعلانوفي ضوء التهديد بعرض قرار إدانة ضد إيران في اجتماع محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تؤكد فارمايان أن الوقت أصبح عاملا حاسما، خصوصا مع اقتراب أكتوبر/تشرين الأول، الموعد المحتمل لعودة العقوبات الأوروبية إذا لم يتحقق تقدم.
ويعتقد جبارين أن لدى إسرائيل 3 مستويات من القلق تجاه اتفاق محتمل في مسقط: داخلي يتمثل في خسارة نتنياهو ورقته الأقوى، وإستراتيجي يتعلق بالخوف من بقاء إيران على "عتبة القنبلة النووية"، وتكتيكي يتمثل في احتمال تراجع الضغط الأميركي على طهران.