تايوان ترصد 153 طائرة حربية صينية حول الجزيرة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
أعلنت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الثلاثاء أنها رصدت 153 طائرة حربية صينية حول الجزيرة، وذلك بعد أن أجرت بكين أمس تدريبات عسكرية واسعة النطاق استمرت يوما واحدا.
وفي بيان لها اليوم الثلاثاء قالت الوزارة إنها رصدت "اعتبارا من الساعة الخامسة من صباح الاثنين وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم الثلاثاءـ بالتوقيت المحلي ـ ما مجموعه 153 طائرة عسكرية صينية" معتبرة ذلك "عددا قياسيا بالنسبة ليوم واحد".
واستخدمت الصين هذا العدد من الطائرات والسفن بالإضافة إلى حاملة الطائرات "لياونينغ" في مناورات عسكرية واسعة النطاق تحيط بتايوان وجزرها النائية أمس أطلقت عليها اسم "السيف المشترك 2024 " لمحاكاة إغلاق الموانئ الرئيسية في خطوة تؤكد على الوضع المتوتر في مضيق تايوان.
وأوضحت الصين أنها كانت تعاقب رئيس تايوان لاي تشينغ تي. لرفضه مطالبة بكين بالسيادة على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي. كما جاءت التدريبات بعد 4 أيام من احتفال تايوان بتأسيس حكومتها في يومها الوطني، و قال الرئيس التايواني في خطابه بهذه المناسبة "إن الصين ليس لها الحق في تمثيل تايوان" وأعلن التزامه "بمقاومة الضم أو التعدي".
وفي بكين قال مكتب شؤون تايوان الصيني ردا على ذلك "هذا عقاب حاسم على اختلاق لاي تشينغ تي المستمر للهراء حول "استقلال تايوان". أما المتحدث باسم القيادة الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني لي فقال مساء أمس إن التدريبات اكتملت بنجاح.
وأضاف أن البحرية والقوات الجوية للجيش وسلاح الصواريخ تم حشدهم جميعًا للتدريبات، والتي كانت عملية متكاملة. معتبرا ذلك" تحذيرا كبيرا لأولئك الذين يدعمون استقلال تايوان ودلالة على تصميمنا على حماية سيادتنا الوطنية".
من جهته قال وو تشيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في بيان نشر بعد اختتام المناورات، "نحن مستعدون للعمل من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص وبكل جهودنا، ولن نعد أبدا بالتخلي عن استخدام القوة ولن نعطي أدنى مساحة لأولئك الذين يناضلون من أجل استقلال تايوان".
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ فقال في إفادته الصحفية اليومية إ"ن الصين لا تعتبر العلاقات مع تايوان قضية دبلوماسية، بما يتماشى مع رفضها الاعتراف بتايوان كدولة ذات سيادة".
وأضاف "أستطيع أن أقول لكم إن استقلال تايوان يتعارض مع السلام في مضيق تايوان مثل النار بالماء. إن أي استفزاز من جانب قوى استقلال تايوان سوف يقابل بالتأكيد بإجراءات مضادة"، هذا ما قاله ماو.
مخاوف أميركية يابانيةووصفت الولايات المتحدة، أكبر حليف غير رسمي لتايوان، رد الصين على خطاب لاي بأنه "غير مبرر". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اللواء بات رايدر في بيان له "إن عملية الضغط العسكري هذه غير مسؤولة وغير متناسبة ومزعزعة للاستقرار".
وأضاف: "إن العالم بأسره لديه مصلحة في السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، ونحن نستمر في رؤية مجتمع متنامٍ من البلدان الملتزمة بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان له "ندعو حكومة بكين إلى التصرف بضبط النفس وتجنب أي إجراءات أخرى قد تقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان وفي المنطقة الأوسع".
وفي طوكيو، أعلنت الحكومة اليابانية أنّها عبّرت لنظيرتها الصينية عن "مخاوفها" إزاء التدريبات العسكرية التي أجرتها بكين حول تايوان، مشيرة إلى أنّ الجيش الياباني أرسل طائرات مقاتلة إلى مقربة من جزيرة يوناغوني الواقعة جنوبي الأرخبيل.
وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء كازوهيكو أوكي للصحفيين "إن الحكومة تراقب من كثب وباهتمام كبير الأنشطة ذات الصلة وقد نقلت مخاوف اليابان إلى الجانب الصيني".
والمناورات الجديدة هي التدريبات الرابعة من نوعها خلال العامين الأخيرين، وسبق أن أجرت الصين تدريبات مماثلة واسعة النطاق بعد تنصيب لاي في مايو/أيار الماضي. كما أجرت عام 2022 تدريبات عسكرية ضخمة حول تايوان تحاكي الحصار بعد زيارة للجزيرة قامت بها نانسي بيلوسي، التي كانت آنذاك رئيسة مجلس النواب الأميركي.
يذكر أن تايوان كانت مستعمرة يابانية قبل توحيدها مع الصين في نهاية الحرب العالمية الثانية. ثم انفصلت في عام 1949 عندما فر القوميون بقيادة تشيانغ كاي شيك إلى الجزيرة بعد أن هزمهم الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ في حرب أهلية واستولوا على السلطة.
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت بتوحيدها مع البرّ الرئيسي، بالقوة إن لزم الأمر. وتصرح الصين بشكل دائم بأن استقلال تايوان "طريق مسدود" وأن ضم بكين لها هو حق تاريخي.
من جانبها ترفض تايوان المطالبات الإقليمية لبكين، قائلة إن شعب الجزيرة وحده هو الذي يمكنه تقرير مستقبله. ومنذ توليه منصبه في مايو/أيار، يشدد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي على تعهّده بالدفاع عن سيادة تايوان، مما يثير غضب بكين التي تصفه بأنه "انفصالي".
وتعهد لاي الاثنين بـ"حماية تايوان الديمقراطية وصون الأمن القومي"، بينما لفتت وزارة الدفاع إلى أنها وضعت "القوات المناسبة" في حالة تأهب استجابة للمناورات. وردّت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ بالقول إن "استقلال تايوان وإرساء السلام في مضيق تايوان هما أمران متعارضان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المتحدث باسم وزارة استقلال تایوان وزارة الدفاع لای تشینغ تی مضیق تایوان
إقرأ أيضاً:
فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟
حذّرت مجلة فورين أفيرز الأميركية من أن الخطوة المفصلية التي اتخذتها تايوان بإغلاق آخر مفاعل نووي لديها في مايو/أيار الماضي، خطوة حساسة جدا، في ظل تصاعد التهديدات الصينية.
وأضافت المجلة، في تقرير مطول بقلم كل من جيم إليس وستيفن شو، أن القرار التايواني الذي أنهى 4 عقود من الاعتماد على الطاقة النووية، جاء تتويجا لمسار طويل بدأ بعد انتهاء الحكم العسكري عام 1987.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجاريةlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أكتوبرend of listوزادت أن الطاقة النووية ارتبطت في أذهان النشطاء الديمقراطيين التايوانيين بالإرث الاستبدادي، وتعززت هذه القناعة مع كارثة فوكوشيما اليابانية عام 2011، ما قوّى الضغط الشعبي الذي نجح في دفع الحكومة لإغلاق 6 مفاعلات نووية، وإيقاف العمل على إنشاء مفاعلين آخرين.
لكن هذا التحول -تتابع المجلة- ورغم دوافعه البيئية والحقوقية، ترك الجزيرة مكشوفة، وذكرت أن تايوان اليوم تستورد نحو 98% من احتياجاتها الطاقية من الخارج -على شكل نفط وغاز وفحم- مما يجعلها عرضة للابتزاز أو الحصار.
وأوضح التقرير أن خطورة الأمر لا تكمن في الطاقة وحدها، بل في ما تمثّله تايوان من أهمية حيوية لسلاسل الإمداد العالمية، فشركات التكنولوجيا الأميركية تعتمد بشكل شبه كامل على الشرائح الإلكترونية التي تنتجها تايوان، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي.
وذكرت أنه برغم وجود محاولات لبناء مصانع بديلة في الولايات المتحدة، فإن الثقل الصناعي والمعرفي التايواني لا يمكن تعويضه سريعا.
وقالت إن مصانع الرقائق في تايوان تستهلك كميات ضخمة من الكهرباء، وضربت على ذلك مثلا بشركة "تي إس إم سي" التي تستهلك وحدها 8% من إجمالي الطاقة في البلاد، وهو رقم يعادل تقريبا نصف استهلاك المنازل التايوانية مجتمعة.
وأبرزت أن تايوان تواجه تحديات متعددة في بنيتها التحتية الكهربائية، فالطاقة تُنقل من الجنوب إلى الشمال عبر 3 خطوط جبلية فقط، في ظل احتياطيات كهربائية تقل أحيانا عن 10%، وهو مستوى مقلق حتى بمعايير الدول الصناعية. وقد شهدت البلاد انقطاعات متكررة في الكهرباء، أثّرت بشكل مباشر على مناطق صناعية حساسة مثل حدائق التكنولوجيا.
إعلانكما أن قدرات التخزين الطاقي -تتابع مجلة أفيرز- ضعيفة، ففي حين تخزن دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية الغاز الطبيعي لفترات تمتد من شهر إلى أكثر، لا تملك تايوان مخزونا يتجاوز 10 أيام فقط، ما يجعلها عرضة لأي اضطراب.
وتوضح فورين أفيرز أنه برغم طموحات الحكومة لبلوغ الحياد الكربوني بحلول 2050، لم تشكل الطاقة المتجددة سوى 12% من إجمالي الكهرباء في 2024، وهو أقل بكثير من الهدف المحدد بـ20% لعام 2025.
ويرجع ذلك إلى قيود تنظيمية، وارتفاع التكاليف، ورفض المجتمعات المحلية إنشاء مشاريع الطاقة في مناطقها. وبحسب المجلة، يرى مراقبون أن تايوان تسير على خطى ألمانيا، التي أغلقت مفاعلاتها النووية واعتمدت على الغاز الروسي، قبل أن تجد نفسها في مأزق بعد غزو أوكرانيا، غير أن تايوان لا تزال تملك فرصة لتصحيح المسار، يوضح التقرير.
وقالت إن استطلاع رأي أجرته "كومنويلث ماغازين" التايوانية في أغسطس/آب 2024 أظهر أن 70% من التايوانيين يؤيدون الحفاظ على الطاقة النووية، وهو تحول لافت للرأي العام، إلا أن المعارضة النووية، وإن كانت أقلية، لا تزال منظمة ومؤثرة في النظام الديمقراطي.
أمن الطاقة في تايوان لم يعد شأنا بيئيا فحسب، بل أصبح مسألة سيادية، إذ في ظل تصاعد التوترات مع الصين، قد يكون بقاء النظام الديمقراطي في تايوان مرهونا بقدرتها على توليد الطاقة وتخزينها
الانخراط الأميركيونبّه الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة إذا أرادت ضمان الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي التايوانية، وتجنب أزمة جيوسياسية مع الصين، فعليها أن تساعد تايوان في تعزيز أمنها الطاقي، سواء عبر تحسين التخزين أو دعم العودة للطاقة النووية.
وأوضح التقرير أن الخبراء يدعون إلى دور فعّال لواشنطن في مساعدة تايبيه على تقييم خياراتها الطاقية من جديد، وذكروا أنه منذ 9 سنوات لم تُحدّث إدارة معلومات الطاقة الأميركية بياناتها عن تايوان.
كما أنهم يطالبون بتعاون فني لإعادة تشغيل مفاعلات مغلقة، وبحث إمكانية استخدام مفاعلات صغيرة من الجيل الجديد أكثر أمانا وكفاءة، وذلك إلى جانب تأسيس مجموعة عمل مشتركة بين الولايات المتحدة وتايوان لتسريع تطوير قدرات التخزين والتصدير في قطاع الغاز.
وتؤكد المجلة أن أمن الطاقة في تايوان لم يعد شأنا بيئيا فحسب، بل أصبح مسألة سيادية، إذ في ظل تصاعد التوترات في مضيق تايوان، قد يكون بقاء النظام الديمقراطي في الجزيرة مرهونا بقدرتها على توليد الطاقة وتخزينها، بعيدا عن رحمة الرياح الجيوسياسية التي تهدد المنطقة بشكل مستمر.