أكدت روسيا، الثلاثاء، أن التدهور الجاري في اليمن يقود البلاد لمزيد من الصراع الإقليمي، وأن الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية في اليمن غير مقبولة، مشيرة إلى أن تدمير البنية التحتية للموانئ قد يخلف عواقب إنسانية كارثية، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة غرب اليمن.

 

جاء ذلك في بيان للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في إحاطة لمجلس الأمن بشأن اليمن.

 

وقال المندوب الروسي، "لا تزال التوترات في اليمن مستمرة دون هوادة. فضلاً عن ذلك فإن الوضع يميل إلى التدهور لأن اليمن ينجرف بشكل متزايد إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً وسط العنف المستمر في قطاع غزة ولبنان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط".

 

وأكد على موقف روسيا الثابت فيما يتعلق بدعم سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن والمياه الأخرى، داعيا الحوثيين للكف عن أي أعمال تعيق حرية الملاحة وتشكل خطرا على السفن التجارية، بما في ذلك ناقلات الوقود.

 

وشدد المندوب الروسي، على ممارسة ضغوط متساوية على أعضاء ما يسمى "التحالف" بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الذين يواصلون أسبوعيا وبشكل عشوائي تماما مهاجمة أراضي تلك الدولة ذات السيادة، منتهكين بذلك قواعد القانون الدولي، لافتا إلى أن هذه الأنشطة التخريبية تشير إلى دوافعهم الحقيقية، والتي من الواضح أنها بعيدة كل البعد عن تحقيق تسوية حقيقية في اليمن ضمن المعايير القائمة.

 

وأشار إلى أن الخطوة الأولى لتطبيع الوضع في البحر الأحمر ستكون إنهاء الحملة العسكرية العدوانية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة ولبنان وسوريا.

 

وأوضح أن هناك حاجة إلى مزيد من التحرك نحو الانتهاء من خريطة الطريق للعملية السياسية في البلاد، مشددا على أهمية تنسيق الجهود الدولية وإجراءات الجهات الفاعلة الإقليمية الرامية إلى تسهيل التقارب بين مواقف أطراف النزاع.

 

وأردف: لا تزال هناك حاجة إلى تحديث الإطار القانوني والتنظيمي للتسوية اليمنية بحيث تعكس بشكل أفضل الوضع على الأرض.

 

وتعهدت روسيا، بمواصلة التنسيق الوثيق مع جميع الأطراف اليمنية المعنية، بما في ذلك جماعة الحوثي وحثها على إيجاد حلول مقبولة للطرفين وبناء الثقة.

 

وعن الوضع الإنساني، قال المندوب الروسي، "لا يزال الوضع الإنساني والاجتماعي والاقتصادي في اليمن مزرياً. إذ يحتاج ثلثا سكان اليمن إلى مساعدات إنسانية، ويعاني أكثر من ثلاثة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي".

 

وطالب المجتمع الدولي والجهات المانحة بإعطاء الأولوية لإيجاد حل لهذه المشكلة، مرحبا بأعمال الوساطة التي تقوم بها الجهات الفاعلة الإقليمية التي تساعد اليمنيين بالفعل على المسارين المالي والإنساني.

 

وعبر عن قلقه من إحتجاز الحوثيين لموظفين محليين تابعين للأمم المتحدة في اليمن، مذكرا بالامتيازات والحصانات التي يتمتع بها موظفو المنظمة العالمية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: مجلس الأمن اسرائيل اليمن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

«تجمع الأحزاب الليبية» يدين تصريحات الناتو بشأن الضربات الأمريكية على إيران ويصفها بـ«المنحازة والخطيرة»

أعرب تجمع الأحزاب الليبية عن قلقه البالغ إزاء التصريحات الأخيرة للأمين العام “لحلف شمال الأطلسي-الناتو”، والتي اعتبر فيها أن “الضربات الأمريكية ضد أهداف في إيران لم تشكل خرقًا للقانون الدولي”. ووصف التجمع هذه التصريحات بأنها “مخزية ومرفوضة من حيث المبدأ والمضمون”، معتبرًا أنها تمثل “تواطؤًا سياسيًا خطيرًا وانحرافًا قانونيًا مقلقًا” عن المبادئ التي تأسست عليها العلاقات الدولية عقب الحرب العالمية الثانية.

وأكد التجمع في بيان رسمي تمسكه بالشرعية الدولية واحترام سيادة الدول، مشيرًا إلى عدة نقاط أبرزها:

* انتهاك جسيم للقانون الدولي: أشار البيان إلى أن تبرير استخدام القوة خارج إطار مجلس الأمن يُعد خرقًا صريحًا للمادة (2/4) من ميثاق الأمم المتحدة، كما يتجاهل القرار رقم (3314) بشأن تعريف العدوان، مما اعتبره “تشريعًا غير مباشر للعدوان الدولي”.

* غياب الأساس القانوني للدفاع عن النفس: رفض التجمع محاولة الولايات المتحدة تسويق الضربات على أنها “دفاع عن النفس استباقي”، مؤكدًا أن المادة (51) من الميثاق لا تتيح مثل هذا التبرير في ظل عدم وجود عدوان مسلح فعلي أو أدلة محايدة.

* ازدواجية المعايير: استنكر التجمع ما وصفه بـ”تحويل الناتو من تحالف دفاعي إلى أداة لتبييض الانتهاكات الغربية”، متسائلًا عن صمت الحلف تجاه “جرائم الإبادة في غزة” مقابل دفاعه عن “قصف غير مشروع لدولة ذات سيادة”، واصفًا هذا التناقض بـ”النفاق الدولي”.

* مخاطر على الأمن الإقليمي والدولي: حذر البيان من أن التصريحات “الرعناء” للناتو تمثل “مقامرة استراتيجية” تهدد باندلاع صراعات إقليمية، وتعزز الاستقطاب العالمي وعسكرة العلاقات الدولية.

* رفض دور الناتو في تفسير القانون الدولي: شدد التجمع على أن محكمة العدل الدولية، وليس الناتو، هي الجهة المختصة بتفسير القانون الدولي، معتبرًا تدخل الحلف “تعديًا على العدالة الدولية”.

وفي ختام البيان، دان تجمع الأحزاب الليبية “بأشد العبارات” تصريحات الناتو، ودعا المجتمع الدولي، خاصة دول الجنوب، إلى “إعادة تقييم دور الحلف ومساءلة قياداته عن مواقفهم المنحازة”.

كما طالب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية باتخاذ “موقف واضح يعيد الاعتبار للقانون الدولي”.

واختتم البيان بالتشديد على أن “شرعية القوة لا تُبنى على غطرسة السلاح، بل على احترام الحق وسيادة الدول”، محذرًا من أن “من يُشرعن العدوان اليوم، قد يجد نفسه غدًا أمام عدالة الشعوب والتاريخ”.

مقالات مشابهة

  • تحذير أممي: مأساة غذائية تهدد نصف سكان اليمن في مناطق الحكومة
  • الخارجية الإيرانية: المنشآت النووية تضررت بشدة بسبب الضربات الأمريكية
  • إيران تطالب مجلس الأمن بإدانة الهجمات الإسرائيلية الأمريكية ضد بلاده
  • أمام مجلس الأمن، المبعوثة الأممية تحذر من هشاشة الهدنة وتتعهد بـ”خارطة طريق” للانتخابات
  • قيادة أمريكا للعالم لم تعد مقبولة
  • مندوب إيران بالأمم المتحدة: لن نتازل عن حقنا في تخصيب اليورانيوم
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • قطر توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم الإيراني ضد قاعدة العديد الأمريكية
  • الضربات الأمريكية لإيران.. كيف ترسم واشنطن حدود الأمن في الشرق الأوسط؟
  • «تجمع الأحزاب الليبية» يدين تصريحات الناتو بشأن الضربات الأمريكية على إيران ويصفها بـ«المنحازة والخطيرة»