مرصد النزاع في السودان، رصد 32 رحلة جوية ما بين  يونيو 2023 إلى  مايو 2024، وتوصلت “بقين تام” إلى أنها كانت تنقل  الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع..

التغيير: وكالات

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعدته كاثرين هورلد وحافظ هارون، قالا فيه إنه رغم النفي والإنكار، إلا أن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية تلقت الدعم من الخارج.

فالوثائق وعمليات تفتيش الأسلحة والتقييمات السرية كلها تثبت ذلك.

وقالت الصحيفة إن الحرب الأهلية المدمرة في السودان تتغذى جزئيا من الدعم الخارجي الذي يتلقاه طرفا الصراع من الإمارات وإيران، وفقا لتقييمات سرية وتقرير مولته وزارة الخارجية الأمريكية، والأدلة التي جُمعت من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في السودان.

وسمح المسؤولون العسكريون السودانيون في مدينة أم درمان، لمراسلي صحيفة “واشنطن بوست” بالإطلاع على مسيّرة قالوا إنهم استولوا عليها قبل فترة من قوات لدعم السريع، إلى جانب الذخيرة المحملة بالمسيرة. وقدم المسؤولون صورا للصناديق التي استولوا عليها، بما في ذلك صندوق يحمل علامة تشير إلى أن الذخائر تم تصنيعها في صربيا وأرسلت إلى القيادة اللوجيستية المشتركة في القوات المسلحة الإماراتية.

الحرب الأهلية المدمرة في السودان تتغذى جزئيا من الدعم الخارجي الذي يتلقاه طرفا الصراع من الإمارات وإيران

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الدليل يتطابق مع النتائج التي توصل إليها “مرصد النزاع في السودان” وهي مجموعة ممولة من وزارة الخارجية الأمريكية، ترصد الرحلات الجوية الإماراتية. وقد أشركت المجموعة “واشنطن بوست” في التقييم بشكل حصري، قبل نشره يوم الثلاثاء.

ورصدت المجموعة 32 رحلة جوية ما بين  يونيو 2023 إلى  مايو 2024، وتوصلت “بقين تام” إلى أنها كانت تنقل  الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع. وأنكرت “الدعم السريع” تلقيها الدعم العسكري من الإمارات، ورفض دبلوماسيون إماراتيون هذه الادعاءات بشدة، عندما أثارها مسؤولو الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لصحيفة “واشنطن بوست” إن “الإمارات لا تقدم أي دعم أو إمدادات لقوات الدعم السريع أو أي أطراف متحاربة أخرى”.

وأضافت الصحيفة أن الجيش السوداني، يستخدم منذ العام الماضي، مسيّرات مسلحة حصل عليها من الخارج، خاصة تلك التي توفرها إيران سرا، حسب مرصد النزاع السوداني. وقد رصدت المجموعة سبع رحلات جوية بين إيران والسودان في الفترة من ديسمبر حتى يوليو.

وقال التقرير إن أربعاً من الرحلات الجوية كانت عسكرية على ما يبدو، ذلك أنها عادت إلى منطقة انتظار تابعة للقوات الجوية الإيرانية في مطار طهران.

وقال التقرير إن الطائرات الثلاث الآخرى أوقفت جهاز التعقب عندما هبطت في إيران، حيث يثير هذا السلوك المشبوه شكوكا بأنها كانت محملة شحنات عسكرية.

وفي الوقت الذي أكد فيه المسؤولون السودانيون في تصريحاتهم العلنية عدم حصولهم على أسلحة من إيران، إلا أن مسؤولين أمنيين سودانيين أكدوا حصولهم عليها، فيما امتنع المسؤولون الإيرانيون عن التعليق.

وقد تم الكشف في الماضي عن دعم الإمارات وإيران للطرفين المتحاربين في السودان، بما في ذلك تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” كشفت فيه عن الدعم الإماراتي للدعم السريع من مطار عسكري في الجارة تشاد. لكن لم يتم الكشف عن بعض التفاصيل التي تتعلق بوتيرة وأنماط وشكل الرحلات الجوية من الإمارات وإيران إلى السودان.

دولة فاشلة

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي للسودان توم بيريليو قوله: “أن تكون لديك دولة غارقة ليس في العنف وعدم الاستقرار فقط، بل والتحول بشكل محتمل لدولة فاشلة، هو أمر يزيد من ظهور مخاطر ضخمة على الاستقرار الإقليمي”، مضيفا أن “كل دولة بالمنطقة ستخسر أكثر من خلال السماح بانهيار البلد أكثر من محاولة تحقيق مكاسب ضيقة”. وتعتبر دارفور منطقة يحظر تصدير السلاح إليها بموجب قرار من الأمم المتحدة، ولكن ليس السودان كله.

ونظرا لموقع السودان الإستراتيجي، فقد تابعت الإمارات وإيران والسعودية وتركيا وروسيا التطورات عن كثب، خاصة أن نسبة 12% من الشحن العالمي تمر من مياهه في البحر الأحمر. ونقلت الصحيفة عن ألكسندر روندوس، أحد كبار المستشارين في مركز أفريقيا بالمعهد الأمريكي للسلام: “لقد أصبح القرن الأفريقي ساحة للمصالح المتنافسة من الخليج، والتي تمول وتسلح الوكلاء المحليين” و”من يسيطر على السودان، يسيطر على البحر الأحمر”.

 ويقول الدبلوماسيون والمحللون إن اهتمام الإمارات بالسودان نابع من الخوف على ممرات الملاحة في البحر الأحمر المهمة للتجارة على الموانئ الإماراتية، ومن عودة الإسلاميين الذين انتعشوا أثناء حكم عمر البشير. ولدى أبو ظبي اهتمام كبير بتجارة الذهب السوداني وقطاع الزراعة، ولها علاقات قوية مع قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. وتعتبر الإمارات حليفا عسكريا ودبلوماسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وفي الشهر الماضي، اعتبر الرئيس جو بايدن، أن الإمارات “حليف دفاعي رئيسي”، لكنه لم يذكر دعمها للمقاتلين في السودان. ووصف دبلوماسيان غربيان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، النفي الإماراتي لتسليح قوات الدعم السريع بأنه “سخيف” و”هزلي”. فمن خلال تتبع الرحلات الجوية الإماراتية، وجد مرصد النزاع في السودان أن الطائرات هبطت بشكل منتظم  في مطار أم جرس بشمال شرق تشاد، بالقرب من حدودها الطويلة التي يسهل اختراقها مع السودان. ويقول الإماراتيون إن قاعدة أم جرس هي مستشفى ميداني يستقبل الجرحى من المدنيين، على الرغم من أنها تبعد عدة ساعات بالسيارة عن مخيمات اللاجئين السودانيين.

وذكر تقرير المجموعة، أن بعض الطائرات ارتبطت بعمليات تهريب الأسلحة. وقال جاستن لينتش، المستشار مع المرصد أنه “لا يوجد أي تفسير معقول لهذا العمليات الجوية إلا تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة” و”لا أحد ينخدع بهذا”.

وحمّل قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان في مقابلة كلا من تشاد والإمارات مسؤولية استمرار الصراع. وقال: “نريد إنهاء هذه الحرب، لكننا بحاجة إلى أن تتوقف الإمارات عن دعم قوات الدعم السريع”.

 وقال المسؤولون السودانيون إن المسيّرة التي كشفوا عنها لصحافيي “واشنطن بوست” تم الاستيلاء عليها في معركة للسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في أم درمان واستمرت مدة شهر، وكانت مزدوة بوحدة التحكم والقنابل الصغيرة. وعلق خبراء عسكريون أن المسيرات هي عبارة عن تجميع للقطع المتاحة في السوق.

وكانت المسيرات محملة بذخيرة من عيار 120 ميلميترا. وقال المسؤولون إنهم استولوا على 30 صندوقا سمحوا لصحافيي “واشنطن بوست” بالاطلاع عليها وفحصها. ورغم عدم وجود علامات عن مكان التصنيع للذخيرة، إلا أن المعلومات عنها تتطابق مع الصور لصندوق تم الاستيلاء عليه ويحمل علامة تصنيع من الشركة المملوكة للدولة في صربيا واسمها “جوكيومبورت- أس دي بي أر جي بي” والتي صدرت إلى القيادة اللوجيستية المشتركة في القوات المسلحة الإماراتية.

وقام جونا ليف، المدير التنفيذي لمنظمة أبحاث تسليح النزاع ومقره لندن، بمراجعة الصور للصندوق، وقال إنها تتطابق مع العلامات التي تستخدمها شركات التصنيع الصربية. ولكن الشركة الصربية لم ترد على طلب للتعليق.

وقال جيرمي بيني، المختص في شؤون الدفاع المتعلقة بالشرق الأوسط بشركة جينز، إن صور ما يطلق عليها المسيرات الانتحارية بدون طيار المستخدمة في السودان، تبدو متطابقة مع صورة مسيرة عرضتها الإمارات في أبو ظبي.

وأضاف أن هناك نوعا آخر من المسيرات المستخدمة في السودان، وهي طائرات متعددة المروحيات التي تسقط قنابل صغيرة، حيث استخدمت في صراعات أخرى شاركت فيها الإمارات، بما فيها اليمن وإثيوبيا. في المقابل، فقد تلقت القوات المسلحة السودانية دعما خارجيا  أقل من الذي حصلت عليه قوات الدعم السريع. وقال مسؤولون سودانيون إن الدعم المقدم من مصر، حليفة الجيش منذ فترة طويلة، تراجع بعد أن وعدت الإمارات باستثمار 35 مليار دولار في مصر، لذلك اتصل الجيش السوداني بإيران وروسيا.

 كما قرر العسكر في السودان استئناف العلاقات مع طهران في أكتوبر، بعد ثماني سنوات من القطيعة. وقال المرصد إن رحلات جوية سرية من إيران إلى السودان بدأت تصل في ديسمبر، باستخدام طائرة سبق أن حددتها الحكومة الأمريكية على أنها تنقل أسلحة إلى مقاتلين سوريين مرتبطين بإيران. وكانت آخر رحلة إيرانية للسودان في يوليو.

وذكر التقرير أن الرحلات التي تديرها شركة “فارس إير قشم” الإيرانية بدأت من مطار مهرباد الإيراني إلى بندر عباس في جنوب إيران قبل أن تتوجه إلى بورتسودان. وتعتبر مهرآباد وبندر عباس قاعدتين مهمتين لقوات الحرس الثوري الإيراني.

وذكر التقرير أن مهرآباد تستضيف القاعدة الجوية التكتيكية الأولى، موطن صناعات الطائرات الإيرانية، كما أن بندر عباس هي قاعدة لأسطول المسيرات الإيرانية. وجاء في التقرير: “منذ بداية الرحلات الحوية في كانون الأول/ ديسمبر 2023، زادت الأسلحة الإيرانية التي عثر عليها ساحات المعارك”، مثل مسيرة مهاجر6 التي أسقطت في الخرطوم.

ونفى الجنرال ياسر العطا، مساعد القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية، أن يكون الجيش قد تلقى في الآونة الأخيرة مسيرات إيرانية. إلا أن مسؤولا أمنيا آخر أكد استلام مسيرات، مضيفا أن إيران رغبت ببناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر مقابل المسيرات وغيرها من المساعدات العسكرية، لكن الجيش السوداني دفع المال مباشرة مقابل المسيرات.

نقلا عن القدس العربي

الوسومإيران الإمارات العربية المتحدة حرب الجيش و الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إيران الإمارات العربية المتحدة حرب الجيش و الدعم السريع قوات الدعم السریع الإمارات وإیران الرحلات الجویة الجیش السودانی البحر الأحمر من الإمارات واشنطن بوست فی السودان إلى أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع

في عمق منطقة صناعية مهجورة على الضفة الشرقية لنهر النيل، تقبع ثلاثة مبانٍ غير مكتملة، يحيط بها حقل ألغام. لعدة أشهر ظلّ مقاتلو مليشيا الدعم السريع العسكرية يحذّرون السكان المحليين من الاقتراب من هذا المجمع المسوّر. 

ولم يكن ذلك عبثاً؛ إذ كشف تفتيش ميداني للمكان عن مصنع سرّي لإنتاج حبوب الكبتاغون، قادر على تصنيع نحو ألف قرص في الساعة، بحسب ما أفادت به السلطات السودانية.

يعد الكبتاغون، الذي بات شائعاً بين المقاتلين ورواد السهرات في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي، هو نوع رخيص من الأمفيتامين، يزيد التركيز، ويمنح شعوراً بالنشوة، ويعزز القدرة البدنية. هذا المخدر المحظور أضحى صداعاً مزمناً للحكومات العربية، من الخليج إلى شمال أفريقيا.

ووفقاً لمصادر أمنية تحدثت لموقع  "ميدل إيست آي"، فإن قوات الدعم السريع توزّع الكبتاغون على مقاتليها لتحسين اليقظة وكبح الشعور بالجوع، كما تقوم ببيعه للمدنيين كوسيلة للتمويل الذاتي.

من سوريا إلى السودان
حتى كانون الأول/ديسمبر الماضي، كانت سوريا تمثل مركز الإنتاج والتصدير الأبرز للكبتاغون في المنطقة، بغطاء وحماية من نظام المخلوع بشار الأسد. 

لكن مع انهيار النظام، جرى تفكيك عشرات المختبرات ومسارات التهريب التي لطالما ازدهرت تحت مظلته. ومع تراجع الإنتاج في سوريا، بدا أن أنظار شبكات تصنيع الكبتاغون تتجه إلى جنوب شرقها، حيث يشتعل صراع دموي آخر.

في شباط/فبراير الماضي، وبينما كانت القوات المسلحة السودانية تواصل هجومها ضد قوات الدعم السريع، سيطرت على منطقة مصفاة الجيلي شمالي الخرطوم بحري، لتكتشف داخلها مصنعاً متكاملاً لإنتاج الكبتاغون.

يضم المصنع خمس آلات، بينها ضاغطة أقراص وخلاط صناعي كانا قيد التشغيل عند فرار القائمين على الموقع. يقول اللواء جلال الدين حمزة، من شرطة مكافحة المخدرات، لموقع "ميدل إيست آي" إن "بقايا بيضاء دقيقة كانت تغطي أجزاء من الآلات، وقد عُثر على أقراص داخل الماكينة، تحمل علامة الهلالين، المعروفة بأنها شعار غير رسمي لإنتاج الكبتاغون غير المشروع".

خيوط تربط بالإمارات وسوريا
بجانب إحدى الآلات، وُجدت صناديق خشبية لم تُستخدم بعد، وعليها ملصقات شحن تشير إلى شركة "Amass Middle East Shipping Services"، وهي شركة شحن مقرها دبي. لكن عند محاولة تتبّع الشحنة باستخدام الرقم المُرفق، لم تُظهر نتائج. الشركة لم ترد على استفسارات "ميدل إيست آي"، كما تجاهلت قوات الدعم السريع بدورها طلبات التعليق.

يُذكر أن الإمارات، رغم نفيها الرسمي، تواجه اتهامات متزايدة بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والتمويل. كما أن دبي تُعدّ نقطة محورية في مسارات الشحن عبر البحر الأحمر.

وبعد عرض صور المعدات على الباحثة كارولين روز، الخبيرة في ملف الكبتاغون لدى معهد "نيو لاينز" بواشنطن، أكدت أن "الآلات تشبه كثيراً تلك التي صُودرت من مختبرات سورية خلال العام الماضي".


مسحوق غامض وآثار مثيرة للريبة
داخل غرفة مظلمة في المجمع، تناثرت مئات الأكياس من مسحوق أبيض، بعضها موسوم بأنه مكملات غذائية بيطرية، وأخرى كمحلول إلكتروليتي للحيوانات. اللافت أن جميع الأكياس كُتب عليها أنها "صُنعت في سوريا" و"غير مخصصة للاستهلاك البشري".

أسماء الشركات المُصنّعة، مثل "Hi Pharm" و"PropioTech"، لم تُعثر لها على أثر في السجلات التجارية السورية، وبعضها يستخدم بريدًا إلكترونيًا على منصة "Yahoo"، وقد عادت الرسائل المُرسلة إليه. ويقع عنوان إحداها في ضاحية برزة قرب مركز البحوث العلمية في دمشق.

التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كانت مكونات هذه الأكياس تُستخدم في صناعة الكبتاغون، رغم أن تحاليل "ميدل إيست آي" لم تعثر على مواد معروفة تدخل في تصنيع المادة، مثل الأمفيتامين أو الثيوفيلين.

لكن روز تعتقد أن تلك الأكياس قد تكون وسيلة لتهريب المواد الأولية (Precursor materials) اللازمة للتصنيع، مموهة في شكل مكملات بيطرية. وتضيف: "من المحتمل أنهم أفرغوا المواد في الأكياس وقالوا: ما دامت تُضغط على شكل أقراص، فلا مشكلة".

وتُصنّع أقراص الكبتاغون غالباً بمزيج غير دقيق من مواد مثل الكافيين والزنك والنحاس، ما يعكس طابعها غير المُراقب. وتوضح روز: "هؤلاء لا يهتمون بسلامة الخليط الكيميائي، هم يريدون فقط سحق أي مادة وتحويلها إلى أقراص".

وفي واقعة لافتة، ذكر مصدر عسكري أن أحد أفراد الأمن خلط ملعقتين من المسحوق في كوب ماء، ثم شربه، وبقي مستيقظاً ليومين كاملين وهو في حالة من النشاط الحاد. وقال المصدر: "كان يقفز طوال الوقت، لم يغفُ لحظة واحدة".

سوق الخليج في مرمى التهريب
تشير التحقيقات إلى أن تعاطي الكبتاغون لم يكن منتشراً في السودان قبل الحرب، لكن الوضع تغيّر مع اشتداد القتال. فبحسب اللواء حمزة، سُجل أول مصنع في 2015 بمنطقة جبل أولياء، بقدرة إنتاجية وصلت إلى 5000 قرص في الساعة. ثم اكتُشف مصنع ضخم آخر في ولاية النيل الأزرق مطلع 2023، قبل اندلاع الحرب بثلاثة أشهر.

ويُعد مصنع الجيلي المكتشف مؤخراً الأكبر منذ بدء الصراع في نيسان/ أبريل 2023، وجاء بعد العثور على منشأة أخرى شمال الخرطوم قبل ذلك بستة أشهر.

وبين أركان المصنع، حفرت قوات الدعم السريع فجوة ضخمة بعمق عدة أمتار، لم تكن موجودة بحسب صور الأقمار الصناعية المؤرخة بيوم 14 نيسان/أبريل 2023. يشتبه المحققون بأن الحفرة كانت معدّة لتخزين كميات هائلة من الأقراص.

وعند سؤاله عمّا إذا كانت تلك الحبوب مُعدة للتصدير، رفض اللواء حمزة التعليق، قائلاً إن "المعلومات حساسة" والتحقيق لا يزال جارياً. لكن الخبراء يرجحون أن السوق الخليجي، الذي يُعد أحد أكثر الأسواق ربحية لهذه الحبوب، هو الوجهة المحتملة، خاصة مع توقف شبكات الأسد عن العمل.

تقديرات الأمم المتحدة والجهات الأمنية أشارت إلى تدمير أكثر من 200 مليون قرص كبتاغون في سوريا منذ سقوط النظام. لكن تقريراً حديثاً لمعهد "نيو لاينز" حذّر من أن "الخبرات التقنية لصناعة الكبتاغون ما تزال موجودة، ويمكن نقلها إلى أماكن جديدة".

وتقول روز إن معامل جديدة تُكتشف في السودان سنوياً منذ 2022، وهو ما لا يُلاحظ في دول الجوار. وتتابع: "كان يُعتقد أن هذه مختبرات فردية أو نتيجة انتقال محدود من سوريا، لكن وجود مواد تغليف سورية يُرجّح وجود صلة مباشرة مع شبكات النظام السوري السابق وحتى شبكات الجريمة العابرة للحدود".


مقالات مشابهة

  • العمليات القتالية تحتدم.. وطيران الجيش السوداني يسيطر على أجواء كردفان
  • السلالية في تركيبة الدعم السريع: رسالتي دي شيروها تصل نائب القائد وحميدتي ذاتو
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • الجيش السوداني يسترد مدينة كبيرة في كردفان
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • الجيش السوداني يقصف وقوة من “الدعم السريع” تغادر مدينة مهمة في كردفان
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء جدد في حكومته
  • رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»