أعلنت “أدنوك”، اليوم، استخدام أداة إدارة المكامن المتطورة “AR360” من شركة “إيه آي كيو”، في أكثر من 30 مكمنا نفطيا، على امتداد عمليات الشركة في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وذلك بعد نجاح استخدامها بصورة أولية في مطلع عام 2024، في اثنين من مكامن النفط في حقلي “باب” و”أم الشيف” التابعين لــ “أدنوك”.

وتستخدم أداة “AR360” التي تم تطويرها بالتعاون بين شركة “إيه آي كيو”، وشركة “إس إل بي”، تماشيا مع إستراتيجية “أدنوك” للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية “ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل”، بهدف تحسين إدارة المكامن وتعزيز خطط تطوير حقول النفط والغاز.

وقال عبدالمنعم سيف الكندي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في “أدنوك”، إن التوسع في إدماج أداة ’AR360‘ في العديد من المكامن النفطية يعكس نجاح ’أدنوك‘ في الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، في دعم جهودها لتعزيز وزيادة القيمة من الموارد الطبيعية في الدولة.

وأضاف أنه استنادا إلى استثماراتها في مجال الابتكار والتكنولوجيا على مدى سنوات طويلة، ستواصل ’أدنوك‘ تسريع استخدام حلول الذكاء الاصطناعي، بدءا من غرف التحكم، وصولا إلى غرف اجتماعات الإدارة التنفيذية، وذلك لدعم مساعيها المستمرة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكل مسؤول.

ويساهم استخدام أداة “AR360” في تقليل الوقت اللازم لإعداد خطط التطوير، وزيادة عمر البئر، ورفع معدلات استخلاص النفط، وذلك من خلال تحقيق التوازن بين حفر آبار جديدة، وتعزيز أداء الآبار الحالية وتحسين كميات مواد الحقن والإنتاج.

من جانبه، قال ماجزان كينيسباي، المدير التنفيذي بالإنابة لشركة “إيه آي كيو”: “يؤكد توسع ’أدنوك‘ في استخدام أداة ’AR360‘على نجاح التقنية التي تقدمها شركة ’إيه آي كيو‘، ما يساهم في تعزيز مكانتها كمورد عالمي رائد لتقنيات الذكاء الاصطناعي المخصصة لقطاع الطاقة”.

وأكد الالتزام بمواصلة الجهود لرفع الكفاءة التشغيلية في كافة مجالات، ومراحل سلسلة القيمة لقطاع الطاقة مع التركيز على عمليات الاستكشاف والتطوير والإنتاج للمساهمة في تعزيز وزيادة القيمة للقطاع.

وعلى العكس من تقنيات التنبؤ التقليدية التي تحتاج إلى العمل عبر منصات برمجية ومجموعات بيانات متعددة، الأمر الذي قد يستغرق وقتا طويلا، تعمل أداة “AR360” على إدماج هذه المتطلبات في منصة واحدة، عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يوفر الوقت ويساعد في اتخاذ القرارات بشكل استباقي.

يشار إلى أن “أدنوك” تستخدم حتى الآن أكثر من 30 أداة للذكاء الاصطناعي، بدءا من غرفة التحكم وصولا إلى غرف اجتماعات الإدارة التنفيذية لتعزيز السلامة، وخفض الانبعاثات، ورفع الكفاءة وخلق المزيد من القيمة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی إیه آی کیو

إقرأ أيضاً:

البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا

في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.

هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليومية

اعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.

لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.

وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.

 تغير في الأسلوب والنبرة

المفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.

إعلان

يصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.

يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.

تآكل التنوع اللغوي

رغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.

وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.

تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.

وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.

مقالات مشابهة

  • “الهيئة الدولية”: المخدرات في مساعدات الطحين المرسلة لغزة أداة لتفكيك المجتمع الفلسطيني
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • حاج رجم: “نسعى لمواصلة حصد الألقاب وتشريف شعار النادي”
  • أثر الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين: نتائج متباينة تكشفها دراسة حديثة
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • فضيحة مدوية لـ طارق صالح بشأن “الحوثيين” والبحر الأحمر
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • أعضاء “مكافحة المخدرات” يجتازون دورة الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإعلام
  • تحذير هام بشأن واقيات الشمس التي تستخدم “مرة واحدة في اليوم”