WP: اغتيال السنوار انتصار تكتيكي فارغ بدون خطة لليوم التالي للحرب
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
رأت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها أن مقتل زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، يحيى السنوار يفتح الباب أمام وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى.
وقالت إن السنوار قتل مع مرافقيه في اشتباك فوق الأرض، وخلافا لبعض التقارير لم يكن محاطا بالأسرى في أنفاق حماس.
ومع قتل إسرائيل لقادة حماس، فإن مقتل السنوار يحقق واحدا من أهداف الحرب المعلنة، وقد يكون نقطة تحول في الحرب.
ومع ذلك، فإن مقتل السنوار يمكن أن يخلق فرصة لتجديد المحادثات حول اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لأن السنوار كان متعنتا، بحسب وصف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الخميس وأنه "عقبة هائلة" أمام أي اتفاق من هذا القبيل. إنها فرصة يجب على نتنياهو أن يسعى إليها، وأن يقاوم ميوله الانتصارية والنصائح التي يتلقاها من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن اتفاقا يتم فيه الإفراج عن الأسرى وتدخل فيه مساعدات إنسانية هائلة إلى القطاع ويتوقف فيه القتال، يظل أفضل رهان لتخفيف المعاناة على جميع الأطراف، وبخاصة معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة المدمرة إلى حد كبير، بما في ذلك من تهيئة الظروف لوقف دائم للحرب.
وتقول الصحيفة إن على الرئيس جو بايدن الضغط من أجل تحقيق هذه الصفقة وردع إسرائيل عن الحرب الصاروخية مع إيران.
وفي الحقيقة باتت حججه الآن أقوى بعد مقتل السنوار. والحجة الأقوى هي إقناع إسرائيل بالتوقف عن تأجيل الخطة الإستراتيجية لقطاع غزة ما بعد حماس وما بعد الحرب. مشيرة لما قاله نتنياهو يوم الخميس إن "هذه هي بداية اليوم بعد حماس".
إن الانتصارات العسكرية التكتيكية التي حققتها إسرائيل لا يمكن إنكارها. ومن دون فكرة واضحة عما يجب فعله في اليوم التالي لانتهاء الحرب، فإن تلك الانتصارات بما في ذلك اغتيال السنوار يمكن أن تكون جوفاء.
كما جاء في تقرير للصحفيين كارين دي يونغ، لوفداي موريس ومايكل بيرنباوم في الصحيفة ذاتها، أن بايدن قال في أعقاب تأكيد مقتل السنوار على يد القوات الإسرائيلية يوم الخميس إن موت زعيم حماس هو فرصة لـ "اليوم التالي" في غزة، وتسوية سياسية للحرب، و"مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وبينما احتفل بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس بوفاة السنوار، فقد أعربا أيضا عن أملهما في أن تمكن هذه اللحظة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إعلان النصر في غزة وإنهاء العمليات الإسرائيلية هناك، وإفساح الطريق أخيرا أمام صفقة الرهائن.
لكن المسؤولين والخبراء الأميركيين والإسرائيليين والعرب الذين لديهم معرفة وثيقة باستراتيجية الحرب الإسرائيلية، والجهود التي تقودها الولايات المتحدة منذ شهور للتوصل إلى وقف إطلاق النار، قالوا إنه في حين أن اغتيال السنوار كانت موضع ترحيب، فإن القضاء عليه ربما خلق عقبات جديدة.
وأهمها ما إذا كان هناك بديل عملي كزعيم لحماس مستعد وقادر على التفاوض على وقف إطلاق النار، وما إذا كان نتنياهو يقرر اغتنام الفرصة لبدء إنهاء الحرب أو يختار مضاعفة الجهود والسعي إلى تحقيق نصر أوسع في غزة.
إن الإجابات على هذه الأسئلة ستحدد مدى جدوى ما قاله مسؤولو إدارة بايدن عن آمال إحياء خطة أعلن عنها بايدن في أيار/ مايو الماضي، من أجل هدنة دائمة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المفاوضات بشأن الاقتراح تعثرت قبل حوالي شهر بعد أن قدمت كل من إسرائيل وحماس مطالب لا يمكن التوفيق بينها، وانسحبت حماس في النهاية من الطاولة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين يوم الخميس: "سنحاول دفع هذا الاقتراح إلى الأمام ... نعتقد أنه فرصة لمحاولة إنهاء هذه الحرب، ونحن مصممون على محاولة اغتنام هذه الفرصة".
وقال مسؤول عربي قريب من المفاوضات: "بصراحة ليس لدينا إجابة" على ما إذا كانت الخطة لا تزال حية. "من جانب حماس، إنها حقا علامة استفهام لأن الأمر كله يعود إلى السنوار" وهيكل صنع القرار المركزي للغاية في المنظمة.
ومع مقتل قادة حماس الآخرين في الأشهر الأخيرة، "لا يوجد سوى القليل من الوضوح بشأن ما تبقى من حماس. لا أحد يعرف من هو التالي في الصف".
وقال العميد المتقاعد في القوات الإسرائيلية يوسي كوبرواسر إنه "من غير الواضح ما إذا كان الأمر أكثر تعقيدا أم أقل" مع خروج السنوار من الصورة: "من سيتخذ القرارات؟".
كان آخرون أكثر تفاؤلا. قال مايكل ميلستين، المستشار السابق للجيش الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية: "نحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين بشأن بعض الأشياء. "هذه ليست نهاية حماس، إنها ليست نهاية اللعبة".
لكن "هناك الآن فرصة للترويج لصفقة. كان السنوار متشددا. ... أعتقد أن الموقف الأساسي لحماس سيصبح أكثر مرونة بعد اليوم".، بحسب ميلستين.
وقالت شيرا إيفرون، وهي جندية احتياطية سابقة في الجيش الإسرائيلي ومديرة أبحاث السياسات في منتدى السياسة الإسرائيلي، إن هناك الآن "مسارين أساسيين يمكن لإسرائيل أن تسلكهما. ... الأول هو في الأساس، هذه فرصة لانتزاع الفوز. هذا هو الفوز النهائي - السلم الذي كنا بحاجة إلى النزول منه وإنهاء الحرب، واستعادة الرهائن" والتوصل إلى اتفاق مع "من تبقى في قيادة حماس".
وقالت إيفرون إن الخيار الآخر لنتنياهو وائتلافه الحاكم اليميني "هو القول إن حماس على وشك" الدمار الكامل "وعلينا أن نواصل الهجوم".
وقال دبلوماسي عربي كبير تربط بلاده علاقات دبلوماسية بإسرائيل إن هناك القليل من التوقعات بين الدول العربية بأن وفاة السنوار ستشكل نقطة تحول للهدوء في الحرب.
وقال الدبلوماسي إن إسرائيل تنظر إلى الفترة التي تسبق الانتخابات الأمريكية على أنها "نافذة فرصة" لن يمارس خلالها بايدن نفوذا كبيرا أو يعاقب إسرائيل على أفعالها، خشية أن تتدخل في فرص الديمقراطيين في النجاح في السباق الرئاسي الصعب.
وقال الدبلوماسي: "لا أحد يريد اتخاذ أي إجراء حاسم قد يؤثر على نتيجة الانتخابات".
ولقد لاحظ هذا الدبلوماسي وآخرون أن الرسالة شديدة اللهجة التي أرسلها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى نتنياهو هذا الأسبوع، والتي طالبا فيها بتحسينات حادة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، قد حددت مهلة ثلاثين يوما ــ وهو ما يعني تأجيل أي إجراء محتمل إلى ما بعد التصويت الأميركي في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويقول آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض كبير في الشرق الأوسط على مدار عدة إدارات أمريكية ويعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "إن نتنياهو لديه خيار إما أن يضاعف جهوده في حرب غزة الجارية أو أن يبدأ بطريقة أو بأخرى في تغيير الطريقة التي نظر بها إلى الخيارات السياسية التي قد تنجم عن هذا".
ويضيف ميلر: "إنه لا يزال يرأس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، مع القيود السياسية التي تمنعه من التعامل مع السلطة الفلسطينية، الحكومة الحاكمة في الضفة الغربية التي اقترحت الإدارة الأميركية أن تتولى زمام الأمور في غزة بعد الحرب. "أما الحديث عن الدولتين والانسحاب من غزة، فأعتقد أن هذه الأمور لا تزال محظورة عليه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السنوار غزة غزة الاحتلال السنوار طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ما إذا کان فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحريض إسرائيلي لاغتيال 4 مسؤولين في حركة حماس بينهم أسامة حمدان
تصاعدت حدة التحريض الإسرائيلي، لاغتيال مسؤولين في حركة المقاومة الإسلامية حماس سواء داخل قطاع غزة أو خارجها، وذلك على خلفية التقارير التي تحدثت عن نجاح عملية اغتيال قائد "القسام" محمد السنوار وقائد لواء رفح محمد شبانة.
وقال المراسل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية آفي أشكنازي، إنه "بعد تأكيد إسرائيل رسميا نجاحها في القضاء على محمد السنوار وقائد رفح محمد شبانة، بقصف نفق في خانيونس، يركز الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد الآن على هدف القضاء على أربعة من كبار قادة حماس".
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف الأول الآن هو قائد كتائب القسام في لواء غزة عز الدين الحداد، منوهة إلى أنه "خلال الحرب تعرض لمحاولات اغتيال، وتمكن من البقاء على قيد الحياة".
وذكرت أنه "في شباط، فبراير من العام الماضي، نجا الحداد من قصف استهدف منزلا في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة"، مؤكدة أن "طائرات سلاح الجو هاجمت المبنى بناء على معلومات قدمها جهاز الأمن العام (الشاباك)".
ولفتت إلى أن "هذا الأسبوع، نشر جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي منشورات في قطاع غزة تحمل صورة عز الدين الحداد، وهو أمام مرمى البندقية، وأسفل الصورة تعليق باللغتين العربية والعبرية يفيد بأنه سيلتقي قريبا مع أصدقائه السنوار، الضيف وهنية".
وبحسب "معاريف"، فإن الهدف الثاني على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية فهو أسامة حمدان، الرجل الذي ترأس حركة حماس في لبنان، وظهر منذ بداية الحرب كمتحدث رسمي باسم الحركة.
وادعت الصحيفة العبرية أن "حمدان يعد حاليا الشخصية الأرفع شأنا في حماس خارج البلاد، ويقضي معظم وقته في قطر".
ونوهت إلى أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أصدر رسالة باللغة العربية إلى سكان غزة، بهدف خلق حالة من الإحباط بين السكان ضد قيادة حماس، واحتوى المنشور على رسائل تتعلق بمدى اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لكبار مسؤولي حماس.
وتضمنت المنشورات التحريضية، التي تأتي في سياق التهديد باغتيال قادة "حماس"، أسماء ثلاثة من قيادات الحركة في الخارج، وهم: أسامة حمدان، وسامي أبو زهري، وخليل الحية.
وفي وقت سابق، هدد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، باغتيال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، والقيادي البارز في كتائب القسام الجناح العسكري للحركة عز الدين الحداد.
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب كاتس عقب حديث جيش الاحتلال عن تمكنه من اغتيال القيادي في كتائب القسام محمد السنوار، في غارة نفذها يوم 13 أيار/ مايو الجاري بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.
وقال كاتس في بيان مكتبه: "عز الدين الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج؛ أنتم القادمون في الدور" دون مزيد من التفاصيل.