موقع 24:
2025-08-01@01:40:56 GMT

من حرب التحرير إلى حرب الإلغاء

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

من حرب التحرير إلى حرب الإلغاء

ليس من السهل صنع التاريخ حين يكون قدر الجغرافيا ضاغطاً كما في حال قطاع غزة. لكن عملية "طوفان الأقصى" على يد "حماس" يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 دخلت التاريخ، بصرف النظر عن لعبة الجغرافيا والصراع الجيوسياسي والاستراتيجي. وليس مصرع يحيى السنوار، وقبله محمد الضيف، وعدد كبير من قادة حماس العسكريين سوى فصل في تراجيديا فلسطينية طويلة كانت ولا تزال محل توظيف من قوى إقليمية ودولية عدة.




أما الرؤى، فإنها كانت بطبائع الأمور متناقضة منذ البدء. وأما الاحتكام إلى الوقائع، وهو البرهان الحاسم في الخلاف بين المواقف، فإنه لم يبدل شيئاً في اليقين الأيديولوجي لدى المختلفين. فضلاً عن أن الوقائع لم تكتمل بعد في المتاريس، ولا قادت إلى صورة كاملة في الكواليس للمتغيرات، فالتطورات في سيولة شديدة، والرهانات لدى أطراف الصراع بقيت كبيرة على رغم ما حدث في الميدان.
ذلك أن "محور المقاومة" بقيادة إيران استخدم الدهاء في لعبة مزدوجة، أوحى، من جهة، أنه فوجئ بالعملية، وفتح، من جهة أخرى، عبر حزب الله يوم الثامن من أكتوبر حرب "إسناد" لحركة حماس في حرب غزة. ثم جاء التدرج في "الإسناد" ضمن "وحدة الساحات" حيث حزب الله هو القائد والوكيل الإقليمي للجمهورية الإسلامية.
وأقل ما سجّله "محور المقاومة" على الفور من مكاسب "طوفان الأقصى" هو أربعة أمور. أولها قطع المسار "الإبراهيمي" نحو التطبيع مع إسرائيل. وثانيها إعادة الاعتبار إلى تحرير فلسطين بالمقاومة من البحر إلى النهر بعد عقود من التسويات السياسية بدأها الرئيس أنور السادات في زيارة القدس، ثم التوصل إلى معاهدة السلام في كامب ديفيد. وثالثها تقدم الدور الإيراني في الصراع مع إسرائيل كما في النفوذ الإقليمي والتفاوض مع "الشيطان الأكبر" إلى كونه الدور الوحيد المقابل إلى طاولة المفاوضات بعد الحرب. ورابعها هز سمعة الجيش الإسرائيلي وكشف نقاط الضعف وإنهاء أسطورة الجيش "الذي لا يقهر".


كذلك وجدت حكومة بنيامين نتانياهو، فرصة سانحة أمامها، وسط خطر كبير، لتصفية الحسابات مع حماس، وحزب الله، وحشر إيران في موقف صعب لدفعها إلى الانخراط المباشر في المواجهة مع إسرائيل بما يجبر أمريكا على الدخول المباشر في المواجهة لحماية الدولة العبرية. وهذا أكثر ما تريد طهران تجنبه خوفاً على نظامها أو على برنامجها النووي. وهي دمرت قطاع غزة وقتلت قادة في حماس، من دون أن تحقق هدف "القضاء على حماس" وترتيب حكم غزة في اليوم التالي.

وهذا ما أرادته أمريكا بصرف النظر عن الخلاف أحياناً في الأداء العسكري مع إسرائيل وسط تكرار التزامها بالدفاع عن حليفتها الصعبة والمزعجة والتي تؤذي المصالح الأمريكية أحياناً. وخلف أمريكا مشت أوروبا، وإن رفعت الصوت في انتقاد بعض المواقف والرفض لإيذاء المدنيين و"الإبادة الجماعية".
 لكن السؤال الذي طرحه كثير من المحللين والمفكرين وحتى من المتعاطفين مع قضية فلسطين هو: هل كانت قيادة حماس بارعة في الحسابات السياسية والعسكرية، أم أنها ذهبت في مغامرة مغرية بسبب سوء التقدير؟ هل أرادت هذه القيادة، وهي تكسر باب "غلاف غزة" وتصدم الإسرائيليين وتزلزل سمعة الجيش الإسرائيلي، أن تحرج إيران والعرب بالدعوات إلى "فتح كل الجبهات" لخوض معركة لا بد منها على الطريق إلى تحرير فلسطين أم أنها كانت ضحية توريط في حرب تخدم المركز القيادي لـ"محور المقاومة"؟ وهل كانت حرب "الإسناد" قرار حزب الله، وإصراره على الاستمرار فيها على مدى عام أم قرار إيران في الإفادة من حرب تحت سقف مخفوض وأزمات وفوضى تخدم دورها؟
الأجوبة متعددة بالطبع. لكن الجواب الواقعي ملموس. حكومة تتانياهو ذهبت في التصعيد إلى النهاية في غزة ثم في لبنان، حيث تحولت حرب "الإسناد" إلى حرب كاملة الأوصاف بلا ضوابط ولا خطوط حمر. وما كان في حسابات حماس، وحزب الله، فصلاً في حرب لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر صار "حرب إلغاء" إسرائيلية لـ"حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله"، بصرف النظر عن استحالة إلغاء فكرة ولو جرى قتل القادة وتدمير جزء مهم من القدرة العسكرية. وليس أمراً قليل الدلالات أن يكون المطلب الملح في غزة ولبنان، هو وقف النار من دون تعديل في المواقف  والمواقع، وهو عكس ما تطلبه أمريكا وإسرائيل.
وفي هذا الإطار، تحدثت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن "غلطة كبيرة "لقيادة حماس"، إذ "أرادت حرباً زلزالية تعيد تشكيل الشرق الأوسط، لكن الأمور سارت عكس الخطة. غزة مدمرة، حماس مسحوقة، حزب الله فقد قائده وقادته العسكريين وسمعته في الجدارة، إيران تشعر أنها قابلة للعطب. لا حكومة عربية سقطت ولا حكومة مطبعة مع إسرائيل قطعت العلاقات معها". لكن الواقع هو أن "التاريخ للحروب وليس السلام تاريخاً"، كما قال هيغل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إيران وإسرائيل مع إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

ميدفيديف لترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا

وجه الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف انتقادا لاذعا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعدما هدد الأخير بتعجيل الموعد النهائي الذي منحه لروسيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا.
وقال ميدفيديف الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي إن "كل إنذار نهائي جديد هو تهديد وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع أمريكا".

وأضاف في منشور على منصة "إكس"، أن "روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي، التي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.

Trump's playing the ultimatum game with Russia: 50 days or 10… He should remember 2 things:
1. Russia isn't Israel or even Iran.
2. Each new ultimatum is a threat and a step towards war. Not between Russia and Ukraine, but with his own country. Don't go down the Sleepy Joe road! — Dmitry Medvedev (@MedvedevRussiaE) July 28, 2025

وجاءت تصريحاته ردا على تصعيد ترامب لهجته ضد روسيا في ظل عدم إحراز تقدم لوقف الحرب في أوكرانيا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية قاسية على شركاء روسيا التجاريين إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار خلال 50 يوما، وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة نهائية حتى الثاني من أيلول/ سبتمبر المقبل.

ولكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أمس الاثنين، قال ترامب إنه "سيقلل الـ50 يوما التي حددها إلى عدد أقل من الأيام"، قائلا إن هذا يمكن أن يكون "10 أيام أو 12 يوما".

وأشار ترامب إلى أنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة" من بوتين بسبب مواصلة ضرب روسيا أهدافا مدنية في أوكرانيا، ولفت إلى أنه ليس مهتما بالحديث مع بوتين.

وأضاف "شعرتُ حقا أن الأمر سينتهي. لكن في كل مرة أظن فيها أنه سينتهي، يقتل مزيدا من الناس.. لم أعد مهتما بالتحدث معه".



وفي سياق ذي صلة أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" أنه لا يستبعد عقد لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الصين في أيلول/ سبتمبر المقبل.

ومن المقرر أن يزور بوتين الصين مطلع أيلول/ سبتمبر للمشاركة في احتفالات الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: "إذا قرر الرئيس الأمريكي زيارة الصين خلال تلك الأيام، فبالطبع لا يمكن نظريا استبعاد انعقاد اجتماع من هذا النوع".

مقالات مشابهة

  • كانت في طريقها إلى سوريا... هذا ما ضبطه الجيش في بلدة حدودية (صورة)
  • واصل أبو يوسف: منظمة التحرير الإطار الشرعي الوحيد لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
  • عام على اغتيال إسماعيل هنية.. حماس: دماء القادة مناراتٌ على درب التحرير
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • ميدفيديف يرد على”مهلة ترامب”: لسنا إيران أو إسرائيل
  • إيران تنفي ما قاله ترامب عن إعطائها "أوامر" لحماس في محادثات غزة
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة الإنذارات تقود إلى الحرب
  • ميدفيديف لترامب: لسنا إسرائيل ولا إيران والإنذارات خطوة نحو حرب بيننا