لجريدة عمان:
2025-08-01@01:43:23 GMT

«الفكرة» أقوى من الشهداء وأبقى

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

«الفكرة» أقوى من الشهداء وأبقى

يتصور البعض أن استشهاد زعيم حركة حماس يحيى السنوار يوم الأربعاء الماضي من شأنه أن يجلب السلام لقطاع غزة ويعزز احتمالات حل الدولتين! هذا التصور يتجاهل الأسباب الحقيقية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لم يكن السنوار ولا إسماعيل هنية عقبة حقيقية أمام السلام ولا أمام حل الدولتين الذي بات فـي الإستراتيجية السياسية والدينية الإسرائيلية أقرب إلى المستحيل.

. والمشكلة الحقيقية تكمن فـي الفكر المتطرف للحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو.

رغم ذلك فإن أحداث التاريخ تكشف أن قتل القادة غالبا ما يؤدي إلى المزيد من التصعيد بدلا من الحل الذي يتحدث عنه بعض الغرب فـي الوقت الحالي رغم أن إسرائيل نفسها تقول إن «قتل» السنوار لا ينهي وحده الحرب! كما يكشف التاريخ فـي مدوناته أن التركيز على إستراتيجية «الاغتيالات» تقوض المراحل التي وصلت لها الدبلوماسية وما صاحبها من تنازلات عبر التفاوض الطويل وتعيد الأمر إلى نقطة الصفر، وهذا ما أكدته حركة حماس من أنها لن تسلم الأسرى الإسرائيليين دون وقف كامل للحرب ودون تحرير كامل للمعتقلين الفلسطينيين فـي السجون الإسرائيلية.

ورغم أن حماس كانت متمسكة بشروطها المفهومة التي تحفظ بعض كرامة الفلسطينيين فـي قطاع غزة إلا أن العقبة الحقيقية أمام إبرام أي اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة طوال العام الماضي كانت تتمثل فـي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وحكومته اليمينية المتشددة، وفـي ظل تغليبه لمصالحه السياسية حتى على مصالح الإسرائيليين أنفسهم غابت كل فرص إبرام اتفاقات مع حركة حماس توقف الحرب، وقبلها تبخرت كل فرص حل الدولتين والتي وافقت عليها حركة حماس فـي مرحلة من المراحل. ظلت سياسات نتنياهو تعطي الأولوية باستمرار للتدابير الأمنية والمستوطنات والحفاظ على الوضع الراهن على المفاوضات الحقيقية مع القيادة الفلسطينية. حتى فكرة التطبيع التي طرحتها المبادرة العربية فـي مرحلة من المراحل حولها نتنياهو إلى تطبيع فردي حتى يفكك فكرة الخيار العربي للتطبيع مع إسرائيل، على سوئه، إلى تطبيع مفرد يزيد من الفجوة بين الدول العربية، ويعقد خيارات السلام الحقيقية.

إن إنهاء الحرب وفرص السلام تحتاج إلى العودة إلى أصل المشكلة وجوهرها وعدم العودة إلى حدث شبيه بطوفان الأقصى لا يحتاج غياب السنوار عن المشهد بل يحتاج إلى علاج جذر المشكلة والمتمثل فـي إنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطينية مستقلة على حدود الخامس من يونيو 1967 على أقل تقدير.

ورغم رمزية السنوار فـي معركة طوفان الأقصى إلا أنه «الفكرة» الحقيقية المتمثلة فـي النضال من أجل الدولة الفلسطينية ومن أجل الحق الإنساني أكبر من السنوار بكثير وستبقى بعد السنوار ومن يأتي بعده إلى أن تتحقق الدولة الفلسطينية المستقلة ويعيش الفلسطينيون فـيها بكرامة إنسانية.

أما الواقع الأمني الذي يريد نتنياهو تغييره فـي المنطقة فهو محض وهم، فلا يمكن أن يتحقق الأمن الذي يسعى إليه فـي ظل غياب الدولة الفلسطينية لأنها «الفكرة» الجوهرية فـي كل المشهد وما عداها مجرد أدوات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

حركة حماس تدعو لأيام غضب عالمية نصرة لغزة في ذكرى استشهاد هنية

دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الثلاثاء، إلى تصعيد الحراك الجماهيري العالمي أيام الجمعة والسبت والأحد، الموافق 1 و2 و3 آب/أغسطس القادم، احتجاجاً على استمرار العدوان والإبادة الجماعية والتجويع الذي يتعرض له أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة.

وفي بيان تلقت "عربي21" نسخة منه، أكدت الحركة أن يوم الأحد القادم، سيكون "يوماً عالمياً لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى، وفاءً واستجابةً لنداء القائد الشهيد إسماعيل هنية (أبو العبد)، الذي استُشهد قبل عام في إحدى الغارات الإسرائيلية".

وحثّت "حماس" جماهير الأمة العربية والإسلامية، وكافة أحرار العالم، على المشاركة الواسعة في المسيرات والوقفات الجماهيرية في مختلف المدن والعواصم، رفضاً لما وصفته بـ"العدوان الصهيوني المتواصل على غزة"، واحتجاجاً على سياسة "التجويع الممنهج والإبادة الجماعية التي تطال النساء والأطفال والمرضى والمدنيين الأبرياء".

ودعت الحركة إلى تصعيد كافة أشكال التظاهر والاعتصام أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية، إضافة إلى سفارات الدول التي "توفر الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال"، مطالبة بإجراءات ضغط سياسية ودبلوماسية وشعبية دولية لوقف الحرب الإسرائيلية ضد القطاع.

وأشارت إلى أن الدعوة لإحياء يوم 3 آب/أغسطس القادم تأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القيادي البارز إسماعيل هنية (أبو العبد)، مؤكدة أن "إحياء دعوته هو تجديد للعهد مع دماء الشهداء، وتأكيد على استمرار طريق المقاومة والصمود".

واختتم البيان بدعوة الشعوب الحية وقوى التحرر في العالم إلى تحويل هذه الأيام إلى "محطات نضال شعبي متواصلة"، بما يشمل التظاهرات، الضغط الإعلامي والدبلوماسي، والمقاطعة، من أجل إنهاء الاحتلال ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.


ووفقاً لأحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد ارتفع عدد الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية إلى 147 ضحية، بينهم 88 طفلاً، منذ بداية الحرب. وتُشير الوزارة إلى أن المجاعة باتت السبب الصامت الذي يزهق الأرواح يومياً، وسط غياب الغذاء والماء والدواء.

وتجاوزت حصيلة العدوان، الذي يحظى بدعم سياسي وعسكري من الولايات المتحدة، أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب ما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

وبالرغم من التحذيرات الدولية المتكررة بشأن تفشي المجاعة في غزة، لا تزال سلطات الاحتلال تمارس سياسة التجويع كأداة من أدوات الحرب، وسط شلل دولي واضح في وقف الكارثة، وتجاهل متواصل للمطالبات بفتح ممرات إنسانية آمنة وتدفق المساعدات.

مقالات مشابهة

  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • الخطيب التقى ممثل حركة حماس في لبنان
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تقودنا إلى كارثة سياسية
  • المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية مهاجمًا نتنياهو: انت وحكومتك عديمو الفائدة
  • بعد حرب الـ12 يوما مع إيران.. بماذا أوصت مراكز الأبحاث الإسرائيلية نتنياهو؟
  • حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة تتخطى 60 ألف شهيد منذ بدء الحرب
  • حركة حماس تدعو لأيام غضب عالمية نصرة لغزة في ذكرى استشهاد هنية
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو لا تمتلك خطة لليوم التالي في غزة