لجريدة عمان:
2025-06-13@12:07:45 GMT

«الفكرة» أقوى من الشهداء وأبقى

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

«الفكرة» أقوى من الشهداء وأبقى

يتصور البعض أن استشهاد زعيم حركة حماس يحيى السنوار يوم الأربعاء الماضي من شأنه أن يجلب السلام لقطاع غزة ويعزز احتمالات حل الدولتين! هذا التصور يتجاهل الأسباب الحقيقية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لم يكن السنوار ولا إسماعيل هنية عقبة حقيقية أمام السلام ولا أمام حل الدولتين الذي بات فـي الإستراتيجية السياسية والدينية الإسرائيلية أقرب إلى المستحيل.

. والمشكلة الحقيقية تكمن فـي الفكر المتطرف للحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو.

رغم ذلك فإن أحداث التاريخ تكشف أن قتل القادة غالبا ما يؤدي إلى المزيد من التصعيد بدلا من الحل الذي يتحدث عنه بعض الغرب فـي الوقت الحالي رغم أن إسرائيل نفسها تقول إن «قتل» السنوار لا ينهي وحده الحرب! كما يكشف التاريخ فـي مدوناته أن التركيز على إستراتيجية «الاغتيالات» تقوض المراحل التي وصلت لها الدبلوماسية وما صاحبها من تنازلات عبر التفاوض الطويل وتعيد الأمر إلى نقطة الصفر، وهذا ما أكدته حركة حماس من أنها لن تسلم الأسرى الإسرائيليين دون وقف كامل للحرب ودون تحرير كامل للمعتقلين الفلسطينيين فـي السجون الإسرائيلية.

ورغم أن حماس كانت متمسكة بشروطها المفهومة التي تحفظ بعض كرامة الفلسطينيين فـي قطاع غزة إلا أن العقبة الحقيقية أمام إبرام أي اتفاق ينهي الحرب الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة طوال العام الماضي كانت تتمثل فـي رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وحكومته اليمينية المتشددة، وفـي ظل تغليبه لمصالحه السياسية حتى على مصالح الإسرائيليين أنفسهم غابت كل فرص إبرام اتفاقات مع حركة حماس توقف الحرب، وقبلها تبخرت كل فرص حل الدولتين والتي وافقت عليها حركة حماس فـي مرحلة من المراحل. ظلت سياسات نتنياهو تعطي الأولوية باستمرار للتدابير الأمنية والمستوطنات والحفاظ على الوضع الراهن على المفاوضات الحقيقية مع القيادة الفلسطينية. حتى فكرة التطبيع التي طرحتها المبادرة العربية فـي مرحلة من المراحل حولها نتنياهو إلى تطبيع فردي حتى يفكك فكرة الخيار العربي للتطبيع مع إسرائيل، على سوئه، إلى تطبيع مفرد يزيد من الفجوة بين الدول العربية، ويعقد خيارات السلام الحقيقية.

إن إنهاء الحرب وفرص السلام تحتاج إلى العودة إلى أصل المشكلة وجوهرها وعدم العودة إلى حدث شبيه بطوفان الأقصى لا يحتاج غياب السنوار عن المشهد بل يحتاج إلى علاج جذر المشكلة والمتمثل فـي إنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطينية مستقلة على حدود الخامس من يونيو 1967 على أقل تقدير.

ورغم رمزية السنوار فـي معركة طوفان الأقصى إلا أنه «الفكرة» الحقيقية المتمثلة فـي النضال من أجل الدولة الفلسطينية ومن أجل الحق الإنساني أكبر من السنوار بكثير وستبقى بعد السنوار ومن يأتي بعده إلى أن تتحقق الدولة الفلسطينية المستقلة ويعيش الفلسطينيون فـيها بكرامة إنسانية.

أما الواقع الأمني الذي يريد نتنياهو تغييره فـي المنطقة فهو محض وهم، فلا يمكن أن يتحقق الأمن الذي يسعى إليه فـي ظل غياب الدولة الفلسطينية لأنها «الفكرة» الجوهرية فـي كل المشهد وما عداها مجرد أدوات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يتحدث عن "تقدم ملحوظ" في ملف الأسرى مع حماس لكن من السابق لأوانه إعطاء أمل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك "تقدما ملحوظا" في ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.

وأوضح في تصريح مصور بثه بعد ظهر الثلاثاء "أعتقد أنه من السابق لأوانه إعطاء أمل، لكننا نعمل باستمرار في هذه الساعات – طوال الوقت. آمل أن نتمكن من إحراز تقدم".

وبالتوازي، أكد مصدر إسرائيلي مطلع لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه لا يوجد اتفاق نهائي حتى اللحظة، قائلًا: "ليس بعد، لا يزال الطريق طويلًا". وأضاف أن نتنياهو سيجري سلسلة من المشاورات الهاتفية مع الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية لمتابعة التطورات. وأوضح مصدر آخر أن "هناك تحولات واتصالات مستمرة، ونعمل مع الوسطاء على صيغ مختلفة محتملة انطلاقا من مخطط ويتكوف للوصول إلى معايير تسمح بالمضي قدما في المفاوضات".

في المقابل، أصدرت لجنة أهالي الاسرى الإسرائيليين بيانا انتقدت فيه تصريحات نتنياهو، وقالت: "في هذا الوقت، عندما يعلن رئيس الوزراء مرة أخرى عن تقدم كبير في المفاوضات، نود التذكير بأنه لا حاجة لإعادة اختراع العجلة. هناك اتفاق شامل على الطاولة، ويمكن لرئيس الوزراء التوقيع عليه غدا صباحا إذا اختار ذلك".

وأضاف البيان أن الإسرائيليين "يريدون بأغلبية ساحقة اتفاقا يعيد جميع المختطفين، وعددهم 55، حتى لو تطلب ذلك وقف القتال، دون تمييز أو تصنيف".

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في تصريح أدلى به الليلة الماضية، إن "غزة حاليا محور مفاوضات مهمة تشارك فيها حتى إيران"، في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس. وأضاف: "نريد عودة الرهائن.. هذا كل ما أستطيع قوله". غير أن مصادر إسرائيلية مطلعة نفت مشاركة إيران في هذه المفاوضات، ووصفت هذه الادعاءات بأنها غير دقيقة.

من جهته، يواصل الوسيط الأميركي – الفلسطيني بشارة بحبح محاولاته لدفع حماس لتقديم رد على مخطط ويتكوف، لكن من دون نتائج حتى الآن. وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "لم نفقد الأمل. هناك جهود تبذل، لكن لم يحرز أي تقدم ملموس حتى الآن".

وتأمل إسرائيل أن يؤدي الضغط العسكري المستمر في قطاع غزة، إلى جانب الجهود الدبلوماسية، إلى تغيير في موقف حماس. إلا أن الأخيرة لا تزال تطالب بضمانات واضحة بعدم استئناف القتال عقب أي اتفاق محتمل.

وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يأمل بتحقيق اختراق في الملف بمناسبة عيد الأضحى، لكنه لم ينجح في تليين مواقف حماس. ورغم تراجعه عن زيارة مخططة للمنطقة، لا يزال يتكوف يعبر عن تفاؤله، مؤكدا استعداده لبذل أقصى جهده للتوصل إلى اتفاق، متمسكا بتجربته السابقة التي تمكن فيها من تحرير عيدان ألكسندر في عملية بدت مستحيلة آنذاك.

مقالات مشابهة

  • شهداء ومصابون برصاص الاحتلال في محيط مركز مساعدات برفح
  • انقطاع الإنترنت والاتصالات في غزة وعشرات الشهداء جراء المجازر الإسرائيلية
  • نتنياهو يزعم استعادة جثث اثنين من المختطفين من قطاع غزة
  • نتنياهو: سنواصل الحرب حتى القضاء على حماس
  • سموتريتش يطالب نتنياهو بعدم إبرام صفقة مع حماس
  • عقوبات أمريكية تستهدف مؤسسات خيرية بزعم دعمها حركة حماس
  • نتنياهو: هناك تقدّم في مفاوضات الأسرى
  • القناة 12 الإسرائيلية: ترامب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • نتنياهو يتحدث عن "تقدم ملحوظ" في ملف الأسرى مع حماس لكن من السابق لأوانه إعطاء أمل
  • الاحتلال يقصف عناصر من حركة حماس إسنادًا لـ ميليشيا أبو شباب