NYT: هكذا تدعم المخابرات الأمريكية الجيش الإسرائيلي في غزة منذ اليوم الأول للمعركة
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
قال مسؤولون أمريكيون إنه بعد أيام من هجوم عناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على المستوطنات والقواعد العسكرية في غلاف قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي أطلق عليه "طوفان الأقصى"، هرعت الولايات المتحدة الأمريكية لإرسال عشرات عناصر قوات النخبة "الكوماندوز" إلى إسرائيل لمساعدتها عبر تقديم المشورة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في القطاع.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه تبع ذلك إرسال عدد آخر من ضباط المخابرات المركزية الأمريكية بعضهم وصل إلى إسرائيل، وآخرون عملوا من المقر الرئيسي في ولاية فيرجينيا الأمريكية.
وأكدت أن الاستخبارات الأمريكية ساعدت في استعادة الأسرى الإسرائيليين الأربعة في حزيران/ يونيو الماضي.
وتابعت: "منذ بداية الحرب تقريبًا، ركزت الخلايا العسكرية والاستخباراتية الأمريكية ليس فقط على البحث عن الرهائن، بل وأيضًا على مطاردة كبار قادة حماس".
ورغم أنهم لا يزعمون أن لهم دورا في قتل رئيس الحركة في غزة، يحيى السنوار، إلا أنهم يرون أنهم ساعدوا في البحث عنه على المستوى الاستخباراتي.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن في بيان الخميس الماضي، بعد إعلان استشهاد السنوار: "بعد وقت قصير من 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وجهت أفراد العمليات الخاصة وضباط الاستخبارات الأمريكيين المحترفين للعمل جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد مكان وتعقب السنوار وقادة حماس الآخرين المختبئين في غزة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار قولهم إن "خلايا الاندماج" الأمريكية، حولت تركيزها على المعلومات الاستخبارية القابلة للتنفيذ وتتعلق بمواقع الرهائن، وفي أحيان أخرى على مواقع قيادات حماس.
بنفس الوقت، أصر مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية على أنهم لا يشاركون بشكل مباشر العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض في غزة، وهي العمليات التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وحولت القطاع إلى أنقاض.
وقال مسؤولون أمريكيون إن كبار المسؤولين في البيت الأبيض التقوا بانتظام مع مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، ووزير الدفاع، لويد أوستن، بشأن الدعم الإضافي الذي قد تحتاجه خلايا الاستهداف لتسريع مطاردة السنوار.
وقامت ست طائرات على الأقل من طراز MQ-9 Reapers التي تشغلها قوات العمليات الخاصة الأمريكية بمهام للمساعدة في تحديد مكان الرهائن، ومراقبة علامات الحياة وتمرير الأدلة المحتملة.
وقال المسؤولون إن الطائرات بدون طيار لا تستطيع رسم خريطة لشبكة الأنفاق الشاسعة التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية، لكن رادار الأشعة تحت الحمراء الخاص بها يمكنه اكتشاف العلامات الحرارية للأشخاص الذين يدخلون أو يغادرون الأنفاق من فوق الأرض، كما قال المسؤولون.
في النهاية، قضى السنوار في اشتباك مباشر فوق الأرض، بعد أن كان الهدف الأكثر قيمة على الإطلاق لإسرائيل.
وقال اللواء باتريك س. رايدر، السكرتير الصحفي للبنتاغون، الخميس إنه لم تشارك أي قوات أمريكية بشكل مباشر في العملية التي قتل فيها السنوار، وقال إنها كانت عملية إسرائيلية.
لكن المسؤولين الأمريكيين يصرون على أن الولايات المتحدة ساعدت في جمع المعلومات الاستخباراتية التي ساعدت الجيش الإسرائيلي في تضييق نطاق بحثه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة السنوار امريكا غزة الاحتلال السنوار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الفظائع التي لن ينساها التاريخ
يتواصل المسلسل الإجرامي في غزة بشكل تصاعدي، بعد انسحاب الكيان والراعي الرسمي له من مفاوضات الدوحة، والدخول في متاهة البحث عن مخرج من الوضع الإنساني الكارثي الذي أنتجته سياسة “جهنم” الأمريكية الصهيونية في غزة.
جريمة نكراء تنزع ما تبقى من ورق توت على خاصرة حضارة النفاق العالمي المؤطر للإجرام عبر التقتيل والتجويع والتشريد والتهجير والإبادة المنهجية في عالم القرن الـ21 وليبرالية قرن أمريكا والغرب التي باتت تتفتَّت أوراقُها مع خريف شتاء قادم يعرِّي ما تبقى من سيقان وأغصان نبتت من جذع مشترك: ديمقراطية وبرجوازية عصر ما بعد قرن الأنوار.
الجُرم المشهود، والإبادة الشاملة، والإنكار الأمريكي والصهيوني وحتى لدى بعض دول الغرب التي بدأ جزءٌ منها يخرج عن الصمت المريب، والخنوع المطلق لإرادة أمريكا والصهيونية العالمية، أوصل الوضع في غزة إلى حالة الفضيحة العالمية المدوِّية، دفعت الكيان وعرَّابه في سلسلة ألاعيب المفاوضات الدائرة رحاها منذ 22 شهرا، إلى انسحاب تكتيكي أمريكي صهيوني في الدقائق الأخيرة من الاقتراب من موعد التفاهم على آخر بند متعلق بطريقة توزيع المساعدات التي تريد كل من الولايات المتحدة والربيب الصهيوني الإبقاء على صيغة الرقابة التامة بشأن إدخال المساعدات وتوزيعها ولو بـ”القتل مقابل كيس طحين”، بما يمنح سيطرة لجيش الكيان على غزة ونهاية المقاومة واستسلام حماس. هذا ما لم يحدث تحت طائل المفاوضات العبثية.
انسحابٌ تكتيكي صهيوني أمريكي، بغرض إلقاء اللوم على حماس ومضاعفة المزيد من الضغط عليها للحصول على تنازلات لن تقدّمها حماس، إلا ضمن الرؤية والتصوُّر الذي قدَّمته للوسطاء من قبل ومن بعد.
إقدامُ العدوّ، في آخر لحظة بعد انسحاب الوفد الأمريكي الصهيوني من محادثات الدوحة، على ذرِّ الرماد في أعين العالم المصاب بالذهول لما يحدث أمام أعينه، عبر السماح بإدخال بعض الشاحنات شمال غزة وجنوبها وهدنة مؤقتة موقوتة، لتوزيع وجبات العار والدمار باتجاه تجمُّعات تريد فصلها عن باقي القطاع في شكل محتشد إنساني تتحكم فيه وفي إدارة المساعدات ولو بإطلاق النار على المجوّعين، أو إنزال طرود جوية، ليس في الواقع سوى مسرحية سريالية عبثية وفرجة عالمية ساخرة من سلطة احتلال وعرّابه، بغطرسته الإجرامية لما يحدث، محاولة منهما تبييض وجه أسود لكيان مجرم مدعوم أمريكيًّا بشكل لا يصدًّق وغير مسبوق: تبييض وجوه سود ببشرة بيضاء، أخرجت الحامل والمحمول من دائرة الإنسانية إلى دائرة التوحُّش الإجرامي المشهود.
مناورة سرعان ما اتّضحت نيّاتها على يد راعي الكيان: “حماس تدرك أنها ستموت بعد أن تفقد أوراق ضغطها، وستموت”، قبل أن يعلن من جديد عودة المفاوضات إلى مسارها، عندما أبلغت حماس الوسطاء والعالم عبر خطاب خليل الحية أنه لا معنى لحياة مفاوضات تحت طائل التقتيل والتجويع، بما يعني انسحاب محتمل لحماس من مفاوضات الدوحة.
هذا الوضع، لا يريح الكيان وداعميه في الولايات المتحدة والغرب، لأنهم لا يملكون ورقة أخرى لم يجرّبوها بالحديد والنار والعار، والمكر الغدار، فتسارع هذه الدوائر، إلى محاولة أخرى بائسة ويائسة معا: شيطنة المقاومة إعلاميًّا وعمليًّا عبر الظهور بوجه المتظاهر بالإنسانية، أخيرا، الرؤوف، المتباكي بدموع تماسيح على ضحايا بسبب “تعنّت حماس”.
مسرحية واحدة بإخراج متغيِّر ومشاهد متجددة لا تخفي النيّات ولا الغايات.
أعمال وممارسات وحشية، يندى لها ضمير قرن الـ21، الذي سيرسم التاريخ يوما أن المحرقة النازية تبدو أقلَّ شأنا من نازية ضحايا النازية أنفسهم، وهذا بشهادة شهود من أهلها، ممن لم تتمكّن الفظائع من جعلهم يبتلعون ألسنتهم.
الشروق الجزائرية