الدعم السريع: إسقاط طائرة حربية أجنبية تقاتل بجانب الجيش السوداني بشمال دارفور
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
وفقاً للناطق باسم الدعم السريع نفذت الطائرة عددًا كبيرًا من الغارات الجوية وأسقطت عشرات البراميل المتفجرة على المدنيين في مناطق مختلفة من السودان، بما في ذلك منطقة المالحة.
الخرطوم: التغيير
أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة حربية أجنبية في منطقة المالحة بولاية شمال دارفور فجر اليوم الإثنين، قالت إنها كانت تشارك في القتال إلى جانب قوات الجيش السوداني.
ومنطقة المالحة توجد بها أعداد كبيرة من القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة رفضت التسليم لقوات الدعم السريع التي تضرب حصاراً حول المنطقة وتطالبهم بالاستسلام.
ووفقًا لبيان صادر عن الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع، فقد أسفرت العملية عن مقتل جميع أفراد الطاقم الأجنبي للطائرة الحربية.
وأشار البيان إلى أن الطائرة نفذت عددًا كبيرًا من الغارات الجوية وأسقطت عشرات البراميل المتفجرة على المدنيين في مناطق مختلفة من السودان، بما في ذلك منطقة المالحة، حيث تم إسقاطها بينما كانت تستهدف النساء والأطفال هناك.
كما وثقت قوات الدعم السريع وفقاً للناطق باسمها الحادثة بمقاطع فيديو وصور تظهر حطام الطائرة وجثث أفراد الطاقم، بالإضافة إلى وثائقهم الشخصية وجوازات سفرهم التي تكشف عن جنسياتهم وأماكن قدومهم.
وأكدت قوات الدعم السريع أن الطيران الحربي الأجنبي الذي يقاتل بجانب قوات الجيش السوداني والحركات المسلحة استمر في استهداف المدن والقرى السودانية، مما أدى إلى مقتل الآلاف من النساء والأطفال وتدمير البنية التحتية والمنازل بما في ذلك القرى البعيدة عن الصراع.
كما أفادت مصادر إعلامية تابعة للدعم السريع بأن الطائرة التي تم إسقاطها كانت من طراز “أنتونوف” روسية الصنع، وكان على متنها طاقم مكون من 6 أفراد، من بينهم روس ومصريون وسودانيون تناثرت أشلاء الطاقم في منطقة سقوط الطائرة.
وذكرت المصادر أن الطائرة كانت تحلق في سماء شمال دارفور في الساعة الرابعة صباحًا بهدف قصف المناطق السكنية باستخدام البراميل المتفجرة، إلا أن المضادات الجوية الجديدة لقوات الدعم السريع نجحت في إسقاطها.
وعُثر بين حطام الطائرة على وثائق تؤكد أن أحد أفراد الطاقم مرتزق من دولة غرقيزستان، بالإضافة إلى مصريين وسودانيين كانوا ضمن الطاقم، وفقاً لذات المصادر.
وأظهرت الصور التي ذكرت تلك المصادر انه تم التقاطها أن أفراد الطاقم من ذوي البشرة البيضاء، مما يؤكد وجود عناصر أجنبية بين المشاركين في هذه الغارات الجوية، بما في ذلك مرتزقة مصريون.
الوسومالدعم السريع الطيران الحربي للجيش السوداني حرب الجيش والدعم السريع محلية المالحة ولاية شمال دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع الطيران الحربي للجيش السوداني حرب الجيش والدعم السريع محلية المالحة ولاية شمال دارفور قوات الدعم السریع أفراد الطاقم بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
بعد مرور 20 عاما.. دارفور تواجه جحيما على الأرض من جديد
الفاشر (السودان) "د.ب.أ": جاء المهاجمون من كل اتجاه، مثبتين الرشاشات فوق شاحناتهم الصغيرة، لاستهداف مخيم "سامسام" للاجئين في ولاية شمال دارفور بالسودان.
وسادت حالة من الذعر بين اللاجئين في المخيم الذي كان يؤوي ما يتراوح بين 500 ألف ومليون نازح داخلي، بحسب تقديرات مختلفة. وينتمي المهاجمون إلى ميليشيا قوات الدعم السريع، وهي نفس الجماعة التي فر منها اللاجئون.
وشهد لاجئون كثيرون أحداثا مروعة، ومن بينهم محمد، الذي رفض الكشف عن اسمه بالكامل.
وقال محمد عبر الهاتف من الفاشر، عاصمة شمال دارفور: "لقد تم حرق كبار السن الذين لم يتمكنوا من الفرار سريعا، وهم أحياء في أكواخهم. كما تم سحب الأطفال من الأماكن التي يختبئون بها وقتلهم".
وأوضح أن قوات الدعم السريع أساءت معاملة ضحاياها ووجهت إليهم إساءات عرقية. وتم إعدام عمال الإغاثة على الفور.
ولا يمكن التحقق من تصريحات محمد بشكل مستقل، إلا أن المراقبين ومنظمات الإغاثة المتواجدين على الأرض، يؤكدون مقتل موظفين من منظمة الإغاثة الدولية في أعمال عنف.
وبحسب إحصاءات لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قتل ما لا يقل عن 23 طفلا. كما تشير التقارير إلى أن عدد القتلى بلغ 129 على الأقل، وربما عدة مئات.
العنف في دارفور له جذور عميقة
وتندلع في السودان حرب أهلية منذ أكثر من عامين، بين ميليشيا قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقوات الحكومة بقيادة عبد الفتاح البرهان، بعد أن فشلت الجهود الدبلوماسية المتعددة للتوسط بين الطرفين من أجل وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات السلام.
ومع ذلك، تعود جذور العنف في دارفور إلى ما هو أبعد من ذلك، وهي الصراعات بين البدو العرب والمزارعين الأفارقة، على موارد مثل المياه والأراضي.
وكانت ميليشيات عربية تمتطي الخيول، انضم بعضها في وقت لاحق إلى قوات الدعم السريع، هاجمت قبل عشرين عاما قرى تابعة لجماعات عرقية أفريقية مثل "المساليت" و"الزغاوة" و"الفور".
وتم تدمير آلاف القرى، كما أفادت تقارير واسعة النطاق بحدوث وقائع عنف جنسي ومجازر.
وفي عام 2004، وصف وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، كولن باول، الأحداث في دارفور بـ "الإبادة الجماعية". وفي عام 2010، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السوداني آنذاك، عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وعلى عكس ما يحدث اليوم، حظيت دارفور آنذاك باهتمام دولي، حيث أطلق نجوم بارزون في هوليوود من أمثال جورج كلوني وأنجلينا جولي وميا فارو، نداءات علنية "لإنقاذ دارفور".
هل يعيد التاريخ نفسه؟
وفي الوقت الحالي، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه. ففي صيف عام 2023، أفادت تقارير بوقوع مجازر استهدفت جماعة "المساليت" العرقية في غرب دارفور. ومنذ ذلك الحين، تتهم الجماعات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، قوات الدعم السريع مرارا بارتكاب جرائم تعذيب واغتصاب جماعي وغيرها.
ومنذ الهجوم على مخيم "سامسام" في منتصف أبريل الماضي، ترد تقارير يومية بشأن سقوط عشرات القتلى بسبب القصف الذي تشهده الفاشر والقرى المحيطة بها.
ويشار إلى أن الفاشر - وهي آخر مدينة رئيسية لا تزال تحت سيطرة الحكومة، والتي حاصرتها قوات الدعم السريع لمدة عام - لها أهمية استراتيجية كبيرة.
وفي حال سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، فإنها سوف تسيطر على دارفور بأكملها، وستتمكن من تنفيذ خططها لإنشاء حكومة موازية هناك.
منظمة العفو تطالب باتخاذ إجراءات
وبينما يفر الكثيرون، يواجه من لا يزالون يعيشون في السودان "عمليات قتل وحالات إعدام بإجراءات موجزة ووقوع إصابات وجرائم اغتصاب واغتصاب جماعي واستعباد جنسي وأشكال أخرى من العنف الجنسي والتعذيب والاختفاء القسري وجرائم نهب واسع النطاق - والتي ترقى جميعها إلى جرائم الحرب، وقد يرقى بعضها أيضا إلى جرائم ضد الإنسانية"، بحسب ما كتبته منظمة العفو الدولية في نداء وجهته إلى الاتحاد الأوروبي من أجل التحرك.
وأضافت المنظمة الدولية أن "الأطفال وقعوا في مرمى نيران القصف الجوي والمدفعي، ما نتج عنه سقوط العديد من الضحايا، وأثر بشدة على سلامتهم وتعليمهم ورفاهيتهم."
وأشارت العفو الدولية في رسالتها المفتوحة إلى أنه منذ اندلاع الحرب، واجه الحصول على معلومات مستقلة وموثوقة ضغوطا شديدة، حيث يقوم الطرفان باستهداف الصحفيين بتهديدهم (بالقتل) وبالعنف والاعتداءات عليهم.
كما تعرضت البنية التحتية الإعلامية، التي تشمل المكاتب والمعدات، للنهب والسرقة والحرق والتدمير المتعمد.
ويؤدي تجدد مثل هذه الأساليب إلى زيادة خطر العودة إلى أسوأ أيام حروب السودان، عندما تسبب التطهير العرقي الممنهج وجرائم الحرب في تدمير مجتمعات بأكملها.