تقليص المساعدات يدفع يمنيين لمواجهة الجوع بأوراق الشجر
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
شمسان بوست / الشرق الأوسط:
لجأت الكثير من العائلات في عدد من المناطق الموزعة على محافظتي لحج وتعز، خلال الأسابيع الماضية، إلى إدراج أنواع من أوراق النباتات ضمن وجباتها الغذائية، وذلك بعد تراجع المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية، واعتزام برنامج الغذاء العالمي تقليص أعداد المستفيدين من معوناته.
وبينما تُوجه الاتهامات إلى الجهات الرسمية والإغاثية المحلية بالتسبّب في تقليص برنامج الغذاء العالمي معوناته الغذائية؛ أعلن البرنامج تراجع التمويل المقدم للمساعدات الإغاثية في اليمن، في حين يقول مسؤولون محليون لديه إن دواعي التقليص بسبب عدم دقة بيانات المستفيدين، وتحسّن دخل بعض الأسر بناءً على عملية مسح قام بها البرنامج خلال العامين الماضيين.
وفي محافظة تعز وحدها حذف البرنامج أكثر من 33 ألف حالة من المستفيدين من المساعدات، وهو ما يمثّل 38 في المائة من نسبة احتياج العائلات في المناطق المحررة من المحافظة، في حين شهدت مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج إسقاط أكثر من 840 عائلة من كشوفات المستهدفين بالمعونات، وارتفع الرقم إلى 1968 عائلة في مديرية تبن في المحافظة نفسها، و497 حالة في مدينة الحوطة، مركز المحافظة.
ويرفض نبيل طه، وهو موظف حكومي في محافظة تعز، تبريرات المسؤولين المحليين في برنامج الغذاء العالمي بتحسّن دخل العائلات، مشيراً إلى أن التحسّن غير موجود إلا في مسوحات المنظمات الدولية ودراساتها، أما على أرض الواقع فالعكس.
ويوضح طه أن مَن يعايش الواقع فسيلاحظ تراجع حركة الشراء في الأسواق، وزيادة أعداد المحتاجين، وانتشار مكثف للمتسولين، وازدهار أسواق الأشياء والمقتنيات المستعملة، التي تلجأ العائلات إلى بيعها لسد احتياجاتها المعيشية المتزايدة، خصوصاً مع تهاوي سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية وتراجع القدرة الشرائية وتوقف رواتب الموظفين.
وأوضح أن العائلات التي تلجأ إلى بيع السلال الغذائية لا تفعل ذلك بسبب الوفرة، وإنما للحصول على الأموال من أجل الوفاء بالتزامات أخرى، ومن ذلك الحاجة إلى شراء الملابس أو الأدوية أو المستلزمات الدراسية لأطفالها.
تراجع متسارع
منذ نحو شهرين أفاد برنامج الغذاء العالمي بأنه سيضطر إلى إجراء مزيد من التخفيضات في برامج المساعدة الغذائية التي يقدّمها إلى الملايين في جميع أنحاء اليمن، بسبب أزمة التمويل الكبرى التي يواجهها من نهاية سبتمبر الماضي، كاشفاً أن ذلك سيؤثر في جميع برامجه الرئيسية.
وذكرت مصادر محلية في مديريتي المقاطرة التابعة لمحافظة لحج، والشمايتين التابعة لمحافظة تعز، أن السكان لجأوا إلى إدراج أوراق بعض النباتات في وجباتهم اليومية التي تراجعت من ثلاث إلى وجبتين لدى الكثير من العائلات.
وبحسب سكان محليون فإن الأشهر الماضية شهدت نمو الكثير من هذه النباتات، مثل «الحلص والضدح والبقلة»، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها مختلف أنحاء البلاد، وهو ما أسهم في استخدامها لاستعادة وصفات غذائية موروثة من العهود السابقة التي عانى فيها اليمنيون من الفاقة والجوع.
وحسب المصادر فإن الكثير من الأفراد اتخذوا من حصاد هذه النباتات وبيعها مهنة مؤقتة تمكّنهم من جمع بعض الأموال؛ إذ يبيعونها بأسعار زهيدة لكبار السن أو العائلات التي ليس لديها أفراد قادرون على جمعها، كما تُباع في الأسواق البعيدة عن مناطق نموها.
ويشير رئيس لجنة الإغاثة الرسمية في الحكومة، جمال بلفقيه، إلى أن تخفيض البرامج الإغاثية مساعداتها لليمنيين حدث تدريجياً منذ عدة سنوات، وبعد أن كان عدد المستهدفين 12 مليون شخص منذ بداية الأزمة، وأنه جرى خفضهم منذ عام 2018 بنسبة 30 في المائة، حتى وصلت النسبة إلى 60 في المائة أخيراً.
ووفقاً لحديث بلفقيه فإن السلة الغذائية كانت تكفي العائلات شهراً كاملاً، ومنذ 6 أعوام بدأ حجمها يقل عن السابق، واستمر بالنقصان حتى عام 2021، وبعد ذلك بدأت دورة التوزيع تنخفض كل شهرين.
ووصولاً إلى العام الحالي فإن كمية المساعدات لا تتجاوز أكثر من 20 كيلوغراماً من الدقيق بدلاً من 70 كيلوغراماً في السابق.
فشل أممي
لم تعد السلة الغذائية تحتوي على أكثر من 4 لترات من الزيت، و3 كيلوغرامات من البقوليات، في حين يتوافر الأرز في بعض الأحيان، ويختفي في أحيان أخرى.
وحسب بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية، فإن المانحين لم يقدموا خلال العام الحالي سوى 700 مليون دولار لخطة الاستجابة، وبدأت المنظمات العاملة في اليمن خفض برامجها، ومنها برنامج الغذاء العالمي الذي يتلقّى نصيب الأسد من تمويل خطط الاستجابة، وهو أحد أسباب تعليق المساعدات.
إلا أن بلفقيه يشدد على أن عدم تسويق الحالة الإنسانية اليمنية بالشكل الصحيح هو أهم أسباب تراجع التمويل، وإلى جانب ذلك لم يلاحظ تحسّن الوضع الإنساني في السنوات الماضية عندما قُدمت خطط الاستجابة بمبالغ تفوق ملياراً و300 مليون دولار، وعلى العكس من ذلك كانت كل الأرقام تتكرر، بل تزداد، معبرة عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق قوله.
وكان تقرير للبرنامج الأممي قد كشف منذ نحو شهرين أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة خلال أغسطس الماضي، في تناقض مع ما يرد في تصريحات مسؤولي الإغاثة المحليين حول تحسّن المستوى المعيشي لليمنيين.
في غضون ذلك نفى مصدر مسؤول في محافظة تعز أن يكون للمحافظ نبيل شمسان أي مسؤولية أو تدخل في سقوط أسماء آلاف المستفيدين من كشوفات برنامج الغذاء العالمي، مستغرباً أن تأتي هذه الاتهامات من جهات مجتمعية، يفترض فيها التعاون مع الجهات الرسمية للبحث عن بدائل لتعويض من جرى استثناؤهم من المعونات.
وكانت اللجنة الرقابية المجتمعية اتهمت السلطة المحلية ومحافظ تعز نبيل شمسان، بالمسؤولية عن إسقاط أسماء المستفيدين من كشوفات برنامج الأغذية العالمي.
المصدر المسؤول لفت، في تصريحه إلى أن البرنامج الأممي هو من أقرّ خفض أعداد المستفيدين من معوناته، بعد دراسة مسحية أجراها، وبعد استشارة موظفيه المحليين والتفاهم معهم.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: اللون برنامج الغذاء العالمی المستفیدین من الکثیر من أکثر من
إقرأ أيضاً:
عائلات ثرية تفوز بمناقصة أمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة
قالت صحيفة "ذار ماركر" العبرية، اليوم الاثنين 26 مايو 2025، إن عائلات فلسطينية ثرية فازت بمناقصة أمريكية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة .
وأوضحت الصحيفة، أن "شركة أمريكية تُعنى بتنسيق المساعدات الإنسانية في قطاع غزة اختارت ثلاث شركات غزية لتشغيل مراكز توزيع الغذاء التابعة لها. إلا أن دول الخليج تتردد في تمويل المبادرة، ومنظمات الإغاثة تُحجم عن التعاون، كما أن العدد المحدود لمراكز التوزيع يُثير شكوكًا جدية حول فعالية المشروع".
وأشارت إلى أن "العديد من الشركات التي تنافست مؤخرًا على مناقصة طرحتها شركة SRS الأمريكية لتشغيل مراكز توزيع الغذاء في غزة تلقت رسائل رفض، تفيد بعدم استيفائها للشروط. ولم تنجح سوى ثلاث شركات: شركة الخزندار، وشركة جودت الخضري، وشركة سهيل السقا".
وتابعت بأنه "اشترطت المناقصة أن يكون في كل مركز توزيع 40 موظفًا ثنائي اللغة (الإنجليزية والعربية) يعملون في ورديتين أو ثلاث. وتشير هذه الأرقام إلى أن SRS ربما تُقلل من شأن حجم العملية".
وفي المقابل، يخطط برنامج الغذاء العالمي (WFP) - الذي لعب دورًا رئيسيًا في إيصال المساعدات إلى غزة طوال فترة الحرب - لتشغيل حوالي 160 مركز توزيع في جميع أنحاء القطاع. لذلك، من غير الواضح كيف يمكن لأربعة مراكز فقط تديرها شركة SRS أن تخدم 1.2 مليون شخص بفعالية.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه المناقصة منفصلة عن مناقصة أخرى صدرت للوجستيات الغذائية. الشركات الثلاث المعتمدة جميعها شركات بنية تحتية وعقارات مملوكة لعائلات غزية بارزة تقيم حاليًا في مصر.
وقبل الحرب، كانت هذه العائلات تمتلك أصولًا كبيرة في غزة، بما في ذلك العقارات والمصانع. على سبيل المثال، امتلك جودت الخضري ما وُصف في تقارير مختلفة بأنه أجمل قصر في غزة، إلى جانب فندق ومصنع آيس كريم. وقد استفادت هذه الشركات بالفعل خلال الحرب من تسهيل دخول البضائع من السلطة الفلسطينية عبر معبر كرم أبو سالم.
وتقول مصادر مطلعة على عملية تقديم العطاءات إن العديد من رجال الأعمال العرب كانوا حذرين من المشاركة بسبب الانطباع السلبي لدى سكان غزة.
ويُعتبر العمل مع شركة SRS الأمريكية مثيرًا للجدل. ومع ذلك، يبدو أن المكاسب المالية المحتملة تفوق الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمشروع.
وقالت الصحيفة، إن "هناك مخاوف متزايدة من تفاقم الجوع في غزة، مدفوعًا بما يصفه النقاد بالنهج الأمريكي القائم على الربح في تقديم المساعدات الإنسانية".
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة هآرتس أمس الأحد، مُنحت شركة SRS العقد دون عملية مناقصة رسمية ودون مشاركة السلطات الأمنية، مما قد يُفسر عدم تنظيم وفعالية توزيع الغذاء في المنطقة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية صورة: لا تشمل الأمل وناصر - أوامر إخلاء جديدة في خان يونس صحيفة: إسرائيل ترفض المقترح الجديد لتبادل الأسرى استقالة المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية الأكثر قراءة أول تعقيب من حماس على دخول قوة خاصة إسرائيلية مدينة خانيونس لابيد يُحذّر من عواقب إعادة احتلال قطاع غزة موعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 قناة عبرية تكشف: إدخال المساعدات لغزة مُرتبط بإطلاق سراح عيدان ألكسندر عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025