الشعر والموسيقى في الأمسية الثانية في بيت سمر الثقافي الثاني
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
#سواليف – محمد الاصغر محاسنه / اربد .
( تجاورت جماليات النفوس والمكان والشعر والموسيقى فاكتمل المهرجان)
واستهل افتتاح الأمسية الشعرية الشاعر أحمد الخطيب ، صاحب ديوان ” حارس المعنى ” ، فقرأ عددًا من قصائد التفعيلة ،تجربة الخطيب الشعرية تعد واحدة من التجارب المهمة في المشهد الشعري الأردني والعربي ، صاحب لغة واسلوب ورؤية يعدهتم بالتفاصيل اليومية والحياتية ، استحضر فيها البلاد والمرأة ، والذات ، يقول الشاعر في إحدى قصائده :
( حاورتُها، وتركتُ أحزاني
كأنَّ غوايتي قمرًا ينام على الحديقةِ
أو ينام على الطريقِ
ولا يرى غير النهاياتِ القصيَّةْ
هل صار تأويلي
لضحكتنا معًا
وجهًا لِمنْ عبروا صباحًا
واستداروا للغناءْ
قمرٌ على شبّاكها
ويدٌ تخطُّ على المرايا
فتنة الشعراءْ!
هيَ تلك سيّدتي
وتعجزُ عن أغانيها النساءْ!)
الشاعر الثاني في الأمسية د. حربي المصري قرأ قصائد اتكأت على الموروث وبنت عليه، ” عودة جساس” قصيدة تحمل رسائل لكل من يحاول المساس بالأردن ، يقول فيها:
جهِّز سهامكَ قالت الأقواسُ
عامٌ ويأتي بعده جساسُ
القدسُ خطٌ أحمرٌ قال الذي
في صفهِ الأطهار والأقداس .
بعد ذلك قرأ الشاعر د. خالد ختاتنة مجموعة من قصائده العمودية نالت اعجاب الحضور ، وتفاعل معها لما فيها من مضامين قريبة منهم . يقول في قصيدة أهداها لإربد وللشاعر أحمد كناني :
لإربدَ حَيــث تَسْتَبِــقُ المَعَــُالِي
وحَيْـثُ الطِّيبُ والأهْلُ الكِــــرَامُ
عَـــــــــرارُ الشِّعــرِ غنَّـاها وحُبــاً
لِشعرِ عـَــرارِها الشُّعَـراءُ قَامُـــوا
وَغَنَّـــــاهَا الكِنَـــــانِيُّ اشتِيَــــاقاً
عَــلى قُــــربٍ وفيهَــــا لا يُــــلامُ
يَُضـــوعُ دَمُ الشَّهـــادَةِ في ثَراهَا
وَيرقُـدُ قَــادَةُ الفَتْـــــحِ العِظَـــامُ
الشاعر الدكتور مهند ساري قرأ قصيدة من شعر التفعيلة اتكأت على اليومي الفائض بالدهشة والمشحون بالقلق الإنساني المتأمل للوحة مهشمة ، أجاد ساري في لملمة شظاياها في نص أخاذ يستقر ، يقول في مقطع من قصيدته :
(الحنين لمقهًى يُقدِّمُ شايًا رخيصَ الثّمَنْ
الحنينُ لشايٍ يُذيقُكَ
طَعمَ المقاهي وطَعمَ الوطنْ
الحنينُ لإلزامِكَ النّفْسَ
أنْ تنتهي من بقايا الفُضولْ
الحنينُ لإقناعِكَ الحِسَّ
أنّ الطّريقَ لهذا.. عسيرٌ يَطولْ)
وشارك كورال بيت سمر للثقافة والفنون بأوبريت (قصة وطن) وهو حوارية من ثلاثة لوحات غنائية استلهمت التراث الموسيقي وبنت عليه ،وهو من تأليف الشاعر أحمد الكناني وعزف قانون ، عثمان كناني ، وتنسيق الأستاذة فاطمة السرحان .كما شارك الشاب الموهوب عبدالله كناني بأغنية مركبة على لحن تراثي من كلمات الشاعر أحمد كناني.
وفي ختام الفعاليات قام مدير المهرجان ورئيس بيت سمر للثقافة والفنون الشاعر أحمد كناني بتكريم الشعراء المشاركين في هذه الأمسية والفنان غسان عباسي وأسرة كورال بيت سمر برفقة الرئيس الفخري لبيت سمر د. أحمد الملاعبة وعطوفة مدير مديرية أثار إربد زياد غنيمات .
مقالات ذات صلة شعراء يعاينون احوال الحياة والذات والمرأة وفلسطين في مهرجان بيت سمر الثقافي الثاني 2023/08/12
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مهرجان بيت سمر الشاعر أحمد
إقرأ أيضاً:
أمل دنقل.. الشاعر الذي قاوم الموت بالكلمات وظل صوته يتردد بعد الرحيل
في ذكرى ميلاده، يعود اسم أمل دنقل إلى الواجهة، شاعرٌ حمل على عاتقه همّ الأمة، وكتب كلماته كأنها طلقات في وجه القهر والانهزام، لم يكن دنقل مجرد شاعر كلاسيكي، بل صوتًا متمردًا خرج من صعيد مصر ليهزّ أركان المشهد الثقافي والسياسي العربي بكلماته، ويترك إرثًا شعريًا ظلّ حيًا رغم رحيله المبكر.
وُلد محمد أمل فهيم محارب دنقل يوم 23 يونيو 1940 في قرية القلعة بمركز قفط بمحافظة قنا، أطلق عليه والده اسم "أمل" تيمّنًا بتخرّجه في الأزهر الشريف في نفس العام.
نشأ أمل في بيئة مفعمة بالثقافة العربية والإسلامية، إذ كان والده شاعرًا وخطيبًا يدوّن أشعاره ومواعظه بخطّ يده، مما ترك أثرًا عميقًا في شخصية الابن.
شاعر الرفض والصوت المختلف
لم يكن دنقل كغيره من الشعراء المعاصرين، بل اتخذ لنفسه مسارًا خاصًا يعبّر فيه عن رفضه للاستسلام والهزيمة، فأطلق عليه النقاد لقب "شاعر الرفض".
عُرف بميله إلى استخدام التراث العربي كأساس لصوره الشعرية، مع حفاظه على المباشرة والصدق في التعبير، كتب عن الإنسان المهمش، والمقهور، وصاغ قصائده بروح احتجاجية لا تخلو من الأسى.
دواوينه الشعرية
ترك أمل دنقل عددًا من الدواوين التي شكّلت علامات فارقة في الشعر العربي الحديث، من أبرزها:
البكاء بين يدي زرقاء اليمامة (1969): صرخة ضد هزيمة 1967 استخدم فيها الرموز العربية الكلاسيكية.
تعليق على ما حدث (1971): استمرار للحالة السياسية التي سادت بعد النكسة.
مقتل القمر (1974): مزج بين الرومانسية والتأمل السياسي.
العهد الآتي (1975): احتوى على قصيدته الشهيرة "سفر الخروج".
أقوال جديدة عن حرب البسوس (1983): تجديد في استخدام الأسطورة.
أوراق الغرفة 8: آخر ما كتبه وهو على فراش المرض في مستشفى الأورام بالقاهرة، نُشر بعد وفاته، واحتوى على تأملات في الحياة والموت والمقاومة.
قصيدة "لا تصالح" أيقونة التمر
تُعد قصيدة "لا تصالح" واحدة من أشهر قصائد أمل دنقل وأكثرها تداولًا حتى يومنا هذا، كتبها عام 1976 كردّ على اتفاقيات السلام التي بدأت تُطرح آنذاك، وجاءت كلماتها كنشيد دائم للكرامة والعدالة، إذ يقول فيها:
"لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب..."
صارت هذه القصيدة لاحقًا شعارًا للكثير من الحركات التحررية، ورمزًا للرفض والتمسك بالحق.
المرض والغرفة 8في سبتمبر 1979، اكتشف الأطباء إصابته بسرطان الرئة. خضع لسلسلة من العمليات والعلاج الكيماوي، لكن المرض لم يمنعه من الكتابة، حيث أقام لسنواته الأخيرة في "الغرفة رقم 8" بمستشفى الأورام بالقاهرة، وهناك كتب آخر قصائده التي تم جمعها في ديوانه الأخير.
توفي أمل دنقل يوم 21 مايو 1983، عن عمر يناهز 42 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، لكنه اختار في لحظاته الأخيرة أن يواجه الموت بالكرامة.
كانت كلمته الأخيرة: "كل ما أستطيع فعله هو المقاومة".
بعد رحيله، لم تنتهي قصائد دنقل بل استمرت كأنها كُتبت للحاضر والمستقبل، تُتلى أشعاره في الاحتجاجات والمظاهرات، وتُدرّس في المناهج، وتُنشر أعماله الكاملة باستمرار.
كما أُنتجت أفلام وثائقية ومقالات عديدة عن سيرته، أبرزها "ذكريات الغرفة 8".