قبل أن أزور (دارة الشعر العربي) في الفجيرة، تساءلتُ عن سبب تسمية المكان بـ(دارة) وليس بيتًا، ولا دارًا، لماذا هذه التاء المربوطة التي تزين مفردة (دار)؟ وللإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الرجوع لجذور هذه المفردة في قواميس اللغة العربية، وفي هذا السياق نستحضر معلّقة امرئ القيس وقوله:
ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح ولا سيّما يوم بدارة جلجل
و(دارة جُلجُل) بالحمى ويقال بغمر ذي كندة، كما يذكر العالم النحوي أبو يوسف يعقوب بن السكيت (802-858م)، ودارة جلجل هي حادثة تروى عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس حدثت له مع صاحبة يوم «دارة جلجل» في بلاد نجد، وقد قدّم لها شرحا تفصيليا في معلقته:
ويوم عقرت للعذارى مطيتي
فيا عجبا من رحلها المتحمل
فظل العذارى يرتمين بلحمها
وشحم كهداب الدمقس المفتل
فالدارة تعني الأرض الواسعة بين الجبال، أو كل ما يُحيط بالشيء، وهي تُجمع على دارات، الدَّارَةُ: الدّار، والدَّارَةُ ما أَحاطَ بالشيءِ.
فـ(الدارة) تهدف، كما أعلن القائمون عليها، إلى «تعزيز مكانة الشعر العربي، وإبراز عناصر التراث والأدب العربي، والتعريف بها عبر الشعر، ودعم الحركة الشعرية في الدولة، والمنطقة العربية، والعالم، والاحتفاء بالشعر عبر الفنون الأدائية والتعبيرية الأخرى، ودعم وإبراز المواهب الإبداعية الشعرية، وتعليم أساسيات الشعر العربي، وإثراء المكتبة العربية بإصدارات مختصّة بالشعر العربي» هذه الإصدارات جاءت بطباعة أنيقة، تمّت مراجعتها بدقّة من قبل أساتذة متخصّصين،
لتضيف للمكتبة العربية دواوين جديدة لنخبة مختارة من الشعراء العرب، وقد تصدّرتها مقدّمة تعريفيّة بدارة الشعر العربي بالفجيرة، من بين ما جاء فيها، كما قرأت في ديوان (خاتم الياقوت) للشاعرة جمانة الطراونة: «هنا يحضر الشعر؛ وثيقةً للرغبة مشفوعةً بالعزم، وللعشق مُتَّصِلاً بالترحال، وللآمال مغروسة في النفس البشرية تمدّها بوقود الحياة... ففي الشعر طيف من التاريخ الوجداني لأمّتنا، وطيف من فلسفتها،
وأطياف من وجوه بنيها وبناتها على مر العصور، في زمن تتدافع فيه ثقافات مُتباينة، وتَقِفُ فيه هُويَّاتٌ عِدَّة على المحك، وكلّ شيء يمضي على قلق حتى الجغرافيا نفسها؛ كان على اللسان العربي أن يُعيد تَمُوضُعه فينا كمُسْتَند يربطنا إلى هذه الأرض».
إن فكرة دارة الشعر وبيوت الشعر في الوطن العربي من شأنها أن تعزّز مكانة الشعر، وحضوره، في حياتنا الثقافيّة، لاسيّما أّنها تحظى بدعم مؤسساتي، لتعزّز المشهد الشعري العربيّ، كما فعلت مبادرة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بتأسيس بيوت الشعر، وكان أول بيت للشعر قد أفتتح عام 2015م في مدينة المفرق بالأردن، تلته بيوت الشعر في الأقصر، والقيروان ونواكشوط والخرطوم وتطوان،
وهنا لابدّ من أن نذكر جهود الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد في تأسيس أوّل بيت للشعر العربي في تونس عام 1993م ليكون ملتقى للشعراء والأدباء، وقد ذكر في مقال له نشره في موقع (جهة الشعر): «لقد أسّستُ أول بيت شعر عند العرب في عام 1993م ولم يكن أحد في ذلك الحين قد نفّذ الفكرة في أي بلد عربي لتنتشر بعد ذلك في المغرب العربي وفلسطين والإمارات وغيرها من الدول» مشيرا إلى أنه استلهم الفكرة من زيارة قام بها في أواخر السبعينيات لباريس، فوجد سوقا للشعر في إحدى الساحات العامة ذكرته بسوق عكاظ ثم أن «بيت الشعر من الناحية التقنية هو الصدر والعجز وهو أيضا الخيمة وأجزاؤها حين تقسم على اثنين من هنا سمّى الفراهيدي البيت والأوتاد والقوافي على مسمّيات الخيمة، وأجزائها، لذلك كان حريّا بنا نحن العرب أن نؤسّس بيوتا للشعر في العصر الحديث».
كلنا ثقة بأن هذا المرفق الثقافي سيساهم في دعم حضور الشعر في الساحة الثقافية العربية جنبا إلى جنب مع جهود تبذلها مؤسّسات أخرى تسعى إلى خدمة الشعر الذي يظلّ «ديوان العرب أبدا وعنوان الأدب» كما قال أبو فراس الحمداني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشعر العربی دارة الشعر الشعر فی ة الشعر
إقرأ أيضاً:
فوائد الكركديه لجمالك.. سر طبيعي يعزز الكولاجين وينعم الشعر
فوائد الكركديه لجمالك، الكركديه ليس مجرد مشروب صيفي منعش، يساعد على تنظيم ضغط الدم، بل هو كنز طبيعي حقيقي لجمال بشرتك وشعرك.
زهرة الكركديه الحمراء تحتوي على مضادات أكسدة قوية وأحماض طبيعية تجعلها خيار مثالي لروتين العناية بالجمال، سواء من الداخل أو الخارج.
فوائد الكركديه لجمالكإليك أبرز فوائد الكركديه المذهلة بحسب ما نشره موقع هيلثي.
يعزز إنتاج الكولاجين ويؤخر التجاعيدالكركديه يُعرف بلقب البوتوكس الطبيعي، فهو يحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي، ومركبات الفلافونويد التي تحفز إنتاج الكولاجين في الجلد، هذا يعزز مرونة البشرة، ويقلل من الخطوط الدقيقة، ويمنحك بشرة صافية ومشدودة دون الحاجة إلى تدخلات تجميلية.
يوحد لون البشرة ويزيل البقع الداكنةبفضل خصائصه المقشرة والمرطبة في آنٍ واحد، يساعد الكركديه على تجديد خلايا الجلد وإزالة خلايا الجلد الميتة، مما يمنح بشرتك إشراقًا موحدًا ويقلل من التصبغات والبقع الناتجة عن الشمس أو آثار الحبوب.
يرطب البشرة بعمقمستخلص الكركديه غني بالميوسين، وهي مادة طبيعية تساعد على ترطيب البشرة والاحتفاظ برونقها ونعومتها، خاصة في الأجواء الجافة أو بعد التعرض للشمس.
ينعّم الشعر ويمنع تقصفهإذا كنتِ تعانين من شعر باهت أو متقصف، فالكركديه هو الحل الطبيعي لكِ. يمكنك استخدامه كقناع أو شطفة نهائية بعد الغسل، حيث يساعد على تنعيم الشعر، تقوية البصيلات، وتقليل تساقطه. كما يعزز لمعان الشعر ويعطيه مظهرًا صحيًا وكثيفًا.
ينقّي الجسم من السموم فينعكس على بشرتكعند شرب شاي الكركديه بانتظام، فإنه يعمل كمضاد طبيعي للالتهابات، يساعد على تخليص الجسم من السموم، وتحسين الدورة الدموية، ما ينعكس مباشرة على نضارة بشرتك وصحتها.
جربي استخدام ماسك طبيعي من بودرة الكركديه مع الزبادي والعسل مرة كل أسبوع، وستلاحظين نتائج مذهلة وفرق كبير في ملمس بشرتك ومظهرها العام.