صدى البلد:
2025-06-02@13:15:55 GMT

تسبيح يجلب الرزق.. أدركه بـ 20 كلمة قبل الغروب

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

يكثر البحث عن تسبيح يجلب الرزق مؤكد، خاصة مع دخول وقت الظهيرة، ويعد من التسابيح التي تجلب الرزق الذكر والاستغفار وصلة الأرحام والحرص على الصلاة.

تسبيح يجلب الرزق مؤكد

وفي هذا الوقت من اليوم ردد تسبيح يجلب الرزق مؤكد، وهو ذكر إذا قاله المسلم بعد الصلاة زاد الله في رزقه وهو في الحديث الشريف أنه روي عن بن عمر رضى الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءه رجل يسأل أنه قد ضاق رزقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أين أنت من تسبيح الملائكة، فسأله سيدنا عبدالله بن عمر ما هو يا رسول الله تسبيح الملائكة، فقال -صلى الله عليه وسلم- سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، أستغفر الله -مائة مرة بين أذان الفجر والإقامة- فإن هذا يفتح أبواب الرزق.

 سيدنا النبي –صلى الله عليه وسلم- جمع في أحاديثه عن فضل قول: «سبحان الله وبحمده وقول: سبحان الله العظيم بقوله كما جاء في الحديث الصحيح الذي روي عَنْ أَبي هُريرةَ، رضي اللَّه عنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «كَلِمتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلى اللِّسانِ، ثَقيِلَتانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحان اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبحانَ اللَّه العظيمِ متفقٌ عليهِ.

ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت حول التسبيح ما ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَبَّحَ الله فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ الله ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ الله ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ المِائَةِ: لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دبر كلِّ صلاة مكتوبة: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ ‌لَا ‌مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ، وَقَالَ الحَسَنُ: " الجَدُّ: غِنًى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْ كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَبَلُ ذَهَبٍ دَيْنًا، فَدَعَا اللَّهَ بِذَلِكَ لَقَضَاهُ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ فَارِجَ الْهَمِّ، كَاشِفَ الْغَمِّ، مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، ‌رَحْمَانَ ‌الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، أَنْتَ تَرْحَمُنِي، فَارْحَمْنِي بِرَحْمَةٍ تُغْنِينِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ. 

كيف يزيد الله الرزق؟ .. 4 أمور و20 دعوة لا ترد في الليل 9 أذكار يحبها الله .. تفك الكرب وتزيل الهم وتفتح أبواب الرزق تسبيح يجلب الرزق مؤكد

ورد في دعاء الرزق أدعية كثيرة في السنة النبوية المشرفة، ونصح الفقهاء أهمية تقوى الله عز وجل قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وورد رضي الله عنه - أنَّ فقراء المهاجرين أَتَوا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: ذهَب أهل الدُّثُورِ بالدَّرجات العُلى والنعيم المقيم، قال: وما ذاك قالوا: يُصلُّون كما نُصلِّي ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون ولا نتصدَّق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أفلاَ أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبَقَكم وتسبقون به مَن بعدَكُم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلا مَن صنَع مثل ما صنعتم؟، قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: تُسبِّحُونَ وتَحْمدُون وتُكبِّرُونَ دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرَّة، قال أبو صالح: فرجَع فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: سَمِع إخواننا أهل الأموال بما فعَلْنا ففعلوا مثلَه! فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ذلك فضلُ الله يُؤتيه مَن يشاء، وفي رواية لمسلِم قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: مَن سبَّح في دُبَر كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا ثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتِلك تِسعة وتسعون، ثم قال تمامَ المائة: لا إله إلَّا الله وحْدَه لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير - غُفِرت له خطاياه وإنْ كانتْ مثلَ زبد البحر.

ومن دعاء الرزق يستحب أن يقول المسلم يا الله، يا رب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
-اللهم ارزقنا رزقا حلالًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين. حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون. اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه. اللهم إن كان رزقي بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) صلة الرحم ودوام الإحسان إلى الأهل، يبقى موصولًا بالله، فيحصل له الرزق ويُدفع عنه الشر، وتزداد البركات، ويكون له التوفيق في الحياة، وحسن الذكر بعد الممات
حسن التوكل على الله في الرزق يقول -صلى الله عليه وسلم-:لو أنَّكم توكَّلتُم على اللهِ حقَّ توكُّلِه، لَرزَقَكم كما يرزُقُ الطيرَ؛ تَغْدُو خِماصًا، وترُوحُ بِطانًا.

أذكار تجلب لك الرزق

أذكار تجلب لك الرزق شدد على أن النبي –صلى الله عليه وسلم- جمع في أحاديثه عن فضل قول: سبحان الله وبحمده وقول: سبحان الله العظيم بقوله كما جاء في الحديث الصحيح الذي روي عَنْ أَبي هُريرةَ، رضي اللَّه عنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «كَلِمتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلى اللِّسانِ، ثَقيِلَتانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمنِ: سُبْحان اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبحانَ اللَّه العظيمِ متفقٌ عليهِ.

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ
اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ.
اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ والهَرَمِ، والمَأْثَمِ والمَغْرَمِ، ومِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وعَذابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وعَذابِ النَّارِ، ومِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الفَقْرِ
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد واكشف ما بي مِن ضرّ، إنك أرحم الراحمين لا إله إلا أنتَ سبحانك إنّي كنت من الظالمين، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته
ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. 
يا رب أسألك بجلال وجهك أن تحقق لي جميع أمنياتي، يا رب أسألك بجلال وجهك أن ترزقني الرزق الحلال، اللهم أغفر لي كافة الذنوب التي حرمتني من الرزق. 

نصح الفقهاء بتقوى الله عز وجل قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، وورد رضي الله عنه - أنَّ فقراء المهاجرين أَتَوا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: ذهَب أهل الدُّثُورِ بالدَّرجات العُلى والنعيم المقيم، قال: وما ذاك قالوا: يُصلُّون كما نُصلِّي ويصومون كما نصوم، ويتصدَّقون ولا نتصدَّق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أفلاَ أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبَقَكم وتسبقون به مَن بعدَكُم، ولا يكون أحدٌ أفضلَ منكم إلا مَن صنَع مثل ما صنعتم؟، قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: تُسبِّحُونَ وتَحْمدُون وتُكبِّرُونَ دُبُرَ كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين مرَّة، قال أبو صالح: فرجَع فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: سَمِع إخواننا أهل الأموال بما فعَلْنا ففعلوا مثلَه! فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ذلك فضلُ الله يُؤتيه مَن يشاء، وفي رواية لمسلِم قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: مَن سبَّح في دُبَر كلِّ صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا ثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتِلك تِسعة وتسعون، ثم قال تمامَ المائة: لا إله إلَّا الله وحْدَه لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير - غُفِرت له خطاياه وإنْ كانتْ مثلَ زبد البحر.

ومن دعاء الرزق يستحب أن يقول المسلم يا الله، يا رب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
-اللهم ارزقنا رزقا حلالًا طيبًا مباركًا فيه كما تحب وترضى يا رب العالمين. حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون. اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه. اللهم إن كان رزقي بعيدًا فقرّبه، وإن كان قريبًا فيسّره، وإن كان قليلًا فكثّره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) صلة الرحم ودوام الإحسان إلى الأهل، يبقى موصولًا بالله، فيحصل له الرزق ويُدفع عنه الشر، وتزداد البركات، ويكون له التوفيق في الحياة، وحسن الذكر بعد الممات
حسن التوكل على الله في الرزق يقول -صلى الله عليه وسلم-:لو أنَّكم توكَّلتُم على اللهِ حقَّ توكُّلِه، لَرزَقَكم كما يرزُقُ الطيرَ؛ تَغْدُو خِماصًا، وترُوحُ بِطانًا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دعاء الرزق صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل الله ثلاث ا رسول الله على الله ه العظیم قال رسول الله عنه ون کما ن ى الله ع وإن کان د الله الله ث ر الله ا الله الله ی الله ف

إقرأ أيضاً:

نسق الحِجاج القرآني

ثمة نسق حِجاجي مركزي للقرآن، استمدَّ منه -بدرجات متفاوتة- كافَّة المتكلمين والمجادلين عن الدين شتَّى أنساقهم في تقرير العقائد الإسلاميَّة. والقرآن يؤسس لنسقه الحجاجي هذا بلفظة: "قُل" المركزيَّة، التي وردت في التنزيل العزيز ما يَقرُب من 350 مرَّة.

وهو نسقٌ يختلفُ عن أنساق علم الكلام، وإن استمدَّت منه الأخيرة تقريراتها ومُسلَّماتها وأكثر أدواتها. إذ يُحاجج النسق القرآني عما أنزل به الكتاب، وما أرسل به حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بظاهر لفظه وباطن معناه، وتأويله "النهائي" الذي يُصاغ منه حكمه؛ وإن أُخفي بعضه عنا واختص به المولى نفسه. أما علم الكلام، فرغم أنه يستمد جمهرة تقريراته ومُسلّماته وأدواته من القرآن؛ فإنه لا يُحاجج عن هذا الظاهر المتعبَّد به فحسب، وإنما عن بعض ما "استُنبط" من باطن معناه اعتسافا في تأويلات شتى تُحمَل عليها آي الكتاب، ثم يروح يذود عن هذا التأول البشري، لا عن المحكَم الإلهي.

وحين تمد الآلة الكلامية الخط على امتداده؛ فإنها تعتسف استعمال المقررات القرآنية للاستدلال على أنساق عقديَّة نظرية، تمخَّضت عنها تأويلات المتكلم ووضع بنيانها في ذهنه -مستلهما القرآن كما يُفترض به!- وهذا إشكالي مُلبِس؛ لأن المتكلم يبني النسق أولا بناء على تصوره، ثم قد يعتسف استعمال النصوص في الاستدلال عليه. ولو أنه لم يَبنِ شيئا في الاعتقاد يَستَدِلُّ عليه، وقصر الاستدلال بالقرآن على ظاهر ما قرَّره التنزيل نفسه، وتوقَّف فيما وراء ذلك؛ لانتفى علم الكلام كله. فإن الحركة السوسيومعرفيَّة انطلاقا من قلب النسق القرآني نفسه وانسجاما مع أغراضه، شيء آخر غير الحركة الآتية من خارجه مُحاوِلَة الاستدلال على ما قد يجد المتكلم في نفسه بأثر السجال مع أنساق غيره من الإسلاميين أو من الكفار!

حين تمد الآلة الكلامية الخط على امتداده؛ فإنها تعتسف استعمال المقررات القرآنية للاستدلال على أنساق عقديَّة نظرية، تمخَّضت عنها تأويلات المتكلم ووضع بنيانها في ذهنه -مستلهما القرآن كما يُفترض به!- وهذا إشكالي مُلبِس؛ لأن المتكلم يبني النسق أولا بناء على تصوره، ثم قد يعتسف استعمال النصوص في الاستدلال عليه
وقد ولَّد نسق الحجاج القرآني هذا موقفين مُتناقضين بين علماء الإسلام على طول التاريخ؛ فإن منهم من اصطفَّ مؤيدا لعلم الكلام يحدوه إدراكه لهذا "العلم" بوصفه اطرادا لنسق الحجاج القرآني، الذي استُدِلَّ به على جواز استعمال الآلة والاطراد معها، ومنهم من نبذه وكرهه وأهدره لكثرة ما يعتري جمهرة أنساقه من تكلُّف ولغو، وخروج على نسق الحجاج القرآني وغاياته ومقاصده؛ وهؤلاء وجدوا في القرآن وحجَّته الكفاية لكل سائل.

إن أزمة علم الكلام -أو الحجاج البشري عموما- هي الإغراق السجالي في التأول، والتكلُّف فيه إثباتا ونفيا لتصورات عقدية نظرية غالبا لم يُصرح بها التنزيل العزيز -من قرآن وسنة- وإنما استنبطها المتكلم اعتسافا في كثيرٍ من الأحيان، ما أدى لبناء نماذج/ أنساق نظرية تخرج -بما تحويه من بقايا الأنساق التي تُخاصمها وتساجلها- خروجا شبه كامل على نسق الحجاج القرآني في كل ما اختطه هذا النسق الإلهي.

أنماط الحِجاج القرآني

وإذا كان مفتاح النسق الحجاجي القرآني وقلبه هو استفتاح القرآن الكريم كلامه بـ"قُل"، فإن مفتاح إدراك طبيعة استعمال هذه اللفظة هو تكرارها أربعا وأربعين مرَّة في سفر الحجاج الأعظم، والفصل العقدي الأشمل: سورة الأنعام الزكيَّة؛ أكثر السور التي وردت فيها هذه اللفظة المفتاحيَّة.

إذ يُلقن رب العزة حضرة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيها ما يُحاجج به قومه، أو ما يُحاجج به المؤمنين، أو حتى ما يُحاجج به نفسه الشريفة من ذكر ودعاء وإخبات في المواقف المختلفة، وهي الأنماط الثلاثة الأهم -على الإطلاق- للحجاج القرآني. ففي كل مرة تُتلى "قُل" في القرآن تقريرا لحقيقة كونيَّة/ عقديَّة أصيلة من الحقائق الكبرى التي تنزَّلت على الأنبياء كافَّة، وآمن بها المسلمون من لدن آدم -عليه السلام- كان في ذلك تقريرا لما يجب أن يُحاجج به حضرة النبي المجادلين والمنكرين من المشركين والكفار؛ تنبيها لهم إلى الحقائق الكبرى التي تُعيدهم إلى الله، وإقامة للحجة عليهم؛ ففيها تقرير إلهي أُمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإبلاغه صراحة كما هو، لأن الكافر لا يسعه التفلُّت من هذه الحجة الداحضة إلا بهوى. فجُعِلَت هذه المواطن عصب تأسيس "الدرس الكلامي" في سجال الإسلام مع الكفار. ثم نجد الشطر الثاني أو النمط الثاني هو ما يحتج به حضرة من لا ينطق عن الهوى على من اتبعه؛ ترسيخا لاعتقاد المسلمين، أو تقريرا لتشريع إلهي أو ناموس كوني مُنبثق من الحقائق العقديَّة أو الكونية الكبرى، بيد أن نفوس أهل الصدر الأول قد تكون غافلة عن اتصالهما لقُرب عهد بالجاهليَّة؛ فينزل القرآن مُنبها وموجها ومصوبا أحيانا في تلقين مباشر لحضرة سيدنا النبي، يُمثِّل استفتاحا للدرس الكلامي "الإسلامي-الإسلامي".

أما النمط الثالث فهو ما يحتج به القرآن على بشريته صلى الله عليه وآله وسلم -بوصفه نبيّا يوحى إليه- تعليما له وتربية لأمته. ويغلِب أن يكون دعاء أو ابتهالا يُحاجج به حضرته ما بقي من بشريته في نفسه الشريفة المطهَّرة؛ ليستكمل سوقها إلى الله بالقول والعمل، باللسان والجنان، بالقلب وبالجوارح؛ وهي لعمري أعظم هذه التقريرات الإلهيَّة أثرا في نفس أهل الطريق العارفين، لكونها تنزَّلت ابتداء تثبيتا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهداية له إلى القول الواجب لزومه؛ إذ عنه تنبثق حركة الجوارح النبويَّة الشريفة المقرَّرة في علم الله تعالى.

بيد أن ذروة هذا النسق "الحجاجي" لم ترِد في سورة الأنعام، ولا حتى في غيرها من القرآن المكي؛ وإنما تنزَّلت نفيا لحوله وقوته صلى الله عليه وآله وسلم وتسليما منه -وممن آمن به- في سورة مدنيَّة "حركيَّة" من آخر ما تنزَّل من القرآن تمكينا لشرع الله في المجتمع المدني المسلم! ففي الآية رقم 154 من سورة آل عمران؛ يُقرر القرآن ردّا على من "يظنون بالله غير الحق ظنَّ الجاهلية" حين يتساءلون: "هل لنا من الأمر شيء؟"؛ فيُجيب القرآن نافيا مُطلق الحول والقوة: "قُل إنَّ الأمرَ كله لله"، وكان قبلها قد نفى عنه صلى الله عليه وآله وسلم ذلك في السورة نفسها (اﻵية رقم 128): "ليس لك من الأمر شيء". فكأن سلامة الاحتجاج بالنسق القرآني هي نفي الحول والقوة البشرية، وإسقاط التدبير عن النفس، بل ونفي كل شيء من "الإرادة" في هذا الباب؛ نفي كل شيء عدا شهود الله مُدبرا وشهوده رقيبا، قبل شهوده مالكا ليوم الدين. وهذا لعمري مَعلَمٌ عظيم.

مؤشرات ابتعاد النسق عن القرآن الكريم

فإذا كان نسق الحجاج القرآني يبلغ ذروته بنفي كل حول وقوة عن البشر، وأولهم حضرة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن الأنساق الكلامية البشريَّة تُجاهد عبثا لإثبات هذا الحول والطول بالمقدرة التأويلية، كأن هذه الأنساق تنفصل أحيانا وتكتسب حياة مستقلة لا تعود فيها مستمدة من القرآن ولا عاكسة لتصوراته. ولعل العُجمة أعظم أسباب تفاقُم هذه الحال، وأهم مؤشرات ابتعاد النسق عن القرآن. إذ كلما اطردت العجمة، وارتفع مدها؛ ابتعدت الأنساق الكلامية عن ظاهر القرآن وبيانه المعجز، ولجأت إلى التأول لسد ثغرات الاستعجام بكلام بشري ركيك خفيف؛ يعكس بوضوح تشوه الأنساق الكلامية. فكان ثاني أسباب ابتعاد النسق عن القرآن ومؤشراته هو الإفراط في التأول. كأن التوقُّف مسبَّة، رغم أنه تأدُّب مع رب العزة خصوصا في المواطن التي لم يُفصل فيها القرآن واكتفى بالإشارة.

كلما زاد الغلو -بازدياد التأول- المُبعِد عن القرآن قَصُر عُمر النسق وتسارعت مراحل حياته حتى كأنه يحث المسير إلى موت عنيف، وكلما خفَّ غلوه بلزومه القرآن في كل ما يُمكنه؛ طال عمَّر النسق فكأنه تبلور لحياة طويلة تطول ببركة التصاقه بالكتاب الكريم
ويبدو لنا أنه كلما ذابت الفروق الأعجمية بين القرآن والسياقات السوسيومعرفية، المولِّدة للأنساق الكلاميَّة؛ قلَّ التأول المعتسف، واقتربت الأنساق الكلامية من النسق القرآني، امتثالا لأمر ربنا سبحانه مُخاطبا حضرة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم (سورة الأنبياء؛ اﻵية رقم 45): "قل إنما أنذركم بالوحي"؛ بالوحي وحده دون سواه. وأمر حضرته بالتزام النسق القرآني وحده أمرٌ مُلزِمٌ لأمَّته -التي تتأسَّى به- من بعده. وربما صار بوسعنا أن نستقي من هذا أن النص الكلامي/ الفكري الذي يطول عمره، ويُنتفع به انتفاعا حقيقيّا؛ يُجسد نسقا اقترب به صاحبه من نسق الحجاج القرآني، وتحرك في ظلاله فلم يخرج عن مراده.

وهذا ينسحب أول ما ينسحب على المذاهب الكلامية الكُبرى؛ إذ كلما زاد الغلو -بازدياد التأول- المُبعِد عن القرآن قَصُر عُمر النسق وتسارعت مراحل حياته حتى كأنه يحث المسير إلى موت عنيف، وكلما خفَّ غلوه بلزومه القرآن في كل ما يُمكنه؛ طال عمَّر النسق فكأنه تبلور لحياة طويلة تطول ببركة التصاقه بالكتاب الكريم. والغلو لا يعني بالضرورة كثافة النسق؛ فقد يكون النسق كثيفا حافلا بالتصورات والمشاعر التي لا تخرج به من دائرة القرآن، وإنما الغالب أن يكون الغلو ذاته خفَّة وتسطيحا وتجويفا، ولو بدا للجاهل غير ذلك.

أما ثالث هذه المؤشرات فهي تحول النسق تدريجيّا إلى حجاب للقرآن، يحجب صاحبه ومُعتنقه والموغل فيه عن الوحي، بل قد تنتقل إليه "قداسة" القرآن وعصمته في روع الدراويش؛ فيتلهَّوا به عن الوحي ليُحجبوا عنه والعياذ بالله، "وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا".

هذا النسق الكلامي المنبوذ -بمفارقته للقرآن- ربما يكون هو ما دفع سيد قطب رحمه الله تعالى إلى إهدار "مُنتج" علم الكلام ومدونته وثماره، رغم أنه هو نفسه كان -في الغالب الأعم!- تجسيدا للاعتقاد الأشعري، كما كان نتاجه تعبيرا عن نسقٍ كلامي جديد، وإن أفنى عمره مجاهدا في صياغته بالقرآن ووصله بغاياته. بل إنه تجاوز نفسه في ذلك أحيانا كثيرة، وسعى لالتزام نسق الحِجاج القرآني؛ فتجده يرص الآيات تباعا بأقل قدر من التعليق -ولا أقول التأويل- لأنها تُعبِّر بذاتها عن كل ما تُعبِّد به المسلم ولا حاجة له بمزيد بيان. بل إنه يتفانى في ذلك مؤكدا -في غير موطن- أنه يود لو رص الآيات دون تعليق مطلقا؛ إذ وجد فيها "مجردة" كل إجابة. بيد أنه يضطر إلى التعليق أحيانا خشية ألا يُبصر قارئه ما أبصره هو بنور الله تعالى؛ فيُقدِّم للقارئ بما يعرف من الكلام، آخذا بيده إلى ما قرره القرآن. وكم من مرة تجده قد توقَّف، وتود أنتَ لو يُطيل ويُسهب، لكنك تُدرك بعدها أنه كان يُجاهد نفسه للزوم حدود النسق القرآني؛ فيَمُنُّ الله سبحانه وتعالى عليه بالتوفيق، وهو بعباده أعلم.

x.com/abouzekryEG
facebook.com/abouzekry

مقالات مشابهة

  • دعاء للصائمين اليوم.. 15 كلمة تخرجك من أشد الضيق لأوسع الرزق
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • للرزق الواسع في ذي الحجة.. 5 أدعية تفتح لك الخير
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • هل فضل العشر من ذي الحجة في النهار فقط ؟
  • كلمتان تَمَسَّك بهما في العشر من ذي الحجة لتتعرض لنفحات الله
  • شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
  • دعاء العشر الأول من ذي الحجة للرزق .. ردده في هذه الأيام المباركة
  • دعاء الرسول لسعة الرزق.. ردده يوميا تُفتح لك أبواب السماء
  • نسق الحِجاج القرآني