دار الإفتاء تحسم الجدل حول صلاة الفجر والسنة القبلية
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تلقت دار الإفتاء سؤالًا من أحد المتابعين يستفسر فيه عن توقيت أداء سنة صلاة الصبح وماهية هذه الصلاة.
وردًا على هذا السؤال، أوضح الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن سنة الصبح تُعتبر كسنة الفجر، حيث تُصلى قبل صلاة الصبح وتكون ركعتين.
وأشار خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء على موقع "فيس بوك"، إلى أنه من الأفضل الالتزام بالترتيب، بحيث يتم أداء السنة القبلية قبل صلاة الصبح.
كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر
وفي السياق ذاته، تحدث الدكتور عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى بدار الإفتاء، حول كيفية أداء صلاة الصبح لمن فاتته صلاة الفجر واستيقظ متأخرًا.
حيث بيّن أن من فاته الفجر يُصلي الصبح بالطريقة ذاتها، فيتوضأ أولًا، ثم يؤدي ركعتي السنة القبلية لصلاة الفجر، يليها ركعتي الفرض لصلاة الصبح، متمثلًا بذلك بسنة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.
ولفت عثمان إلى أن البعض يكتفي بأداء ركعتي الفرض فقط دون السنة القبلية، موضحًا أن هذا جائز، وإن كان الأفضل أداء السنة القبلية لنيل الثواب الأكبر، حيث تُعد النافلة وسيلة لمحو الذنوب.
وعن صلاة الفجر، أوضح الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الأصل فيها أن تكون ركعتين فقط.
وذكر أن من يحرص على أداء السنة يحرص على الخير ويحظى بفضل كبير.
وأكد أن من أدى الفريضة فقط تُعد صلاته صحيحة ولا حرج فيها، لكن الالتزام بالسنن يعزز من ثواب الصلاة ويزيد من البركة.
هل يجوز صلاة الفجر مقدمًا بسبب ظروف السفر
أما عن السؤال المتعلق بإمكانية أداء صلاة الفجر مقدمًا بسبب ظروف السفر، فقد أجاب الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأنه لا يجوز أداء صلاة الفجر قبل وقتها في أي حال، موضحًا أن تقديم الصلاة يُسمح به فقط في الحالات التي يُسمح فيها بالجمع، مثل الجمع بين الظهر والعصر أو المغرب والعشاء.
واستدل على ذلك بما رواه الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن فضل أداء الصلاة على وقتها.
وفي سؤال آخر، ورد لدار الإفتاء حول إمكانية أداء صلاة بعد الفجر أثناء الجلوس، أجاب الدكتور أحمد وسام بأن هذا غير جائز، حيث أن الفترة بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس يُفضل تخصيصها للقراءة والذكر، وتُكره فيها النوافل المطلقة بالصلاة حتى مرور 20 دقيقة تقريبًا بعد الشروق.
ما الصحيح ..قول نويت أصلي الصبح أم الفجر
وأخيرًا، تلقت دار الإفتاء سؤالًا بشأن نية الصلاة لصلاة الفجر، عما إذا كان يفضل القول "نويت صلاة الفجر" أم "نويت صلاة الصبح".
وقد أجاب أحمد وسام بأن كلا اللفظين صحيحان، نظرًا لأن هذه الصلاة تُعرف لدى البعض بصلاة الفجر، ولدى آخرين بصلاة الصبح، وكلا التسميتين مقبولتين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء صلاة الصبح سنة الفجر السنة القبلية أمين الفتوى بدار الإفتاء سنة صلاة الصبح الفتوى بدار الإفتاء دار الإفتاء صلاة الصبح صلاة الفجر أداء صلاة
إقرأ أيضاً:
هل يقبل قيام الليل قبل الفجر بـ 5 دقائق؟
هل يقبل صلاة قيام الليل قبل الفجر بدقائق؟ سؤال أجاب عنه الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأجاب "ممدوح"، قائلًا إن من صلى قيام الليل قبل الفجر بوقت قصير فهذا يعتبر من قيام الليل، مادام وقت الفجر لم يدخل.
وأضاف أن صلاة قيام الليل تكون فى الثلث الأخير من الليل، ومن صلى قيام الليل قبل الفجر فلا حرج لأن الليل يكون مستمر بذلك حتى وقت دخول الفجر، والعبرة ليست بالأذان ولكن بدخول وقت الفجر، فالأذان هو منبه أن وقت الفجر قد دخل.
صلاة قيام الليل قبل أذان الفجر بعشر دقائق، فعن حكمها قال الدكتور عمرو الورداني مدير إدارة التدريب أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه في حال قام الشخص بأداء صلاة قيام الليل قبل أذان الفجر بعشر دقائق، فإنه يكون بذلك قد صلى قيام الليل أي أن من صلى صلاة قيام الليل قبل أن يؤذن المؤذن لصلاة الفجر بعشر دقائق يُعد من قيام الليل أي صلاة قيام الليل صحيحة، وذلك لأن الليل ينتهي بخروج الفجر.
صلاة قيام الليل قبل أذان الفجر بدقائق وحكمها، قال الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن من قام بأداء صلاة قيام الليل قبل الفجر بربع صلاة ساعة أو بوقت قصير فهذا يعتبر من قيام الليل طالما أن وقت الفجر لم يدخل، منوهًا بأن صلاة قيام الليل تكون فى الثلث الأخير من الليل، ومن أدى صلاة قيام الليل قبل الفجر فلا حرج عليه، لأن الليل يكون مستمر بذلك حتى وقت دخول الفجر، والعبرة ليست بالأذان ولكن بدخول وقت الفجر، فالأذان هو منبه أن وقت الفجر قد دخل.
عدد ركعات صلاة قيام الليل
عدد ركعات صلاة قيام الليل ليسَ لصلاةِ قيام الليل عددٌ مخصوصٌ من الرَّكعات؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم في كل ركعتين»، وعن عدد ركعات صلاة قيام الليل فالأفضل أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة؛ أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا فعل النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة».
عدد ركعات صلاة قيام الليل ففيها قد اختلف الفُقَهاء في الأكثر من عدد ركعاتها، فقال الحَنَفيّة: أكثرُها ثماني ركعات، وقال المالكيّة: أكثرُها اثنتا عشرة ركعة، وقال الشَّافعيَة: لا حصرَ لعدد رَكَعاتها، وذلك لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «الصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرْ».
أسرار قيام الليل
وقد علم العارفون أنَّ قيامَ الليل مدرسةُ المخلصين، ومضمارُ السابقين، وأنّ الله تعالى إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنَّيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظ من قيام الليل.
والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره".
وقال: "ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن، والروح، والقلب".
ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس، وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء، والتسميع، والعجب، وهم أشدّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله تعالى، والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.
ولا بد من تذكرة أخيرة، وهي أنه "صلى الله عليه وسلم" لم يترك هذه السُّنَّة قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، وهي سُنَّة قيام الليل، حيث روى أبوداود - وقال الألباني - صحيح: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا".
وكان ينصح أصحابه بالحفاظ عليه، وعدم التذبذب في أدائه، حيث روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».
وتتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وإلى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوا هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاع، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ».