د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأمن والأمان المصري.. سياج الحماية ودعائم الاستقرار
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
إن منعة الدولة ضد ما قد يواجهها في الداخل والخارج، واستطاعتها وتمكنها من حماية مواطنيها، وصون مقدراتها ورعاية مصالحها الحيوية، يُعد من مهام الأمن المصري الذي يبذل الجهود المتواصلة والمضنية على مدار الساعة؛ ليشعر المواطن بالأمان والاستقرار، ويصبح مطمئنًا؛ فيقدر أن يؤدي ما عليه من مهام وتكليفات حياتية، أو عملية، أو علمية.
والدولة المصرية تمتلك من مقومات الأمن والأمان ما يُمكن مؤسساتها والعاملين بها من تحقيق أهداف التنمية التي حددتها في استراتيجيتها ورؤيتها الطموحة؛ فلديها مجالات باتت تحقق نتاجًا يتسم بالريادة ويحقق التنافسية، ومن ثم شغلت مراتب وتصنيفات متقدمة على المستوى السياسي، والعسكري، والأمني، والاجتماعي، والاقتصادي، والبيئي، والمعلوماتي؛ فأصبحت المكون الأيديولوجي متفردًا، ولا نغالي إذا ما قلنا إنه نموذجًا يقتدى به في الساحة الدولية.
لقد تزامن سعي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع توجيهات توطين ماهية الأمن والأمان بالدولة؛ فبذلت الجهود التنموية في كافة المجالات، وفي ذات الوقت عزز الأمان بين جموع الشعب؛ ليحدث الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وأضحت الدولة تفرض سيادتها على كافة ربوعها برًا، وبحرًا، وجوًا، وفضاءً، بما حفظ أمنها وأمانها وفرض مكانتها المؤثرة في المنطقة بأكملها، وساعد هذا في توفير مقومات النهضة على الأرض المصرية التي نراها بعين اليقين في إنجازات يصعب حصرها.
ونعي أن المؤسسات الأمنية تعد سياج الحماية في دول العالم بأسره؛ فلا أمن ولا أمان ولا تنمية ولا استقرار ولا نجاح في العلاقات في صورها المختلفة بعيدًا عن تحقيق غايات الأمن الوطني للدولة؛ برغم ما قد تمتلكه من مقومات مادية، أو ثروات بشرية، أو موقع استراتيجي، أو حتى قوة عسكرية مدمرة؛ لأن الأمن يعمل بشكلٍ متوازٍ على تأمين كيان الدولة بصورة منظمة ومتسقة تحقق السياج الأمني ضد المخاطر والتهديدات وتأمين المصالح، وهو ما يساعد في إيجاد المناخ الداعم للتنمية الاقتصادية، ومن ثم يحقق الرضا المجتمعي واستقراره المنشود.
وقد ساهمت المؤسسة الأمنية على إعادة الثقة لدينا؛ حيث دحر الفتن من خلال العمل المتواصل بكل طاقة وجهد من أجل تدمير الاستراتيجيات والطرائق والأساليب التي تقوم على الشائعات المغرضة؛ كي تحدث فوضى تنتج عن تأجيج النفوس التي تفتقد للوعي الرشيد، ومن ثم يصبح النزاع والتناحر والاقتتال الأهلي يسيطر على المشهد الداخلي للبلاد؛ فقد رصد القائمين على المنظومة الأمنية مخطط تقسيم المجتمع لفئات وجماعات وشيع يحمل كل منها أجندة ممولة لها ملامح من يقوم بتمويلها من الخارج.
ودون مواربة هناك انسجام تام بين الشعب ومؤسسات الدولة الوطنية من أجل تحقيق التنمية التي يصعب منالها بعيدًا عن أمن وأمان يحدثان الاستقرار، ومن ثم صار الأمن الوطني قضية مشتركة بين شعب يمتلك الوعي والعزيمة والرغبة في النهضة ومؤسسات الدولة وقيادتها المخلصة؛ ليستطيع الوطن أن يستكمل إنجازاته ويحقق جودة الحياة المأمولة لشعب عظيم واعي.
وتغيرات المشهد العالمي الذي بات يعاني من استبدال للنسق القيمي ساعد في حدة الصراع وتنوع آلياته، وفي ضوء توجيهات سيادة الرئيس كان لزامًا على مؤسسات الدولة أن تنتهج استراتيجيات تعضد القيم المجتمعية المصرية الأصلية؛ لنضمن حالة من التماسك والترابط والتضافر والتلاحم أثناء مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر والأزمات وجميع صور المساعي التي تستهدف النيل من الأمة المصرية على وجه الخصوص.
ونوقن أن الدولة المصرية وقيادتها السياسية الرشيدة ومؤسساتها الوطنية وأمنها الوطني وشعبها صاحب التاريخ والعزة والمواقف النبيلة بصورة جماعية سيواصلون مسيرة التنمية الحقيقية على الأرض عبر مشروعات قومية كبرى لها مراحل ممتدة، تراعي التطور والنمو المجتمعي اعتمادًا على رؤية استشرافية للمستقبل الواعد الذي يحمل في طياته الخير الوفير، ولن يثنيها عن ذلك تحدي أو مشكل، ولن يستطيع المغرضون أن يضعفوا العزيمة والإرادة المصرية التي لا تلين ولا تفتر؛ فنحن بمشيئة الله تعالى وفضله وكرمه ماضون تجاه نهضة مستحقة تحت راية ولواء قيادتنا الحكيمة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ومن ثم
إقرأ أيضاً:
القرعان يكتب: نعم مخرجنا ثورة بيضاء يقودها ولي العهد
صراحة نيوز ـ كتب ماجد القرعان
استوقفني مقال للزميل احمد الوكيل ناشر موقع زاد الأردن يدعو فيه إلى ثورة بيضاء بقيادة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله.
واقول للزميل الوكيل سلم قلمك وبوحك فقد وصفت افضل دواء لداء تراكمات ادارة شؤون الدولة بالفزعة من قبل العديد من الحكومات المتعاقبة ومعها الحكومة الحالية بالرغم من التفاؤل الذي رافق تشكيلها برئاسة الدكتور جعفر حسان الذي تؤكد سيرته ومسيرته بأنه صاحب رؤى وطنية ويحمل أفكارا ريادية ومشهود له بان يده لا ترتجف عند اتخاذ القرار وقد يكون من الرؤساء الندرة الذي وضع نصب عينيه تنفيذ مضامين كتاب التكليف الملكي لهذه الحكومة … لكن يبدو الرياح تجري بما لا تشتهي السفن .
بطبعي احرص دائما بالنظر إلى النصف الممتلئ من الكأس وهو ما يمثل انجازات الأولين التي نتغنى بها وكانت ركيزة بناء الدولة الأردنية وولوجها المئوية الأولى من عمرها لكنني وفي الوقت نفسه لا استطيع كما غيري من ابناء الوطن تجاهل النظر الى النصف الفارغ من الكأس رغبة في تحقيق المزيد من النمو والتطور لكن هيهات ان يتحقق ذلك وبيننا فئة همهم مصالحهم يعيثون فسادا دون ادنى اعتبار لذهنيتنا ومداركنا لتحقيق مآربهم على حساب الصالح العام للدولة معتقدين انه من السهل رضوخنا واستسلامنا وبالتالي فنحن بالفعل بحاجة الى ثورة بيضاء لتصويب المسيرة قبل فوات الأوان .
أقولها بصريح العبارة كان الله في عون سيد البلاد جلالة الملك حفظه الله ورعاه الذي عبر مرارا وتكرارا عن الواقع المؤلم عبر العديد من الرسائل خلال لقاءه المسؤولين والمواطنين على حد سواء ( الوزير والمسؤول الذي ليس على مستوى يروح ) مشددا باستمرار الى انه الى جانب شعبه ومستقبلهم .
جلالته يتولى ادارة العديد من الملفات الثقيلة والمسؤوليات وقد سعى مرارا الى تنوير المسؤولين على أمل ان يتحملوا مسؤولياتهم وابرزها الأوراق النقاشية لجلالته والتي لم تأخذ حقها من قبل صناع القرارات والمخططين لكن ثبت ان ( سمعان ) لدى الحكومات المتعاقبة منذ نشر هذه الأوراق وحتى اليوم ما زال غائبا ( مش هون ) .
ومع تقديري لأهمية الإنطلاقة الميدانية لرئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان لتلمس احيتاجات المواطنيين والتي باشرها منذ لحظة تحمله المسؤولية اتسائل وغيري ما جدوى ذلك ان لم يقتدي به اعضاء الفريق الوزاري ( عملا وليس استعراضا ) وهو أمر غير خافي علينا فقد انهكتنا جولات العديد منهم لا بل اصبح شغلهم الشاغل الإستعراض والشو عبر زيارات مرتبة لا نلمس نتائج لها ولا يتعدى هدفها جمع اللايكات .
قلتها سابقا واكررها هنا ان المسؤول الذي يحمل اجندة ويدون الملاحظات خلال جولاته الميدانية سيرسخ في ذهنه معاناة الناس ما يُمكنه لاحقا من اتخاذ القرار المناسب لتخفيف تلك المعاناة او معالجتها وهي الميزة التي انفرد بها فقط رئيس الحكومة ولمسنا في كثير من الإحيان نتائج على ارض الواقع .
والحديث في هذا الشأن يطول ويطول ويطول حيال اشكال واسباب ما نعانيه ومن غير الممكن ان نخرج من معاناتنا دون ثورة بيضاء فاعلة يقودها شخصية تؤمن بضرورة الإصلاح المبني على العدالة ومحاربة الشللية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
ومن هنا اضم صوتي الى ما قاله الزميل احمد الوكيل في مقالته ليس ثمة قائد أنسب لقيادة هذه المرحلة من سمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد الأمين لما يتمتع به من حضور شعبي وتفاعل حي مع القضايا الوطنية واطلاع واسع على التحديات التي تواجه الدولة واستعداده الدائم للتواصل المباشر مع الناس فالثورة البيضاء ليست مشروع شخص بل مشروع دولة لكنها بحاجة إلى راية يحملها صاحب رؤية يُحسن الإصغاء ويملك الشجاعة للتغيير وهذه المواصفات تتجسد في شخصية سموه وقد عهدنا فيه امتيازات القيادة وقناعته بدور الشباب الواعي والمبادر وإيمانه بقدرتهم على تحمل مسؤوليات البناء والتطور .