نستكمل حديثنا اليوم عزيزى القارئ مع ارتفاع وتيرة الصراع في السودان ارتفاعاً كبيراً خلال الأسابيع الأخيرة، حيث بلغ العنف أعلى مستوى له منذ اندلاع القتال منتصف أبريل ٢٠٢٣، ولقد جاء إعلان قائد قوات “الدعم السريع”، عن اللجوء إلى ما أسماه بالخطة (B) وتعبئة قواته، فى وقت يشهد فيه السودان تصاعدًا ملحوظًا فى أعمال العنف والاشتباكات بين الأطراف المتنازعة، هذا التصعيد يأتى بالتزامن مع بدء الجيش هجومه البرى والجوى الذى استمر أكثر من أربعة أسابيع، ما يزيد من حدة التوتر فى البلاد، ومع إعلان الخطة (B)، شهدت الساحة السياسية والقبلية فى السودان تصاعدًا فى الاستقطاب والتوتر، حيث يتوقع الكثيرون أن تحمل هذه الخطة مفاجآت قد تؤثر على مجريات الأحداث، وقد بدأت قوات الدعم السريع بالفعل فى اتخاذ إجراءات احترازية، مثل حظر تصدير السلع الاستراتيجية من دارفور إلى المناطق التى يسيطر عليها الجيش فى الشمال.

تثير هذه التطورات عزيزى القارئ تساؤلات عديدة تدور حول إمكانية اندلاع حرب شاملة فى السودان، حيث يبدو أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التعقيد والتوتر فى ظل هذه الظروف، يبقى المشهد السياسى والعسكرى فى البلاد متوترًا، ما يضع الجميع فى حالة ترقب لما قد تسفر عنه الأيام المقبلة، ولقد تجلت أولى مؤشرات التهديد بحرب شاملة من خلال خطوة تصعيدية غير متوقعة، حيث منعت قوات الدعم السريع مرور ١٢ نوعًا من السلع والمعادن الإستراتيجية، بما فيها الذهب والصمغ وسلع أخرى، من إقليم دارفور إلى مناطق الجيش، وحدد القرار الذى أصدره المجلس الاستشارى لقوات الدعم السريع السلع التى يمنع تداولها، وتشمل الذهب والصمغ العربى بمختلف أنواعه وزيوت الطعام والسمسم والدخن والذرة الرفيعة والكركدى والويكة (البامية المجففة) والتمباك (مضغة للكيف)، بالإضافة إلى جميع أنواع المواشى مثل الأبقار والماعز والضأن، كما هدد القرار المخالفين باتخاذ عقوبات شديدة تصل إلى حجز السلع المصادرة لمصلحة قوات الدعم السريع، تمثل الخطة (B) مرحلة جديدة من التصعيد المتزايد بين الطرفين، خصوصاً فى ظل تراجع دعوات السلام والاهتمام بالتفاوض، بالإضافة إلى فشل المبادرات الإقليمية والدولية.

الملاحظ هنا عزيزى القارئ أن الأنظار الدولية قد توجهت نحو الأحداث فى غزة ولبنان، ما جعل السودان يواجه مصيره المقلق مع تصاعد الحرب واستخدام كل طرف لأقصى ما لديه من أدوات عسكرية وغيرها من أجل تحقيق الانتصار، وما قد يترتب على ذلك من أزمات فى الإقليم والبلاد، وتسعى قوات الدعم السريع من خلال الخطة (B) إلى الهجوم فى جميع الاتجاهات، وأولها فتح جبهات جديدة وكبيرة للوصول بأى وسيلة إلى المدن الشمالية والشرقية التى لا تزال آمنة حتى الآن، من خلال التركيز على عمليات التسلل والطائرات المسيرة، وتركز قوات الدعم السريع جهودها على تسريب الأسلحة والمقاتلين إلى ولايات الشمال والشرق، من الممكن أن يخطط الدعم السريع لحرب شاملة على طريقة «علىّ وعلى أعدائى»، مستفيدًا من جميع أدواته ومواقعه التى اكتسبها فى ولايات الوسط ودارفور، ويسعى إلى التحكم والضغط اقتصاديًا واجتماعيًا لتحقيق أهدافه العسكرية، مثل فرض قيود على حركة السلع والضغط على القيادات المحلية فى ولايات دارفور التى تحت سيطرته لتجنيد مزيد من شباب قبائلها فى صفوفهم، ما ينذر بتصعيد مجتمعى نتيجة تزايد التجييش القبلى والإثنى الذى أصبحت الخطة واضحة فى تبنيها، وللحديث بقية

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية السودان مصر الصراع في السودان الأسابيع الأخيرة قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

عشرات القتلى في قصف لمسيرات الدعم السريع على مراكز إيواء بالفاشر

دعت التنسيقية المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لحماية المدنيين ووقف القصف المتواصل، مؤكدةً أنّ “صمت العالم يشجع على استمرار الجرائم”..

التغيير: الخرطوم

قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إنّ مسيّرات تابعة لقوات الدعم السريع نفّذت، يومي الجمعة والسبت، هجمات على مركز إيواء دار الأرقم وجامعة أم درمان الإسلامية بمدينة الفاشر، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء وكبار سن، واحتراق عدد من الضحايا داخل كرفانات الإيواء.

وأكدت التنسيقية في بيان السبت أن “القصف استهدف المدنيين العزّل بشكل مباشر، وتسبّب في انهيار مبانٍ واحتجاز جثث تحت الأنقاض”.

وأشارت إلى أنّ “الهجوم جرى بمسيّرات استراتيجية وبأسلوب انتقامي متعمّد من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى داخل الأحياء السكنية نتيجة التدوين والقصف الجوي المتكرر”.

وأضاف البيان أنّ الوضع في المدينة “فاق حدّ الكارثة الإنسانية، وبات أقرب إلى الإبادة الجماعية”، مشيرًا إلى أنّ سكان الفاشر “يموتون يوميًا إما بالقصف أو الجوع أو المرض”، وأن المدينة “تفقد أكثر من ثلاثين روحًا بريئة يوميًا”.

ودعت التنسيقية المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لحماية المدنيين ووقف القصف المتواصل، مؤكدةً أنّ “صمت العالم يشجع على استمرار الجرائم”.

وتحاصر قوات الدعم السريع عاصمة ولاية شمال دارفور، مدينة الفاشر، منذ مايو 2024، ما تسبب في تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وتفاقم معاناة السكان المدنيين في ظل استمرار القتال داخل الأحياء السكنية.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في دمار واسع ونزوح الملايين، وتحوّلت مدينة الفاشر –عاصمة شمال دارفور– إلى ساحة قتال مستمرّ، حيث تُحاصرها قوات الدعم السريع منذ مايو الماضي وسط تدهور حاد في الوضع الإنساني ونقصٍ حاد في الغذاء والدواء.

الوسومإنهاء حصار الفاشر الفاشر حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين مسيرات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • (السيادة السوداني): نستنكر الصمت الدولي على جرائم (الدعم السريع)
  • السودان يدين الصمت الدولي تجاه هجمات «الدعم السريع» في الفاشر
  • السيادة السوداني يستنكر الصمت الدولي على جرائم الدعم السريع
  • سقوط قذائف داخل أحياء الدلنج إثر قصف لقوات الدعم السريع أمس
  • حكومة السودان تُطالب بمُساندة دولية للقضاء على الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تنفي استهداف ملجأً للنازحين بالفاشر
  • نشطاء يعلنون سقوط عشرات القتلى بهجوم لقوات دعم السريع في غرب السودان
  • مقتل 53 وإصابة 21 في قصف ميليشيا الدعم السريع لمركز إيواء بالفاشر
  • 30 قتيلا بقصف للدعم السريع على الفاشر
  • عشرات القتلى في قصف لمسيرات الدعم السريع على مراكز إيواء بالفاشر