في ذكرى وفاة طه حسين.. سوزان بريسو نقطة التحول في حياة عميد الأدب العربي
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
«من دونك أشعر فعلًا بأني ضرير، لأني معك قادرٌ على استشعار كل شيء وعلى الاختلاط بالأشياء التي تحيط بي»، بهذه الكلمات أعرب طه حسين عن حبه وانتمائه لزوجته التي لازمته على مدار 60 عامًا، ولم تفارقه يومًا حتى فارق الحياة بأكملها، إنه عميد الأدب العربي، الذي كان يمتلك عقدة من الكثير من الأشياء بسبب فقد بصره، منها تناول الطعام أمام الجميع، لتساعده زوجته في استعادة هذه الثقة مرة أخرى.
يتزامن اليوم الذكرى الواحد وخمسين على رحيل الأديب المفكر طه حسين، حسبما قدم كتاب «معك» لزوجته الفرنسية سوزان بريسو، إذ أنه ولد في الثامن والعشرين من أكتوبر، وعاشت معه حياته حتى وفاته، وقال طه حسين عنها إنها في أول الأمر كانت تتعاطف معه كونه شاب كفيف وبعد فترة أخذ في قلبها محل كبير حتى أعلنت لأسرتها أنها ترغب في الزواج من الشاب المصري الكفيف القادم من ثقافة وبيئة مختلفتين، وعلمته في خِضم ذلك الكثير ووقفت معه إلى أن فارق الحياة.
كان الكاتب طه حسين منذ الصغر الصبى الصغير الذي لا يرى من العالم سوى عتمته، وزرع فيه كرهًا نحو كل ما يجعله يشعر بأنه ينقصه شيء ما، فبحسب ما عبر في مذكراته «الأيام»، أنه أحس أن لغيره عليه فضلًا، وأن إخوته وأخواته يستطيعون فعل ما لا يستطيع، وأن أمه تأذن لأخوته القيام بأشياء تحظرها عليه، وكان ذلك يحفظه، وجعله يحزن حزنا عميقا، ذلك أنه سمع إخوته يصفون ما لا علم له به، فعلم أنهم يرون ما لا يرى».
وإضافة إلى ذلك حكى أنه عندما كان يأكل ذات مرة مع أخواته بيديه ضحكوا عليه، فقرر أن يأكل وحيدًا منذ ذلك الحين، ووصف حينها أنه شعر في أعماق نفسه إنه حزين بشدة: «حرم على نفسه ألوان اللعب والعبث وكل شىء، وكل ما يكلفه عناء ويعرضه للضحك أو الإشفاق»، فإنه كان فقد عينيه بسبب الجهل، وانقلبت عليه مواجع مرضه بسبب الجهل في كيف يتعامل معه الآخرين، حتى أتت زوجته وحولت كل مخاوفه إلى عزيمة وإصرار.
حل عقدة الأكل أمام الناسحرم نفسه من الأكل بالملعقة حتى لا يكون مثار شفقة الآخرين أو تندرهم، فكان ظنةً أنهم سيسخرون من الضرير الذي تتعثر يده في طريقها لدسِّ التفاحة داخل فمه، بحسب ما وصفت «سوزان»: «كان دومًا يعزف عن ذلك، لأنه كان لا يريد أن يسمح لأحد بالتندر عليه» حتى ساعدته في تخطي هذا الأمر معبرة: «كان كلٌّ منا يُكمل الآخر، لم أشعر بأي اختلاف بيننا في طريقة التفكير، وهناك أشياء صغيرة كانت تقابلنا في الطريق كنا نهذبها كما يفعل البستاني مع أشجار الحديقة»، وظلَّت تتصرَّف كما لو أنه لم يرحل عنها، وحافظت على كل طقوس حياتيهما، واستمرت في العناية بكتبه وحاجياته حتى لفظت أنفسها الأخيرة.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
مصر تسرع خطوات التحول للنقل النظيف.. إطلاق خطة دعم إنتاج السيارات الكهربائية
أعلنت وزارة الصناعة والنقل المصرية، بقيادة الفريق كامل الوزير، عن إطلاق استراتيجية وطنية شاملة لدعم وتطوير صناعة السيارات الكهربائية على الأراضي المصرية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التحول نحو النقل النظيف وتشجيع الاستثمار في قطاع يعد من أكثر القطاعات المستقبلية حيوية حول العالم.
وجاء الإعلان خلال مقابلة تليفزيونية أجراها الوزير مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسئوليتي” على قناة “صدى البلد”، حيث كشف الوزير عن تفاصيل الاستراتيجية التي تتضمن حوافز قوية وجذابة للمصنعين المحليين، مع تقديم دعم مباشر عبر تخصيص أراضٍ مجانية في “المنطقة أ” لكل شركة تحقق إنتاجية تصل إلى 10 آلاف سيارة كهربائية، وذلك لتخفيف الأعباء الاستثمارية وتحفيز التوسع الصناعي.
وأوضح الفريق كامل الوزير أن الدولة أعدت برنامجا خاصا لتحفيز الشركات على إنتاج السيارات الكهربائية، مشيراً إلى أن كل شركة تنتج ألف سيارة كهربائية ستتمتع بحوافز مميزة، في إطار خطة متكاملة لبناء منظومة صناعية متطورة ومستدامة للنقل الصديق للبيئة في مصر.
وتعكس هذه الخطوة جدية مصر في تبني أحدث التقنيات وتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية، خاصة مع وجود أكثر من خمس شركات حالياً تعمل في مجال إنتاج السيارات الكهربائية داخل البلاد، مما يشير إلى بداية حقيقية لانطلاق هذا القطاع الواعد.
ويأتي هذا الإعلان ضمن جهود مصر الواسعة لتعزيز الصناعة المحلية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتحقيق أهداف استراتيجية خضراء تسعى إلى خفض الانبعاثات الضارة والتوسع في استخدام مصادر الطاقة النظيفة.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه المبادرات إلى خلق آلاف فرص العمل وتعزيز مساهمة صناعة السيارات الكهربائية في الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن تحسين جودة الهواء والحد من التلوث في المدن الكبرى.
وتسير مصر على خطى العديد من الدول التي بدأت تدعم صناعة السيارات الكهربائية، في ظل التوجه العالمي نحو استدامة النقل وتحقيق أهداف المناخ الدولية، ما يجعل الاستراتيجية المصرية واحدة من أبرز الخطوات المستقبلية في المنطقة.