عملة البيتكوين تقترب من تحقيق رقم قياسي في الأسواق الآسيوية مع اقتراب الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
اقتربت عملة البيتكوين من 73 ألف دولار في بداية التعاملات الآسيوية الأربعاء، مما يعني احتمال تحقيق مستوى قياسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو الموعد النهائي الذي يجعل المستثمرين حذرين أيضًا في أسواق الأسهم.
وفي حوالي الساعة 03:00 بتوقيت جرينتش، تم تداول العملة الرقمية ذات القيمة الأعلى في التداول عند 72400 دولار، بعد أن ارتفعت في نهاية التعاملات الأمريكية إلى 73563.
ويتوقع المحللون، في حالة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حدوث زيادة في الميزانية من شأنها أن تجبر الولايات المتحدة على اقتراض المزيد مما سيؤدي لإنعاش التضخم وتعزيز أسعار السندات الأمريكية، التي تفضل أصول الملاذ الآمن، مثل البيتكوين أو الذهب. وهذا يشجع أيضًا على تعزيز قوة الدولار: فبعد تقدمه القوي في اليوم السابق، استقرت العملة الأمريكية في آسيا مقابل العملات اليابانية (عند 153.35 ينًا لكل دولار) والعملات الأوروبية (عند 1.08 يورو لكل دولار) حسبما أوردت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية.
ويرجع صعود عملة البيتكوين أيضًا إلى فكرة أن المرشح الجمهوري يؤيد تطوير العملات المشفرة ووضع إطار تنظيمي محدود. بالإضافة إلى حالة عدم اليقين المحيطة بنتائج الانتخابات الأمريكية، فإن الذهب مدفوع أيضًا بالتوترات الجيوسياسية: فقد وصل إلى رقم قياسي تاريخي جديد يوم الأربعاء (2782.17 دولار).
وبعد انخفاضها بشكل حاد على خلفية الآمال بتهدئة التوتر في الشرق الأوسط وتباطؤ الطلب العالمي، سجلت أسعار النفط انتعاشا طفيفا يوم الأربعاء. وفي حوالي الساعة 03:30 بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر برميل برنت من بحر الشمال بنسبة 0.45%، إلى 71.44 دولار، وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.52%، إلى 67.56 دولار. مع الانخفاض الأخير في الأسعار، “يبدو الأمر كما لو أن الأسواق قد تجاهلت تحسن المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة وإجراءات التعافي في الصين”، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تنشيط استهلاك الذهب الأسود، على حد قول دانييلا سابين هاثورن، الخبيرة في موقع كابيتال.كوم الاقتصادي المتخصص.
وفي طوكيو، أظهر مؤشر نيكي الرئيسي ارتفاعا طفيفا بنسبة 1.25% إلى 39390.49 نقطة عند ختام التعاملات الصباحية. وربح المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.13 بالمئة إلى 2712.26 نقطة. ويقود السوق اليابانية الأداء الجيد لأسهم التكنولوجيا المرتبطة بأشباه الموصلات مثل طوكيو إلكترون (+1.35%) وأدفانتست (+2.62%)، عقب تسجيل رقم قياسي في بورصة ناسداك في نيويورك، كما أوضح الخبراء في شركة “إيواي كوزمو سيكيوريتيز”.
بوابة الأهرام
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
هدوء ما قبل العاصفة: الاقتصاد العالمي على مفترق طرق..!
شمسان بوست / متابعات:
في تحذير غير مسبوق، خفّض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025 إلى 2.3 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ 17 عاماً باستثناء فترات الركود، متوقعاً أن يشهد الاقتصاد العالمي أضعف أداء خلال السنوات السبع المقبلة منذ ستة عقود.
وجاءت الرسالة التحذيرية وسط احتدام الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، والتي وصفها البنك بأنها تهدد بتكبيد الاقتصاد العالمي خسائر تصل إلى 1.5 تريليون دولار هذا العام.
وفي ظل هذه المعطيات القاتمة، أعلنت واشنطن وبكين عن هدنة تجارية مؤقتة تمتد حتى أغسطس المقبل، في محاولة لتخفيف حدة التوترات وإعادة ضخ بعض الأوكسجين في شرايين التجارة العالمية المختنقة. وتتضمن الهدنة تخفيف الولايات المتحدة لقيود تصدير أشباه الموصلات، مقابل استئناف الصين تصدير المعادن النادرة.
Nuveen: لا ركود عالمي في 2025 رغم التوترات التجارية لا ركود مرتقب ولكن التباطؤ مؤكد
وفي هذا السياق، قال فادي خوري، المدير العام ورئيس منطقة الشرق الأوسط في شركة Nuveen لإدارة الأصول، في حديث إلى برنامج “بزنس مع لبنى” على “سكاي نيوز عربية”، إن العالم يشهد “تلبكاً اقتصادياً مقلقاً”، لكن لا مؤشرات على ركود شامل حتى اللحظة. وأضاف:
“نتوقع في Nuveen أن يكون هناك تباطؤ اقتصادي، لكن لا نرجح حصول ركود عالمي. النمو في 2025 قد يقترب من 1 بالمئة فقط”.
ويرى خوري أن الحرب التجارية تبقى من أبرز العوامل الضاغطة على الأسواق، بالإضافة إلى التضخم المتسارع، وارتفاع عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل التي بلغت 5 بالمئة، مما يزيد الضغط على الدين الأميركي ويخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق.
الحرب التجارية تترك ندوباً على الاقتصاد العالمي
بحسب البنك الدولي، فإن 34 مليار دولار هي قيمة الخسائر التي تكبدتها الشركات العالمية خلال شهرين فقط من التصعيد التجاري بين بكين وواشنطن. كما ارتفعت تكاليف استيراد الألمنيوم والصلب في الولايات المتحدة بأكثر من 100 مليار دولار، بينما عانى قطاع السيارات الأوروبي من انهيار غير مسبوق في الطلب والإنتاج.
ويضيف خوري: “ارتفاع الرسوم الجمركية ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والمواد الأولية المستوردة، ويؤدي إلى تآكل هوامش أرباح الشركات ويضعف الطلب”.
البيئة الحالية جعلت المستثمرين أكثر حذراً. فالعوائد المرتفعة على السندات تقابلها تقلبات حادة في أسواق الأسهم، حيث قال خوري: “الأسواق المدرجة أصبحت مرآة يومية للتقلبات، وأي خبر سلبي ينعكس فوراً على الأسعار”.
القطاع الوحيد المتماسك: سوق العمل الأميركي
رغم السحب القاتمة، هناك نقطة مضيئة واحدة في الاقتصاد الأميركي، بحسب خوري، وهي سوق العمل. فقد أضاف الاقتصاد الأميركي نحو 139 ألف وظيفة في مايو، في مؤشر على بقاء المحركات الداخلية في وضع تشغيل، ولو بوتيرة أضعف. كما أن أداء الشركات، وفقاً لنتائج أعمالها الأخيرة، لا يزال جيداً مقارنة بتقلبات الأسواق المالية.
الائتمان الخاص… البديل الصاعد في زمن الضغوط البنكية
وسط هذا المشهد المضطرب، تسلط الأضواء على الائتمان الخاص كبديل متنامٍ خارج قبضة البنوك التقليدية. ويشرح خوري أن حجم سوق الائتمان الخاص تضاعف ست مرات منذ عام 2010 ليصل إلى 2 تريليون دولار عام 2024، ومن المتوقع أن يبلغ 3 تريليونات دولار خلال أربع سنوات فقط.
ويضيف فادي خوري أن: “الائتمان الخاص ليس فئة جديدة، لكنه شهد طلباً متزايداً خلال العقد الأخير بسبب القيود المتزايدة على البنوك بعد أزمة 2008”.
يعتمد هذا النوع من التمويل على تقديم قروض مباشرة للشركات دون المرور عبر النظام المصرفي، وغالباً ما يكون مخصصاً حسب طبيعة المشروع ونموذج العمل، مما يتيح مرونة أكبر. ومن أبرز القطاعات المستفيدة: الرعاية الصحية، التكنولوجيا، البنية التحتية، والخدمات المالية.
المستثمرون الكبار يتجهون للائتمان البديل
وفق خوري، فإن صناديق التقاعد، الصناديق السيادية، وشركات التأمين أصبحت من أبرز المستثمرين في هذا النوع من الأصول، بفضل عوائد سنوية تصل إلى 10 بالمئة مقارنة بعوائد السندات التقليدية التي باتت محدودة نسبياً.
وأوضح أن: “المستثمرون في الشرق الأوسط، خاصة من العائلات الثرية والصناديق الحكومية، باتوا يفضلون الأدوات الاستثمارية البديلة بسبب استقرارها النسبي في فترات الأزمات، ومحدودية تعرضها للتقلبات اليومية”.
العقارات تعود للواجهة… ولكن بحذر
الائتمان الخاص لا يقتصر فقط على الشركات بل يمتد أيضاً إلى المشاريع العقارية. ويكشف خوري أن Nuveen بدأت بتمويل مشاريع عقارية مجدداً، مستفيدة من التراجع الكبير في أسعار العقارات العالمية منذ 2022.
وأكد: “القطاع العقاري دخل في مرحلة جديدة بعد التصحيحات، وهناك فرص جيدة حالياً لتمويل مشاريع نوعية بأسعار معقولة”.
الأسواق تنتظر… والرهان على أغسطس
تبقى الأنظار متجهة نحو أغسطس، حيث تنتهي الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، ومعها يتضح ما إذا كان الاقتصاد العالمي سيتنفس الصعداء أم يدخل دوامة جديدة من التصعيد والانكماش.
لكن فادي خوري يختصر المشهد بالقول: “كل المؤشرات الحالية تدل على تباطؤ لا مفر منه، ولكن لم نصل إلى حافة الهاوية بعد. الأسواق تحتاج إلى استقرار سياسي وتجاري أكثر من أي وقت مضى”.
بين هدنة مؤقتة وتحذيرات مؤسسات كبرى، يجد الاقتصاد العالمي نفسه في مرحلة دقيقة، تتطلب أكثر من مجرد تصريحات تهدئة لتجاوز موجات القلق التي تعصف بالأسواق.
ومع أن خطوة التهدئة بين واشنطن وبكين توفر نافذة صغيرة للأمل، فإن هشاشتها تفرض على المستثمرين وصنّاع القرار الاستعداد لسيناريوهات أكثر تعقيدًا.
وكما أشار فادي خوري بوضوح، فإن المستقبل الاقتصادي لا يمكن بناؤه على توافقات مؤقتة، بل على التزامات راسخة تعيد ضبط ميزان التجارة العالمية وتحصّن الأسواق من الاضطرابات المقبلة. فالعالم ينتظر أفعالًا لا أقوالًا، وخططًا استراتيجية لا توقفًا مؤقتًا لعاصفة تتسع رقعتها يومًا بعد يوم.