السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أعلم أن اعترافي اليوم غريبا نوعا ما، فعادة الجميع يبرر صفاته السيئة، لكني اليوم لن أفعل فأنا حقا أقع في مطبات دوما بسبب ما أتلفظ به من كلام من لساني.

أجل سيدتي، فانا مقبلة على مشروع العمر، مخطوبة وقريبا سأزف عروس، بيني وبين خطيبي علاقة حب جميلة، لكن لساني السليط سوف يجرني إلى ما لا يُحمد عقباه، ففي كل موقف أكون أنا السيئة ولو كنت مظلومة لأني لا اعرف السيطرة على لساني وأحب دوما أن أواجه دون لف ودوران.

سيدتي اعترف بهذه الصفة السيئة، فأنا لا أفوت موقف دون أن أضع فيه النقاط على الأحرف، وهذا الصفة أتعبتني جدا، وأحاول صلح نفسي والتحكم في لساني، لان أهلي وخطيبي دوما ينبهاني أن التغاضي مرة ومرتين جيد حتى نبني علاقات جيدة، لكن دوما أعود لنفس العادة، أجادل وأناقش أتفه الأمور، لكن أشعر أن الكل منزعج مني، بل صاروا ينفرون مني، ويتحاشون الحديث معي، فما الحل لأبقى صامتة، لأن علاقتي بخطيبي متوترة نوعا ما، وأنا لا أريد أن أخسره.

دعاء من الشرق

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله أختاه، اعتراف جميل للغاية، وحبك للتغير أجمل ليس لأجل الخطيب فحسب، بل لأجل الحياة ككل وعلاقاتك جميعا ومستقبلك أيضا.

حبيبتي، جميل أن نعبر عما يخالجنا، وأن نكون صريحين في مواقفنا، والتكتم أحيانا يفقدنا حقوقنا، لكن  بأسلوب حسن . فهو الطريقة التي يجب أن نحذر فيها ونحرص أن نكون لطيفين فيها حتى نكسب حب الآخرين واحترامهم من جهة. ونوضح موقفنا ونثبت ذاتنا بلطف من جهة أخرى، فالكلام يجب أن يكون بهدوء دون انفعالات، تفادي اتهام الآخرين ، وقولي “أنا شعرت بكذا وكذا“. أو “أردت كذا وكذا“، بدل أن تقولي “أنتَ فعلت..” أو “أنتِ قلتي“.

أيضا لابد أن تختاري الوقت المناسب والظروف المهيئة للحديث، فهذه هي الطريقة الصواب لتمسكي بالعصا من منتصفها، واحذري لسانك. ولا تناقشي في كل صغيرة وكبيرة. بل تغافلي فقال أحد الأئمة: “تسع أعشار الطمأنينة التغافل وقيل التغابي“. لا تتوقفي عزيزتي عند كل كلمة وكل موقف، واجعلي لسانك مهذبا رطبا بالكلمات الطيبة. ثم تيقني أنه ليس اهلك وخطيبك فقط من سوف ينفرون منك. بل سوف يتعدى الأمر على كل من تتعاملين معه وهذا سيؤثر في استقرار نفسيتك ويؤذي قلبك. فما عليك الآن سوى أن تتغلبي على هذه العادة، وسوف يتصلح كل شيء خاصة مع خطيبك. استعيني بالله وتضرعي إليه بالدعاء، وبحول الله ستكونين من السعداء.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

فيلم أحلام قطار.. صوت الصمت في مواجهة الزمن

بعض الأفلام تتواصل مع العين أكثر من الأذن، فينشأ الحوار على مستوى أعمق وأقرب إلى وجدان المشاهد. يتسم هذا النوع من الأعمال بصمت ينقل ثقلا عاطفيا جبارا وكاميرا تشي بالحياة الداخلية للبطل. وقد نجح عدد محدود من كبار المخرجين في تحقيق ذلك الأسلوب على الشاشة، منهم الأميركي تيرينس ماليك، الذي حوّل الضوء والحركة والطبيعة في فيلميه "أيام الجنة" (Days of Heaven) و"شجرة الحياة" (Tree of Life) إلى لغة شعرية.

يحمل فيلم "أحلام القطار" (Train Dreams)، الذي يعرض حاليا على شاشة منصة نتفليكس، ملامح الأسلوب نفسه، وبدلا من سرد المشاعر، يصورها بصريا. وبدلا من شرح الحياة، يراقبها. وينقل العمل صمت الغابات وإيقاع الفصول، تاركا مساحة للمشاهد كي يقرأ حكمة تلك التحولات الدورية وآثارها.

فيلم "أحلام القطار" لا يقدم حلولا سهلة أو سردا حماسيا. بل يدعو المشاهد إلى تأمل الأشجار، وتغير الفصول (آي إم دي بي)حب وفقد وتأمل وأشجار تختفي

تدور أحداث فيلم "أحلام قطار" للمخرج كلينت بينتلي حول شخصية روبرت غراينير (جويل إدغيرتون)، العامل الهادئ الذي يعيش في الريف غربي الولايات المتحدة في بدايات القرن الـ20، خلال فترة ازدهار معسكرات قطع الأشجار وتوسع خطوط السكك الحديدية. يصل غراينير إلى ولاية أيداهو ليعمل في استخراج الأخشاب وبناء السكك الحديدية، متنقلا بين المعسكرات ومحافظا على رزقه بجهد وعرق، إلى أن يصبح جزءا من مجتمع العمال الضخم هناك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"زوتوبيا 2" يكتسح شباك التذاكر الأميركي بإيرادات قياسية في عطلة عيد الشكرlist 2 of 2"قصر الباشا".. بين التشويق المزيف والإثارة الحقيقيةend of list

يتزوج روبرت من الفتاة التي أحبها، غلاديس (فيليسيتي جونز)، التي تضيف إلى حياته المنعزلة دفئا وطمأنينة. يبني الزوجان حياة بسيطة في كوخ خشبي محاط بالأشجار، ويربيان طفلتهما الرضيعة، في حين يحلم روبرت بأن يُؤسِّس مستقبلا مستقرا يجمع المنزل والعائلة والانتماء.

لكن كل شيء يتغير حين يُدمّر حريق هائل الغابةَ ويمتد إلى منزل غراينير. وفي مشهد مرعب، تلتهم النيران الأشجار بسرعة خاطفة. وعندما يعود روبرت بعد إخماد الحريق، يجد كوخه وقد تحول إلى رماد، في حين اختفت زوجته وطفلته. ويُقنع نفسه بأنهما قضتا في الحريق.

إعلان

يتركه هذا الفقد المروّع محطما، ويبدأ في الانسحاب من المجتمع تدريجيا. يعيش وحيدا في الغابة لسنوات، لا يخاطب أحدا، ويتبع الدروب ذاتها التي كان يسلكها سابقا. ومع مرور الوقت، تبدأ رؤى غامضة تُطارده، يلمح زوجته وابنته تتحركان بين الأشجار، ليتلاشى الحد بين الذاكرة والخيال في ذهنه، وتغدو حياته معلّقة بين الماضي الذي أحرقته النيران والواقع الذي يعجز عن مواجهته.

مع مرور السنين، تغزو الحداثة العالم. تزداد سرعة القطارات، وتكبر المدن، وتظهر السيارات، وتصل الكهرباء، فتتقلص الغابة. ورغم أن غراينير يشهد كل ذلك، يبقى متعلقا عاطفيا بالفترة التي سبقت الحريق، عندما كانت عائلته لا تزال موجودة. وفي شيخوخته، يرى امرأة تشبه الذئب، تتحرك في الغابة. يُوحي الفيلم بقوة أن هذه الشخصية هي في الواقع ابنته، التي نجت بطريقة ما وأصبحت وحشية، لكن الفيلم يُبقي هذا الأمر غامضا، يراقبها غراينير من بعيد، لا يقترب أبدا، ولا يعرف الحقيقة ابدأ، حتى يموت وحيدا، بهدوء.

 فيلم "أحلام القطار" يأسر البصر، ويشرع في رسم لوحة فنية بطيئة الإيقاع محمّلة بدراما حزينة تتكشف تدريجيا (آي إم دي بي)بساطة بصرية وعمق فلسفي

منذ مشاهده الافتتاحية، يأسر فيلم "أحلام القطار" البصر، ويشرع في رسم لوحة فنية بطيئة الإيقاع محمّلة بدراما حزينة تتكشف تدريجيا. تتلون الشاشة بظلال الأخضر الداكن والبني الترابي، وتغمرها الدرجات الذهبية الناعمة المنبعثة من الغابات الشاسعة والمناظر الريفية الخافتة. ينجح المخرج كلينت بينتلي في تحويل هذه المشاهد البديعة إلى شخصية محورية داخل العمل، إذ تتوازى التحولات في الفصول وتغيرات المدينة وتناقص مساحة الغابة مع مسار حياة رجل عادي جدا: وُلد، وهاجر، وعمل في قطع الأشجار، وتزوج، وأنجب، ثم فقد كل ما يملك، قبل أن يرحل وحيدا بصمت يشبه ما تبقّى من غابة كانت يوما نابضة بالحياة.

تمنح مشاهد قطع الأشجار، والرحلات الطويلة للقطار، والملاجئ الهادئة المتواضعة في قلب الغابة -مع المونتاج البطيء والسكون المسيطر- المشاهد إحساسا بالحنين والتأمل، كأنها دعوة للتفكير في العمر الذي يمضي في رحلة بطيئة نحو نهايته المحتومة.

ولا يحتاج صانع فيلم مثل "أحلام قطار" إلى مؤثرات بصرية صاخبة أو مكلفة، فبينتلي يعمل ببراعة دقيقة تكاد تكون غير مرئية لتعميق الصدى العاطفي للفيلم وطمس الحدود بين الواقع الخارجي والذاكرة الداخلية. استخدم المخرج الذكاء الاصطناعي بحده الأدنى -فقط لتوسيع البيئات، وإضافة كثافة جوية، والتلاعب بالضوء والطقس- ليخلق غابات تبدو أعتق عمرا، وسماء مشبعة بحزن هادئ، وضبابا يبدو وكأنه يحمل ذكريات تتردد أصداؤها في كل مشهد.

 صانع فيلم مثل "أحلام قطار" لا يحتاج إلى مؤثرات بصرية صاخبة أو مكلفة (آي إم دي بي)

أما أبرز استخدامات المؤثرات البصرية، فقد جاءت في مشهد الحريق الذي يدمر منزل غراينير. فألسنة اللهب مزيج من حريق حقيقي مُتحكم فيه وتضخيم رقمي عبر الذكاء الاصطناعي. والمدهش أنه بدلا من إضفاء طابع الإثارة على الكارثة، تُبرز المؤثرات البصرية سكونا غريبا في لحظة صاخبة، فالنيران تجوب الأشجار والشجيرات بسرعة غريبة، كما لو أن الطبيعة تحاول أن تنهي الحياة العائلية لبطل العمل. تبدو المؤثرات البصرية واضحة خلال تحولات المواسم طوال الفيلم أيضا من مؤثرات بصرية بيئية دقيقة، تساقط الثلوج، والضباب، وحبوب اللقاح، وصقيع الصباح الباكر.

إعلان

تكمن قوة فيلم "أحلام القطار" في قدرته على تحويل قصة حياة شخص عادي جدا إلى شأن إنساني وهم عالمي، وفي تحويل ممارسة قطع الأشجار إلى قصة فقد لا يعوض في حياة رجل، يبدو الأمر كما لو كان قصيدة رثاء طويلة للمعنى الذي يعيش من أجل الانسان.

ويقف الممثل جويل إدغيرتون، من خلال "أحلام قطار" في محطة خاصة، إذ يمثل أول بطولة سينمائية مطلقة له، وقد استطاع أن يستخدم ملامحه وتعبيرات وجهه وحركات جسده بشكل رائع.

لا يقدم فيلم "أحلام القطار" حلولا سهلة أو سردا حماسيا. بل يدعو المشاهد إلى تأمل الأشجار، وخطوط السكك الحديدية، وتغير الفصول، والتلاشي البطيء لعالم الإنسان. من خلال لغته البصرية الهادئة، وصمته الحكيم، ويبرز فيلم "أحلام القطار" بشكل فريد، ليُذكر المشاهد أن السينما لا تزال قادرة على أن تكون كبسولة زمنية شاعرية، وصادقة.

مقالات مشابهة

  • سماحة المفتي: إلى متى يستمر الصمت الدولي أمام معاناة أهالي غزة؟
  • فيلم أحلام قطار.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
  • قيادي جزائري يدعو لدعم فنزويلا في مواجهة أمريكا.. الصمت اليوم يهدد غدنا
  • تحقيقات جديدة حول فيديو مفبرك للطفل شتوان محمد تكشف عن مؤامرة من الخارج ضد الجزائر
  • تحقيقات جديدة حول فيديو  الطفل “محمد شتوان” تكشف عن مؤامرة نسجتها منظمات إرهابية بالخارج
  • دراسة حديثة: غاز الضحك يمكن أن يخفف الاكتئاب الحاد بسرعة
  • فيرستابن ينعش الآمال بـ «الإدارة السيئة» لماكلارين!
  • أحكام وقرارات البطلان تلاحق البرلمان الأهم لدى السيسي.. أزمة صنعها فكيف يحلها؟
  • برلمانية: خطاب الرئيس في يوم التضامن مع فلسطين يجسد ثبات موقف مصر ودعمها التاريخي للقضية
  • اليونيسف تحذر من تفاقم سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة