في قطاع غزة، لا تأتي الشمس هذا الصيف حاملة للدفء، بل محملة بلهيب يحرق الأنفاس، لتضيف إلى الحصار والجوع والقتل اليومي وجعا جديدا لا يهدأ.

مع تخطي درجات الحرارة 35 درجة مئوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، يجد سكان القطاع أنفسهم محاصرين بين نار الحرب وارتفاع الحرارة الشديد، في مشهد يختصر جحيما مزدوجا يتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

بينما يفتك الجوع بأجساد المجوعين، يتواصل القتل والنزوح من المخيمات إلى مراكز الإيواء في محاولة للبقاء على قيد الحياة، ليجد السكان أنفسهم محاصرين بين حر الصيف ولهيب الحرب، في ظل حربي الإبادة والتجويع.

ولاقت هذه المأساة تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، إذ وصف ناشطون خيام النزوح التي لجأ إليها السكان بأنها تحولت إلى ما يشبه "القبر" بفعل الحر الشديد، معتبرين أن "الموت أرحم من هذا الواقع" بعد مكوثهم في الخيام للعام الثاني على التوالي في ظل استمرار حرب الإبادة منذ ما يقارب 22 شهرا.

وقال آخرون إن الحياة في هذه الخيام خلال الصيف "أشبه بالعيش في جحيم"، حيث تتحول إلى أفران ملتهبة مع ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الطبيعية بأكثر من 10 درجات، وسط قلة الماء والطعام.

وشبه نشطاء خيام النزوح بأنها كتلة من اللهب مع ارتفاع درجات الحرارة، بفعل اشتداد الشمس على مادة النايلون، حيث يضطر النازحون للخروج منها في ذروة الصباح مع اشتداد الحرارة.

وأشار عدد من المدونين إلى أن "صيف غزة لا يشبه أي صيف"، فالحرارة نار، والماء يغلي، والهواء خانق، ولا مكيفات أو مراوح أو حتى ظل يلجأ إليه، مضيفين: "في أماكن أخرى يسمى هذا طقسا حارا أو موجة حر، أما في غزة فنسميه اختبار صبر جديد فوق ركام الحياة".

صيف غزة لا يشبه أي صيف..
الحرارة نار، والماء يغلي، والهواء خانق، ولا مكيّف ولا مروحة ولا حتى ظلّ نلجأ إليه.
في مكان آخر يُسمّى هذا "طقساً حاراً – موجة حارة"..
أما في غزة، فنسميه: "اختبار صبر جديد فوق ركام الحياة.

اللهم الطف بنا، فالسماء أرحم من الأرض.

— mohammed haniya (@mohammedhaniya) August 13, 2025

إعلان

وتساءل نشطاء: "كيف لغزة، وللعام الثاني، أن تتحمل هذا الوجع كله تحت الشمس والنار والقصف معا؟"، مؤكدين أن درجة الحرارة داخل الخيام تصل إلى 50 درجة مئوية أو أكثر مع رطوبة عالية.

وكتب أحدهم: "شمس حارقة، خيام مهترئة، جوع وعطش وقهر وموت"، فيما علق آخر: "صيف غزة يعلم أن الحياة في الخيام أشد قسوة مما يظنه العالم".

وأشار مغردون إلى أن شكاوى الناس من ارتفاع درجات الحرارة أمر طبيعي، فمعظمهم يمتلكون مكيفات في منازلهم وسياراتهم وأماكن عملهم، أو على الأقل مراوح تعمل طوال الوقت، لكن في غزة هناك آلاف النازحين يعيشون داخل خيام بلا نوافذ ولا جدران تحميهم من حر الشمس، وبدون كهرباء لتشغيل حتى مروحة تنفث هواء ساخنا، بل إن المياه نفسها غير متوفرة لكثيرين منهم للاستحمام أو التخفيف من وطأة الحر.

وذكر آخرون أن الألم لا يقتصر على النازحين الأصحاء، إذ يعاني الجرحى مرتين، مرة من الألم ومرة من الحر، في ظل ندرة المياه وانقطاع الكهرباء، مما يفاقم انتشار الأمراض.

كما وجه مغردون تساؤلا يحمل الاستهجان عن طبيعة صيف غزة، مشيرين إلى أنه يزيد معاناة من يضطرون لحمل الماء لمسافات طويلة، ويجعل الغروب أشبه بموعد للحرية، في حين يضاعف أوجاع من يعيشون في بيوت بلا أسقف تحت لهيب الشمس المباشرة.

صيف غزة يعلّم أن الحياة في الخيام أشد قسوة مما يظنه العالم. #فلسطين

— عمر???????? (@Ommar096) August 10, 2025

ويفتقر سكان القطاع والنازحون لأبسط مقومات مواجهة الحر الشديد، وسط شح تام في المياه النظيفة، وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي، وارتفاع درجات الحرارة داخل الخيام المصنوعة من "النايلون"، التي يضطرون لرشها بالماء بين حين وآخر في محاولة يائسة للتخفيف من حرارتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ارتفاع درجات الحرارة صیف غزة

إقرأ أيضاً:

طقس بارد وضباب وأمطار متفرقة بالمملكة

صراحة نيوز-قالت إدارة الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة يطرأ عليها السبت ارتفاع طفيف، ويكون الطقس بارداً في أغلب المناطق، ولطيف الحرارة في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع ظهور الغيوم على ارتفاعات منخفضة. وأوضحت أن الضباب يتشكل في ساعات الصباح الباكر فوق المرتفعات الجبلية وأجزاء من السهول، مع فرصة لهطول زخات خفيفة ومتقطعة من المطر، خاصة في وسط المملكة وأجزاء من المناطق الجنوبية الغربية، وتكون الرياح شمالية غربية معتدلة السرعة.

وبيّنت أن درجات الحرارة العظمى والصغرى في شرق عمّان تتراوح بين 14 و8 درجات مئوية، وفي غرب عمّان بين 12 و6، وفي المرتفعات الشمالية 13 و5، وفي مرتفعات الشراة 8 و4، وفي مناطق البادية 16 و7، وفي مناطق السهول 15 و8، وفي الأغوار الشمالية 21 و13، وفي الأغوار الجنوبية 23 و15، وفي البحر الميت 22 و13، وفي خليج العقبة 25 و13 درجة مئوية.

وأضافت أن هناك خطراً بتدني مدى الرؤية الأفقية صباحاً بسبب الضباب فوق المرتفعات الجبلية وأجزاء من السهول، مؤكدة وجود خطر الانزلاق على الطرقات التي تشهد هطولاً مطرياً.

وأشارت إلى أن الطقس يكون الأحد بارداً في أغلب المناطق، ولطيف الحرارة في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع ظهور الغيوم على ارتفاعات منخفضة، وتكون الرياح شرقية إلى شمالية شرقية معتدلة السرعة.

وأكدت أن الاثنين يشهد انخفاضاً طفيفاً على درجات الحرارة، ويكون الطقس بارداً في أغلب المناطق، ولطيف الحرارة في الأغوار والبحر الميت والعقبة، مع ظهور الغيوم على ارتفاعات مختلفة، والرياح غربية معتدلة السرعة، موضحة أن الغيوم تتكاثر بعد الظهر لتتحول الأجواء إلى غائمة جزئياً وغائمة أحياناً، مع توقع هطول أمطار بين الحين والآخر مساءً وليلاً في أغلب مناطق المملكة، وتنشط الرياح أحياناً.

وأوضحت أن الثلاثاء يشهد انخفاضاً طفيفاً آخر على درجات الحرارة، ويكون الطقس بارداً وغائماً جزئياً إلى غائم، مع هطول الأمطار بين الحين والآخر في الأجزاء الغربية من المملكة، وتكون الرياح شمالية غربية معتدلة السرعة تنشط أحياناً.

مقالات مشابهة

  • المنخفض الجوي يزيد من معاناة النازحين في قطاع غزة
  • الأحساء الأعلى.. بيان درجات الحرارة المتوقعة في السعودية
  • طقس بارد.. درجات الحرارة المتوقعة اليوم
  • علماء: الاحتباس الحراري يفاقم تطرف المناخ ويؤثر على الصحة العامة
  • طقس بارد وضباب وأمطار متفرقة بالمملكة
  • مياه الأمطار تغمر خيام النازحين في غزة.. شتاء قاس يزيد معاناة المدنيين
  • شتاء قاس يزيد معاناة سكان غزة.. القاهرة الإخبارية تكشف التفاصيل
  • كارثة المنخفض الجوي تفاقم معاناة أهالي غزة وسط دمار البنية التحتية ونزوح آلاف الأسر
  • 98 درجة تحت الصفر.. سر أبرد بقعة على كوكب الأرض| إيه الحكاية؟
  • شهداء الطقس.. المنخفض الجوي يزيد معاناة أهالي غزة