تصعيد ميداني واتهامات متبادلة بين الجيش الكونغولي وحركة إم 23
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
اتهم الجيش الكونغولي، يوم الثلاثاء، المتمردين المدعومين من رواندا بشنّ هجمات متكررة في شرق الكونغو، معتبرًا أن هذه الهجمات تمثل انتهاكًا للاتفاقيات الموقعة في واشنطن والدوحة، محذرًا من أنه يحتفظ بحق الرد على الاستفزازات.
وقال بيان للجيش، صدر أمس الثلاثاء، إن حركة "إم 23" تنفذ هجمات شبه يومية على مواقعه العسكرية.
ومنذ يوم الجمعة اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحي حركة "إم23" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسط تحذيرات من تفاقم النزاع وتداعياته الإنسانية.
وجاء بيان الجيش بعد يوم واحد من اتهام الحركة القوات الكونغولية بحشد مزيد من الجنود، وانتهاك بنود إعلان المبادئ الموقع في 19 يوليو/تموز الماضي بالدوحة، والذي يدعو إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار.
وقال المتمردون إنهم تصدوا لمليشيات محلية مدعومة من الجيش الكونغولي، في وقت لم تُعلن فيه أي جهة عن حصيلة رسمية للضحايا.
وكانت الجماعة قد ذكرت في بيان سابق، أن الجيش الكونغولي نفذ تحركات كبيرة لقواته ونشر معدات عسكرية في ست مناطق مختلفة.
وقال أحد سكان مولامبا، في اتصال هاتفي بوكالة الصحافة الفرنسية، إن "القذائف تتساقط في كل اتجاه"، معربا عن قلقه من توسع رقعة المواجهات، خاصة أن البلدة تقع على بُعد نحو 80 كيلومترا جنوب غربي مدينة بوكافو، عاصمة المحافظة.
اتفاقات السلام لم توقف التصعيديأتي هذا التصعيد بعد أقل من شهر على توقيع إعلان مبادئ في العاصمة القطرية الدوحة بين حكومة كينشاسا وحركة "إم23″، أكد فيه الطرفان التزامهما بوقف دائم لإطلاق النار، عقب اتفاق سلام سابق بين الكونغو الديمقراطية ورواندا أُبرم في واشنطن نهاية حزيران/يونيو الماضي.
لكن المتحدث باسم الجيش الكونغولي، سيلفان إيكينغي، وصف الهجمات الأخيرة بأنها "انتهاك متعمد وصريح" للاتفاق، محذرا من نوايا تصعيدية لدى الحركة المسلحة.
إعلانمن جهته، اتهم المتحدث باسم حركة "إم23″، لورانس كانيوكا، السلطات الكونغولية بشن "عمليات عسكرية هجومية تهدف إلى إشعال نزاع واسع النطاق"، بحسب بيان صدر يوم الاثنين.
أزمة إنسانية تتفاقممنذ استئناف حركة "إم23" نشاطها عام 2021، سيطرت على مناطق واسعة شرق البلاد الغني بالموارد الطبيعية، خاصة في محيط مدينتي غوما وبوكافو. وتتهم حكومة كينشاسا رواندا بدعم الحركة، وهو ما تنفيه كيغالي.
وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن أكثر من مليوني شخص نزحوا من مناطقهم في محافظتي شمال كيفو وجنوب كيفو منذ بداية العام الجاري، نتيجة تصاعد أعمال العنف.
وتواصل أطراف دولية، منها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، جهودها لاحتواء التصعيد، وسط مخاوف من تحول النزاع إلى أزمة إقليمية أوسع.
تصريحات واتهاماتوتأتي هذه التصريحات المتضاربة والاتهامات المتبادلة في وقت تأجلت فيه محادثات السلام التي كان من المقرر استئنافها في الدوحة الأسبوع الماضي.
وكان الطرفان، الكونغو وحركة "إم 23″، قد تعهدا في إعلان المبادئ ببدء المحادثات بحلول 8 أغسطس/آب، والتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 18 أغسطس/آب، ولكن حتى الآن لا يوجد أي وفد من الطرفين حاليًا في الدوحة.
وقال زعيم حركة "إم 23″، برتراند بيسيموا، الأسبوع الماضي، إن الجماعة لم تتلقَ دعوة رسمية للمشاركة في المحادثات. بينما صرّح قيادي آخر في الجماعة، طلب عدم الكشف عن هويته، لرويترز بأنهم لن يشاركوا في محادثات الدوحة "ما لم تبدأ كينشاسا باحترام إعلان المبادئ، الذي ينص على الإفراج عن أعضاء الجماعة المحتجزين".
محادثات الدوحةوتُعقد محادثات الدوحة توازيا مع جهود وساطة تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشمل الكونغو ورواندا.
وتأمل واشنطن أن تسفر هذه الجهود الدبلوماسية عن سلام مستدام، يجذب استثمارات غربية بمليارات الدولارات إلى منطقة غنية بالمعادن مثل التنتالوم والذهب والكوبالت والنحاس والليثيوم.
وكان متمردو "إم 23" قد سيطروا على مدينة غوما، أكبر مدن شرق الكونغو، في يناير/كانون الثاني الماضي، في تقدم سريع منحهم السيطرة على أراضٍ أكثر من أي وقت مضى.
وتنفي رواندا منذ فترة طويلة دعمها "إم 23″، وتقول إن قواتها تتحرك دفاعًا عن النفس ضد الجيش الكونغولي ومليشيات الهوتو المرتبطة بإبادة عام 1994 في رواندا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الکونغو الدیمقراطیة الجیش الکونغولی
إقرأ أيضاً:
وسط ضغوط اقتصادية متبادلة.. واشنطن وبكين تمددان هدنة الرسوم 90 يوماً
مددت الولايات المتحدة والصين تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، في خطوة تهدف إلى إتاحة الوقت لإجراء جولة جديدة من المفاوضات التجارية ومعالجة القضايا الخلافية بين الطرفين، مع تجنب تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الثلاثاء، أن بكين ستواصل تعليق الرسوم الجمركية الإضافية على البضائع الأميركية، بينما وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً لتمديد المهلة ذاتها، وأوضح على منصته “تروث سوشيال” أن جميع عناصر الاتفاق الأخرى ستبقى كما هي.
وبحسب البيان الصيني، ستبقى الرسوم المفروضة على البضائع الأميركية عند 10%، فيما ستتخذ الحكومة إجراءات لمعالجة الحواجز غير الجمركية التي تعيق المنتجات الأميركية.
وكان من المقرر أن تنتهي فترة التعليق السابقة منتصف ليل الثلاثاء، مما كان سيعيد الرسوم إلى مستوياتها المرتفعة التي بلغت ذروتها في أبريل 2025 (145% من الجانب الأميركي مقابل 125% من الجانب الصيني).
الاتفاق على التمديد جاء بعد محادثات جمعت مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين في جنيف، حيث اتفقوا على خفض الرسوم الأميركية إلى 30% والصينية إلى 10%.
ويأمل الجانبان أن يشكل هذا التمديد أساساً لقمة محتملة بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام.
يأتي التمديد في سياق تصاعد الضغوط التجارية من قبل إدارة ترامب، التي رفعت متوسط التعريفات الجمركية الأميركية إلى 18.6%، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 1933، بحسب “جامعة ييل”.
ويصف مراقبون هذه السياسات بأنها حولت الولايات المتحدة إلى “حصن حمائي”، بعدما كانت من أكثر اقتصادات العالم انفتاحاً.
في المقابل، استخدمت بكين نفوذها في سوق المعادن الأرضية النادرة كورقة ضغط، مهددة بتقليص وصول الشركات الأميركية إلى هذه الموارد الحيوية المستخدمة في صناعات التكنولوجيا المتقدمة.
وفي يونيو الماضي، اتفق الطرفان على تخفيف التوترات، حيث أعلنت واشنطن تقليص قيود تصدير التكنولوجيا، فيما تعهدت بكين بتسهيل وصول الشركات الأميركية إلى المعادن النادرة.
ورغم التهدئة، لا تزال الخلافات قائمة، خصوصاً حول قضايا مثل حماية الملكية الفكرية، الدعم الصناعي الصيني، والتفاوت التجاري الضخم بين البلدين. فقد بلغ العجز التجاري الأميركي مع الصين 262 مليار دولار في عام 2024.
وتوقعت كلير ريد، المسؤولة السابقة في الممثلية التجارية الأميركية، ألا تتجاوز الاتفاقات المقبلة تعهدات محدودة، تشمل شراء المزيد من فول الصويا الأميركي، ومكافحة المواد الكيميائية الداخلة في تصنيع الفنتانيل، وضمان استمرار تصدير المعادن النادرة.
وفي هذا السياق، دعا ترامب الصين عبر منشور على “تروث سوشيال” إلى “مضاعفة، بل ورباعية” وارداتها من فول الصويا الأميركي، معتبراً ذلك وسيلة فعالة لتقليص العجز التجاري.
شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يؤكدان تعزيز دور “أصدقاء السلام” في التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية
صرح الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اتصال هاتفي مع نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الثلاثاء، بأن الصين والبرازيل ملتزمتان بتعزيز دور مجموعة “أصدقاء السلام” في التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية.
ونقل تلفزيون الصين المركزي عن شي قوله: “يتعين على الصين والبرازيل مواصلة الاستجابة المشتركة للتحديات العالمية، وضمان نجاح مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في بيليم، وتعزيز دور مجموعة ‘أصدقاء السلام’ في التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية”.
وفي سياق متصل، نقلت الرئاسة الروسية إحاطة قدمها الرئيس فلاديمير بوتين لنظيره البرازيلي حول نتائج محادثاته مع المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، مؤكدة دعم لولا دا سيلفا للجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الأوكرانية.
كما أجرى بوتين محادثة هاتفية مع شي جين بينغ، أطلعه فيها على نتائج لقاءه مع المبعوث الأمريكي، حيث أعرب الرئيس الصيني عن شكره لدعم تسوية الأزمة الأوكرانية على المدى الطويل.
يذكر أن الصين والبرازيل أعدتا خطة مشتركة من 6 نقاط للتسوية السياسية للصراع في أوكرانيا، حظيت بردود فعل إيجابية من أكثر من 100 دولة. وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن مجموعة “أصدقاء السلام” ستشكل منصة مفتوحة لحل الأزمة الأوكرانية، في خطوة تعكس الدور المتنامي للدول النامية في الشؤون الدولية.