نبراسكا.. هل تحسم «النقطة الزرقاء» السباق الرئاسي الأميركي؟
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
أكرم ألفي (القاهرة)
أخبار ذات صلةهنا في ولاية نبراسكا - في الغرب الأوسط الأميركي عند نقطة العبور التاريخية بين الشرق والغرب - قد تتحول مدينة أوماها الصغيرة إلى «نقطة زرقاء» حاسمة بصوتها الانتخابي الفريد في المجمع الانتخابي.
ففي حال تعادل دونالد ترامب وكامالا هاريس بنتيجة 269-269، فإن العالم كله ستتجه أنظاره إلى مدينة أوماها التي ستحدد وقتها مصير رئيس الولايات المتحدة، ووقتها سيتعرف العالم كله على «النقطة الزرقاء» في الولاية الريفية الحمراء.
ولاية نبراسكا التي لا يزيد سكانها على 1.9 مليون نسمة، أغلبهم من أصول أوروبية، تتمتع مع ولاية ماين بوضعية خاصة، حيث إن أصواتها الـ 5 في المجمع الانتخابي لا تمنح للفائز بأغلبية الأصوات بل تقسم بين دوائرها الثلاث الرئيسية، إلى جانب صوتين للحاصل على الأغلبية من الأصوات.
ومن بين الدوائر الثلاث تقع مدينة أوماها بسكانها البالغ عددهم 480 ألف نسمة، التي لديها صوت انتخابي منفرد في المجمع الانتخابي ذهب إلى جو بايدن في انتخابات 2020، فهي «نقطة زرقاء»، وسط اللون الأحمر الذي يظلل الولاية الريفية بامتياز.
عندما تسير في شوارع أوماها البسيطة، فإنك ستشاهد شخصاً يرفع لافتة بيضاء عليها «نقطة زرقاء» في دعاية واضحة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وفي إضاءة إلى أهمية التصويت في الانتخابات، وقدرة هذه الصوت في تحويل دفة الانتخابات لصالح هاريس.
إن صوتاً واحداً في أوماها قد يسلم مفاتيح البيت الأبيض إلى ترامب أو منافسته هاريس.
تاريخياً، فإن ولاية نبراسكا - المشهورة بإنتاجها الزراعي، وتفوق نظامها الصحي والتعليمي، وجودة الحياة بها تنحاز للمرشح الجمهوري منذ ستينيات القرن الماضي مثل أغلب الولايات الريفية المحافظة، فهنا الرجل ذو الأصول الأوروبية المحافظ والمتدين هو «السيد» سياسياً.
منذ انتخابات 1940، انحازت نبراسكا بالكامل للمرشح الجمهوري باستثناء انتخابات 1964 عندما انقلبت على ليندون جونسون، وظلت الولاية تنحاز إلى «الفيل» وترفض «الحمار»، إلى أن جاءت انتخابات 2008، عندما منحت الدائرة الثانية في الولاية (أوماها – نبراسكا) صوتاً في المجمع الانتخابي إلى باراك أوباما لتنقسم الأصوات إلى 4 للمرشح الجمهوري و1 للمرشح الديمقراطي، هذا الوضع تكرر في انتخابات 2020 بمنح أوماها صوتها إلى جو بايدن.
إن فوز هاريس بصوت أوماها في المجمع الانتخابي قد يكون نقطة عبورها إلى البيت الأبيض.
أهمية صوت أوماها «نبراسكا -2» ينبع من سيناريو مُرجح في انتخابات 2024 وهو فوز هاريس بولايات «الجدار الأزرق» الثلاث، بنسلفانيا، ويسكونسن، ميشيغان، وفاز ترامب بولاية «حزام الشمس» الأربع، أريزونا وجورجيا ونيفادا وكارولينا الشمالية.
إن هذا السيناريو سعى فريق ترامب لتجنبه عبر الضغط على الهيئة التشريعية في الولاية لتغيير قواعدها، لتصبح الفائز يأخذ كل شيء كما في الولايات الأخرى. وهو الأمر الذي حال دونه ممثل للحزب الجمهوري في مجلس شيوخ نبراسكا هو مايك ماكدونيل.
ماكدونيل يرى أن النظام الانتخابي في نبراسكا يجب أن تتبناه الولايات الأميركية كافة، للحيلولة من دون نقاط زرقاء وخرائط حمراء، وبالتالي دفع المرشحين الرئاسيين للاهتمام بالقضايا العامة بدلاً من التركيز على القضايا المحلية للولايات المتأرجحة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: نبراسكا جي دي فانس تيم والز سباق الرئاسة الأميركية سباق البيت الأبيض الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي الانتخابات الأميركية
إقرأ أيضاً:
سابقة تاريخية.. بوتين سيلتقي ترامب في الأسكا.. الولاية التي باعها الروس للأمريكان
في سابقة تاريخية، يزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألاسكا، ليكون أول زعيم روسي يزور الولاية الأمريكية، التي اشترتها الولايات المتحدة من الإمبراطورية الروسية عام 1867.
ومن المقرر أن يلتقي بوتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 15 أغسطس/ آب الجاري، في ألاسكا، لمناقشة قضية أوكرانيا والعلاقات الثنائية.
وكانت آخر زيارة أجراها الرئيس الروسي للولايات المتحدة أثناء حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015.
ورغم أن نيكيتا خروتشوف وليونيد بريجنيف وميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسين وديمتري ميدفيديف، زاروا سابقا الولايات المتحدة، إلا أن بوتين سيدخل التاريخ كأول زعيم روسي يزور منطقة ألاسكا.
واُكتشفت ألاسكا عام 1732 على يد المستكشفين ميخائيل غفوزديف وإيفان فيدوروف، وكانت في البداية أرضا روسية، وتدر على الدولة الروسية دخلا من تجارة الفراء.
طُرحت فكرة بيع ألاسكا لأول مرة عام 1857 من قبل الأمير قسطنطين نيكولايفيتش، شقيق القيصر الروسي ألكسندر الثاني، وبموافقة الأخير، بيعت ألاسكا للولايات المتحدة في 30 مارس/آذار 1867.
وحصلت روسيا مقابل مساحة تبلغ نحو 1,518,800 كيلومتر مربع، على 7 ملايين و200 ألف دولار آنذاك، وهو ما يعادل اليوم أكثر من 150 مليون دولار.
وتبعد المسافة من ألاسكا الأمريكية إلى منطقة تشوكوتكا الروسية، عبر مضيق بيرينغ، 86 كيلومترا.
كما يمر خط الحدود بين البلدين من منتصف المسافة الفاصلة بين جزيرة ديوميد الكبرى الروسية (راتمانوف) وجزيرة ديوميد الصغرى الأمريكية، البالغة 3.8 كيلومترات.
تُعد هذه المنطقة التي تشكّل الحدود بين روسيا والولايات المتحدة نقطة مهمة يتغير عندها التوقيت، إذ يمر منها ما يعرف بـ "خط التاريخ الدولي".
وخلال قمة بوتين-ترامب المقررة في 15 أغسطس الجاري داخل الأراضي الأمريكية، ستكون التقاويم في الجهة الروسية المجاورة تشير إلى 16 أغسطس.
ورغم قصر المسافة بين البلدين، إلا أن فرق التوقيت بينهما يبلغ 21 ساعة.
والجمعة، أعلن ترامب في منشور له عبر منصة "تروث سوشيال" أنه سيلتقي نظيره الروسي بولاية ألاسكا، في 15 أغسطس الجاري.