اللوبيات.. القوة الخفية للسياسة الأميركية
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
يعد كلا الديمقراطيين السيناتور روبرت مينينديز والنائب هنري كويلار مثالين حديثين على التأثيرات التي تمارسها جهات خارجية في السياسة الأميركية، فالأول متهم بتلقي رشى من الحكومة المصرية لتمرير صفقات أسلحة، في حين يواجه الثاني اتهامات بقبول أموال من كيان أذربيجاني.
ويعكس هذا الواقع كيفية استخدام "اللوبيات" أو جماعات الضغط لممارسة النفوذ، بما في ذلك حكومات أجنبية وجماعات مصالح كبرى.
استمدت فكرة اللوبيات من بريطانيا في القرن الـ17، وانتقلت إلى أميركا حيث حظيت بحماية التعديل الأول للدستور، الذي كفل حرية التعبير وحق تقديم العرائض. وبدأت اللوبيات بالظهور بوضوح في أميركا خلال القرن الـ19، حين استخدم صانع البنادق الشهير صمويل كولت الضغط لتمديد براءات اختراعه.
قوانين تضبط اللوبيات ولكنها تفتح أبواب النفوذخلال الحرب العالمية الثانية، دفعت المخاوف من تدخلات أجنبية الكونغرس لإقرار قانون تسجيل العملاء الأجانب، مما فرض على جميع الكيانات الأجنبية الإفصاح عن علاقاتها مع صانعي القرار الأميركيين. وعلى الرغم من محاولات ضبط النفوذ، فقد ارتبطت اللوبيات بفضائح مالية، مثل فضيحة جاك أبراموف في التسعينيات.
الإنفاق على اللوبيات: أرقام خيالية وتأثيرات واسعةوفقا لمنظمة "أوبن سيكريتس"، أنفقت جماعات الضغط الأميركية 5.6 مليارات دولار في عام 2023، حيث تصدرت صناعة الدواء والصحة قائمة المُنفقين، تلتها صناعات التكنولوجيا والنفط. ومن بين اللاعبين البارزين، حلت "غرفة التجارة الأميركية" في الصدارة بإنفاق 69 مليون دولار، في حين تصدر عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا وأمازون المشهد أيضا بمئات الملايين لدعم مصالحهم.
الدور المثير للجدل للكيانات الأجنبيةاستنادا إلى بيانات معهد كوينسي، يتضح أن أكثر من نصف دول العالم تنفق أموالا للتأثير في السياسة الأميركية، حيث تتصدر السعودية والصين قائمة الدول الأجنبية من حيث الإنفاق على أنشطة الضغط. وتنوعت الأهداف بين الضغط للحصول على صفقات الأسلحة، كما فعلت الإمارات ومصر، إلى تحسين السمعة ومعالجة قضايا حساسة، مثل الضغط الإسرائيلي لإزالة تصنيف شركة "إن إس أو" (NSO) من قائمة المراقبة الأميركية.
نموذج "أيباك": قوة ضغط إسرائيلية استثنائيةتعتبر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك" من بين اللوبيات الأكثر نفوذا، حيث تأسست أيباك عام 1954 وتهدف إلى بناء الدعم لإسرائيل في الكونغرس. وتجاوزت إنجازات أيباك الدعم المادي إلى القدرة على إسقاط خصومها السياسيين، كما حدث مع بول فيندلي، النائب الجمهوري الذي فقد مقعده بعد دعمه للقضايا الفلسطينية.
الاستنتاج: تأثير مستمر بلا نهايةسواء كانت اللوبيات أميركية أو أجنبية، فإن تأثيرها في السياسة الأميركية يظل مستمرا عبر الأموال والعلاقات والشبكات المعقدة. وبغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيظل لمثل هذه الجماعات كلمة مسموعة في صنع القرار، مدفوعة بأموال تتدفق من اللوبيات ذات النفوذ والمصالح على امتداد "كي ستريت".
1/11/2024المزيد من نفس البرنامجأميركا وكوريا الشمالية.. قصة عداء قد يقود لحرب عالميةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات arrowمدة الفیدیو
إقرأ أيضاً:
دراسات تكشف التوقيت المثالي لتناول أدوية الضغط
أميرة خالد
يُعد توقيت تناول الأدوية من العوامل التي قد يغفل عنها كثيرون، رغم تأثيره المحتمل على فعالية العلاج، خصوصًا في ما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية.
وبينما يتبع أغلب المرضى روتينًا صباحيًا لتناول أدويتهم، تشير دراسات حديثة إلى أن الجرعات المسائية قد تحمل فوائد إضافية، خاصة في الوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
ودراسة نُشرت في مجلة The Lancet عام 2022 وشملت أكثر من 21 ألف مشارك، لم تجد فرقًا جوهريًا بين تناول أدوية ضغط الدم صباحًا أو مساءً، من حيث تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
وفي المقابل، وجدت دراسة أخرى أجريت في إسبانيا عام 2019 أن تناول أدوية الضغط قبل النوم ساعد في ضبط ضغط الدم الليلي، مما قلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وهذه الفائدة كانت أوضح لدى من يعانون من ما يُعرف بـ”عدم انخفاض ضغط الدم الليلي”، وهي حالة يتواصل فيها ارتفاع الضغط حتى أثناء النوم.
ورغم النتائج المشجعة، يحذر الأطباء من تعميم التوصيات، إذ يعتمد توقيت الدواء الأمثل على عدة عوامل، أبرزها:
نوع الدواء: بعض الأدوية مثل مدرات البول قد تسبب كثرة التبول ليلًا، ما يؤثر على جودة النوم.
نمط ضغط الدم الليلي: من الأفضل إجراء مراقبة لضغط الدم على مدار 24 ساعة لتحديد ما إذا كان هناك ارتفاع ليلي في الضغط.
التزام المريض: الجرعات المسائية قد لا تناسب من يواجه صعوبة في الالتزام بها أو ينسى تناولها في المساء.
عدد الأدوية: في بعض الحالات، يُنصح بتقسيم الجرعات بين الصباح والمساء لضمان فعالية مستمرة.
ونصحت الدراسة بضرورة استشارة الطبيب قبل تعديل توقيت تناول أدوية الضغط، إذ تعتمد السيطرة على ضغط الدم على توازن دقيق بين الدواء، والنظام الغذائي، والنوم، ومستوى التوتر.
وإذا لم يتحسن ضغط الدم رغم الالتزام بالعلاج، فقد يكون من المفيد مناقشة إمكانية تناول الجرعات في المساء، خاصة للمرضى المصابين بأمراض
مزمنة مثل السكري أو الكلى.