اليوم الوطني العماني.. دور الإعلام في الاحتفاء وتعزيز الهوية الوطنية
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
تستعد سلطنة عمان للاحتفال باليوم الوطني المجيد، الذي يُحتفى به في 18 نوفمبر من كل عام، ويُعتبر مناسبة تُظهر تاريخ السلطنة العريق، وتبرز القيم الوطنية والتقاليد العمانية. في هذا الإطار، يلعب الإعلام دورًا أساسيًا في توثيق الفعاليات ونقل الرسائل الوطنية إلى الجمهور، ما يتطلب تخطيطًا دقيقًا واستعدادات مسبقة لضمان تغطية شاملة ومتميزة.
خلال هذا الشهر، يستعد الشعب العماني للاحتفال بذكرى الإنجازات الوطنية، حيث يسود حماس كبير في مختلف أنحاء السلطنة. تتزين المدن والقرى بالأعلام والزينة، وتُقام الفعاليات الثقافية والاجتماعية، ما يُظهر الفخر والاعتزاز بالوطن. إن استعداد العمانيين يعكس روح الوحدة والانتماء، وهو ما ينبغي توثيقه بدقة عبر التغطيات الإعلامية. تبدأ العملية بمرحلة التخطيط التحريري، والتي تُعتبر من العوامل الأساسية لنجاح أي تغطية. تشمل هذه المرحلة تحديد القصص الرئيسية التي ينبغي إبرازها، وتوزيع المهام بين المراسلين والمصورين بناءً على تخصصاتهم، ما يضمن تنوع وجودة المحتوى. كما يسهم التعاون مع المؤسسات الإعلامية الأخرى في توحيد الجهود وتقديم محتوى شامل. يساعد التخطيط الجيد الفرق على توقع التحديات المحتملة، مثل تأخر وصول المعلومات أو التغييرات المفاجئة في مواعيد الفعاليات. وعمل خطة طوارئ يعزز من ثقة الفرق الإعلامية، ما يمكنها من تقديم تغطية مهنية متميزة. كما يبرز دور المراسلين الميدانيين في التعامل مع الظروف المتغيرة خلال التغطية. يتطلب الأمر الاستجابة الفورية للتحديات غير المتوقعة، مثل التغيرات في الأحوال الجوية أو تأخير الأحداث. إن التحضير المسبق يساعد على الاستجابة بمرونة، حيث يمكن للمراسلين الاعتماد على سيناريوهات بديلة تُجنبهم أي تأخير أو نقص في المعلومات. يعد التحضير النفسي والبدني للمراسلين من العناصر الجوهرية، نظرًا لأنهم قد يتعرضون في بعض الأحيان لظروف عمل قاسية. يساهم التخطيط الفعّال في تعزيز ثقتهم، ما يضمن أنهم يقدمون أداءً متميزًا، وهذا بدوره ينعكس بشكل إيجابي على جودة التغطية. من جهة أخرى، يبرز أهمية التصوير الفوتوغرافي والتقنيات الحديثة في عملية التغطية. تُعد معرفة المواقع الاستراتيجية للصور وتجهيز المعدات المناسبة من الأمور الأساسية التي تُعزز من جودة التغطية. كما يُساعد التقدم التقني في تسريع عملية جمع المعلومات وتوزيعها، ما يتيح للجمهور الوصول السريع للمحتوى الحي والمباشر. ويساهم التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الإعلامية في تعزيز نجاح التغطيات الوطنية، إذ يساعد على تحسين تنظيم الفعاليات وتوفير الدعم اللوجستي للصحفيين، ما يرفع من جودة التغطية، ويقلل من التحديات اللوجستية التي قد تواجه الفرق الإعلامية. كما تُعتبر الخبرات السابقة للصحفيين، سواء كانوا مبتدئين أو مخضرمين، من العوامل المؤثرة في كيفية تعاملهم مع التحديات. كما تتيح التجارب السابقة للصحفيين الجدد التعلم من الأخطاء وتطوير مهاراتهم، ما يساهم في تحسين جودة التغطيات في المستقبل. باختصار، يُعد التخطيط الدقيق والمسبق هو العنصر الحاسم في تحقيق تغطية ناجحة للأحداث الوطنية. من خلال التنظيم والتوزيع الفعّال للمهام، والاستعداد لمواجهة التحديات المفاجئة، يتمكن الإعلام من تقديم صورة مشرقة عن السلطنة، وإيصال رسالة وطنية متكاملة إلى الجمهور. إن العمل الجماعي والتنسيق الفعّال بين الفرق يعززان من القدرة على تقديم تغطية تعكس الهوية الوطنية، وتسلط الضوء على القيم والتقاليد التي تميز السلطنة، ما يساهم في تعزيز روح الانتماء لدى المواطنين، ويؤكد دور الإعلام كحلقة وصل بين الحدث والجمهور. |
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
المكتب الوطني للإعلام يواصل جولاته التحضيرية لقمة “بريدج” بتنظيم طاولة مستديرة في لندن
نظم المكتب الوطني للإعلام طاولة عمل مستديرة بحضور معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، على هامش أسبوع لندن للتكنولوجيا.
شهدت الطاولة عدداً من الجلسات والورش التفاعلية التي ناقشت تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع المؤسسات العالمية ورواد الإعلام في العالم بما يخدم منظومة الإعلام.
وأكد معالي عبدالله آل حامد أن دولة الإمارات، تواصل جهودها لترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار الإعلامي عبر قمة بريدج العالمية التي تقام في أبوظبي خلال ديسمبر المقبل وتسعى إلى تمكين منظومة إعلامية مرنة وفعالة، قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة وصياغة روايات ملهمة تعكس قيم التسامح والانفتاح والتقدم وتدعم الصحافة المسؤولة في العصر الرقمي.
وقال معاليه : “ سنعمل من خلال قمة بريدج العالمية على طرح حلول عملية وشراكات استراتيجية تعود بالنفع على الجميع وترسخ نموذجاً إعلامياً يقوم على الشفافية والمسؤولية والإبداع، نموذجاً يحترم التنوع الثقافي ويعزز قيم التسامح والتعايش السلمي”.
ونوه معاليه إلى أن هذه الطاولة المستديرة تمثل خطوة مهمة ضمن سلسلة اللقاءات العالمية الهادفة إلى الإعداد الشامل لقمة بريدج، عبر حوارات بناءة تعزز العمل المشترك وتوحد الرؤى نحو بناء إعلام متكامل ومتفاعل مع مختلف التخصصات والقطاعات.
وبدأت فعالية الطاولة بكلمة لسعادة الدكتور جمال محمد عبيد الكعبي، المدير العام للمكتب الوطني للإعلام تحدث فيها عن قمة بريدج العالمية، التي تعد منصة استراتيجية تهدف إلى تطوير منظومة الإعلام، وتوسيع نطاق التعاون بين المؤسسات الإعلامية على مستوى العالم.
وأوضح سعادته أن القمة تعمل على تعزيز تبادل المعرفة والخبرات، وفتح آفاق جديدة أمام الابتكار الإعلامي من خلال دمج التقنيات الحديثة ومواكبة المتغيرات المتسارعة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تنسجم مع رؤية دولة الإمارات الساعية لترسيخ مكانتها شريكاً رئيسياً في صياغة مستقبل الإعلام القائم على التعاون والتكامل.
وأكد سعادة الدكتور جمال الكعبي، أن قمة بريدج تسعى لتأسيس شبكة عالمية من الخبراء والمبتكرين في مجال الإعلام لاستشراف التوجهات المستقبلية ودعم صناعة القرار في المؤسسات الإعلامية وتحفيز ريادة الأعمال الإعلامية من خلال دعم الشركات الناشئة والمشاريع المبتكرة في قطاع الإعلام، وإيجاد بيئة تدعم تطوير منصات إعلامية جديدة ومستدامة.
وفي جلسة بعنوان “القيادة الإعلامية: إعادة بناء الثقة في العصر الرقمي شارك فيها معالي عبدالله آل حامد، ونخبة من الإعلاميين وصناع الفكر واستعرضت تراجع الثقة في المحتوى الإعلامي في العصر الرقمي أكد المشاركون أن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى تطوير استراتيجيات جديدة تجمع بين الابتكار التقني والمعايير المهنية الراسخة، مشيرين إلى أن الشفافية والمساءلة تمثلان حجر الأساس في استعادة ثقة الجمهور، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها سرعة انتشار المعلومات المضللة عبر المنصات الرقمية.
وقال معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام خلال مداخلته: “ نواجه اليوم أزمة ثقة حقيقية بعد أن تداخلت الحقائق مع المعلومات المضللة، وتنامت الشكوك حول المصداقية ”.
وأضاف معاليه: “نعيش اليوم في عصر تتسارع فيه المعلومات بوتيرة لم نشهدها من قبل، وبينما فتحت التقنيات الرقمية آفاقاً واسعة للتواصل والمعرفة، إلا أنها في الوقت ذاته خلقت تحدياً حقيقياً يتمثل في تآكل الثقة بين المؤسسات الإعلامية والجمهور”.
وقال معاليه إن التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم ليس في كمية المعلومات المتاحة، بل في جودتها ومصداقيتها، فالمعلومات المضللة تنتشر بسرعة، والخوارزميات تخلق فقاعات معلوماتية تكرس التضليل بدلاً من توسيع المدارك.
وأضاف معاليه : “يكمن الحل في الجمع بين الابتكار والأصالة، بين التقنية والقيم الإنسانية، علينا أن نستثمر في الذكاء الاصطناعي المسؤول، وأن نطور منصات إعلامية تتسم بالشفافية والمساءلة، وأن نعيد تعريف دور الإعلامي ليصبح حارساً للحقيقة ومرشداً للجمهور في متاهة المعلومات”.
وفي جلسة بعنوان “المؤسسات الخيرية والمؤسسات: تمويل مستقبل الأخبار” شارك فيها سعادة الدكتور جمال الكعبي، ناقش المشاركون التراجع في سوق الإعلانات وتغير سلوكيات الجمهور، إلى جانب بحث وسائل الإعلام عن طرق جديدة للبقاء والازدهار.
وقارنت النقاشات بين نماذج التمويل والربح التقليدية والحديثة، بدءاً من البث العام والعمل الخيري، وصولاً إلى منصات مثل “سابستاك” و”يوتيوب”.
فيما تناولت جلسة بعنوان “الترفيه والقوة الثقافية: الجغرافيا السياسية للثقافة الشعبية” شاركت فيها مريم بن فهد المستشارة في المكتب الوطني للإعلام إلى جانب مجموعة من الإعلاميين وصناع الترفيه.. دور الإعلام كقوة ناعمة قادرة على تعزيز الصور النمطية، وتشكيل الثقافة، والتأثير في كل شيء من الدبلوماسية إلى الرأي العام.
واستكشفت جلسة بعنوان “المؤسسات الأكاديمية: مناهج إعلامية مستقبلية” شاركت فيها الدكتورة آمنة الحمادي المستشارة في المكتب الوطني للإعلام، سُبل إعداد قادة الإعلام لمواجهة بيئة إعلامية مستقطبة ومعززة بالتكنولوجيا وركزت على تأثير المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية.
وفي جلسة بعنوان “الإعلام والابتكار: الأتمتة والذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار” شاركت فيها علياء بن الشيخ القائمة بأعمال المدير التنفيذي للتطوير والاتصال الاستراتيجي بالمكتب وعدد من قادة الإعلام وخبراء التكنولوجيا، تناولت كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي والأتمتة تشكيل سير عمل وسائل الإعلام على جميع المستويات.
فيما ناقشت جلسة بعنوان “مستقبل الإعلام: أصوات تشكل المستقبل”، شارك فيها عمر الحميري، مدير مشروع التطوير المؤسسي في المكتب، سبل سرد قصص إعلامية أفضل، وتغيير التأثير، ومواجهة التحديات الأخلاقية والتقنية والمؤسسية التي تشكل مستقبل الإعلام في المرحلة المقبلة.