من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … شتاء مغترب
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
#شتاء_مغترب
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 19 / 11 / 2017
ثمة تشابه بين #سماء_الصيف و #سقف_السجن،كلاهما أجرد الملامح لا علامات فارقة فيه ، تثيران الضجر لمن ينظر إليهما ليقتل الانتظار،فيقتله الانتظار..
نحن محكومون كذلك بالانتظار ، مثل أم تقف خلف حاجز صالة القادمين تراقب المارين بعرباتهم ، تفتش بين الوجوه عن ابنها المغترب الذي قال لها انه قادم على هذه الرحلة ، تدقق بسمعها أكثر في وقع أقدام المسافر الأخير هل هي مشيته؟ لا تستطيع أن تجزم ، يخرج الشرطي يغلق الحاجز باستراحة قصيرة للرحلة القادمة، تخلص وجبة العائدين و لم يحضر.
**
نحن الواقفون في صالة العطش منذ تشرين الأول ، ننتظر كل #المنخفضات القادمة على خطوط الغيم ، نفتش في وجوه الأيام المسافرة ، ندقق أكثر في وقع أقدام الريح هل تحمل رائحة الشتاء وعرق الأرض المشتاقة؟؟ فتطلق ريح ضجرة زفيرها وتغلق حاجز الانتظار لشهر قادم..
**
في تشرين كانت تبتل واجهات بيوتنا الطينية مثل أبٍ تعب، ويصيب #المطر أذرع الخشب و”قرامي” الشجر، نسحبها إلى داخل بيت الطابون لتنشف قليلاً حتى يأتي دورها في الاحتراق،الحمام ينفض ريشه المبتل يهدل بين فاصلي مطر ، في تشرين كان ينبت الصمغ اللؤلؤي على سيقان شجر اللوز يذوب من الشتوة الأولى فيثير فينا شهية اللعب..السهول حمراء كجبلة حناء ، والتراكتورات عائدة من وظيفة الحراث الطويل وقد علقت بأصابع العود كُتلٌ من الطين الطري ، على جوانبها أكياس الخيش الفارغة وبقايا البذار وأصبعين من “حلاوة الحراثين” و”علبة سردين حار”..
في تشرين كانت تجمع الصبايا الغسيل باكراً ، ومن شرع في بناء غرفة إضافية لغرفتيه المصفوفتين كان يغطي أسمنته بالأكياس والشوادر خوفاً من ان ينتزع هواء المنخفض كل الأغطية ويبلل الاسمنت ..وكنا نشاهد أيضا “الجراكن”تصطف على الكازيات تحسباً لمنخفض قادم..كنا ننتظر النشرة الجوية أكثر من نشرة الأخبار لنشاهد جمال موسى أو محمد البطاينة في الأبيض والأسود ليشيران لنا حول المنخفضات التي تتمركز حول قبرص والفرصة المهيأة لسقوط الأمطار.. مقالات ذات صلة
في الليالي الباردة المبتلة بماء المطر كان لطعم “الهريسة” الحاضرة في أكياس الورق طعم مختلف ،والاجتماع في غرفة العيلة الوحيدة طعم مختلف، والفوجيكا المتوهجة حضور مختلف، وسكون الأمهات طعم مختلف ..و”الحرامات” المخططة بألوان عريضة و “شرابيشها ” تدغدغنا عند النوم حضور مختلف..
يا ايها الشتاء المغترب ، هذه رسالة شوقنا اليك..فاقرأها متى شئت وكيفما شئت وقرر موعد قدومك..يا أيها الشتاء المغترب لا تطل وقوفنا في صالة الانتظار..فقلوبنا عطشى..وأيامنا تقلع كل مساء على مدرج اللا عودة..يا أيها الشتاء المغترب كن أبا مثلنا واشعر بشوقنا…
احمد حسن الزعبي
[email protected]
#124يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سماء الصيف سقف السجن المنخفضات المطر الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
تكثيف الرقابة على مختلف الأنشطة التجارية
ضاعفت مصالح الرقابة التجارية، عبر مختلف ولايات الوطن، جهودها الميدانية، لاسيما خلال الفترات الليلية وعطلة نهاية الأسبوع، التي تشهد تزايدًا في النشاط التجاري.
وحسب بيان لوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، تهدف هذه التدخلات إلى تعزيز اليقظة الوقائية. والحد من المخاطر المرتبطة بعدم احترام شروط الصحة والسلامة. من خلال تكثيف الرقابة على الأنشطة التي ترتبط مباشرة بصحة المستهلك. على غرار محلات بيع المرطبات والحلويات، السوبيرات، المطاعم، ونقاط البيع المباشر.
كما شملت مهام أعوان الرقابة معاينة مدى الالتزام بمعايير النظافة والصحة. ومراقبة ظروف العرض والتبريد والتخزين، فضلًا عن التأكد من صلاحية المواد الغذائية المعروضة.
ولقي هذا الحضور الميداني، خاصة خلال الفترات الليلية، تفاعلًا إيجابيًا من طرف المواطنين. حيث اعتُبر عنصرًا داعمًا لتعزيز الانضباط التجاري والحد من التجاوزات المحتملة.
وتؤكد وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية أن هذه الحملة الرقابية ستتواصل بوتيرة تصاعدية. مع توسيع نطاقها زمنيًا ومكانيًا خلال هذه الفترة.
كما تجدد الوزارة، دعوتها إلى التجّار من أجل الالتزام الصارم بشروط الصحة والسلامة الغذائية. كما تحثّ المواطنين على ممارسة دورهم في الرقابة التشاركية عبر التبليغ الفوري عن أي تجاوزات. دعمًا لمسار الشفافية، وتعزيزًا لثقافة استهلاك آمن ومسؤول.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور