السيد عبدالملك والإنذار الأخير .. فرصة قصيرة
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
On أغسطس 14, 2023
Share
حسم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الموقف اتجاه جولات التفاوض الأخيرة: لا تقدم.. وانصياع سعودي للإرادتين الأمريكية والبريطانية.
قدم السيد إنذار أخيرا، وكأنه منح فرصة جديدة قصيرة المدى لعل الوساطة العمانية تعود بأجوبة سعودية مقرونة بالافعال لا مجرد وعود كلامية.
بغص النظر عن معرفة صنعاء المسبقة بأن الرياض لا تملك كامل اوراق اللعبة، وأن الأميركيين ومعهم البريطاني هم من يتحكمون بكثير من الأوراق ومنها مسألة الحصار.
لكن السؤال، لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ ولماذا أعطى السيد فرصة أخيرة مرفقة بإنذار أخير؟
بعد انتهاء الهدنة، ودخول مرحلة اللاسلم واللا حرب، ومع تبدل العديد من الظروف الإقليمية والدولية، تصاعدت الوساطة العُمانية، ونتج عنها لقاءات سعودية – يمنية مباشرة، منها ما ظهر الى الإعلام، كما حصل في زيارة السفير السعودية محمد آل جابر إلى صنعاء في شهر رمضان، ومنها ما بقي طي الكتمان.
قدم السعوديون خلال اللقاءات وعودا بالمضي قدما في بوادر حسن نية، تبدأ بتوسيع الرحلات من مطار صنعاء إلى وجهات مختلفة، وفتح ميناء الحُديدة وحل مسألة المرتبات. نفذ السعوديون جزءا بسيطا، وهو رحلات من مطار صنعاء، وفتح مقنن لميناء الحُديدة، وفيما يتعلق بالمرتبات تعهدوا بدفعها من خزينتهم، وهو ما رفضته صنعاء مرارا، وأصرت على دفع المرتبات من عائدات النفط والغاز، أو ما تسميه عائدات الثروة الوطنية.
أتى تعطيل مسالة المرتبات مع زيارات أمريكية إلى الرياض وعُمان، كانت اول زيارة للمبعوث الأممي مباشرة مع مغادرة الوفد السعودي صنعاء في رمضان، ثم زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى الرياض، وسط إعلان عن بحث ملف اليمن مع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وهو أمر واضح.
صنعاء اكتشفت مبكرا المسألة، لكنها راعت ما كان يجري في الإقليم من تهدئة، وهي صراحة أرادت تأكيد مباركتها لهذه الجهود، علها تنعكس إيجابا على مختلف ملفات المنطقة ومنها اليمن، وهو ما كان مأمولا.
يبدو أن النظام السعودي، فهم التهدئة اليمنية في غير محلها، وقدر خطأ بأن التقارب مع طهران يمكن أن يهدأ الجبهة في اليمن، أو يمنع صنعاء من ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها. لا شك أن التقارب السعودي مع طهران وسع مروحة الاتصالات قليلا، لكن ليس بالقدر الكافي، باعتبار أن صنعاء حليفة لطهران، وان الأخيرة لديها مبادرة للحل اطلقت عام ٢٠١٥ ويمكن أن تشكل أرضية. لكن ذلك لم يحصل بالشكل المتوقع، نتيجة المناورة السعودية، من جهة، ومن جهة أخرى عدم قدرة الرياض على تخطي موانع أميركية.
إذا، كل ما حصل في المرحلة الماضية، لم يعط أي نتائج على أرض الواقع، بل ظهر السعوديون على الشكل التالي:
– خيارات ضيقة نتيجة العامل الأمريكي.
– عدم قدرة على الإلتزام أو الإيفاء بالتزامات يقدمونها.
– كسب وقت من خلال التعويل على التهدئة مع طهران.
– الذهاب نحو تنفيذ مشروع “الأقاليم الست”، حيث أمكن، وعملوا على دعم “مجلس حضرموت الوطني”، وهي خطوة خطيرة وتعني طرح مشروع تقسيم.
هذه العوامل، أكلمت رسم الصورة في صنعاء، خصوصا أن الأخيرة كانت قد لوحت بالخطوات الضاغطة على لسان السيد عبد الملك الحوثي اكثر من مرة، وعدم الذهاب إلى هكذا خطوات كان نتيجة اتصالات ووعود بحل مسألة المرتبات، وهو ما لم يحصل.
إضافة إلى ما تقدم، عمد الأمريكيون إلى تعزيز وجودهم البحري تحديدا، في المنطقة، وتركز في البحر الأحمر، بحر عُمان، وعلى مقربة من مضيق هرمز، وبحر العرب، وكذلك تعزيز وجود في سوريا، واستقدام قطع بحرية وطائرات حربية متطورة إلى المنطقة، وهو ما اعطى إشارات سلبية.
بناء على كل ما تقدم، فإن موقف السيد عبد الملك الحوثي الأخير، يعد بمثابة إنذار وفرصة أخيرين، إما تحقيق مطالب صنعاء في الملف الإنساني أو الذهاب نحو التصعيد، حسب توقيت صنعاء.
مجريات الأمور ترجح قرب التصعيد أكثر من أي أمر آخر لاعتبارات عدة، أبرزها أن الرياض لا يمكنها تخطي موانع وخطوط حمر يمنية، وهو ما يعرقل الحلول، بالتالي هي من سيدفع الثمن، وليست إشارة السيد الحوثي إلى “نيوم” والأمن والاستثمارات في السعودية، إلا تأكيد أن البداية ستكون من السعودية، فيما يترك موضوع البحر الأحمر لوقت تتحدث فيه “الضربات” عن نفسها.
موقع العهد الاخباري / خليل نصر الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: وهو ما
إقرأ أيضاً:
اعتراف أمريكي ثقيل بالهزيمة في اليمن
يمانيون../
مثل هذا الاعتراف من العيار الثقيل من المسؤول الثاني بالولايات المتحدة العظمى، على لسان نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، لم يأتِ من فراغ، بل من تجارب واقعية وسلسلة ضربات عسكرية موجعة تلقتها البحرية الأمريكية من قوات صنعاء في معركة البحر الأحمر المساندة لغزة.
وهكذا قال نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فانس، في كلمة ألقاها بحفل تخرّج دفعة عسكرية من الأكاديمية البحرية الأمريكية بولاية ماريلاند: “لقد تدخلنا في اليمن بهدف دبلوماسي، لا نُورّط فيه قواتنا في صراع طويل الأمد مع قوة فاعلة غير حكومية (قوات صنعاء) تُلحق أضراراً بأصولنا وقواتنا بالصواريخ والمسيّرات”.
وأضاف: “عصر هيمنة الولايات المتحدة على البحر والجو والفضاء بلا منازع انتهى الآن وأصبح ضرباً من الماضي، وعلى أمريكا وجيشها التكيّف مع التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة في العالم”.
وزير حرب أمريكا: فشلنا في اليمن
وفي مقابلة خاصة أجرتها قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أقرّ وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، بفشل عدوان بلاده على اليمن دون أن تحقق أهدافها المعلنة؛ وقف هجمات قوات صنعاء، والقضاء عليها، وتدمير ترسانة أسلحتها.
وقال: “لم ندمّر القدرات العسكرية للقوات اليمنية، فلدينا أولويات أخرى نركز عليها، مثل الصين وإيران، والولايات المتحدة لن تكرر ما فعلته في العراق وأفغانستان”.
وأضاف: “الرئيس دونالد ترامب قرر في نهاية المطاف وقف عمليات العدوان العسكري على اليمن، وفي البحر الأحمر ضد اليمنيين”.
وكان الرئيس ترامب أعلن، يوم الثلاثاء 6 مايو 2025، وقف العدوان على اليمن، مقابل وقف اليمن الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، مع وقف الاستهداف بين الطرفين مستقبلاً، في اتفاق بوساطة عُمانية وفقاً لمعادلة صنعاء كمخرج لواشنطن من مستنقع اليمن.
وشنَّت الولايات المتحدة عدواناً عسكرياً انتهى بالفشل على المناطق الحُرة في حكومة صنعاء، في 15 مارس الماضي، باسم عملية “الفارس الخشن”، بما يقارب من 1,500 غارة جوية لمدة 53 يوماً، أدت إلى استشهاد أكثر من 280 مدنياً، وإصابة أكثر من 650 آخرين.
.. واتفاق الهزيمة النكراء
بدورها، اعتبرت مجلة “ناشيونال إنترست” اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس ترامب واليمنيين هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا في المهمة القتالية الأعنف لقوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية.
وكشفت عن الهزائم التكتيكية المحرجة لأمريكا في عدوانها على اليمن، بتعرّض طائرات “F-35” من الجيل الخامس لخطر الموت في الأجواء اليمنية رغم تقنيات التخفي، وإعلان واشنطن تغيير قائد حاملة الطائرات “ترومان” عند وصولها إلى موطنها في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد موقع “ريل كلير ديفينس” الأمريكي العسكري إن لجوء إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء، لضرورة تجنب التورّط في صراعات خارجية مكلفة.
وأوصى صانعي السياسات الأمريكيين بالاعتبار من فشل عدوان عملية “الفارس الخشن” على اليمن كدرس عسكري في المستقبل لضبط النفس وعدم تحمّل الأعباء.
.. وفشل بـ”قيمة 7 مليارات دولار”
وأقرّت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الأسبوع الفائت، بإنفاق الولايات المتحدة أكثر من سبعة مليارات دولار في العدوان العسكري على قوات صنعاء، خلال إداراتي بايدن وترامب، دون أن يحقق أي نتائج ملموسة، ما اعتبرته فضيحة وفشلاً عسكرياً.
وأكدت مؤسسة “أولويات الدفاع”، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، إهدار الولايات المتحدة أكثر من 7 مليارات دولار على العدوان في اليمن خلال أقل من عامين.
وقال الخبير في الشؤون الدفاعية والعسكرية، ماكنزي إيغلتون، لموقع “بارس توداي”:”إن التهديدات العسكرية في منطقة البحر الأحمر تشكّل تحدياً أمام الولايات المتحدة وتضعها في موقف لا يمكنها من خوض معركة طويلة الأمد وعالية الضغط بنجاح”.
وأقرّ القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأمريكية، الأدميرال جيمس كيلبي، أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي، بأن حملة العدوان على اليمن فرضت ضغوطاً كبيرة على شركات صناعة الذخائر الأمريكية.
.. وصنعاء تطوّي صفحة “أم كيو 9”
تحت عنوان “سماء اليمن لم تعد آمنة لطائرات ‘ريبر'”، أقرت صحيفة “إنسايدر” الأمريكية بنجاح منظومات الدفاع اليمنية في إسقاط أحدث وأضخم المسيّرات طراز “أم كيو 9 ريبر” في سلاح الجو الأمريكي.
وقالت: “إن تكرار حوادث إسقاط طائرات ‘MQ-9’ الأمريكية في اليمن يُظهر التطور الملحوظ للقدرات الدفاعية لقوات صنعاء ودقة قدرتها على استهداف الطائرات الأمريكية المتقدمة”.
وأضافت: “إن التهديدات التي تواجة مسيّرات ‘أم كيو 9 ريبر’ الأمريكية من دفاعات صنعاء كفيلة بطيّ صفحتها، حيث تتكبّد هذه الطائرات المسيّرة خسائر متزايدة في الحرب مع اليمن”.
يُشار إلى أن قوات صنعاء أسقطت ثلاث طائرات نوع “F-18″، و26 طائرة أمريكية نوع “MQ-9” فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس” نصرة لغزة، وأربع أثناء العدوان الأمريكي السعودي، الذي استمر ثماني سنوات، وبدأ في 26 مارس 2015.
واستهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و”الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان، إسناداً لغزة.
السياسية : صادق سريع