رواية برشلونة و«الفار».. «فلتحيا التكنولوجيا»
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
خلال سنوات كثيرة، سبقت ظهور تقنية حكام الفيديو «الفار» في كرة القدم، أثارت عشرات الأهداف التي سُجّلت في البطولات الكبرى، جدلاً كبيراً لم يتوقف حتى الآن، بسبب حالات التسلل والأخطاء التي خدعت الحكام وأكدتها الإعادة التلفزيونية، لكن قانون اللُعبة لم يسمح بتحقيق العدالة آنذاك، ولكن وجود «الفار» في الحقبة الحالية أعاد الكثير من الحقوق إلى أصحابها، وهو ما يبرز بقوة هذا الموسم عبر كثير من التقارير الإعلامية العالمية، التي لم يعد لديها حديث سوى مصيدة تسلل برشلونة وطريقة لعب هانسي فليك، التي لم تكن لتنجح وتحقق هذا الإبهار، لولا وجود «الفار» العادل، الذي وجهت إليه صحيفة سبورت «الكتالونية» التحية بتقرير سابق لها بعنوان «فلتحيا التكنولوجيا الحديثة».
وظهرت عدة تقارير تتناول تسبب برشلونة في إسقاط منافسيه في مصيدة التسلل 84 مرة حتى الآن في «الليجا»، بجانب 16 مرة أخرى في «الشامبيونزليج»، ليبلغ العدد 100 كاملة حتى الآن، وأشارت وسائل الإعلام إلى أن التسلل منع احتساب 13 هدفاً ضد «البارسا»، سواء عبر الحكام المُساعدين مُباشرة أو بواسطة «الفار».
لكن التعمق أكثر في الإحصائيات المُرتبطة بتقنية حكام الفيديو، يكشف أن تدخلات «الفار» هذا الموسم منحت «البلوجرانا» حقه 10 مرات، في احتساب التسلل وإلغاء 7 أهداف، بجانب تصحيح قرار احتساب ركلات الجزاء مرتين، وكذلك منح الفريق ركلة جزاء واحدة بعد العودة إلى التقنية الحديثة، والأهم أن كثيراً من تلك القرارات أتى في توقيت «حاسم» حسب سير المباريات، إذ كان يُمكن أن يتأخر الفريق أو يفقد تقدمه في وقت حرج، لو لم يتدخل «الفار».
وتمثّلت أبرزها في إلغاء هدفي إسبانيول في المباراة الأخيرة، بداعي التسلل، في الدقيقتين 27 و58، وكان احتساب أحدهما أو كليهما كفيلاً بتعقيد الأمور أمام «بارسا فليك» وربما غيّر مسار المواجهة منذ البداية، أما في الجولة السادسة أمام فياريال، فقام «الفار» بدوره القانوني باحتساب ركلة جزاء لمصلحة برشلونة في الدقيقة 65، لكن ليفاندوفسكي أهدرها، وقتما كانت النتيجة تُشير إلى تقدم فريقه بـ3/1، وبعدها بدقائق معدودة ألغت هدفاً لـ «الغواصات» بسبب التسلل «إلكترونياً»، ولو احُتسب لباتت النتيجة 3/2 وربما انقلبت الأحداث آنذاك.
وقبلها في الجولة الخامسة، قرر «الفار» عدم وجود ركلة جزاء لمصلحة جيرونا، في الدقيقة 45، كانت تكفي لجعل النتيجة تقدم برشلونة 2/1 بدلاً من 2/0، لتصعب المهمة وقتها، كما أن إلغاء هدف مبابي لمصلحة ريال مدريد بسبب التسلل، منع تأخر الفريق في «الكلاسيكو» مُبكراً، وبالتأكيد لم تكن المباراة لتسير في اتجاه «البارسا» كما حدث، وتدخلت التقنية أوروبياً أيضاً، لتمنع تعادل بايرن ميونيخ المُبكر بسبب هدف المُتسلل هاري كين، وكذلك إلغاء هدف يانج بويز في نهاية المباراة، وكذلك وقفت حائلاً أمام خسارة أكبر لـ «الفريق الكتالوني» أمام موناكو، الذي كان متقدماً 2/1، وألغت احتساب ركلة جزاء متأخرة، كان من الممكن أن تزيد النتيجة إلى 1/3 ضد برشلونة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: برشلونة الدوري الإسباني تقنية الفيديو الليجا رکلة جزاء
إقرأ أيضاً:
نوبة الغريبة.. روايةٌ تتناول مراحل من تاريخ الجزائر الحديث
الجزائر "العُمانية": تتناول أحداث رواية "نوبة الغريبة" الصّادرة عن دار أدليس للنشر والترجمة، بقلم الروائيّ الجزائري، محمد الأمين بن ربيع، واقع الحياة في الجزائر، في فترة الاستعمار، وفي فترة العشرية السوداء.
وتقول الناقدة، سارة سليم، في قراءتها لهذه الرواية "قد تبدو الرواية عن امرأة أو مغنيّة هربت من كلّ ما له علاقة بماضيها، ومدينتها، وأهلها، بحثا عمّا يجعلها تثبت ذاتها من وجهة نظرها، لكنّ الرواية تتجاوز ذلك إلى الحديث عن تحوُّلات وصمت فترة معيّنة من تاريخ الجزائر على لسان امرأة، ومن وجهة نظر مغنيّة تحكي حياتها كما عاشتها. امرأة منحتها الحياة اسمين وحياتين، "بركاهم"؛ اسمٌ يحمل ذاكرتها الأولى، و"بهجة"؛ اسمٌ اختلقه لها "قاسم الدساس" لتكون في البدء بهجته هو.
وتضيف الناقدة "عاشت بهجة حياتين، حياة تبدو للجميع متّسقة مع تلك الفترة من تاريخ الجزائر، وحياة داخلية تعيشها وحدها، بينها وبين نفسها، تذكّرها دائمًا أنّها بركاهم القادمة من بوسعادة؛ هذه المدينة الزاخرة بالفن، وبالتراث، وحكايات لم تحك بعد".
وتؤكّد بالقول "في (نوبة الغريبة)، لا يكتب محمد الأمين بن ربيع تاريخ تلك المنطقة روائيًّا أو يأتي على ذكر حقائق بعينها وأشخاص بذاتهم، لكنّه يحاول قدر الإمكان أن يقبض على الوجوه والملامح التي تؤسّس لهذه الرواية، ملامح قد تبدو قريبة من الواقع، لو حاولنا أن نمعن النظر فيها، لكنّها لا تشبه إلاّ تصوُّرات الرواية نفسها، التي قد تلقي بظلالها على الواقع، لكنّها أبداً لن تعيد طرحه".
وتقول الرواية على لسان بهجة: "حين كنتُ في بداياتي منتصف الثمانينات، كان للفنّ قيمته ولأهل الفنّ مقامهم، أمّا اليوم فقد أضحت تلك الحفلات مجرّد تقليد".
قد يبدو للبعض أنّ "الغريبة"، المقصودة في العنوان، هي "بركاهم" الشّخصية الرئيسة للرواية؛ "بركاهم" التي أصبحت "بهجة" قاسم الدساس، في حين أنّ كلّ شخصيّات الرواية، كالزينيّة، وروفيا، وخولان، وقاسم الدساس، تروي حكايتها وفق منطقها الخاص؛ حكايات تقول إنّ جميعهم غرباء يبحثون عن هوياتهم، والغربة في هذه الرواية حالة روحيّة، أكثر من أيّ شيء آخر، لذا جاء العنوان مركّبًا من "النوبة" التي تعتبر مزيجاً بين الموسيقى العربيّة والأندلسيّة، والغريبة التي تصف هؤلاء جميعا. ويُشبه أبطال رواية "نوبة الغريبة" النبتة التي زرعت في غير أرضها وموسمها.
و "نوبة الغريبة"، هي رواية عن الخطيئة، من وجهة نظر غرباء يتهرّبون من خطايا ظلّت تلاحقهم، خطايا حاولوا جاهدين نسيانها، لكنّها لم تنسَهم، كما أنها رواية عن كلّ الأشياء التي نصمت عنها، لكنّها تستمرُّ بملاحقتنا طوال العمر، لا هي أصبحت قريبة ولا نحن نعدل عن كوننا غرباء. هي نوبة الغريبة بالفعل، لكن لن نختصرها، بكلّ تأكيد، بل نطلع من خلالها على الفن، وتاريخ المدن حين تختصره مدينة اسمُها بوسعادة، هذه المدينة التي عبّر عنها محمد الأمين بن ربيع روائيًّا، بقوله: "المدينة البعيدة الرابضة بين الجبال كأنثى مدلّلة ترفض أن تمنح نفسها لمن يريدها".