مناظير الاثنين 4 نوفمبر، 2024
زهير السراج
Manazzeer@yahoo.com
* سيأتي يوم يكتشف فيه مروجو الحرب وأتباعهم من السذج والمغفلين الحقيقة المؤلمة التي لا يستطيعون فهمها وتقبلها الآن، بأن الحرب التي يروجون لها، ليست كما يعتقدون، بين طرفين يصطرعان على السلطة والمال أو حرب كرامة بين جيش الوطن ومليشيا متمردة، وإنما مؤامرة كبرى الهدف منها إنهاء دولة إسمها السودان والسيطرة على خيراتها ومواردها وتشريد واسترقاق شعبها .
* حتما سيكتشفون، سواء كانوا في هذا الطرف أو ذاك، أن الحرب التي كانوا يروجون لها لم تكن سوى حرب عليهم وعلى حياتهم ومستقبلهم ووجودهم كوطن وشعب، وأن مَن كانوا يظنون أنهم أصدقاء أو حلفاء أو داعمون لهم في الحرب ليسوا سوى متآمرين عليهم لتأجيج الحرب وجر السودان الى حالة انهيار للسيطرة عليه وعلى موارده وخيراته واستغلال شعبه وتشريده واسترقاقه، وانهم كانوا متفقين على كل شئ وعلى كل تفاصيل ما يحدث على أرض المعركة داخل أو خارج السودان!
* يمكن لأي شخص يريد التأكد من هذه الحقيقة المؤلمة أن يسأل نفسه: كيف يمكن لأصدقاء وحلفاء وشركاء في كل شئ أن يدعم بعضهم احد طرفى الحرب، ويدعم البعض الآخر الطرف الآخر، بينما هم حلفاء واصدقاء وشركاء في كل شئ مثل التوأم السيامي .. أليس هذا لغزا يحتاج للتفكير والتفكيك والإجابة ؟!
* لماذا يدعم البعض هذا الطرف ويدعم البعض الآخر ذلك الطرف، بينما تربطهم صداقة حميمة ومصالح ضخمة وشراكة لا تنفصم؟!
* الإجابة بكل بساطة أنهم يفعلون ذلك حتى حتى لا ينتصر احد الخصمين على الآخر، فتستمر الحرب وتظل مشتعلة ويرتفع اوارها الى عنان السماء ويصل الخصمان الى أقصى درجات الضعف، ويقترب السودان من نقطة الانهيار، وهنا تحين اللحظة المناسبة للسيطرة على كل شئ فيه، وتحقيق الهدف المنشود والمتفق عليه بتقسيم السودان وتقاسم خيراته تحت ظل حكومة سودانية ذليلة تابعة وخانعة لا تملك من سيادتها وقرارها وامرها شيئاً، وإذا اعتقد الذين يتقاتلون الآن أو احدهما أنه سيكون الحاكم بأمره في (سودان) ما بعد الحرب فهو إما ساذج أو غبي لا يفقه شيئا في لعبة السياسة، حيث تثبت كل المعطيات والبراهين والتجارب الإنسانية السابقة انهم لن يحصلون على شئ وانما يهدرون وقتهم وجهودهم وارواح المواطنين في الحرب الدائرة الآن، ويدمرون الوطن ويشردون الشعب ويُمرِّغون كرامته في التراب، من أجل سيطرة الآخرين على كل شئ في السودان أو ما كان يُعرف بالسودان (مدركين او غير مدركين)، وإعادة استعماره وتشريد شعبه !
* قريبا جدا سيكتشف الذين يهللون للحرب هذه الحقيقة الموجعة ويغرقون في الندم ويتمنون لو أنهم ماتوا (سمبلة) كالذين ماتوا في هذه الحرب، فهو على الاقل أفضل كثيرا من التشرد والعبودية والرق !
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: على کل
إقرأ أيضاً:
بابا الفاتيكان يندد بالإقصاء والخوف من الآخر
حض البابا ليو الرابع عشر، اليوم الأحد، على تجاوز الخوف ممن هم مختلفون وعلى رفض "عقلية الإقصاء".
وتأتي رسالته، بمناسبة أحد العنصرة، بعد شهر من تولي الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست السدة البابوية. وأعقبت الرسالة قداسا احتفاليا في ساحة القديس بطرس.
لم يتطرق البابا في رسالته إلى أحداث أو نزاعات محددة، مكتفيا بالتشجيع على الانفتاح بعضهم على بعض، في وقت تشكل مكافحة الهجرة ملفا رئيسيا في العديد من دول العالم.
وأضاف ليو الرابع "حيث هناك محبة، لا مكان للأفكار المسبقة (...) لعقلية الاقصاء التي نراها تطفو ويا للأسف في القوميات السياسية".
وأشار "بألم كبير، إلى حالات تهيمن فيها على العلاقات رغبة شريرة في الهيمنة، في سلوك يقود غالبا إلى العنف".
وكما في عظات سابقة، ندد البابا بخطر منصات التواصل الاجتماعي قائلا "نواجه خطر أن تزيد عزلتنا (...) نغرق دائما في الزحمة غير أننا نبقى مشتتين ومعزولين".
ومنذ انتخابه، عرض ليو الرابع عشر أن يكون وسيطا بين قادة دول تشهد نزاعات. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أجرى أول مكالمة هاتفية له بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.