سودانايل:
2025-05-13@00:45:27 GMT

البرهان يرسم ملامح المستقبل السياسي

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

أن خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش في الذكرى 69 لسودنة الجيش السوداني، يحمل في أحشائه العديد من الرسائل الهامة، أولها أن البرهان لم يتحدث عن أي مفاوضات مع ( ميليشيا الدعم السريع) بل يؤكد على إخراجها من الساحتين السياسية و العسكرية. عندما يتهمها بالتضليل و الزيف و ترويع المواطنين.

و يقول البرهان "بلادنا تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث ، تستهدف كيان وهوية وتراث ومصير شعبنا الذي ظل منذ صبيحة ١٥ أبريل الماضي يواجه أبشع فصول الإرهاب وجرائم الحرب على أيدي مليشيا المتمرد الخائن حميدتي وأعوانه" و هذا الإتهام يجب وصله مع تشكيل البرهان لجنة من النائب العام لحصر جرائم الميليشيا، بهدف تقديم قيادتها إلي العدالة الدولية. الأمر الذي يجعلها خارج دائرة الفعل السياسي و العسكري في المستقبل. و هنا يسأل الذين يقفون موقفا مناهضا للجيش و أيضا الذين يشايعونهم: هل الجيش سوف ينتصر في الحرب؟ القضية ليست متعلقة فقط بالجيش.. أيضا بالشعب الذي أغلبيته تقف في خندق واحد مع الجيش للتخلص من الميليشيا تماما. و لن يخالف الجيش ما يريده الشعب. وهذا الذي أكده البرهان في خطابه حيث يقول "نؤكد لكم ولجميع العالم أن القوات المسلحة ستظل كعهدها علي مدي تاريخها الذي يقترب من المائة عام بأننا سنظل قوات محترفة تقف مع خيارات شعبنا العظيم وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات" و جاء التأكيد لكي يثبت القناعة في عملية التحول الديمقراطي.
ينتقل البرهان إلي محطة أخرى؛ يؤكد فيها أن مرحلة ما بعد الحرب يجب أن تفارق المسار الذي كان قبل الحرب، فالهدف في الخطاب تأسيس مرحلة جديدة بأجندة جديدة؛ يقول البرهان عنها "دولة الحرية والسلام والعدالة التي يحلم بها شباب بلادي بعد توافق نتفادي فيه كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل ٢٠٢٣م لنصل إلي صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدي شعبنا تصل بالبلاد إلي محطة الإنتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة وإستحاق" و الإشارة هنا إلي توسيع قاعدة المشاركة، بهدف الوصول لتوافق وطني يكون ضامن للعملية السياسية، و يقود إلي أنتخابات. و قبل الانتخابات لابد أن يكون هناك توافقا بين السلطة المدنيةو الجيش لتأمين فترة ما قبل الانتخابات. باعتبار أن عملية التحول الديمقراطي تحتاج إلي تناغم بين السلطة التنفيذية و العسكرية لحفظ الأمن و الوصل لمرحلة الاستقرار السياسي الذي تحتاجه العملية الانتخابية. و بعد الانتخابات ينسحب الجيش من الساحة السياسية و يتفرغ الجيش لعملية البناء و التحديث و التأهيل. يقول البرهان عنها "حينها ستجدون قواتكم المسلحة إلي جانبكم ثم لتمضي في أداء واجبها الوطني المقدس في حماية الأرض والعرض ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير ، جيشاً واحدا موحدا خالي من أي تشوهات تهدد الأمن الوطني السوداني مستقبلاً" و هنا تتضح رؤية القائد العام للجيش عن الخطة المرسومة للعملية السياسية و الأمنية، و تبين أن بعد وقف الحرب لابد أن يكون هناك تناغم بين الجيش و السلطة التنفيذية لخلق بيئة صالحة للانتخابات، هي البيئة التي يجب أن تشهد فيها الميادين العامة الندوات السياسية الجماهيرية التي كانت غائبة تماما طيلة الأربعة سنوات الماضية. أن حظر السلاح و منع المتاجرة فيه و وجوب أن يكون فقط عند القوات المسلحة سوف يعزز العملية الأمنية في البلاد.
يؤكد البرهان أن الجيش مصر على التخلص من الميليشيا تماما و أن لا يكون لها دورا في المستقبل حيث يقول "نعاهدكم جميعاً أيها الشرفاء أن نحتفل قريبا جدا وبعون الله وتوفيقه بالنصر المؤزر علي هذا التمرد الغاشم وعلي أن نحافظ علي هذا البلد وشعبه ، وأن نجنبه مستقبلاً مغامرات كل متهور ومغامر ، وأن نبدأ ونواصل معاً مسيرة البناء وإعادة تأهيل ما دمرته هذه الحرب بإذن المولي عز وجل" النصر تقابله الهزيمة و ليس التفاوض، و هذه تمثل رغبة كل المؤمنين بعملية التحول الديمقراطي، الوصول إلي جيش مهنى واحد، فالذين يسعون للتفاوض بين الجيش و ميليشيا الدعم السريع هؤلاء يبحثون عن تسوية تعيد الميليشيا لكي تلعب مرة أخرى دورا سياسيا، و هؤلاء يريدون تأجيل الحرب لوقت أخر.
أن الإيمان بالعملية الديمقراطية يعني أن يكون هناك جيشا واحدا في البلاد، و أيضا لابد من فتح حوار سياسي و مجتمعي للوصول لتوافق وطني، و معادلة الديمقراطية لا تقبل فرض الشروط من أي قوى سياسية. و إذا أنتظرنا أن تكون هناك معادلة تقارب بين أهل الصراعات الأيديولوجية سوف يعاني الشعب السوداني أطول من معاناته السابقه، الصراع أليديولوجي الدائر جعل هناك حالة من الاستقطاب الحاد في المجتمع تهدد مستقبل الوطن، أن القوى الوسطى في المجتمع يقع عليها عبء كبير في مسألة الاستقرار السياسي و الاجتماعي في البلاد، و يجب عليها أن تستيقظ من حالة السكون التي تعيش فيها. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية

في قطاع غزة، حيث يصبح الخوف جزءا من الحياة اليومية للأطفال، تجسد الطفلة الفلسطينية لانا الشريف، البالغة من العمر 10 سنوات، مأساة الطفولة في ظل القصف والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام ونصف العام.

كانت لانا، التي عرفت بجمالها وبراءتها، تعيش حياة هادئة في مدينة رفح إلى أن دمرت الحرب طفولتها، وغزا الشيب رأسها في عمر مبكر، وانتشرت بقع بيضاء في جسدها الهزيل نتيجة الصدمة النفسية الهائلة التي تعرضت لها عندما دمر البيت المجاور لمنزل عائلتها في قصف إسرائيلي.

عاشت لانا بعدها نوبات فزع وكوابيس غزت أحلامها، ما أثر على حالتها الجسدية والنفسية، وأفقدها الشعور بالأمان والطفولة التي تستحقها، فتعبر لانا عن ألمها بحزن قائلة: "الناس لم يعودوا يحبونني كما كانوا من قبل، لم أعد تلك الطفلة الجميلة."

"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني"

الطفلة لانا الشريف 10 سنوات أصيبت بمرض البُهاق نتيجة نوبات هلع وخوف شديد
ناجم عن قــ.. ــصف اســ.. ــرا.ئيلي عنيف???? pic.twitter.com/ewAzv66gAv

— ☠️EMA إيما (@ghost_girl2023) May 10, 2025

هذه الكلمات أشعلت تعاطفا واسعا عبر منصات التواصل، حيث أصبح اسمها رمزا لمعاناة الأطفال في غزة.

بسبب الخوف الشديد من القصـ.ف شابَ شعر الطفلة لانا الشريف، وأُصيبَت بمرض البُهاق.

تحدثوا عن هذه الأوجاع المنسية ليكون الكلام شاهدًا لكم. pic.twitter.com/NdMlfF94AI

— معين الكحلوت , من غزة ???????? ???? (@Moin_Awad) May 10, 2025

إعلان

ومع انتشار المقطع على منصات التواصل دان النشطاء ما تفعله إسرائيل بأطفال غزة قائلين "اغتالوا الطفولة البريئة"، بحسب تعبيرهم، مطالبين بتسليط الضوء على قصة لانا لتوثيق حجم المعاناة التي يقاسيها أطفال قطاع غزة وعائلاتهم.

وعلى منصة إكس كتب العديد من المدونين أن ملامح لانا ليست مجرد صورة، بل هي شهادة حية على الانتهاكات الممنهجة بحق أطفال غزة.

واعتبر بعض الناشطين أن "لانا لم يقتلها القصف، لكن قتلها الخوف وقلة الحيلة في عالم تفتقد فيه الإنسانية."

عمرها عشر سنوات، لكن عيناها تحكيان عن عمرٍ أثقلته الصدمات.
لانا، الطفلة الوحيدة لوالديها، لم ترَ من الحرب إلا ما يُفقد الكبار توازنهم، فكيف بطفلة ما زالت تخط أولى خطواتها نحو الحياة؟
كانت في بيتها حين انهار المنزل المجاور، بفعل صواريخ الاحتلال، ليتحوّل صوت الانفجار إلى رفيق يومي… pic.twitter.com/vCueqbJbBz

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 6, 2025

في ظل الحصار المستمر الذي يفاقم معاناة سكان القطاع، دعا مؤثرون وصحافيون إلى ضرورة فتح المعابر لإخراج الأطفال الذين هم في حاجة ماسة إلى العلاج، مؤكدين أن غياب الإمكانيات الطبية المناسبة داخل غزة يجعل من الصعب معالجة الحالات الطارئة التي تسببها الحرب للصغار.

وقال مغردون إن قصة لانا ليست استثناء فهي تمثل آلاف الأطفال في قطاع غزة الذين عايشوا الموت دون أن يزهق أرواحهم، لكنه "اغتال طفولتهم"، كما وصفها أحد المدونين.

الطفلة الصغيرة لانا الشريف حكاية وجـ ـع أكبر من عمرها لم تُصب بشظايا ص/روخ لكنها أُصيبت بشيء لا يُرى… شيء يُمزق الداخل ويُغير الملامح. الخوف الشديد من القـ ـصف لم يترك لها خياراً… شاب شعرها في لحظات كما لو أن الزمان مرّ بها دفعة واحدة وأصابها مرض "البُهاق"، pic.twitter.com/6Yv0H5wQga

— إيهاب الحلو (@Ehabhelou) May 10, 2025

إعلان

وأضاف آخرون أن قصة لانا الشريف تبقى مثالا مأساويا على الوجه الحقيقي للحرب الإسرائيلية على القطاع، حيث تتحول البراءة إلى خوف، والجمال إلى ألم، والطفولة إلى ذكريات مغتصبة.

وفي الوقت الذي يتداول فيه العالم صور الطفلة عبر الإنترنت، يبقى السؤال الأكبر: متى ينتهي هذا الكابوس الإسرائيلي الذي يطارد جيلا بأكمله في غزة؟>

"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني”..????
شايف #الخوف بس ايش بعمل فقط الخوف ????????
كم مرة خوفنا وخافت اطفالنا في عامين
"كنت جميلة… والآن لا أحد يحبني”.. بهذه الكلمات تصف الطفلة لانا الشريف (10 سنوات) ألمها، بعد إصابتها بمرض البُهاق نتيجة نوبات هلع وخوف شديد، ناجم عن قصـ ف إسر ائيلي… pic.twitter.com/hWliOGkt72

— ثائر البنا، غزة ???????? (@thaeralbannaa) May 10, 2025

ويتحدث تقرير صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتكاب أكثر من 11,859 مجزرة ضد العائلات الفلسطينية، بينها 2,172 عائلة أبيدت بالكامل بقتل جميع أفرادها.

في خيام تفتقد إلى أبسط متطلبات الحياة، يعيش الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم وأطرافهم معاناة يومية تضاعفها استمرارية القصف وشح الموارد.

 

مقالات مشابهة

  • طلاب يرسمون ملامح المستقبل.. مشروعات إعلامية من قلب جامعة حلوان
  • ما هو الدعاء الذي يقال عندما يكون الطقس حارًا؟
  • للرمم البقولوا (نطاق الحرب اتسع وما عادت هناك مناطق آمنة)
  • تحول إيجابي لبغداد وأربيل.. تقرير بريطاني يرسم ملامح ما بعد تفكيك العمال الكوردستاني
  • مكتب نتنياهو: لن يكون هناك ثمن لإطلاق الجندي عيدان ألكسندر
  • الحرب الناعمة على سوريا وتحديات المستقبل
  • لانا الشريف وجه الطفولة بغزة الذي شوهته الحرب الإسرائيلية
  • ‏ترامب يقول إنه يعتزم مواصلة العمل مع موسكو وكييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • مصلحة المالك والمستأجر.. أحمد موسى: لازم يكون هناك حوار مجتمعي حول الإيجار القديم
  • ثلاثية باكستان التاريخية.. الجيش، الإقطاع السياسي، الدين