ما هي فرصة وقف النار في لبنان خلال الفترة الانتقاليّة للحكم الأميركي؟
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
كتب محمد بلوط في "الديار": وفق مصادر سياسية فان الخسارة المذلة التي لحقت بهاريس وبالحزب الديموقراطي، تجعل ادارة بايدن في الفترة القصيرة الباقية من عمرها ضعيفة ومسلوبة الارادة، الامر الذي يعطي انطباعا بانها لن تستطيع في هذه الفترة ان تحقق ما عجزت عنه قبل الانتخابات وفوز ترامب والحزب الجمهوري. وترى هذه المصادر انه من الصعب بعد الانقلاب الكبير الذي احدثته الانتخابات الاميركية، التعويل على قدرة او رغبة ادارة بايدن في الضغط على نتنياهو لوقف الحرب في لبنان وغزة.
كما أن رئيس وزراء العدو، الذي تخلص من خصومه او من الذين عارضوا رأيه مثل وزير الدفاع غالانت، لن يعطي هذه الادارة المنصرفة ما لم يعطها في أوج حضورها . وبرأي هذه المصادر ان هناك آمالا في التوصل الى وقف النار في لبنان في غضون اسابيع قليلة، لاسباب مهمة ومؤثرة بشكل اساسي . ولعل ابرز هذه الاسباب التطورات الميدانية التي عكست منذ اندلاع المعركة البرية في الجنوب، صورة لم يكن العدو الاسرائيلي يتوقعها، حيث تمكن حزب الله والمقاومة من افشال هجمات فرق النخبة لهذا العدو على كل المحاور، واوقع فيها خسائر كبيرة غير محسوبة .
ورغم حدة وشراسة الهجمات «الاسرائيلية» المدعومة بالطيران والمدرعات والمدفعية، لم تتمكن القوات «الاسرائيلية» بعد اكثر من شهر من تحقيق نجاح يذكر، سوى التدمير وشن الغارات على المدن والقرى بحجة استهداف مراكز للحزب.
والى جانب هذا النجاح في المواجهات البرية، اكد حزب الله احتفاظه بقدرة عالية من الصواريخ والمسيرات الهجومية وغيرها، واستمر منذ اندلاع الحرب على جبهة لبنان، رغم ما اصابه من ضربات مؤلمة، بقصف كل مناطق الجليل، ووسع دائرة استهدافاته مؤخرا بشكل شبه يومي لتشمل «حيفا» و"عكا» و"صفد» و"طبريا» و"تل ابيب» وما يسمى بمناطق الوسط او المركز.
وبرأي المصادر، ان الميدان يشكل عاملا اساسيا لاجبار العدو على القبول بوقف النار، وان ما حصل حتى الآن يعزز اسقاط رهانات نتنياهو على الاستمرار في الحرب طويلا. وباعتقاد هذه المصادر ان نتنياهو بدأ يواجه معارضة متنامية على المستوى السياسي بعد تخلصه من خصومه، حتى الذين كانوا محسوبين على حزبه مثل غالانت، وكذلك من الجيش ايضا.
وعلى صعيد تأثير فوز ترامب المعروف بعلاقته المتينة بنتنياهو، تذكر المصادر بكلامه الشهير الذي وجهه منذ فترة وقوله له «انه الوضع» قبل موعد الولاية الرئاسية الجديدة . وترى المصادر ان هناك اكثر من تفسير لهذه العبارة، لكن يبدو واضحا ان ترامب لا يريد ان يتحمل ثقل هذا الوضع مع بداية عهده، ويفضل انهاء الحرب في لبنان وغزة قبل مباشرة مسؤولياته، بغض النظر عن طريقة تحقيق وقف النار على الجبهتين . ويمكن القول ان فرصة وقف النار في لبنان في الفترة الانتقالية للحكم في اميركا تبقى موجودة بنسبة جيدة، لكن تحقيق هذا الهدف خلال الاسابيع القليلة يعتمد على ٣ عناصر اساسية: الميدان، الضغط الدولي والاميركي على «اسرائيل»، وسقوط وتراجع نتنياهو عن الاستمرار في الرهان على الحرب .
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المصادر ان وقف النار فی لبنان
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يستقوي بترامب.. تقرير بريطاني يحذر من مرحلة الإفلات من العقاب
قال مركز أبحاث بريطاني إن الثقة المطلقة التي يبديها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترتبط مباشرة بإحساسها المتزايد بالإفلات من العقاب، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة رغم مرور شهرين على إعلان "وقف إطلاق النار"، الذي وصفه التقرير بأنه "مضلل" ولا يعكس الواقع الميداني.
التقرير الصادر عن مركز “أوبن ديموكراسي” في لندن، سلط الضوء على مشاهدات ميدانية وآليات سياسية تكشف حجم الانتهاكات الجارية، إلى جانب التحولات التي تشهدها الخطة الأمريكية الخاصة بإدارة غزة، وما رافقها من تغييرات مفاجئة طالت شخصيات محورية مثل توني بلير.
غارات مستمرة رغم وقف النار
ذكر التقرير أن الفلسطينيين في غزة واصلوا دفع ثمن الغارات الإسرائيلية، سواء عبر المقاتلات أو الطائرات المسيرة التي استهدفت مباني وخرائب وحتى المخيمات المؤقتة، رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن سقوط شهداء فلسطينيين بشكل شبه يومي، بما يؤكد أن "وقف النار" بات مصطلحا لا يعكس حقيقة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي الوقت ذاته، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد "تل أبيب" للانتقال إلى المرحلة التالية من خطة ترامب الخاصة بغزة، بينما تشير تقارير أمريكية إلى أن الخطة ذاتها تخضع لتعديلات جوهرية.
إقالة توني بلير
فيما أشار تقرير فايننشال تايمز أشار إلى أن توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، قد أُقيل هذا الأسبوع بهدوء من "مجلس السلام" التابع لإدارة ترامب، وهو المجلس الذي كان مكلفا بالإشراف على إدارة غزة. وكان يتوقع أن يلعب بلير دورا مركزيا وربما قياديا في البرنامج، إلا أن اعتراضات عربية وإسلامية — على خلفية دوره في غزو العراق عام 2003 — جعلت تعيينه "غير لائق سياسيا"، وفق الصحيفة.
وبحسب المركز البحثي البريطاني، تجلت ثقة نتنياهو بنفسه في إجراءات ميدانية جسيمة، أبرزها ضم فعلي لأكثر من نصف قطاع غزة دون إعلان رسمي.
فقد حشر نحو مليوني فلسطيني داخل شريط ضيق على الساحل يعرف بـ"المنطقة الحمراء"، بينما تسيطر قوات الاحتلال على "المنطقة الخضراء" التي تمثل 58% من مساحة القطاع.
وتظهر أعمدة خرسانية صفراء رسمتها قوات الاحتلال الحدود الفاصلة بين المنطقتين، وتعاملها المؤسسات الأمنية الإسرائيلية كحدود جديدة بحكم الأمر الواقع.
تجسس على القوات الأمريكية
في خطوة أخرى توثق الاستهتار الإسرائيلي، كشف التقرير أن "إسرائيل" تجسست على القوات الأمريكية داخل مركز التنسيق المدني العسكري (CMOC)، وهو غرفة عمليات مخصصة لمراقبة وقف إطلاق النار أنشأتها واشنطن في كريات جات جنوب الأراضي المحتلة٬ على مسافة 20 كيلومتراً من غزة. ويؤكد المركز أن التجسس بدأ منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، من دون أي تبعات سياسية حتى الآن.
خارج غزة، يشير التقرير إلى أن الجيش والشرطة الإسرائيليين يتمتعان بحصانة شبه كاملة في تعاملهم مع ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة المحتلة والقدس. ومن الأمثلة الحديثة، قتل فلسطينيَين أعزلاً بالرصاص بعد استسلامهما.
ومنذ بدء الحرب على غزة قبل عامين، استشهد أكثر من ألف فلسطيني في الضفة الغربية وحدها، بينما أجبر 32 ألفا على النزوح من مخيمات شمال الضفة خلال العام الأخير.
وفي القدس، تواجه 34 عائلة تضم 175 فردا خطر الإخلاء القسري من حي بطن الهوى لصالح جمعيات استيطانية.
عنف متصاعد يهدد جيلا كاملا
ونقل المركز عن منظمة "أنقذوا الأطفال" أن حملات الجيش الإسرائيلي أجبرت مجتمعات بأكملها في شمال الضفة على البقاء داخل منازلهم، ما أدى إلى تعطيل تعليم الأطفال وتعريض الأسر لخطر فقدان الدخل، وزيادة احتمالات تعرض الأطفال للعنف أو الاعتقال.
وأكدت المنظمة أن "مستقبل جيل كامل بات مهددا"، في ظل القيود على المساعدات، وتوسع العنف الاستيطاني، وعمليات الهدم، ومصادرة الأراضي، وتدمير البنية التحتية.
ويرى مركز “أوبن ديموكراسي” أن إصرار نتنياهو على البقاء في السلطة حتى الانتخابات المقبلة يجعل من الصعب تصور أي انفراجة قريبة للأزمة الفلسطينية.
كما يتوقع المركز أن تمتد آثار الحرب على غزة إلى أجيال قادمة، وأن تترك تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.
تحوّل في المزاج الأمريكي
تقرير لوموند ديبلوماتيك الذي استشهد به المركز، أشار إلى تحول كبير في الرأي العام الأمريكي، حيث "لا تؤيد غالبية الأمريكيين الآن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة"، وللمرة الأولى "يحظى الفلسطينيون بتأييد أكبر من إسرائيل" في استطلاعات الرأي.
ويحذر المركز من أن استمرار تراجع الدعم الشعبي الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي قد ينعكس سريعا على موقف ترامب نفسه، إذا شعر بأن هذا الدعم بات يهدد صورته أو حساباته الداخلية.