كتب محمد بلوط في "الديار": وفق مصادر سياسية فان الخسارة المذلة التي لحقت بهاريس وبالحزب الديموقراطي، تجعل ادارة بايدن في الفترة القصيرة الباقية من عمرها ضعيفة ومسلوبة الارادة، الامر الذي يعطي انطباعا بانها لن تستطيع في هذه الفترة ان تحقق ما عجزت عنه قبل الانتخابات وفوز ترامب والحزب الجمهوري. وترى هذه المصادر انه من الصعب بعد الانقلاب الكبير الذي احدثته الانتخابات الاميركية، التعويل على قدرة او رغبة ادارة بايدن في الضغط على نتنياهو لوقف الحرب في لبنان وغزة.

كما أن رئيس وزراء العدو، الذي تخلص من خصومه او من الذين عارضوا رأيه مثل وزير الدفاع غالانت، لن يعطي هذه الادارة المنصرفة ما لم يعطها في أوج حضورها . وبرأي هذه المصادر ان هناك آمالا في التوصل الى وقف النار في لبنان في غضون اسابيع قليلة، لاسباب مهمة ومؤثرة بشكل اساسي . ولعل ابرز هذه الاسباب التطورات الميدانية التي عكست منذ اندلاع المعركة البرية في الجنوب، صورة لم يكن العدو الاسرائيلي يتوقعها، حيث تمكن حزب الله والمقاومة من افشال هجمات فرق النخبة لهذا العدو على كل المحاور، واوقع فيها خسائر كبيرة غير محسوبة .

ورغم حدة وشراسة الهجمات «الاسرائيلية» المدعومة بالطيران والمدرعات والمدفعية، لم تتمكن القوات «الاسرائيلية» بعد اكثر من شهر من تحقيق نجاح يذكر، سوى التدمير وشن الغارات على المدن والقرى بحجة استهداف مراكز للحزب.

والى جانب هذا النجاح في المواجهات البرية، اكد حزب الله احتفاظه بقدرة عالية من الصواريخ والمسيرات الهجومية وغيرها، واستمر منذ اندلاع الحرب على جبهة لبنان، رغم ما اصابه من ضربات مؤلمة، بقصف كل مناطق الجليل، ووسع دائرة استهدافاته مؤخرا بشكل شبه يومي لتشمل «حيفا» و"عكا» و"صفد» و"طبريا» و"تل ابيب» وما يسمى بمناطق الوسط او المركز. 

وبرأي المصادر، ان الميدان يشكل عاملا اساسيا لاجبار العدو على القبول بوقف النار، وان ما حصل حتى الآن يعزز اسقاط رهانات نتنياهو على الاستمرار في الحرب طويلا. وباعتقاد هذه المصادر ان نتنياهو بدأ يواجه معارضة متنامية على المستوى السياسي بعد تخلصه من خصومه، حتى الذين كانوا محسوبين على حزبه مثل غالانت، وكذلك من الجيش ايضا.

وعلى صعيد تأثير فوز ترامب المعروف بعلاقته المتينة بنتنياهو، تذكر المصادر بكلامه الشهير الذي وجهه منذ فترة وقوله له «انه الوضع» قبل موعد الولاية الرئاسية الجديدة . وترى المصادر ان هناك اكثر من تفسير لهذه العبارة، لكن يبدو واضحا ان ترامب لا يريد ان يتحمل ثقل هذا الوضع مع بداية عهده، ويفضل انهاء الحرب في لبنان وغزة قبل مباشرة مسؤولياته، بغض النظر عن طريقة تحقيق وقف النار على الجبهتين . ويمكن القول ان فرصة وقف النار في لبنان في الفترة الانتقالية للحكم في اميركا تبقى موجودة بنسبة جيدة، لكن تحقيق هذا الهدف خلال الاسابيع القليلة يعتمد على ٣ عناصر اساسية: الميدان، الضغط الدولي والاميركي على «اسرائيل»، وسقوط وتراجع نتنياهو عن الاستمرار في الرهان على الحرب .  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المصادر ان وقف النار فی لبنان

إقرأ أيضاً:

شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة

كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، القول إنّ المرحلة الأولى لتنفيذ خطّة ترامب في غزة أشرفت على الانتهاء، وأنّه «يركّز الآن على المهمة المقبلة وهي، تجريد حركة حماس من أسلحتها ونزع السلاح في غزة. وهذا سيحدث إمّا بالطريقة السهلة (اتفاق) أو بالطريقة الصعبة (حرب)». جاء ذلك في خطابه في الكنيست الاثنين الماضي وفي مؤتمره الصحافي مع المستشار الألماني ميرتس. وأكد نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، أن الانتهاء الرسمي للمرحلة الأولى مشروط بإعادة جثة الإسرائيلي الأخيرة المتبقيّة في غزة.

يتجاهل نتنياهو أن وتيرة إعادة المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات فاقت كل التوقّعات الإسرائيلية والأمريكية. فقد صرّح ترامب أن هناك أقل من 20 محتجزا إسرائيليا حيا، وأن قسما منهم فقد الحياة، وتبين أن هذا غير صحيح، فقد عادوا جميعا. كما ردد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، أنّ حماس لن تعيدهم جميعا لتبقى عندها ورقة للمساومة، ولم يحدث هذا. وشكّكت إسرائيل بإمكانية انتشال جثث الإسرائيليين من تحت الركام في غزّة، خلال فترة قصيرة، وتوقع مسؤولوها أنّ هذا سوف يستغرق أشهرا طويلة وربّما سنوات، وجرى الحديث حتى عن إمكانية فقدان آثار عدد منهم إلى الأبد.

وقد أثبتت التطورات المتوالية في هذا الملف بطلان الادعاءات الإسرائيلية المتكررة، أن حماس «تماطل في إعادة المحتجزين وتخرق الاتفاق».

خروقات متواصلة
لقد بررت إسرائيل العقوبات الجماعية التي فرضتها على أهالي غزة، بالادعاء أن «حماس تخرق الاتفاق»، في حين أن الحركة التزمت به بالكامل من حيث تسليم المحتجزين، والالتزام التام بوقف إطلاق النار، حتى بعد أن خرقته إسرائيل مرارا وتكرارا. في مقابل التزام الطرف الفلسطيني، لم تف إسرائيل بتعهداتها، وخرقت اتفاق وقف إطلاق النار 738 مرّة، وبلغ عدد الضحايا 386 شهيدا و987 جريحا. كما أنّها لم تفتح المعابر ولم تسمح بدخول «مساعدات كاملة» كما وعدت والتزمت، إذ تدخل القطاع يوميا 145 شاحنة بالمعدّل من أصل 600 شاحنة نص عليها الاتفاق. وبالنسبة للوقود فقد دخلت غزة منذ وقف إطلاق النار 115 شاحنة فقط بنسبة حوالي 10% من 1100 شاحنة اتفق على إدخالها. وبعد هذا كلّه يردد نتنياهو، بوقاحته المعهودة، أنّ «حماس تخرق وقف إطلاق النار»، وتلحقه الإدارة الأمريكية، إمّا بإبداء التفهّم لما تفعله إسرائيل «دفاعا عن نفسها» أو بسكوت يعبّر عن الرضى أو عدم الاكتراث، ما بقيت الأمور تحت السيطرة ولم تنزلق إلى انهيار الاتفاق.

يبدو أن السلوك الإسرائيلي في المرحلة الأولى، لن يتغيّر في المرحلة الثانية لتنفيذ اتفاق ترامب. ولا مؤشّرات أنّ حكومة نتنياهو ستبدّل تعاملها في المرحلة المقبلة. العكس هو الصحيح، فهي ستواصل خرقها لوقف إطلاق النار والتضييق على المساعدات وعلى فتح المعابر، وسوف تنقل خروقات المرحلة الأولى كأدوات ضغط ومناورة في المرحلة الثانية. لقد كان من المفروض أن يكون دخول لمساعدات إنسانية كاملة، وفتح للمعابر ووقف فعلي لإطلاق النار، مقابل تسليم المحتجزين، لكن إسرائيل استلمتهم كما نص الاتفاق، لكنّها لم تدفع «الثمن»، إلا جزئيا واحتفظت لنفسها بالجزء الأكبر للمقايضة به لاحقا.

شروط نتنياهو
مع الحديث عن قرب إجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية في غزّة صرّح نتنياهو أنها ستكون صعبة جدّا. قال ذلك لأنّه يعرف أن الاتفاق أصلا صعب على الهضم فلسطينيا، وأكثر من ذلك لأنّه يعرف أن شروطه هو لا يمكن أن يقبل بها الفلسطينيون. وفي كل يوم يطلع نتنياهو ومن حوله بشرط جديد ليس موجودا في الاتفاق أصلا، أو بصياغة أكثر تشددا لشرط قائم. ويمكن تلخيص شروط نتنياهو، كما هي اليوم، بالتالي:

أولا، تجريد حركة حماس من أسلحتها. وهذا هو الشرط الأهم بالنسبة للمؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل. ويعتبره نتنياهو مفتاحا لإعلان النصر في غزة، فقد قال مرارا وتكرارا أنه حقق الانتصارات على إيران ولبنان وسوريا وبقي عليه غزّة، وهو يصر على نزع حماس من أسلحتها الثقيلة والخفيفة بلا استثناء، وخلال فترة وجيزة. ويبدو أن الولايات المتحدة تكتفي بنزع الأسلحة الثقيلة بشكل متدرّج، لكن لن نستغرب إن هي غيّرت موقفها وتبنت الموقف الإسرائيلي.

ثانيا، نزع السلاح عن غزة: والمقصود بهذا الشرط الإسرائيلي اتخاذ خطوات تمنع إدخال الأسلحة إلى غزة، وتشمل إنشاء جهاز مراقبة لضمان هذا الأمر. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني، قال نتنياهو إن ترتيبات نزع السلاح واجتثاث التطرف في غزة تشبه تلك التي فرضت على ألمانيا واليابان عند انتهاء الحرب العالمية الثانية متجاهلا انهما بقيتا دولتان مستقلتان وهو يرفض بشدة فلسطين المستقلة.

ثالثا، حكم غزة: ما زال نتنياهو يصر على مبدأ ألا تحكم غزة لا حماس ولا السلطة الفلسطينية، وألا يشارك في إدارة شؤونها من له علاقة بالفصائل الفلسطينية. وهو يقبل بسلطة حكم دولية مثل «مجلس السلام»، شرط أن يقبل هذا الجسم الشروط الإسرائيلية بخصوص «الإدارة الفلسطينية»، والقوات الدولية والشرطة المحلية.

رابعا، اجتثاث التطرف: وهذا شرط يضعه نتنياهو من حين لآخر على الطاولة ويربطه بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، وهو يمكنه من الادعاء دوما أن شروط الانسحاب لم تكتمل. ويعني هذا البند إحداث انقلاب في برامج التعليم وفي وسائل الإعلام وخطاب المسؤولين، بما يتلاءم ليس بالاعتراف بإسرائيل فحسب، بل بالاعتراف بها كدولة يهودية وكدولة اليهود، واجتثاث أي خطاب يناقض «حقها في الوجود كدولة يهودية».

خامسا، سيطرة أمنية كاملة: منذ بداية الحرب تردد إسرائيل أن أي تسوية في غزة تشمل هيمنة أمنية إسرائيلية مطلقة في الجو والبحر وعلى طول الحدود وفي داخل غزة، وسيطرة على المنافذ كافة وإخضاع كل ما يخرج أو يدخل القطاع لرقابة إسرائيلية مشددة.
سادسا، عدم الانسحاب الكامل: ترفض إسرائيل مبدأ الانسحاب الشامل من غزة، وتصر على الاحتفاظ ـ على الأقل – بشريط أمني على طول حدود قطاع غزة، وتروّج بأنه ضرورة أمنية لا تستطيع التنازل عنها. ويشكل هذا الشريط ما يقارب 15-20% من مساحة غزة.

سابعا، تركيبة القوات الدولية: تصر إسرائيل على حقها في قبول أو رفض مشاركة أي دولة في القوات الدولية، المزمع نشرها في غزة. وقد أعلنت أنها لن تقبل بقوات قطرية وتركية. وهناك قلق إسرائيلي من أن بعض الجهات في الإدارة الأمريكية ترى ضرورة مشاركة تركيا.
ثامنا، إعادة الإعمار: تريد إسرائيل أن تتحكم بمشروع إعادة إعمار غزة، من حيث الذين «تسمح» لهم بالمساهمة في إعادة الإعمار ومن حيث الأمكنة التي تأذن بإعمارها، إضافة إلى قيود بشأن مواد البناء والإنشاء وطرق إدخالها والرقابة عليها.

وإذا جمعنا هذه الشروط وغيرها من العراقيل والإملاءات الإسرائيلية، فإن إمكانية التقدم في المرحلة الثانية ليست صعبة فحسب، بل شبه مستحيلة. والذي قد يحدث في حال انسداد الأبواب السياسية هو العودة إلى الحرب الشاملة في غزة، بكل ما يعنيه ذلك من المزيد من الكوارث والدمار. هنا يلزم إعداد خطة فلسطينية – عربية بديلة، إذ لا يعقل أن تبقى خطة ترامب المجحفة هي الوحيدة المطروحة. ويجب الشروع في إعداد البديل فورا، لأن فشل خطة ترامب مصيبة إذا لم يتوفّر البديل، وقد يكون هذا البديل هو حبل النجاة.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • خلال إقامة مراسم دفن في بلدة جنوبيّة... إليكم ما قام به العدوّ الإسرائيليّ
  • رويترز: أميركا حجبت معلومات استخباراتية عن إسرائيل خلال حرب غزة
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • وساطات متعددة والحسم عند المُحرّك الأميركي
  • زيلينسكي: إجراء انتخابات في أوكرانيا يتطلب وقف إطلاق النار
  • نتنياهو يطلب تأجيل جلسة محاكمته بسبب جدول أعمال أمني وسياسي طارئ
  • خلال 24 ساعة.. السفير الأميركيّ زار برّي مرّتين
  • بري ينتقد تصريحات المبعوث الأميركي حول ضم لبنان إلى سوريا
  • شروط نتنياهو تكتب الفشل للمرحلة الثانية في غزة