نتنياهو: أحداث أمستردام تهديد لإسرائيل وهولندا
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
أثارت أعمال الشغب في أمستردام، التي استهدفت مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، موجة واسعة من التنديدات الدولية، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتداء بـ"المعادي للسامية" و"خطير على إسرائيل وهولندا"، مطالبًا بمزيد من الحماية للمجتمع اليهودي في هولندا.
جاء ذلك خلال اتصاله بنظيره الهولندي ديك شوف، الذي أعرب بدوره عن "صدمته" من الحادثة، مؤكدًا أن السلطات الهولندية ستلاحق المسؤولين.
في ذات السياق، استنكرت المفوضية الأوروبية، عبر رئيستها أورسولا فون دير لاين، "الهجمات الدنيئة ضد المواطنين الإسرائيليين"، فيما وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحادثة بأنها تذكير بـ"الحقب الأكثر ظلامًا في التاريخ"، مؤكدًا التزام فرنسا بمكافحة معاداة السامية.
من جانبها، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها على لسان الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان، جيريمي لورانس، مشددة على ضرورة حماية الأفراد من العنف والتمييز بناءً على أصلهم القومي أو الديني.
خطة عمل لاحتواء العنفأعلن نتنياهو عن توجيهاته لرئيس الموساد ومسؤولين آخرين لإعداد خطة عمل للحد من أعمال العنف خلال الأحداث الرياضية، وذلك عقب اجتماع بوزارة الخارجية للإشراف على عملية إجلاء الإسرائيليين من أمستردام.
وأضاف في بيان: "وجهت بتطوير نظام إنذار للتعامل مع الوضع الجديد."
تفاصيل الاشتباكات وأجواء التوتراندلعت أعمال الشغب عقب مباراة بين فريقي مكابي تل أبيب وأياكس أمستردام، حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة مشجعين إسرائيليين يرددون شعارات عنصرية، بحسب وكالة فرانس برس.
كما وثقت مقاطع أخرى مشاهد من مرافقة الشرطة الهولندية للمشجعين الإسرائيليين إلى الفندق.
كان المشجعون قد تجمعوا قبل المباراة في ساحة دام، في العاصمة الهولندية، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث طوقت الشرطة مكان تجمعهم قبل توجههم إلى ملعب يوهان كرويف.
وتم نقل مسيرة مؤيدة للفلسطينيين، كان من المقرر أن تقام قرب الملعب، إلى موقع آخر لضمان الأمن.
تصاعد التوترات على خلفية التضامن مع فلسطينالجدير بالذكر أن هذه الأحداث جاءت في ظل تضامن متزايد مع القضية الفلسطينية في أوروبا، حيث رفع مشجعو نادي باريس سان جرمان الفرنسي قبل يومين لافتة "فلسطين حرة" خلال مباراتهم في دوري أبطال أوروبا.
وأدان وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، هذا التصرف، مؤكدًا على حظر الأنشطة السياسية في الملاعب.
ورغم تصاعد الدعوات لتأجيل مباراة مرتقبة بين فرنسا وإسرائيل ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية، والمقرر إقامتها في 14 نوفمبر في ملعب "ستاد دو فرانس"، إلا أن السلطات الفرنسية أكدت التزامها بإجراء المباراة في موعدها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نتنياهو إسرائيل هولندا أمستردام تل أبيب فلسطين
إقرأ أيضاً:
خبراء: نتنياهو سيقبل بصفقة مؤقتة لأنه بدأ تفريغ غزة عمليا
يعتقد خبراء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحاول إثبات أنه ليس تابعا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك من خلال التفاوض تحت النار وصولا إلى صفقة بشروطه تجعله قادرا على مواصلة تهجير سكان قطاع غزة.
فقد أبدى نتنياهو مؤخرا بعض المرونة في المفاوضات التي تجري بينما قواته تواصل إزالة ما تبقى من مباني القطاع تمهيدا لتهجير سكان الشمال والوسط إلى الجنوب.
ولم يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي جولة جديدة من المفاوضات لكنه أيضا حدد لها مسارا لا يسمح لها بالتوصل لصفقة ما لم تكن بشروطه التي تخدم خطة السيطرة الكاملة على القطاع في نهاية المطاف.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد بدأ الجيش بالفعل توسيع العملية العسكرية وفق خطة "عربات غدعون"، التي تقوم على القصف الجوي العنيف والبقاء في المناطق التي تتم السيطرة عليها.
في الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أن الحكومة تواجه 24 ساعة حاسمة في المفاوضات، وأنه ربما يتم التوصل لصفقة خلال الساعات المقبلة. كما قالت قناة "كان" إن جولة المفاوضات المرتقبة ستجري من دون شروط مسبقة من الطرفين.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء السبت إنه بحث مع نتنياهو جهود إطلاق سراح الأسرى، وهو ما يشي بقرب التوصل لاتفاق فعلي، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي.
إعلانلكن مكي أكد -خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"- أن التنصل الإسرائيلي الدائم من كل اتفاق هو المشكلة التي ستواجه أي صفقة، لأن الضمانة الأميركية لم تحم الاتفاق السابق.
المقاومة في وضع صعب
ومع ذلك، يعتقد مكي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أصبحت في وضع أكثر صعوبة لأن الجميع يضغط عليها ولا أحد يضغط على إسرائيل"، ومن ثم "فإن تضحية المقاومة بنفسها مقابل عدم تفريغ القطاع من سكانه، سيكون نجاحا كبيرا"، برأيه.
ورغم صعوبة هذا الطرح، إلا أن مكي يعتقد أن حماس "تتعرض لضغوط عسكرية وإنسانية في القطاع إلى جانب ضغوط أميركية وعربية، تجعل خياراتها محدودة، فضلا عن أن المقاومة ستتولد مجددا وبشكل أعنف، بينما سكان القطاع لن يعودوا مجددا لو تم تهجيرهم".
لذلك، يعتقد الباحث الأول بمركز الجزيرة أن الهدف الرئيسي لحماس حاليا إفشال خطة التهجير التي بدأت إسرائيل تنفيذها عمليا على الأرض، بينما ترامب لم يرد إنهاء هذا الملف.
وخلص مكي إلى أن إسرائيل تعرف منذ سنوات طويلة أنها لن تسيطر على غزة عسكريا أبدا، ومن ثم فقد قررت تفريغه من سكانه، مستغلة عدم فعل العالم شيئا.
وبالفعل، قام جيش الاحتلال بهدم ألف بيت في شمال القطاع وهجّر نحو 300 ألف فلسطيني من المنطقة خلال يومين، حسب ما أكده مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، أن هذا التصعيد العسكري تزامنا مع المفاوضات، تعكس رغبة نتنياهو في إيصال رسالة مفادها أنه ليس تابعا لترامب، وأنه سيتفاوض تحت النار، لكي يصل إلى اتفاق بشروطه.
ويجزم مصطفى بأن نتنياهو يريد هدنة مؤقتة في الوقت الراهن حتى لو لزم الأمر مرونة في بعض النقاط الخلافية طالما أنه لن يلتزم بإنهاء الحرب، لأن هذه الصفقة ستخفف عنه ضغطا داخليا وخارجيا، وستمنحه فرصة الانطلاق مجددا لإتمام عملية التهجير.
إعلانوالسبب في احتمالية التوصل لاتفاق هذه المرة -برأي مصطفى- أن نتنياهو يدرك جيدا أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأسرى الأحياء، وهذا ما يجعله متمسكا باستعادة نصفهم على الأقل ثمنا لهدنة مؤقتة حتى لو كانت ستصل إلى شهرين.
ويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي أن التوصل لصفقة تعيد 10 أسرى إسرائيليين أو أكثر سيكون إنجازا كبيرا لنتنياهو، الذي أصبح المتحكم الفعلي في الحرب والمفاوضات بعد التخلص من كل خصومه السياسيين والعسكريين.
أما من الناحية العسكرية، فإن توسيع العمليات الذي بدأته إسرائيل يقوم على عدم الانسحاب من المناطق التي ستتم السيطرة عليها مع إقامة بنى تحتية فيها، كما يقول العميد إلياس حنا.
ويخطط الاحتلال من خلال هذه العملية إلى ترحيل سكان الشمال والوسط أيضا إلى الجنوب في الوقت الذي يتم التفاوض فيه على وقف لإطلاق النار، وهذا يعني أن نتنياهو يتفاوض على واقع بينما هو يقوم بتغييره على الأرض، برأي حنا.
وتشي الخطة الجديدة -برأي حنا- بوجود قواعد اشتباك جديدة مما يعني أن المقاومة لم يعد أمامها سوى خيار القتال لأن تسليم السلاح يعني انتهاءها تماما، وهذا ما يدفعها لمحاولة استغلال ورقة الأسرى الأحياء لفرض واقع جديد.
وفي كل الحالات، فإن تقليص مساحة تحرك المقاومة من خلال التدمير ونقل السكان، يعني أن المواجهة المقبلة ستكون عنيفة جدا لأن الاحتلال يستهدف القضاء حتى على المقاتلين وتدمير الأنفاق، كما يقول الخبير العسكري.