صحيفة البلاد:
2025-05-30@19:47:54 GMT

التنافس في الإعلام وتأثيره على المجتمع

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

التنافس في الإعلام وتأثيره على المجتمع

يشهد مجال الإعلام في العصر الحالي تنافسًا شديدًا بين المؤسسات الإعلامية والصحفية، سواء كانت تقليدية أو رقمية. هذا التنافس يعكس تغيرات جذرية في طريقة عرض المعلومات ونقل الأخبار، ويؤثر على كيفية استهلاك الجمهور للمحتوى الإعلامي.

إذا كان التنافس يعدّ من السمات الطبيعية لأي صناعة، فإن في الإعلام أبعادًا خاصة تتعلق بالجمهور، والأخلاقيات، والمسؤولية الاجتماعية.

في هذا المقال، سنتناول أبعاد التنافس الإعلامي، وأثره على جودة المحتوى الإعلامي، وعلى المجتمع ككل.

مع انتشار الإنترنت، وظهور منصات التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان الأفراد، والمجموعات، نقل الأخبار، والمحتوى، دون الحاجة إلى الوسائل الإعلامية التقليدية مثل الصحف والتلفزيون. هذا فتح الباب أمام منافسة أكبر بين وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، حيث يسعى الجميع إلى جذب أكبر عدد من المتابعين والمشاهدين والمستخدمين. مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”، جعلت التنافس بين وسائل الإعلام أشرس، كما جعلت سرعة نقل المعلومات أساسية.

مع تزايد انتشار الإنترنت، أصبح هناك تنوع هائل في رغبات الجمهور، حيث يبحث الناس عن محتوى يناسب اهتماماتهم. من هنا، تتنافس المؤسسات الإعلامية في تقديم محتوى جذاب وملائم للمستخدمين، سواء كان هذا المحتوى في شكل تقارير إخبارية، أو برامج ترفيهية، أو محتوى ثقافي.

المؤسسات الإعلامية تعتمد بشكل كبير على الإيرادات الناتجة من الإعلانات، ما يعزِّز التنافس بينها؛ من أجل جذب أكبر عدد من الجمهور. هذا الضغط الاقتصادي يجعل المؤسسات الإعلامية تسعى لتقديم محتوى يتناسب مع رغبات أكبر عدد من الأفراد؛ الأمر الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تقديم محتوى لا يتسم دائمًا بالمهنية أو الحيادية، بل يعتمد على ما يجذب المشاهدين.
في ظل التنافس الشديد، تحاول كل مؤسسة إعلامية تقديم محتوى أفضل، وأكثر احترافية لجذب انتباه الجمهور. هذا قد يؤدي إلى تحسين جودة البرامج والنشرات الإخبارية؛ سواء من حيث العمق الصحفي أو من حيث الأسلوب التقديمي.

رغم أن التنافس قد يعزَّز من جودة بعض المواد الإعلامية، فإنه قد يؤدي أيضًا إلى التركيز على الإثارة، والدراما، على حساب الموضوعية، والمصداقية. تسعى بعض وسائل الإعلام إلى جذب الانتباه عبر العناوين الصادمة، والمبالغة في عرض الأحداث، ما قد يؤثر سلبًا على مصداقيتها، ويؤدي إلى نشر الأخبار الزائفة أو المشوهة.

التنافس قد يضع ضغوطًا على العاملين في مجال الإعلام، سواء كانوا صحفيين أو مذيعين أو مراسلين. قد يُطلب منهم تقديم تقارير عاجلة، أو تغطية الأحداث بأسرع ما يمكن، ما يؤدي إلى تقليل الدقَّة في نقل الأخبار، أو عدم التحليل المتأني للوقائع. هذا النوع من الضغط، قد يؤدي إلى فقدان المهنية أحيانًا.

في ظل التنافس الإعلامي، قد تتسارع المؤسسات الإعلامية في نشر الأخبار؛ لتكون أول من ينقل الحدث، ما يزيد من احتمالية نشر أخبار غير دقيقة، أو معلومات مضلِّلة. هذا يؤدي إلى أزمة في مصداقية الأخبار، ويعزِّز من انتشار الأخبار الكاذبة، والشائعات، خصوصًا على منصات التواصل الاجتماعي.

التنافس الإعلامي قد يسهم في زيادة الوعي العام بالقضايا السياسية والاجتماعية والثقافية. قد تكون وسائل الإعلام في تنافس مستمر لنقل الأحداث بشكل أكبر وأوسع، ما يتيح للناس فرصًا أكبر للتعرف على ما يحدث في العالم من حولهم، والمشاركة في القضايا المجتمعية.

الإعلام هو مرآة المجتمع، لكن في ظل التنافس، قد يصبح تركيز بعض القنوات على البرامج الترفيهية والأخبار السطحية على حساب المواضيع الجادة، له تأثير سلبي. ذلك قد يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالقضايا الهامة مثل حقوق الإنسان، الفقر، والتعليم، والتركيز بدلاً من ذلك على الإثارة والتسلية.

التنافس الإعلامي هو جزء أساس من ديناميكيات صناعة الإعلام الحديثة، وله تأثيرات متعددة على كل من المؤسسات الإعلامية والجمهور والمجتمع بشكل عام. من ناحية، يمكن أن يعزِّز من جودة المحتوى، ويشجع على تحسين الأداء الإعلامي. لكن من ناحية أخرى، قد يؤدي إلى التركيز على الإثارة والمبالغة، ما يهدِّد مصداقية الأخبار، ويسهم في نشر معلومات غير دقيقة. في النهاية، يجب أن يكون التنافس الإعلامي محفِّزًا على الإبداع، والتحسين المستمر، لكن مع الالتزام بأخلاقيات المهنة والمصداقية؛ لضمان أن يكون الإعلام أداة بناءة تسهم في رفع مستوى الوعي والتقدم في المجتمع.

وقفة..
لا تتنازل كثيرًا؛ حتى لا تصبح بالهامش.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: المؤسسات الإعلامیة وسائل الإعلام تقدیم محتوى قد یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

«دور الإعلام في التوعية بمخاطر المخدرات» ندوة توعوية بقنا

نظم مجمع إعلام قنا، ندوة بعنوان" دور الإعلام في التوعية بمخاطر المخدرات"، بالتعاون مع جمعية تنمية المرأة الريفية والحضرية وصندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، ضمن جهود قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، لتوعية فئات المجتمع المختلفة بمخاطر المواد المخدرة وتأثيرها على صحة الفرد والأسرة، وأضرارها على المجتمع.

أقيمت فعاليات الندوة بجمعية تنمية المرأة الريفية والحضرية بمدينة قنا، بحضور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، ومحمد عبد الحميد، المدير التنفيذي للجمعية، وحاضر فيها عبد الرحمن أبوزكير، عضو نقابة الصحفيين ونائب مدير تحرير جريدة المساء، وأحمد أبوجبل، رئيس وحدة متطوعى قنا بصندوق مكافحة الإدمان والتعاطى، ورباب غمرى، نائب رئيس الوحدة، وأدارتها رحاب عبد البارى، مسئول البرامج بمركز النيل للإعلام بقنا.

في البداية أوضح يوسف رجب، أن جميع فئات المجتمع مستهدفين من ندوات التوعية التي ينظمها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، لأن المدمن يشكل خطرًا في كل الأحوال، لذا يجب التعامل مع قضية مكافحة المخدرات على أنها مشكلة شخصية تمس كل فرد تؤثر عليه وعلى أبنائه، مشيرًا إلى أن مشكلة المخدرات تكلف الدولة فاتورة باهظة للإنفاق على المستشفيات وعلاج المدمنين، إلى جانب ارتفاع معدلات الجريمة والحاجة للإنفاق على السجون.

وفي كلمته، أشار عبد الرحمن أبوزكير، إلى دور الإعلام كسلاح ذو حدين إذا تم استخدامه في تشكيل الوعي فهو إيجابي، وإذا استخدم في الترويج للسلوكيات الخاطئة فهو آفة تدمر العقول، منتقدًا بعض الأعمال الدرامية التي تصور المجرم كبطل شعبي، وتقدم تجارة المخدرات كمصدر للثراء.

وأوضح أبوزكير أن الأسرة هي خط الدفاع الأول، حيث توفر الرقابة الواعية غير القمعية، التي تقوم على الحوار وليس العنف في التربية، لأن القسوة لا تعالج المشكلة بل تزيدها تعقيدًا، مضيفًا بأن مكافحة الإدمان معركة وعي في المقام الأول، لأنها تضمن الوقاية من الانحراف، وتحد من حوادث العنف الدخيلة على المجتمع التي تكررت في الآونة الأخيرة، فضلًا عن أن المدمن يشكل خطرًا على أسرته أولاً ويمتد إلى المجتمع ككل بعد ذلك.

وتطرق أحمد أبو جبل، رئيس وحدة متطوعي قنا بصندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، إلى دور الصندوق كمحور وقائي يقوم بتقديم التوعية لمختلف فئات المجتمع، ومحور علاجي للتعامل مع الحالات بالمجان مع ضمان السرية التامة من خلال ٣٢ مركز على مستوى الجمهورية، تضم ملاعب ومكتبات وقاعات كمبيوتر وموسيقى لخدمة المدمن خلال فترة التعافي.

وأوضح رئيس وحدة متطوعي قنا بصندوق مكافحة الإدمان والتعاطي، بأن مركز عزيمة التابع لصندوق مكافحة الإدمان في قنا، يعمل بسعة 91 سريرًا للحالات الحرجة، فيما يتم صرف العلاج للحالات البسيطة بالمجان من العيادات الخارجية التي يتم استقبال الحالات فيها من التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا ثلاثة أيام أسبوعيًا" الأحد، الثلاثاء، الخميس".

من جانبها، أوضحت رباب غمري، نائب رئيس وحدة متطوعي قنا، بأن الصندوق يتولى عمل التحاليل الطبية للموظفين والسائقين، كردع لكل من يحاول الدخول لهذا النفق المظلم، إضافة لتخصيص الخط الساخن 16023 للإبلاغ عن المتعاطين وتقديم المشورة الطبية في سرية تامة من خلال الاستعانة بالمتخصصين، مشيرة إلى أن الإحصائيات تؤكد وجود ٢٧ سيدة مدمنة بين كل ١٠٠ سيدة، وهو رقم صادم يعكس انتشار الإدمان بين فئة المرأة

.

وأضافت غمري، بأن أهم أسباب انتشار الإدمان تقليد أصدقاء السوء، أو تجربة المخدر في الأفراح الشعبية، أو الاعتقاد بأنها مكمل للرجولة، أو وجود قدوة سيئة سواءً داخل الأسرة، أو على مستوى المشاهير، لذا فإن المستهدفين من التوعية يكونون من خارج دائرة الإدمان لحمايتهم قبل الوقوع في فخ الإدمان، وأن هناك بعض العلامات البسيطة يمكن أن تلاحظها الأسرة على أبنائها حال تعرضه للإدمان منها" خلل في التحصيل الدراسة، تراجع المستوى الصحي، فقدان الشهية، هالات سوداء أسفل العين، عدم التركيز" ويجب التوقف عندها قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • الدكتور المصطفى: كل المنصات الإعلامية التي تلتزم بالعمل الوطني مرحب بها
  • البنية التحتية الإعلامية عصرية وتتيح التوسع والنمو
  • مجلس الإمارات للإعلام يطلق حزمة من السياسات الإعلامية الجديدة
  • حزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء يبحث خطة العمل الإعلامي الفترة المقبلة
  • عبدالله آل حامد: مواكبة التكنولوجيا تحدد مكانة المؤسسات الإعلامية وتنافسيتها
  • أحمد بن محمد: دبي مركز إقليمي ودولي للحوار الإعلامي
  • جلسة «عصر الشهرة مقابل التأثير الفعلي» تؤكد ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة ليكون الخطاب الإعلامي مؤثراً
  • الإعلام الرقمي.. بين سرعة النشر وغياب الدقة
  • وزراء ومسؤولون: المصداقية والتقنيات ضمانة لاستمرارية المؤسسات الإعلامية
  • «دور الإعلام في التوعية بمخاطر المخدرات» ندوة توعوية بقنا