تشو شيوان

اختُتِمت الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد في مدينة شانغهاي قبل أيام بعد تحقيق نتائج مثمرة؛ حيث بلغ حجم المعاملات التقريبي لمعرض الصين الدولي للاستيراد في عام واحد 80.01 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 2.0% عن الدورة السابقة، وخلال الدورة الجارية، تحتل الشركات من الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى المراتب الأولى من حيث حجم المشاركة وحجم الصفقات، أيضًا هناك زيادة من حيث عدد الشركات العالمية الرائدة والتي تشارك لأول مرة في المعرض في شتى المجالات، الأمر الذي يعكس ثقة الشركات العالمية بالتنمية الاقتصادية المستمرة في الصين وتأثيرها على حجم شركاتهم وأسواقهم المستهدفة.

ويُعد معرض الصين الدولي للاستيراد أول معرض عالمي يركز على مواضيع الواردات، والهدف الأساسي لاستضافة المعرض يرجع إلى أن الصين تسعى إلى تعزيز الانفتاح رفيع المستوى وفتح سوقها أمام العالم، وهذا ما جذب انتباه الشركات العالمية للمشاركة في المعرض، وقد توافدت المشاركات من جميع دول العالم، ومنذ دورته الأولى في عام 2018، يواصل معرض الصين الدولي للاستيراد استخدام "المنصات الأربع الرئيسية" للمشتريات الدولية، وترويج الاستثمار، والتبادلات الشعبية، والتعاون المفتوح، ليصبح نافذة لبناء نمط تنمية جديد، ومنصة لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى، ومنتج مشترك عالميًا، خصوصًا وأنه في الوقت الحاضر يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي وتتزايد الحمائية التجارية، وقد أصبحت فرص الانفتاح من الموارد النادرة، أما إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد فهي تقدم فرص سانحة للدول المختلفة لتقاسم الفرص التنموية الصينية، وهذا هو جوهر الفلسفة الصينية في هذا الجانب.

وتعمل الصين على تحقيق التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، الأمر الذي يضخ طاقة إيجابية جديدة في دفع التنمية الاقتصادية وازدهارها في العالم، وخلال الأيام الماضية، قد رفعت بنك يو بي إس وبنك جولدمان ساكس ومؤسسات أخرى توقعاتهم بشأن النمو الاقتصادي في الصين هذا العام، ووفقًا للتوقعات صندوق النقد الدولي، خلصت بلومبرج إلى أن الصين ستظل أكبر مساهم في النمو العالمي في السنوات الخمس المقبلة، وهذا يعزز نمو المعرض كنافذة للتبادلات التجارية بين الصين والعالم بما يدفع بالاقتصاد العالمي نحو أفاق أوسع من التعاون.

ومن توسيع الواردات بشكل نشط، ومواصلة تسهيل الوصول إلى الأسواق، وتنفيذ قوانين الاستثمار الأجنبي، إلى تنفيذ استراتيجية تحسين منطقة التجارة الحرة التجريبية، وتسريع بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة... يتم تنفيذ سلسلة من تدابير الانفتاح التي تم الإعلان عنها في الدورات السابقة من معرض الصين الدولي للاستيراد بشكل تدريجي مع الإجراءات والنتائج العملية، وكل ذلك يثبت أن باب الصين للانفتاح لن يؤدي إلا إلى الانفتاح على نطاق أوسع وأوسع، كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عدة على أن الصين تعمل على التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، وذلك من خلال البناء المشترك للحزام والطريق بشكل شامل وتطوير القوى الإنتاجية الجديدة النوعية بشكل خاص، وأعتقد أن الصين ستضل محركًا ولاعبًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات المقبلة، وهذا سيقلل من تأثير التباطئ العالمي.

ومن الاستمرار في إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض التجارة في الخدمات، ومعرض كانتون، إلى المشاركة الفعالة في التعاون مع الآليات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ومجموعة العشرين، ومجموعة البريكس، ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة شانغهاي للتعاون، وتعزيز البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق، والمشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية لمعالجة تغير المناخ... فتتخذ الصين إجراءات عملية للجمع بين قوى التعاون العالمية بشكل مستمر.

وانطلاقًا من الدورة الجديدة من معرض الصين الدولي للاستيراد، تستعد الصين دائما للعمل مع الدول الأخرى لممارسة التعددية الحقيقية، وبناء المزيد من التوافقات المتعلقة بالانفتاح، والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية العالمية بشكل مشترك، والسماح للانفتاح بجلب مستقبل مشرق جديد للتنمية العالمية، وعند الحديث عن هذا الجانب فالشركات العربية خير مثال على ذلك، فالتعاون الصيني العربي من خلال المعرض فتح نوافذ مهمة لمستقبل مشترك ومشرق، وكل عام تزداد الفرص مع ازدياد أعداد الشركات المشاركة؛ إذ بالتعاون والمشاركة والانفتاح على الآخر نمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل.. وهذه هي فلسفة المعرض، وهي نفسها فلسفة الصين في فتح أسواقها للعالم والاستفادة من خبرات العالم في مختلف المجالات.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مختص: نتائج الشركات في السوق السعودية فاقت التوقعات وساعدت على استقرار

قال محلل الأسواق تركي الغفيلي، إن نتائج الشركات فاقت التوقعات في السوق السعودية، كما أنها خففت من المخاوف، وساعدت على استقرار حركة الموشر.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية عبر "العربية FM"، أن النتائج التي صدرت الخميس الماضي واليوم، ساعدت في حركة السوق بشكل واضح، خاصة أنها جاءت أفضل من التوقعات لأغلب الشركات.

محلل الأسوق تركي الغفيلي: نتائج الشركات فاقت التوقعات وساعدت على استقرار السوق السعودية
#السوق#العربيةFM pic.twitter.com/QVkc5FZhGn

— FM العربية (@AlarabiyaFm) July 27, 2025 السوق السعوديةأخبار السعوديةأهم الأخبارحركة السوققد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • «أنصار الله» تعلن المرحلة الرابعة من حصارها إسرائيل وتحذّر الشركات العالمية!
  • اليوم.. وزير الثقافة يفتتح الدورة العاشرة من معرض الإسكندرية للكتاب
  • مشاركون في معرض صحة الفم والأسنان: المعرض فرصة لتسليط الضوء على المستجدات العلاجية
  • معرض روميكس يوفر خيارات منوعة لمستلزمات النهوض الصناعي
  • مشاركون بمعرض صحة الفم والأسنان بدمشق: المعرض فرصة لتسليط الضوء على المستجدات العلاجية
  • غدًا.. وزير الثقافة ومحافظ الإسكندرية يفتتحان الدورة العاشرة لمعرض الإسكندرية للكتاب بكلية سان مارك
  • مختص: نتائج الشركات في السوق السعودية فاقت التوقعات وساعدت على استقرار
  • رئيس الوزراء يفتتح معرض الهيئة العربية للتصنيع أتيكو للصناعات الخشبية ومصنع الإلكترونيات
  • رئيس الوزراء يفتتح عددا من المشروعات الصناعية بالعلمين الجديدة
  • سعر النفط يسجل انخفاضاً في الأسواق العالمية